oaddah
09/09/2006, 02:19
دمشق التاريخ ...والحضارة (منقول للفائدة)
دمشق ــــــــــــــ موطن لأقدم الحضارات الانسانية.
دمشق. المدينة الجميلة المقدسة التي واكبت الزمن كأقدم مدن العالم, وواحدة من عواصمه العريقة بماضيها وأمجادها.
دمشق.المدينة التي كان لها ومازال الشأن القوي المتميز في دنيا العرب, قبل الاسلام ومعه وبعده ,وفي تاريخ العرب الحديث والعصر الذي نعيش
دمشق. التي حباها الله الموقع الممتاز, والاقليم المعتدل, وأعطاها من المياه أنهارا" لتشرب منها وتسقي غوطتها فتصبح كالزمردة الخضراء وسط بحر من الرمال.وعلى أسوارها وجدران قصورها ومعابدها لا تزال بصمات التاريخ ماثلة تشهد على عظمتها وخلود دورها في حمل مشعل الحضارة الانسانية عبر العصور
دمشق..... التي أنعم الله عليها بأعذب ماء لينعم به سكانها, والوافدين اليها, والعابرين منها, والمهاجرين اليها.حيث دبت على أرضها الحياة منذ بدء الخليقة,وألفها الانسان وأحبها, وحظيت بالنماء والعمران.
دمشق......هذه,استيقظت في بداية هذا القرن, لتجد نفسها أمام زحف المدنية الحديثة بكل مظاهرها ومبتكراتها وتكنولوجياتها, والزاحفين اليها وعليها ولتجد من حولها ماضيا" مثقلا" بالتراث ومخلفات الحضارات التي توالت عليها,مليئا" بألوان من الثقافات والتقاليد . وفيه من آثار العصور ونتاج الأجداد أوابد ومنشآت تنطق بالجهد الخلاق, وتتجلى فيها حصيلة تطورات شتى من الفنون والمشارب والأذواق. فمن العهد الآرامي الى عهود الأشوريين والكلدانيين والفرس ثم اليونان والرومان والبيزنط ومن ثم جاء عصر دمشق في العهود العربية الاسلامية,العهد الأموي فالعهد العباسي ثم العهد الفاطمي وصولا" الى عهود السلاجقة والأتابكة ثم جاءت مرحلة العهد الأيوبي والمملوكي والعثماني وقليل من أيام الحكم العربي لتأتي الجيوش الفرنسية ويبدأ عهد الاحتلال الأجنبي حتى عام 1946 وهكذا نرى بأن ستة عشر عهدا" وآلاف مؤلفة من الحكومات تعاقبت على دمشق الحضار
هذه دمشق ...التي مر بها القائد صلاح الدين الأيوبي في طريقه الى صد الغزو الصليبي القادم من الغرب , ومر بها الظاهر بيبرس عندما واجه الغزو المغولي القادم من الشرق.(وصدق أحمد شوقي حين قال : على حواشيك أمجاد مخلدة ....... لها من الذكر تاريخ وديوان......
دمشق.... البشر... والحضارة... والثقافة... والتاريخ ,هي التي يبحث عنها القادمون من الشرق والغرب والشمال والجنوب ,تلك التي كانت عاصمة الدولة الاسلامية ,الدولة التي امتدت من مشارف الصين وحتى جنوب أفريقيا. كل الطرق تمر أو تقود الى دمشق هذا القول القديم لازال صداه يتردد حينما ننتقل من شارع الى شارع, ومن زقاق قديم الى آخر عبر الدروب العتيقة الضيقة, وقبل أن ننطلق الى التأمل في مسيرة حياتها( حياة دمشق ) التاريخية الأثرية نقف قليلا" لنستنشق عبير غوطتها,فكم شهدت من الحوادث والخطوب..؟
فدمشق التي أعني هي الرمز لجيل عربي, عاش معارك الاستقلال والتحرر ,وداعبت أحلامه خطوات وحدوية , حيث تعيد فيها للعرب دورهم كأصحاب رسالة وحضارة ,ويتعاملون مع العالم بالأخذ والعطاء , وليس مجرد مستهلكين للبضائع والأفكار..!
ولكي ندخل دمشق ,لابد من استعراض ولو سريع لشريط صور من التاريخ القريب...
نخبة من المناضلين والمفكرين معلقون على أعواد المشانق في ساحة المرجة بعد ثورتهم على العثمانيين.
عدد قليل من أفراد الجيش العربي بقيادة وزير الحربية شخصيا" يواجه القوات الفرنسية في معركة غير متكافئة ويستشهد أغلبهم في موقعة ميسلون.
صور متعددة لأهل الشام , وهم متوجهين الى دمشق لاستقبال زعيم الوحدة القائد عبد الناصر
ان مجرد جولة في أنحاء دمشق تكشف معالم عبقرية موقعها, والذي يحدده كل من جبل قاسيون ونهر بردى وبساتين الغوطة ( اذا مابقي من شجر ؟؟)
فهذه المعالم الثلاث لدمشق كما هي الحال في معالم الأهرامات في القاهرة, فمن فوق ربوة عالية ,تظهر دمشق كلها في منظر خلاب ,ان كان ليلا" أو مع الساعات الأولى للصباح ,ودمشق كغيرها من المدن الكبرى تستيقظ والحركة تدب في أحيائها المختلفة وأسواقها وكنائسها ومساجدها.
ويأتي جبل قاسيون عندنا نحن الدمشقيون بعد جبل عرفات ,فعنده تتكسر الرياح الباردة ,وهو لدمشق كتاج من ألماس فوق رأسها.ومن موقع آخر نستطيع الاحساس الى أي مدى تين دمشق الى وجودها من خلال الواحة الفيحاء التي تحيط بها من طريق دمشق بيروت ونهر بردى الذي يخترق الغوطة وبساتينها وعلى ضفتي النهر حيث تنتشر المطاعم والمقاهي فوق الربى الى جانب ما تبقى من شلالات تجري من نهر بردى , ويقض معظم العائلات أوقات العطل في أيام الجمعة والأحد مع النسمات العليلة والاستمتاع بما لذ وطاب في جنبات وادي بردى وجارته ومع دخان النرجيلة واحتساء القهوة والشاي في الهواء الطلق:ويحضرني بعض من قصيدة دمشق للشاعر أحمد شوقي:
ياروضة في ربوع الشام يانعة ترنم الطير فيها وهو نشوان
تمايل الغصن فيها وانثنى طربــــ ـــا" لما شجته ترانيم وألحان
هذه ثمارك طابت في مغارسها .وذاك غصنك يندي وهو فينان
ياروضة ( بردى ) في وشى بردته يختال بين رباها وهو جذلان
وجميل أن أورد هنا ما قاله الكاتب البريطاني باتريك سيل عن دمشق حينما قال:
(( ان موقع دمشق قد خطه التاريخ والجفرافيا معا" وهي تقع على هامش الصحراء على نقطة بين الرمل والطين , بين البدو والحضر, بين اللا معمور والمعمور,وهي شامة على خد الصحراء السورية,كونها نهر بردى الذي أقام أكبر واحة في الشام ,مما وفر القاعدة لمدينةخالدة ,وتقع في أهم محورين للحركة التاريخية والتجارية في الشام , ومن هنا كانت ميناء صحراويا هاما منذ وقت مبكر ,وكانت بحق بوابة صحراء الشام وصحراء العرب ,وبوابة بغداد بوجه خاص ,وهي في هذا كانت مدينة القوافل المثالية ,وكانت التجارة عنصرا" محوريا" في نشأتها وازدهارها )) وعن الأهمية لوضع سوريا بشكل عام ومنها وضع دمشق الجغرافي السياسي يضيف: ان الذي يريد أن يقود الشرق الأوسط لا بد له من السيطرة على سوريا ,لأسباب عديدة ,منها موقع سوريا الاستراتيجي الذي يشرف على الممرات الشمالية الموصلة الى مصر , وعلى الطريق البري بين العراق والبحر الأبيض المتوسط ,وعلى شمال الجزيرة العربية والحدود الشمالية للعالم العربي ,فسوريا بعاصمتها دمشق تعتبر مركز مراقبة جيد ,يمكن منه رصد سياسات الدول الكبرى؟؟ ))
وصدق من قال... في دمشق القديمة يجد العربي ذاته....ففي دمشق القديمة التي يحيط بها السور, يتراكم ويتداخل فيها تاريخ خمسةعشر ونيف من القرون بتعاقب العهود ,والتحام المحاربون ,والتقاء الامبراطوريات القديمة والحديثة فكان لقاء الصراع والدم ........والذي مايزال قائما الى يومنا هذا!!
ومازالت علامات دمشق العتيقة قائمة..السور ..أبواب دمشق ..القلعة القديمة....الجامع الأموي ..الأسواق الكبيرة المشهورة ومنها الحميدية الحمامات ذات التراث الدمشقي والطابع الشرقي الأصيل ...... وكم يخفق القلب لهذه البقعة والتي استمرت بملامحها على مر التاريخ بارادة تاريخية لا تقهر
في دمشق التاريخ .... لازال قلبها القديم ( ولكنه ليس بالضعيف ) ينبض بالحركة والحياة .
وهذا القلب يقاوم الحصار والزحف القادم اليها من كل حدب وصوب فمن زحف , بعض من سكان المناطق المجاورة لدمشق و الكثير من سكان
المحافظات الشمالية والداخلية والساحلية, كلهم هاجروا الى دمشق ,(ونسبة كبيرة منهم لها العذر في ذلك) ومن زحف الشوارع الواسعة والبنايات الخرسانية الحديثة والانفاق والجسور لتربط القديم بالحديث .
وتكاد تكون دمشق هذه نموذجا" يحمل كل ملامح المدينة العربية الاسلامية , حيث تعتبر دمشق من أغنى المدن العربية بالفن العربي والطابع العربي
البيت الدمشقي
ونواة دمشق العتيقة ووحدتها الرئيسية هي البيت الدمشقي حيث القاعات الكبيرة الفخمة أو ما يسمى (بالليوان) وقد تحول عدد من هذه البيوت الى مزارات ومتاحف ( بيت العظم ) ومنهم من تحول الى مطاعم على الطراز الشرقي الخالص مثل بيت جبري بفسحته السماوية الكبيرة وعرائش الياسمين البلدي ورائحته الفواحة والبنفسج أو( المجنونة ) هكذا تسمى والبحرة النافورة في وسط كل بيت من بيوت دمشق العتيقة وحول البحرة أشجار البرتقال والليمون ,وطراز البيت الدمشقي هو خلاصة الفنون التي ارتقت مع الزمن وترجع أغلب البيوت القائمة حاليا" الى أيام العثمانيين وهو مثل غيره من البيوت العربية في القاهرة وبغداد به باحات واسعة ,وتظلل باحته الأشجار والرياحين ,وبه ايوانات وقاعات مزخرفوة ,يقودك مدخله الى صحن الدار ,المزين عادة بالأقواس والزخارف الحجرية حيث أصبحت هذه البيوت قبلة لزائري دمشق وحتى من أهل دمشق أنفسهم
ولاتزال قلوب أهل دمشق العامرة بالحياة تنبض حبا" وألقا", متشبثين بالتاريخ وجذوره , وملاذا" آمنا" لكل القادمين و العابرين والمقيمين والوافدين والنازحين واللاجئين والمعارضين ,وسيظل أهل دمشق ... يحبون كل أولئك وهؤلاء ,بقي من بقي ,ورحل من رحل وصان ودها ومحبتها أو لم يصن؟؟!!
وسنبدأ مع العهد الآرامي لمدينة دمشق كما وردت في كثير من المؤلفات والدوريات قام بتأليفها واعدادها الكثير من الكتاب والقصاصين والمؤلفين والشعراء والصحفيين .وسط هذا وذاك وقفت دمشق موقف لم تبرحه بين القديم والحديث.
العهد الآرامي
دمشق ــــــــــــــ موطن لأقدم الحضارات الانسانية.
دمشق. المدينة الجميلة المقدسة التي واكبت الزمن كأقدم مدن العالم, وواحدة من عواصمه العريقة بماضيها وأمجادها.
دمشق.المدينة التي كان لها ومازال الشأن القوي المتميز في دنيا العرب, قبل الاسلام ومعه وبعده ,وفي تاريخ العرب الحديث والعصر الذي نعيش
دمشق. التي حباها الله الموقع الممتاز, والاقليم المعتدل, وأعطاها من المياه أنهارا" لتشرب منها وتسقي غوطتها فتصبح كالزمردة الخضراء وسط بحر من الرمال.وعلى أسوارها وجدران قصورها ومعابدها لا تزال بصمات التاريخ ماثلة تشهد على عظمتها وخلود دورها في حمل مشعل الحضارة الانسانية عبر العصور
دمشق..... التي أنعم الله عليها بأعذب ماء لينعم به سكانها, والوافدين اليها, والعابرين منها, والمهاجرين اليها.حيث دبت على أرضها الحياة منذ بدء الخليقة,وألفها الانسان وأحبها, وحظيت بالنماء والعمران.
دمشق......هذه,استيقظت في بداية هذا القرن, لتجد نفسها أمام زحف المدنية الحديثة بكل مظاهرها ومبتكراتها وتكنولوجياتها, والزاحفين اليها وعليها ولتجد من حولها ماضيا" مثقلا" بالتراث ومخلفات الحضارات التي توالت عليها,مليئا" بألوان من الثقافات والتقاليد . وفيه من آثار العصور ونتاج الأجداد أوابد ومنشآت تنطق بالجهد الخلاق, وتتجلى فيها حصيلة تطورات شتى من الفنون والمشارب والأذواق. فمن العهد الآرامي الى عهود الأشوريين والكلدانيين والفرس ثم اليونان والرومان والبيزنط ومن ثم جاء عصر دمشق في العهود العربية الاسلامية,العهد الأموي فالعهد العباسي ثم العهد الفاطمي وصولا" الى عهود السلاجقة والأتابكة ثم جاءت مرحلة العهد الأيوبي والمملوكي والعثماني وقليل من أيام الحكم العربي لتأتي الجيوش الفرنسية ويبدأ عهد الاحتلال الأجنبي حتى عام 1946 وهكذا نرى بأن ستة عشر عهدا" وآلاف مؤلفة من الحكومات تعاقبت على دمشق الحضار
هذه دمشق ...التي مر بها القائد صلاح الدين الأيوبي في طريقه الى صد الغزو الصليبي القادم من الغرب , ومر بها الظاهر بيبرس عندما واجه الغزو المغولي القادم من الشرق.(وصدق أحمد شوقي حين قال : على حواشيك أمجاد مخلدة ....... لها من الذكر تاريخ وديوان......
دمشق.... البشر... والحضارة... والثقافة... والتاريخ ,هي التي يبحث عنها القادمون من الشرق والغرب والشمال والجنوب ,تلك التي كانت عاصمة الدولة الاسلامية ,الدولة التي امتدت من مشارف الصين وحتى جنوب أفريقيا. كل الطرق تمر أو تقود الى دمشق هذا القول القديم لازال صداه يتردد حينما ننتقل من شارع الى شارع, ومن زقاق قديم الى آخر عبر الدروب العتيقة الضيقة, وقبل أن ننطلق الى التأمل في مسيرة حياتها( حياة دمشق ) التاريخية الأثرية نقف قليلا" لنستنشق عبير غوطتها,فكم شهدت من الحوادث والخطوب..؟
فدمشق التي أعني هي الرمز لجيل عربي, عاش معارك الاستقلال والتحرر ,وداعبت أحلامه خطوات وحدوية , حيث تعيد فيها للعرب دورهم كأصحاب رسالة وحضارة ,ويتعاملون مع العالم بالأخذ والعطاء , وليس مجرد مستهلكين للبضائع والأفكار..!
ولكي ندخل دمشق ,لابد من استعراض ولو سريع لشريط صور من التاريخ القريب...
نخبة من المناضلين والمفكرين معلقون على أعواد المشانق في ساحة المرجة بعد ثورتهم على العثمانيين.
عدد قليل من أفراد الجيش العربي بقيادة وزير الحربية شخصيا" يواجه القوات الفرنسية في معركة غير متكافئة ويستشهد أغلبهم في موقعة ميسلون.
صور متعددة لأهل الشام , وهم متوجهين الى دمشق لاستقبال زعيم الوحدة القائد عبد الناصر
ان مجرد جولة في أنحاء دمشق تكشف معالم عبقرية موقعها, والذي يحدده كل من جبل قاسيون ونهر بردى وبساتين الغوطة ( اذا مابقي من شجر ؟؟)
فهذه المعالم الثلاث لدمشق كما هي الحال في معالم الأهرامات في القاهرة, فمن فوق ربوة عالية ,تظهر دمشق كلها في منظر خلاب ,ان كان ليلا" أو مع الساعات الأولى للصباح ,ودمشق كغيرها من المدن الكبرى تستيقظ والحركة تدب في أحيائها المختلفة وأسواقها وكنائسها ومساجدها.
ويأتي جبل قاسيون عندنا نحن الدمشقيون بعد جبل عرفات ,فعنده تتكسر الرياح الباردة ,وهو لدمشق كتاج من ألماس فوق رأسها.ومن موقع آخر نستطيع الاحساس الى أي مدى تين دمشق الى وجودها من خلال الواحة الفيحاء التي تحيط بها من طريق دمشق بيروت ونهر بردى الذي يخترق الغوطة وبساتينها وعلى ضفتي النهر حيث تنتشر المطاعم والمقاهي فوق الربى الى جانب ما تبقى من شلالات تجري من نهر بردى , ويقض معظم العائلات أوقات العطل في أيام الجمعة والأحد مع النسمات العليلة والاستمتاع بما لذ وطاب في جنبات وادي بردى وجارته ومع دخان النرجيلة واحتساء القهوة والشاي في الهواء الطلق:ويحضرني بعض من قصيدة دمشق للشاعر أحمد شوقي:
ياروضة في ربوع الشام يانعة ترنم الطير فيها وهو نشوان
تمايل الغصن فيها وانثنى طربــــ ـــا" لما شجته ترانيم وألحان
هذه ثمارك طابت في مغارسها .وذاك غصنك يندي وهو فينان
ياروضة ( بردى ) في وشى بردته يختال بين رباها وهو جذلان
وجميل أن أورد هنا ما قاله الكاتب البريطاني باتريك سيل عن دمشق حينما قال:
(( ان موقع دمشق قد خطه التاريخ والجفرافيا معا" وهي تقع على هامش الصحراء على نقطة بين الرمل والطين , بين البدو والحضر, بين اللا معمور والمعمور,وهي شامة على خد الصحراء السورية,كونها نهر بردى الذي أقام أكبر واحة في الشام ,مما وفر القاعدة لمدينةخالدة ,وتقع في أهم محورين للحركة التاريخية والتجارية في الشام , ومن هنا كانت ميناء صحراويا هاما منذ وقت مبكر ,وكانت بحق بوابة صحراء الشام وصحراء العرب ,وبوابة بغداد بوجه خاص ,وهي في هذا كانت مدينة القوافل المثالية ,وكانت التجارة عنصرا" محوريا" في نشأتها وازدهارها )) وعن الأهمية لوضع سوريا بشكل عام ومنها وضع دمشق الجغرافي السياسي يضيف: ان الذي يريد أن يقود الشرق الأوسط لا بد له من السيطرة على سوريا ,لأسباب عديدة ,منها موقع سوريا الاستراتيجي الذي يشرف على الممرات الشمالية الموصلة الى مصر , وعلى الطريق البري بين العراق والبحر الأبيض المتوسط ,وعلى شمال الجزيرة العربية والحدود الشمالية للعالم العربي ,فسوريا بعاصمتها دمشق تعتبر مركز مراقبة جيد ,يمكن منه رصد سياسات الدول الكبرى؟؟ ))
وصدق من قال... في دمشق القديمة يجد العربي ذاته....ففي دمشق القديمة التي يحيط بها السور, يتراكم ويتداخل فيها تاريخ خمسةعشر ونيف من القرون بتعاقب العهود ,والتحام المحاربون ,والتقاء الامبراطوريات القديمة والحديثة فكان لقاء الصراع والدم ........والذي مايزال قائما الى يومنا هذا!!
ومازالت علامات دمشق العتيقة قائمة..السور ..أبواب دمشق ..القلعة القديمة....الجامع الأموي ..الأسواق الكبيرة المشهورة ومنها الحميدية الحمامات ذات التراث الدمشقي والطابع الشرقي الأصيل ...... وكم يخفق القلب لهذه البقعة والتي استمرت بملامحها على مر التاريخ بارادة تاريخية لا تقهر
في دمشق التاريخ .... لازال قلبها القديم ( ولكنه ليس بالضعيف ) ينبض بالحركة والحياة .
وهذا القلب يقاوم الحصار والزحف القادم اليها من كل حدب وصوب فمن زحف , بعض من سكان المناطق المجاورة لدمشق و الكثير من سكان
المحافظات الشمالية والداخلية والساحلية, كلهم هاجروا الى دمشق ,(ونسبة كبيرة منهم لها العذر في ذلك) ومن زحف الشوارع الواسعة والبنايات الخرسانية الحديثة والانفاق والجسور لتربط القديم بالحديث .
وتكاد تكون دمشق هذه نموذجا" يحمل كل ملامح المدينة العربية الاسلامية , حيث تعتبر دمشق من أغنى المدن العربية بالفن العربي والطابع العربي
البيت الدمشقي
ونواة دمشق العتيقة ووحدتها الرئيسية هي البيت الدمشقي حيث القاعات الكبيرة الفخمة أو ما يسمى (بالليوان) وقد تحول عدد من هذه البيوت الى مزارات ومتاحف ( بيت العظم ) ومنهم من تحول الى مطاعم على الطراز الشرقي الخالص مثل بيت جبري بفسحته السماوية الكبيرة وعرائش الياسمين البلدي ورائحته الفواحة والبنفسج أو( المجنونة ) هكذا تسمى والبحرة النافورة في وسط كل بيت من بيوت دمشق العتيقة وحول البحرة أشجار البرتقال والليمون ,وطراز البيت الدمشقي هو خلاصة الفنون التي ارتقت مع الزمن وترجع أغلب البيوت القائمة حاليا" الى أيام العثمانيين وهو مثل غيره من البيوت العربية في القاهرة وبغداد به باحات واسعة ,وتظلل باحته الأشجار والرياحين ,وبه ايوانات وقاعات مزخرفوة ,يقودك مدخله الى صحن الدار ,المزين عادة بالأقواس والزخارف الحجرية حيث أصبحت هذه البيوت قبلة لزائري دمشق وحتى من أهل دمشق أنفسهم
ولاتزال قلوب أهل دمشق العامرة بالحياة تنبض حبا" وألقا", متشبثين بالتاريخ وجذوره , وملاذا" آمنا" لكل القادمين و العابرين والمقيمين والوافدين والنازحين واللاجئين والمعارضين ,وسيظل أهل دمشق ... يحبون كل أولئك وهؤلاء ,بقي من بقي ,ورحل من رحل وصان ودها ومحبتها أو لم يصن؟؟!!
وسنبدأ مع العهد الآرامي لمدينة دمشق كما وردت في كثير من المؤلفات والدوريات قام بتأليفها واعدادها الكثير من الكتاب والقصاصين والمؤلفين والشعراء والصحفيين .وسط هذا وذاك وقفت دمشق موقف لم تبرحه بين القديم والحديث.
العهد الآرامي