-
دخول

عرض كامل الموضوع : من هو فريد الغادري


عاشق الحرية
20/04/2005, 13:30
فريد الغادري ....جلبي سوريا الجديد 1-2
01-4-2005


بقلم علي حسين باكير


فريد الغادري، إذا لم تسمعوا بهذا الاسم من قبل فالأفضل أن تتذكّروه جيّدا، وهو على العموم سيتردد كثيرا من الآن فصاعدا. لكن من هو فريد الغادري؟ وما هو دوره؟ وما هي علاقته بالرئيس بوش والمحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية؟ وما موقفه من إسرائيل؟ وما مدى تأثيره على الوضع في سوريا؟ وما حقيقة مطالبته بتحرير سوريا؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه في هذا التقرير.


* من هو فريد الغادري؟


فريد الغادري ولد في سوريا عام 1941 في حلب، استقر في بداية الثمانينات في الولايات المتحدة الأمريكية وتخرّج الغادري من الجامعة الأمريكية في واشنطن (مقاطعة كولومبيا) في 1979بدرجة جامعية علمية في المالية. عمل في العديد من الشركات الضخمة في أمريكا ذات الشهرة العالمية. في سنة 1983 بدأ يعمل لحسابه الخاص. وفي سنة 1989 حالفه الحظ في الأسهم الأمريكية فربح أموالا طائلة ليصبح فيما بعد من كبار رجال الأعمال المعروفين في أمريكا. وهو كان في فترة من الفترات وللمفارقة يحمل ثلاث جنسيات: السورية والأمريكية والسعودية. وظل يحتفظ بالجنسية السعودية منذ أواسط السبعينات إلى عام 1996 حيث تخلى عنها كما يقول، ولكن الأرجح أنها سُحبت منه لأنه كان يطالب من الولايات المتّحدة بتشكيل جمعية "أمريكيين من أجل سعودية حرّة". وهو يقول في ذلك: "لما كنت أحمل الجنسية السعودية كنت أنادي بالحرية والديمقراطية في السعودية، مثلما أنادي اليوم بالحرية والديمقراطية في سوريا". * علاقاته مع بوش الابن والمحافظين الجدد: بعد أحداث 11 أيلول اجتهد الغادري لتأسيس "حزب الإصلاح السوري"، وتحقق له ذلك فيما بعد. ويدعو الحزب إلى إعادة بناء سوريا على أسس "ديمقراطية ليبرالية". وينص الدستور الذي يقترحه الحزب على تشكيل مجالس تشريعية وتنفيذية للمحافظات الأربع عشرة في سوريا، على نمط مجلس الشيوخ الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى الجمعية العامة (البرلمان). الحزب عقد سلسلة مؤتمرات في الفترة بين 2001 و2004 في واشنطن وبروكسل لقوى المعارضة السورية في الخارج، وهو يفاخر بعلاقاته الوطيدة بالأجهزة الأمريكية. جاء في وثيقته التأسيسية: "يتمتع الحزب بالدعم الضمني من قبل العديد من المنظمات ورجال السياسة في الإدارة الأمريكية، وتربط قيادته عموماً ورئيسه فريد الغادري خصوصاً علاقات وثيقة بالكونجرس الأمريكي حيث يحظى بدعم كبير، إضافة إلى دعم وسائل الإعلام الأمريكية التي أشادت بالفكر الديمقراطي للحزب وقيادته وجدارته".


ويطالب الغادري علنا وجهارا بتحرير سوريا وتأمين حماية دولية للسوريين واستغلال الفرصة السانحة بوجود إدارة بوش والمحافظين الجدد، حيث يرى إنهم المثل الأعلى لتحطيم الديكتاتوريات، فهو يعتقد أنّهم حرّروا العراق وأنّهم جلبوا الديمقراطية إليه، ويقول في هذا الصدد: "رغم عظمة مأساة أحداث 11 أيلول/سبتمبر فهي فرصة ثمينة، قد تتلاشى إن لم نستغلها على أكمل وجه ونستنبط منها العبر،.... علينا اغتنام المناسبة للقيام بخطوة على الطريق قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر 2004م"، إذ إنّه كان يخشى أن لا يفوز بوش والمحافظين الجدد في الدورة الثانية، وأن يخسر الحزب بالتالي داعما أساسيا له لتغيير النظام في سوريا. لكن بعد إعادة انتخاب بوش أرسل فريد الغادري برقية إلى الرئيس بوش لتهنئته بإعادة انتخابه وبالثقة التي منحها إياه الشعب الأمريكي كما يقول، كما اتّصل هاتفيا بمكتب نائب الرئيس ديك تشيني وقدم التهاني باسم السوريين من أعضاء وأصدقاء حزب الإصلاح السوري وجماهير التحالف الديمقراطي السوري. وجاء في البرقيّة المرسلة: "إن النجاح الباهر الذي حققه الحزب الجمهوري الأمريكي بقيادة الرئيس جورج بوش على صعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، إنما يدل على نجاح السياسة الأمريكية الخارجية وخاصة في الشرق الأوسط". وذكّرت البرقيّة "أن الشعب الأمريكي منح الثقة للرئيس الذي أعلنها حربا بلا هوادة على الإرهاب، حرر أفغانستان والعراق وقض مضاجع الدكتاتوريات، ويسعى حثيثا لتحقيق أمن وسعادة شعوب كثيرة من خلال شرق أوسط واسع وديمقراطي"، وأشارت أيضا إلى أن: "عهد الرئيس بوش تميز بتقليم مخالب النظام البعثي من خلال إدراجه في قائمة الأنظمة الراعية للإرهاب، صدور وتفعيل قانون محاسبة النظام السوري، قرارات دولية بسند أمريكي لاستعادة استقلال لبنان وإنهاء الاحتلال السوري لدولة مجاورة، وتسمية المقدمات الموضوعية لإصدار قانون تحرير سوريا ومساندة القوى الديمقراطية السورية".


وقد جاء في بيان للقيادة المركزية لحزب الإصلاح الذي يرأسه الغادري بعد الانتخابات الأمريكية والتغييرات الأخيرة في مراكز القيادة في حكومة بوش: "لقد فرضت إعادة انتخاب الرئيس جورج بوش لولاية ثانية مستجدات سياسية دولية ومحلية، مما يعزز سبل نضال حزب الإصلاح السوري على الساحة الوطنية بغية تحقيق أهدافه من أجل الديمقراطية والحرية والسلام لكل السوريين. وهذا يحتم إدراج إضافات بنيوية على فقرات البرنامج التنفيذي المرحلي للحزب بما يتوافق والمعادلات السياسية الجديدة وطنيا ودوليا.... إن النجاح الباهر الذي حققه الحزب الجمهوري الأمريكي بقيادة الرئيس جورج بوش على صعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتعديلات الوزارية التالية يعتبر بحد ذاته عامل مهم لتغيير الدكتاتورية في سوريا خصوصا وفي الشرق الأوسط عموما. يتمثل بإحلال الشرعية الدولية لاستعادة لبنان استقلاله وعافيته، ويصار إلى تفعيل المقدمات الموضوعية لإصدار قانون تحرير سوريا ودعم القوى الديمقراطية السورية وصولا لاستلام الشعب السوري مقاليد أموره"، وجاء في البيان: "إن التغييرات الأخيرة في مراكز السلطة في أمريكا زاد من إمكانية تغيير النظام في سوريا وهو لصالحنا، إذ إن رايس التي حلّت في وزارة الخارجية، على حدّ قول الغادري، أكثر جدّية من التعامل مع سوريا، كما أن برنامجها لا يصب في صالح الدكتاتوريات، وهو ما يربك هذه الأنظمة ويجعلها متحفزة ومتأهبة. بينما كان الوزير باول واحدا من المتحفظين على تغيير البعث السوري ومدّه بأسباب البقاء، وشاطره هذه السياسة كل من ستيفن كابس (Stephan R. Kapps) ومساعده مايكل سوليك (Michael Sulick) اللذان استقالا من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه. كذلك الأمر بالنسبة لستيفن هادلي الذي حل في رئاسة مجلس الأمن القومي، وهو أكثر تشدّدا في التعامل مع سوريا".


* تقمص دور الجلبي وعون وأمثالهم باسم المعارضة الوطنية:


لقد جاء موقف الغادري من قضية اغتيال الحريري أبعد حتى من موقف الحكومة الأمريكية نفسها، فقد اتّهم الغادري سوريا بأنها هي التي قتلت الحريري وطبعا دون أية دلائل أو براهين، وقد استفادت أمريكا من هذا الموقف، فوجّه مجلس الشيوخ دعوة لفريد الغادري لعرض شهادته أمام أعضائه بعد يوم واحد من تقديم رئيسة اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في مجلس النواب الأميركي اليانا روس ليتينين يوم 8 مارس لمشروع "قانون تحرير لبنان وسوريا" إلى لجنة العلاقات الدولية في المجلس، ليحال بعدها إلى اللجنة ذاتها ولكن في مجلس الشيوخ، ليتم إقراره لاحقاً بالتصويت عليه في جلسة للمجلسين مجتمعين، وهو قانون يفرض حصارا ً مشدداً علي دمشق ويتيح لواشنطن أن تقدم دعما ماديا وعسكريا لما تسميه المعارضة التي تسعى إلى الحرية والديمقراطية. وبالفعل ففي التاسع من شهر آذار/مارس 2005م وعلى الساعة الواحدة بعد الظهر مثُل فريد الغادري رئيس حزب الإصلاح السوري أمام لجنة هلسنكي في مبنى مجلس الشيوخ الأمريكي، وأدلى بشهادته أمام هذه الهيئة الرفيعة، المؤلفة من تسعة أعضاء في الكونغرس وتسعة من أعضاء مجلس الشيوخ برئاسة السيناتور سام براونباك، في جلسة خاصة تحت عنوان: "سوريا تحبط وتعيق العملية الديمقراطية في الشرق الأوسط" (لاحظوا العنوان في الشرق الأوسط وليس في سوريا فقط!!).


وفي 24 آذار 2005 قام "التحالف الديمقراطي السوري المعارض" في أمريكا (ويتشكل من حزب الإصلاح الذي يرأسه الغادري وسبعة أحزاب أخرى تمثّل الأقليات في معظمها) بتسمية فريد الغادري على رئس وفد لتلبية طلب من وزارة الخارجية الأمريكية للقاء عدد من ممثلين الإدارة الأمريكية. ترأس الجانب الأمريكي في هذا الاجتماع نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية اليزابيت تشيني بحضور نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط سكوت كاربنتر ومساعد نائب الرئيس جون هانا وممثلون عن مجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع، وجلس مقابلهم السيد فريد الغادري وأعضاء اللجنة المرافقة. ودعا الغادري في هذا الاجتماع الذي استغرق حوالي ساعة من الزمن إلى ضرورة تغيير النظام في دمشق وأكّد مجددا أن الاستقرار في المنطقة يستلزم تغيير النظام السوري خاصة أنه المسئول عن المشاكل التي تحصل في العراق والمعرقل للمسيرة الديمقراطية فيه، وقال إن تشيني استمعت إلى الأفكار التي طرحناها، واستفسرت عن كيفية مساعدة تيار المعارضة السورية على تحقيق هدفه.


ويرى الغادري أن انهيار النظام السوري يبدأ من بيروت، إذ إن سوريا تحتل لبنان ومما لا شك فيه أن استقلال لبنان يجب أن يتبعه أيضا تحرير سوريا، وهو أمر قيد المباشرة برعاية أوروبية وأمريكية (كما يقول)، والنظام السوري في نزعه الأخير، يحتضر في بيروت وسوف ينتهي في دمشق. وفي هذا الصدد ركّز في الآونة الأخيرة على ضرورة تطبيق سوريا لقرارات الشرعيّة الدوليّة والقرار 1559 خصوصا. ويبدو أن الغادري قد استقى هذا الزخم في موضوع القرار 1559 ورؤيته بأنّ انهيار النظام يبدأ في بيروت وينتهي في دمشق من "اللوبي اللبناني المسيحي في أمريكا"، خاصّة أن للغدري علاقات جيّدة مع وليد فارس (عضو اللوبي اللبناني في أمريكا وأمين عام الجامعة الثقافية في العالم ويعتبر من المحافظين الجدد، وباحث رئيسي Senior Fellowفي مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات Foundation for the defuse DEFENSE of Democraciesفي واشنطن، ولعب دورا كبيرا في استصدار القرار 1559 ويقول إنه كتب مسودّته بيده) .



كما يبدو أنّ الغادري جذب اهتمام الأوروبيين هذه المرّة خاصّة بعد التفاهم بين أمريكا وفرنسا حول موضوع لبنان وسوريا، وهو الأمر الذي يفسّر دعوة الأوروبيين له عبر لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي للمشاركة في جلسة حول اتفاق الشراكة السورية الأوروبية وحقوق الإنسان، والتي عقدت في 30 آذار (مارس) الجاري في مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل، وتضمّن اللقاء عرضاً للوضع السياسي في سورية قدّمه الغادري!!













فريد الغادري ....جلبي سوريا الجديد 1-2
* موقف الغادري من إسرائيل:


يقول الغادري إنه يجب على الفلسطينيين والإسرائيليين أن يحلّو مشاكلهم بالطرق السلميّة، ويعتبر أن حزب البعث في سوريا يلهي السوريين بالقضيّة الفلسطينيّة وبقضايا أخرى، ويؤكّد على وجوب أن تكون سوريا دولة ديمقراطية وحرّة تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع جيرانها(يقصد إسرائيل)، ويضيف أنّ حزب البعث قد علّمه في سن الخامسة أن يكره الإسرائيليين واللبنانيين والعراقيين. هذا ويؤكد الغادري على ضرورة إتباع منهج في السياسة الخارجية لسوريا الديمقراطية يقوم على "انتهاج سياسة خارجية مستقلة وبناء تضامن إقليمي حقيقي مع جميع دول الجوارعلى أساس مبادئ التعايش السلمي والمصالح المشتركة والالتزام بمواثيق هيئة الأمم المتحدة والقوانين والأعراف الدولية المتبعة، واحترام الاتفاقيات الدولية، والإسهام في السلام وصيانة المنطقة والعالم، والعمل ضمن جهود المجتمع الدولي لحماية البيئة وتحريم صناعة أسلحة الإبادة الجماعية والتدمير الشامل. الانسحاب الفوري من لبنان والكف عن التدخل في شؤونه الداخلية. العمل من أجل استعادة الجولان، وعقد صلح دائم مع كافة دول الجوار وإقامة علاقات تجارية واقتصادية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار ولتحقيق التكامل الإقليمي وذلك في صالح الوطن السوري".


والغريب أن هذه الفقرة تشبه إلى حد كبير –وتحديدا ما يتعلق ما يتعلق بتصنيع الأسلحة والسلام (مع إسرائيل طبعا)-، الأدبيات التي وضعها "نوح فلدمان" اليهودي الأمريكي لعراق ما بعد صدّام. ويعتبر فريد الغادري أن السلام مع إسرائيل سيرد الجولان إلى سوريا، وهو في ذلك يقول: "حزب البعث لم يستطع أن يرد الجولان بالحرب، فنحن سنردها بالسلام، وسنعطي الإسرائيليين سلاما ويعطونا ديمقراطيّة". وتجدر الإشارة إلى أن الغادري كان قد أشار في شهادته أمام الكونجرس أن سوريا مسئولة عن التوتر في المنطقة (يقصد مع إسرائيل)، وقد قال بالحرف الواحد أمام اللجنة: "إن نظام الأسد سيحصل من روسيا على أسلحة إس آي – 18 المحمولة على الكتف، مما يزيد من التوتر في الشرق الأوسط إذ باستطاعتها إسقاط طائرة عابرة بسرعة 9 ميل في الساعة". (يبدو أنه لم يكن يكتفي بمهاجمة سوريا، بل الدفاع عن إسرائيل أيضا!!).


وكان حزب الإصلاح قد بعث برسالة إلى عدد من المسئولين في العالم لدعم الحرية في سوريا في وقت سابق، وتبيّن أنّ من بينهم رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون، لكن الحزب قال إن ذلك حدث "خطأ"، وقام المكتب الإعلامي للحزب بالاعتذار. إلا إن تقارير صحفية حديثة أشارت إلى أن الغادري كان قد زار إسرائيل مؤخرا، وأجرى مقابلة مع مجلة "كونيرت" الإسرائيلية، والتي نشرت المقابلة تحت عنوان "رجلنا في دمشق"، وأشار في هذه المقابلة إلى أن الإدارة الأميركية قد ارتكبت الأخطاء لأنها لم تكمل الطريق إلى سوريا بعد تحريرها للعراق، وإلى أن سوريا سبب كل المشاكل التي تحصل في العراق الآن، مؤكدا أنه بالرغم من انتشار ثقافة الكراهية في صفوف السوريين، إلا أنه يمكن أن يلتقي زعماء سوريون وإسرائيليون معا ليتحدثوا عن السلام والديمقراطية والتنمية بمبادرة من الولايات المتحدة على غرار مبادرة جنيف بين الفلسطينيين والإسرائيليين! ووصف إسرائيل بأنها مهمة في المنطقة لنشر الديمقراطية ومن ثم التوقيع على اتفاقية سلام معها.


* موقف المعارضة السورية الوطنية من الغادري:


يعتبر هيثم المنّاع وهو أحد أبرز المعارضين السوريين والناشطين في حقوق الإنسان في أوروبا، والمقيم حاليا في فرنسا على الرغم من تردّده إلى سوريا مرّات عديدة، أن لتحالف الديمقراطي في أمريكا يشوّه المعارضة الحقيقية والوطنية حين يدخل على الخط بأجندة أمريكية وبتعاليم الأستاذ بوول وولفوفيتز، وأن هؤلاء ليس لديهم تاريخ نضالي من أجل سوريا وغير معروفين ويصفهم وتحديدا الغادري بأنّهم مرتزقة جدد، وأن المعارض الحقيقي له جذور داخل المجتمع، وأما هؤلاء فليس لديهم شيء، ويصف الغادري بأنّه جلبي آخر فيقول: "ما قدِمه الجلبي الأصل كان مشروعاً كارثياً، فكيف بالكاريكاتير؟"، و يصف التحالف الديمقراطي السوري المعارض في أمريكا بأنه: "مهزلة سياسية من حزب لا طعم ولا رائحة له، مشكل من أول قطعة إلى آخر قطعة بمؤتمرات مصنوعة من الألف إلى الياء، لم تضحِّ ولم تقدم مناضلاً واحداً على مسرح العمل السياسي، فهذا يعطي على الأقل شرف الوراثة لبشار الأسد، في حين أننا الآن أمام كاريكاتير يقدمه لنا المشروع الأميركي في أسوأ إدارة أميركية للأسف"، ويقول إن الإدارة الأميركية تضغط على السلطات السورية من أجل تحقيق مكاسب إقليمية وتضغط على المعارضة الديمقراطية الحقيقية من أجل شق عُرى هذه المعارضة عبر الفصل بين الديني والعلماني، عبر الفصل بين التبعية والاستقلالية، وعبر إعطاء المجال لأشخاص ليس لهم أسس اجتماعية قوية من أجل بعثرة الذهن السوري عبر وسائل الإعلام الخارجية، وهذه من الضغوط التي نتعرض لها نحن في المعارضة الديمقراطية، ولن نخضع لأننا اخترنا الاستقلالية والعمل من الأسفل من الداخل.


هذا ويقدّم الغادري نفسه وتحالفه الديمقراطي على أنه البديل عن النظام في سوريا، وأنه لا يجب على أمريكا أن تخاف من استلام الإخوان المسلمين في سوريا للحكم لأنّهم أقليّة وليس لهم مكان لاستلام الحكم، وقال حرفيا في نص شهادته أمام الكونجرس مؤخرا، ما يلي: "يزاود نظام أسد مغاليا حينما يدعي أن البديل الوحيد عنه اليوم هو التيار الإسلامي المتطرف، وفي هذه المناسبة أؤكد أمام هذه اللجنة الرفيعة مطمئنا أن غالبية السوريين من العلمانيين وأتباع الإسلام المعتدل وأتباع المفتي المعروف كفتارو. وفي ظروف الانتخابات الحرة والنزيهة في جو ديمقراطي سيحصل للإخوان المسلمين على نسبة لا تتجاوز 1-15% من أصوات الناخبين الفعلية، وهم بذلك أقلية وفي ظروف برلمانية طبيعية لا يمكنهم فرض إرادتهم على كل السوريين، وهو بالضبط يعادل تمثيلهم في الأردن اليوم".


الغادري، إذاً، ليس في حاجة لمن ينعته بأنه "أمريكي". هو نفسه يعلن جهاراً نهاراً أنه أمريكي الهوى والمصالح والارتباطات من الألف إلى الياء. بيد أن هذه "التهمة الوطنية" قد تنقلب قريباً إلى "ميزة سياسية"، تماماً كما حدث مع العديد من قوى المعارضة العراقية، التي انتقلت بين ليلة وضحاها من كواليس البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في واشنطن إلى بلاط السلطة في بغداد. كل ما يحتاجه الأمر هو قرار من "الراعي" الأمريكي، من دون أن تكون ثمة حاجة إلى جماهير واسعة لا يمتلكها "حزب الإصلاح" أصلا. فالجماهير يمكن أن يتم تشكليها لاحقاً، كما حدث مع الذين عادوا مع الاحتلال الأمريكي إلى العراق.

zen
20/04/2005, 14:08
الغادري، إذاً، ليس في حاجة لمن ينعته بأنه "أمريكي". هو نفسه يعلن جهاراً نهاراً أنه أمريكي الهوى والمصالح والارتباطات من الألف إلى الياء. بيد أن هذه "التهمة الوطنية" قد تنقلب قريباً إلى "ميزة سياسية"، تماماً كما حدث مع العديد من قوى المعارضة العراقية، التي انتقلت بين ليلة وضحاها من كواليس البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في واشنطن إلى بلاط السلطة في بغداد. كل ما يحتاجه الأمر هو قرار من "الراعي" الأمريكي، من دون أن تكون ثمة حاجة إلى جماهير واسعة لا يمتلكها "حزب الإصلاح" أصلا. فالجماهير يمكن أن يتم تشكليها لاحقاً، كما حدث مع الذين عادوا مع الاحتلال الأمريكي إلى العراق.

ما حصل في العراق لن يحصل في سوريا
و :D :D :D :D :D :D :D