nassar4
02/09/2006, 17:16
: ما بين الخطاب الذي ألقاه 'حسن نصر الله' الأمين العام لحزب الله وأعلن فيه تفاصيل عملية 'الوعد الصادق' مهددًا 'إسرائيل' بتغيير قواعد اللعبة وما بين خطابه الذي أعلن فيه قبول الحزب قرار مجلس الأمن رقم 1701، شهدت لبنان حربًا لا هوادة فيها، توعد نصر الله إسرائيل في العلن بمفاجآت غير مسبوقة، وتوعد رجاله - بعيدًا عن وسائل الإعلام - الجبهة السنية التي لم تقف معهم، وأولئك اللبنانيين من الطوائف الأخرى بيوم للحساب ينتظرهم بعد نهاية الحرب، وفي غضون ذلك كانت الشعوب المسلمة الطيبة تهتف باسم نصر الله ورجاله غير أنه فجأة انتهت الحرب، وتوقفت الخطب الرنانة، فبماذا انتهى الوعد الصادق، هل تراه انتهى بنصر مظفر أم أن الأمر لا يعدو كونه وهمًا كاذبًا، وسرابًا سرعان ما يزول كما زال سراب النصر الأتاتوركي الزائف على الحلفاء؟.
من انتصر؟:
أول سؤال تبادر إلى الأذهان بعد توقف الحرب بين 'حزب الله' و'إسرائيل'؛ هو من انتصر؟، ومن هزم؟، وحقيقة فإنه من الصعب القول بانتصار طرف وهزيمة طرف آخر، وهو ما توقعه المراقبون منذ اليوم الأول للحرب فسير الحرب كان يشير إلى أن الحرب ستنتهي بدون هزيمة طرف وفوز آخر، وباتت المشكلة الحقيقية لدى الطرفين هو ما هو الطريق الأنسب لإنهاء الحرب ولإعلان النصر في الوقت ذاته، فمنذ اليوم الأول والطرفان يحاربان من أجل وضع مفهوم خاص للنصر يبرر الحرب ويصلح أن يكون تكأة لإعلان النصر، فرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يريد أن يُنظر إلى إسرائيل على أنها حققت نصراً مدوياً على 'حزب الله' عندما يتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار لما لذلك من أهمية بالغة بالنسبة له سياسياً، لذلك لجأت إسرائيل إلى شن العديد من الغارات الجوية خاصة في اليومين اللذين سبقا بدء وقف إطلاق النار.
أما حزب الله فحاول التأكيد على أن النصر في مفهومه يتمثل في تلافي الهزيمة، والحفاظ على قدراته القتالية، حتى وإن دمرت لبنان شمالاً وجنوبًا، فيكفى أن الحزب لا يزال يحافظ على كيانه وقدراته، ويكفى أنه صمد طيلة ثلاثة إلى خمسة أسابيع من الحرب في وجه أقوى جيش في المنطقة.
والمتابع للأمر يدرك أن هذه النتيجة التي انتهت إليها الحرب كانت أمرًا متوقعًا من اليوم الأول، فتلك هي طبيعة حروب قواعد تغيير اللعبة، وهذه طبيعة لعبة 'عض الأصابع، فكلا الطرفين لا يسعيان إلى القضاء على الطرف الأخر ولكنه يكتفي بالضغط واستخدام أوراقه من أجل تحقيق نصر سياسي أو إعلامي بغض الطرف عما تحقق على أرض الواقع، وهذا ما اتضح بجلاء في الحرب بين حزب الله وإسرائيل، فحزب الله عندما أقدم على عملية 'الوعد الصادق' لم يكن يتوقع أن ترد إسرائيل بهذا الشكل بل كان ظنه أن الأمر لا يعدو مجرد قصف بالمدفعية أو غارة جوية، أم أن يتصاعد الأمر بهذا الشكل فهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه حزب الله كما كشفت عن ذلك تصريحات 'حسن نصر الله' من طرف خفي، كما أن حزب الله لم يحاول أن يلحق خسائر قاسية بإسرائيل فحاد عن ضرب الكيمياويات في حيفا ولم يقدم على ضرب تل أبيب.
من جهتها فإن إسرائيل لم تكن تسعى إلى القضاء على حزب الله وتدميره ليس لقدراته وقوته، ولكن لأنه حزب منضبط على الرغم من الإزعاج الذي يسببه في بعض الأحيان، إلا إن زوال حزب الله من جنوب لبنان كفيل بصعود مقاومة سنية بديلة وهو أمر لا تقبله إسرائيل بتاتًا، فالمشروع الشيعي وإن كان مزعجًا للمشروع الصهيوني الأمريكي إلا إنه يبقي مشروعًا منضبطًا لا يرفض التعاون والتفاوض بل قد يبادر إلى التعاون مثلما حدث من إيران في أفغانستان والعراق، ومثلما حدث من حزب الله قديمًا عندما عمل على إحباط هجمات المقاومة من جنوب لبنان، أما المشروع السني المقاومة فهو مشروع مزعج ولا يقبل التفاوض أو المساومة والوقائع على ذلك كثيرة بدءً من طالبان في أفغانستان وانتهاءً بالمقاومة الفلسطينية ومرورًا بالمقاومة العراقية، فعلى الرغم من المحاولات الأمريكية الكثيرة لفتح بابًا للتفاوض مع المشروع السني إلا إن دومًا كان يقوم المشروع السني بإغلاق هذا الباب، لذلك فإن المشروع الشيعي وإن كان مزعجًا بعض الشيء يبقي أفضل من المشروع السني.
لهذا نستطيع أن نقول أن الحرب الذي شهدتها لبنان لم تكن حرب تحرير من قبل 'حزب الله'، ولا حرب تدمير من قبل 'إسرائيل' لحزب الله، ولكنها كانت حرب لتحريك الأوضاع السياسية وإعادة ترتيب ميزان القوى.
من انتصر؟:
أول سؤال تبادر إلى الأذهان بعد توقف الحرب بين 'حزب الله' و'إسرائيل'؛ هو من انتصر؟، ومن هزم؟، وحقيقة فإنه من الصعب القول بانتصار طرف وهزيمة طرف آخر، وهو ما توقعه المراقبون منذ اليوم الأول للحرب فسير الحرب كان يشير إلى أن الحرب ستنتهي بدون هزيمة طرف وفوز آخر، وباتت المشكلة الحقيقية لدى الطرفين هو ما هو الطريق الأنسب لإنهاء الحرب ولإعلان النصر في الوقت ذاته، فمنذ اليوم الأول والطرفان يحاربان من أجل وضع مفهوم خاص للنصر يبرر الحرب ويصلح أن يكون تكأة لإعلان النصر، فرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يريد أن يُنظر إلى إسرائيل على أنها حققت نصراً مدوياً على 'حزب الله' عندما يتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار لما لذلك من أهمية بالغة بالنسبة له سياسياً، لذلك لجأت إسرائيل إلى شن العديد من الغارات الجوية خاصة في اليومين اللذين سبقا بدء وقف إطلاق النار.
أما حزب الله فحاول التأكيد على أن النصر في مفهومه يتمثل في تلافي الهزيمة، والحفاظ على قدراته القتالية، حتى وإن دمرت لبنان شمالاً وجنوبًا، فيكفى أن الحزب لا يزال يحافظ على كيانه وقدراته، ويكفى أنه صمد طيلة ثلاثة إلى خمسة أسابيع من الحرب في وجه أقوى جيش في المنطقة.
والمتابع للأمر يدرك أن هذه النتيجة التي انتهت إليها الحرب كانت أمرًا متوقعًا من اليوم الأول، فتلك هي طبيعة حروب قواعد تغيير اللعبة، وهذه طبيعة لعبة 'عض الأصابع، فكلا الطرفين لا يسعيان إلى القضاء على الطرف الأخر ولكنه يكتفي بالضغط واستخدام أوراقه من أجل تحقيق نصر سياسي أو إعلامي بغض الطرف عما تحقق على أرض الواقع، وهذا ما اتضح بجلاء في الحرب بين حزب الله وإسرائيل، فحزب الله عندما أقدم على عملية 'الوعد الصادق' لم يكن يتوقع أن ترد إسرائيل بهذا الشكل بل كان ظنه أن الأمر لا يعدو مجرد قصف بالمدفعية أو غارة جوية، أم أن يتصاعد الأمر بهذا الشكل فهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه حزب الله كما كشفت عن ذلك تصريحات 'حسن نصر الله' من طرف خفي، كما أن حزب الله لم يحاول أن يلحق خسائر قاسية بإسرائيل فحاد عن ضرب الكيمياويات في حيفا ولم يقدم على ضرب تل أبيب.
من جهتها فإن إسرائيل لم تكن تسعى إلى القضاء على حزب الله وتدميره ليس لقدراته وقوته، ولكن لأنه حزب منضبط على الرغم من الإزعاج الذي يسببه في بعض الأحيان، إلا إن زوال حزب الله من جنوب لبنان كفيل بصعود مقاومة سنية بديلة وهو أمر لا تقبله إسرائيل بتاتًا، فالمشروع الشيعي وإن كان مزعجًا للمشروع الصهيوني الأمريكي إلا إنه يبقي مشروعًا منضبطًا لا يرفض التعاون والتفاوض بل قد يبادر إلى التعاون مثلما حدث من إيران في أفغانستان والعراق، ومثلما حدث من حزب الله قديمًا عندما عمل على إحباط هجمات المقاومة من جنوب لبنان، أما المشروع السني المقاومة فهو مشروع مزعج ولا يقبل التفاوض أو المساومة والوقائع على ذلك كثيرة بدءً من طالبان في أفغانستان وانتهاءً بالمقاومة الفلسطينية ومرورًا بالمقاومة العراقية، فعلى الرغم من المحاولات الأمريكية الكثيرة لفتح بابًا للتفاوض مع المشروع السني إلا إن دومًا كان يقوم المشروع السني بإغلاق هذا الباب، لذلك فإن المشروع الشيعي وإن كان مزعجًا بعض الشيء يبقي أفضل من المشروع السني.
لهذا نستطيع أن نقول أن الحرب الذي شهدتها لبنان لم تكن حرب تحرير من قبل 'حزب الله'، ولا حرب تدمير من قبل 'إسرائيل' لحزب الله، ولكنها كانت حرب لتحريك الأوضاع السياسية وإعادة ترتيب ميزان القوى.