-
دخول

عرض كامل الموضوع : لا للبعث....و بالفم الملآن


yass
25/04/2005, 13:41
ماجد رشيد العويد

الإصلاح في سورية لم يعد مطلباً شعبياً فحسب، وإنما يجب أن يصبح مطلباً للسلطة أيضاً حتى لا يطاح بها وتنتهي إلى ما انتهى إليه النظام البائد في العراق.

يحملني على هذا الكلام بعثيون يشيرون إليّ وإلى كل من كتب عن "حزب البعث"؛ بإصبع الاتهام، وأننا ظلمنا هذا الحزب وظلمنا المنتسبين إليه، فهو لا يحكم، وإنما هو واجهة تمتص عفن جهات أخرى. هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، فـ "حزب البعث" والمنتسبون إليه يتحملون كامل المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في بلدنا سورية. فالحكم فيها باسمه، والحاكمون بعثيون ينتمون إليه، وليس هذا فحسب، بل إنهم فتحوا للبعثيين والشبيبيين الجامعات وجعلوها لتلقي المبادئ العفلقية ونسفوا العلم وأودعوه المتاحف، ليصبح بهذا الشعب السوري من الشعوب المتخلفة، ويجاور في تخلّفه أفريقيا جنوب الصحراء والصومال وما إلى هذه الدول من دول. ولا تملك أن تصبح مديراً لدائرة إن لم تكن بعثياً، ويُستحسن أن يكون بعثياً مخبراً ليكتمل الرضى وتقرّ عين ولي الأمر ويهنأ باله. وليت أن الأمر توقف عند هذه الحدود، بل إنهم ذهبوا في إفكهم إلى أبعد حدّ، فصار استخدام العاطلين عن العمل في الأعمال الوضيعة يحتاج انتساباً إلى "حزب البعث"، وكأن هذا الأخير مستودع نفايات، ولا بأس بإلصاق ما هو عفن ورثّ به. فكيف لا يكون "البعث" مسؤولاً عما انتهى إليه الحال؟ وإن لم يكن مسؤولاً ويشعر البعثيون بالحرج، فلم لا نراهم يحتجون مجرد احتجاج على ما يُرتكب باسم حزبهم "العتيد"؟ ولماذا لا يسارعون إلى نفض ما علق به من أوساخ وما ركبه من أدران؟ ولماذا لا يدركون لمرة واحدة أن الناس ضاقت ذرعاً بقيادتهم للدولة والمجتمع إلى الجحيم لا إلى سواه؟ ولمَ لا ينظرون إلى الحال الذي انتهت إليه الدولة من فساد عميم خرّب البشر قبل الحجر؟ ولماذا لا يصدقون أنهم كاذبون في إطلاقهم الشعارات المميتة؟ ولماذا لا يثقون أنهم أول المختبئين في الجحور إذا ما تعرّض البلد، لا قدر الله، إلى هزة أو هجمة من عدو مدجج بحاملات الطائرات والصواريخ عابرة القارات؟ وهل تراهم بشعاراتهم النارية سيحمون البلد من الاعتداء عليه، أم تراهم بالاعتداء المنفذ بحساب على الذين اعتصموا أمام القصر العدلي سيقودون البلد إلى النصر وإلى تحرير الأرض، وإلى بناء اقتصاد يقاوم الهزّات ويبنون الإنسان الحر؟ عليهم ولمرة واحدة وإلى الأبد أن يعلموا أنهم خرّبوا البلد ودمروه، وعليهم أن يدركوا أن الوقت محدود فليسعوا إلى المصالحة مع شعبهم المسحوق لا مع رافعي الشعارات الذين يوم سقطت بغداد نهبوا متاحفها ومصارفها.

مع الأسف الشديد هذا هو الراهن .. حاضر مريض يئن تحت وطأة الشدائد، وأما المستقبل فليس له في الأجندة البعثية وجود. انظر مثلاً إلى قطاع الصحة، تجد الدولة قد عززت مشافيها بأجهزة "الطبقي محوري" على سبيل المثال، لتقوم هذه الأجهزة بتصوير أصحاب الحاجات الذين لا يقدرون على كلفة الصورة في القطاع الخاص. أجل، جهزت الدولة مشافيها بهذه الأجهزة، ولكن ليخرّبها القائمون عليها لصالح الأطباء الذين يملكون هذه الأجهزة لقاء أجر معلوم. ولعل الغريب أن ينتمي قطاع الصحة إلى البعثيين، وكأنه مدرسة سياسية أو قطاع تربية وتعليم، تخشى الدولة من خلاله أن يتعلم الطالب فيها ما يخالف العقيدة البعثية، وكأن هذه العقيدة دين منزّه منزل من السماء. إن الناس تضيق في أزماتها حتى بالديانات فليعلم البعثيون هذا الأمر، وليعلموا أنهم غرقوا وأغرقوا البلد في إفكهم.

كيف لنا أن نصدق مثلاً أن الكاتب على الشبكة العالمية يهدد الدولة ويوهن من عزيمة الناس؟ وكيف لنا أن نصدق أن جمهوراً لا يتجاوز بعدده الخمسمائة يعتصم أمام القصر العدلي لأجل مطالب استحقت للناس على الدولة يملك أن يهدد هذه الأخيرة التي تملك الدبابة والطائرة والمدفع؟ وكيف لنا أن نؤمن ببقاء قانون الطوارئ ونحن دولة خارج الحرب؟ وكيف لنا أن نقتنع بحبس من له رأي مخالف للعبث البعثي؟ وكيف لنا أن نحمي بلدنا ونحن مصادرون في أحلامنا وعيشنا؟ نصدق هذا فقط عندما تُفرض علينا كلمات أبي جعفر المنصور: "أيها الناس، إنما أنا سلطان الله في أرضه: أسوسكم بتوفيقه وتسديده، وأنا خازنه على فيئه، أعمل بمشيئته، وأقسمه بإرادته وأعطيه بإذنه. قد جعلني الله قفلاً، إذا شاء أن يفتحني لأعطياتكم وقسم فيئكم وأرزاقكم فتحني، وإذا شاء أن يقفلني قفلني". ومع ذلك فهذا الداهية البخيل، أسس ملك بني العباس الذي استمر فيما بعد لمئات السنين.

وعلى الهامش، فإنه حضرتني هذه الكلمات يوم أُعلن عن إعادة انتخاب صدام حسين رئيساً للعراق بنسبة مائة في المائة، وحضرتني يوم قال صدام حسين للعراقيين إنه "أطعمهم من بعد جوع وكساهم من بعد عري"، وتذكرتها يوم خطب أحد المنافقين في الرقة يوم اكتمل بناء سد الفرات قائلاً: إنه لا ظلام بعد اليوم. وتحضرني دائماً عند كل عملية انتخاب عربية من المحيط إلى الخليج، ومن عجب أنها لم تحضرني يوم جرت الانتخابات العراقية الأخيرة، ولا يوم أسقط اللبنانيون حكومتهم. فهل بدأ عهد السلاطين بالتلاشي؟

لماذا يجب علينا أن ننتظر مؤتمر "حزب البعث" وكأنه المخلص لما نحن فيه من مشاكل، وكأن "حزب البعث" هنا بمثابة الدين المنزل من لدن إله رأى الخلاص لعباده فيه؟ إن أسّ المشكلة يكمن في "حزب البعث" وفي ريادته وقيادته، فكيف يكون الخلاص على يدي صانع الهمّ وباني أهرام الفساد في ديار عرفت قبل ولادته بعضاً من الحرية وبنت، نسبياً، إنساناً حرّاً؟ يجب أن تكون الدعوة إلى مؤتمر عام كما دعا إلى هذا كل غيور على الوطن. مؤتمر عام يراعي رغبة السوري في ممارسة حقه الانتخابي، وحقه في التعبير عن حريته بعيداً عن الخوف المصنوع عبر العقود الأربعة الأخيرة. وهذا انطلاقاً من أن "البعث" لا يعبر عن الطيف السوري بتنوعه. نتمنى على رئيسنا الشاب أن يعي هذا الأمر ويعمل به.

__________

* أديب سوري - الرقة
-------------------------------------------------------------------------------------
أخبار الشرق - ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

عاشق من فلسطين
25/04/2005, 13:53
مشكور كتير على هالمقال يا أبو مارل .. يعني كلمات من ذهب ..
بس انا شايف أنو لا حياة لمن تنادي .. :D

minime1967
25/04/2005, 15:41
مشكور كتير على هالمقال يا أبو مارل .. يعني كلمات من ذهب ..
بس انا شايف أنو لا حياة لمن تنادي .. :D

لا تنادي لمن حياة .........ز

حسون
25/04/2005, 18:48
مشكور عالمقال و معك حق ميي بالميي :D

agha
28/04/2005, 01:34
أولا مشكور على هالمقال
بس يا أخي كأنو في شوية مبالغة بالموضوع وبطريقة عرضه
أنا معك بأنو الحزب لازم يحارب هالشي يلي عمبيصير
بس لازم ننظر للواقع نظرة موضوعية أكتر يعني أذا بتلاحظ يا أخي أنو الحزب ما عاد يلعب دور كبير في القرار في سورية
على سبيل المثال رامي مخلوف هو لاعب أساسي في القرارت السياسية و الأقتصادية أكتر من عبد الله الأحمر مع العلم أنو رامي مانو بعثي
و أذا بتلاحظ أيضا في السنوات الأخيرة بدأ يهمش دور الحزب في الكثير من الأمور على الساحة الداخلية والخارجية
أنا ماعمبحكي هيك لأنو عمبدافع عن الحزب بالعكس أنا مع الأصلاح و مع أصلاح الحزب نفسو مع العلم أنو أنا بعثي
و أنا مع أحداث أصلاحات كبيرة في صفوف الحزب والدولة و لا تفكر يعني أنو البعثي ما بيعاني من الفساد القائم في السلطة و ما بيعاني من قانون الطوارئ المفروض أو من أحتكار القلة للقطاع الأقتصادي السوري وووووووألخ.
وشكرا للمرور.

yass
28/04/2005, 13:03
أولا مشكور على هالمقال


أهلا و سهلا فيك أخي الكريم , و أهنيك على طريقة عرض أفكارك الراقية

بس يا أخي كأنو في شوية مبالغة بالموضوع وبطريقة عرضه
أنا معك بأنو الحزب لازم يحارب هالشي يلي عمبيصير
كاتب المقال من الرقة - مثلي- ...... شخصيا لا أعرفه , لكنني أسمع عنه و عن أفكاره في مدينتنا الصغيرة, عانى كثيرا من الضغط الأمني , و عرقلت مسيرته الوظيفية و ترفيعاته و ما شابه.... لذلك قد أوافقك على أن الموضوع قد يأخذ طابع الشخصية, لكنني أوافقه على أفكاره.... قد تكون واقعية بلهجة مؤلمة , لكنه الواقع


بس لازم ننظر للواقع نظرة موضوعية أكتر يعني أذا بتلاحظ يا أخي أنو الحزب ما عاد يلعب دور كبير في القرار في سورية
على سبيل المثال رامي مخلوف هو لاعب أساسي في القرارت السياسية و الأقتصادية أكتر من عبد الله الأحمر مع العلم أنو رامي مانو بعثي


الحزب ليس صانع القرار في سوريا, عمليا لا , لكن نظريا و دستوريا هو "قائد الدولة و المجتمع".....
كون البعث ليس صانع القرار في سوريا هو نقطة ضد البعثيين ( كوادر و قيادة) و ليس في صالحهم , و أشكرك على مثالك عن عبد الله الأحمر و رامي مخلوف.....لو كان لعبد الله الأحمر كرامة , و غيرة على ما يفترض أنه عقيدته ( البعث) لما قبل بهذا الواقع...ولاستقال...هذا رأيي !!

و أذا بتلاحظ أيضا في السنوات الأخيرة بدأ يهمش دور الحزب في الكثير من الأمور على الساحة الداخلية والخارجية
كلامك صحيح ... لكن في سوريا و للأسف حتى الولاء للحزب لم يأخذ بعين الاعتبار .... هذا الأمر منذ استلم البعث الحكم...هناك ولاءات أخرى قبلها.


أنا ماعمبحكي هيك لأنو عمبدافع عن الحزب بالعكس أنا مع الأصلاح و مع أصلاح الحزب نفسو مع العلم أنو أنا بعثي
هذا رأيك و أنت حر به , و علي و على الجميع احترامه


و أنا مع أحداث أصلاحات كبيرة في صفوف الحزب والدولة و لا تفكر يعني أنو البعثي ما بيعاني من الفساد القائم في السلطة و ما بيعاني من قانون الطوارئ المفروض أو من أحتكار القلة للقطاع الأقتصادي السوري وووووووألخ.
وشكرا للمرور.

كلامك صحيح, يوجد بعثيين يعانون من الوضع, لكن عندي ملاحظة, و سأسردها بمثال , و أرجو أن تصلك الفكرة :
عندما بدأت بوادر و تحضيرات الغزو الأمريكي للعراق , أعلن حزب الشعب الاسباني ( الحاكم وقتها) دعمه للغزو , رغم أن الشعب لم يكن موافقا...استطاع الحزب تمرير القرار بفضل أغلبيته البرلمانية التي حصل عليها بفضل المعجزات الاقتصادية التي حققها ....
خرج الشعب الاسباني الى الشوارع , اعتصامات , مظاهرات , اضرابات طلابية و عمالية....في هذه الفترة , لفت انتباهي أن الشعار الرئيسي في كل المظاهرات كان ( لا للحرب ...لا باسمي) ....
هذا القرار كلف حزب الشعب السلطة بعد عام.


أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلتك







تحياتي

sezar
28/04/2005, 14:02
أنو لا حياة لمن تنادي

لا تنادي لمن لا حياة له :cry: