yass
01/05/2005, 17:06
اعرف أن الكثير منكم قُتِلَ فرد يخصه في حوادث حماة ، لأني فقدت هناك بعض الأصدقاء ، واعرف البعض منكم اُغتيل عزيزٌ له برصاص الغدر على أيادي بعض عناصر الإخوان المسلمين..
لأني كنت طفلا انتظر والدي في كل يوم بقلق على شرفة منزلنا و مع كل دقيقة يتأخر فيها عن موعد رجوعه تذرف عيني دمعة وتفطر قلبي الصغير حتى ألقاه بالفرح في حالة معاناة دامت سنين..
واعرف انني عشت وانا اهمس اسم رئيسنا الراحل حافظ الاسد همسا عند ذكره ولو كان الذكر حميدا ، لاني عشت مثلكم سورياً ككل السوريين ، واعرف ان في بلدي معتقلين سياسيين قضوا في السجن لمجرد انهم امتهنوا الكلام وضاقت صدورهم بما يحملون من محبة لهذا الوطن فدفعوا الثمن غاليا في سبيل قول كلمتهم ، كانت حق في رأينا ام باطل ، لأني عشت مثلكم اعرف ان الكلام في بلدي اشد خطورة من السرقة والرشوة والاحتيال .. وربما القتل ..
اعرف ما تضيق صدوركم به من ممارسات " مقرفة " شاهدناها وعشناها وابتلعناها ، الى درجة اننا كنا نتحاشى الجلوس في مطعم يضم بعض الاشخاص ، او نبتعد عن سيارة تحمل لوحة معروفة او تمشي في شوارعنا بدون لوحات ، او نسلك طريقا طويلا للوصول الى اماكن محددة لنتحاشى بعض النقاط و"الكولبات" والاماكن الخطرة التي قد تنعدم فيه بقايا انسانيتنا ..
عشت مثلكم في ظل حزب واحد مع تعدد اسماء الاحزاب المزيفة ، وانا مصاب كما انتم بداء الارتياب من المخابرات ، ويقشعر بدني كلما سمعت كلمة " رفيق " من كثرة ما استهلكت واستغلت هذه الكلمة على حساب الحزب والوطن ، ضاق بي المكان والجيل القديم يصادر حقي في ان افرض رؤاي واتعامل مع العصر بالمعطيات والاسلوب الذي اؤمن به واعتقد بانه الانسب لحل مشاكلنا ، سئمت وجبة الاعلام السيئة الطعم التي تأتيني كل يوم على صفحات ثلاث صحف توقف عندها الزمان وتوقفت عند زمن لم نعد نعيش فيه ، ونسيت كما نسيتم ان لنا شاشة تلفزيون بعد ان حرّرَنا " الديش " من أسْرنا وأطلقَنا من ظلمة تلفزيوننا المحلي ..
اعيش في العوز الذي ورثته عن عائلتي ، وابحث كما الكثيرين منكم عن عيش كريم وفرصة عمل توفر الحد الادنى الذي يحفظ للانسان آدَميته في هذا العصر الذي تكثر فيه الاحتياجات ، واراقب معكم كيف ان حالنا يتراجع ، وما كان في الماضي نترحم عليه اليوم ، وللكثير من المعضلات عند معظمنا لا يوجد نور في نهاية النفق ، وان كابرنا فاننا نعيش حالة احباط مزمنة ،
قاطعت الانتخابات ، وعزفت عن التسجيل في النقابات ، وكرهت الجمعيات ، والتجمعات ، والندوات ، والحوارات .. كبلتني الخطوط الحمراء ، وأثقلَ ظهري السقف الذي لم يترك لنا مجالا لنرفع رؤوسنا حتى ، ويكبر فيي الغضب وتمتلكني رغبة شديدة في التغيير ، في الصراخ ، في الكلام ، في تحطيم السقف الذي جعل رأسي ( كما رؤوسكم ) مطأطأ ابدا ، أود تمزيق الخطوط الحمراء التي ضيقت علينا الخناق حتى اصبحنا نقف على رجل واحدة ..
أرشو الشرطي عندما يستوقفني ، و " ادبر " موظف المالية عندما يأتي الي ، وعندي دفتر حسابات مخفي ، واعرف سماسرة القصر العدلي لامرر الرشاوي واغتصب الحقوق ، والاكرامية جاهزة في يدي لاتجاوز " الدور " ، و اقتنص الفرصة لكي اتجاوز الاشارة الحمراء ، ولا اوفر فرصة الا وأتكلم بإسم فلان وأتبجح بمعرفتي لعلتان ، وفي كل الخناقات والمهاترات استخدم عبارة " عريف مع مين عم تحكي " .. ارمي الاوساخ في الشارع مثل " النّوَر والقرباط " ، وافصفص البزر في وسائط النقل العامة ، وارمي القشور حيث كنت مثل " الكديش " وعندي هواية تخريب الممتلكات العامة ( والخاصة اذا اتيحت لي الفرصة ) مثلكم جميعا ، فلا يفلت مني هاتف عمومي ، مقعد في حديقة ، حائط مبنى عام ، كرسي في باص او سيرفيس او في السينما ، سيارة جديدة اشحطها من الباب الى الباب ، واستخدم الارهاب مع كل من يخالفني الرأي وخاصة اذا كانت زوجتي او اختي او كل ( الاناتي ) المستضعفة التي أعرف ، واسهل الطرق لأتخلص من اسئلة ابني او تمرده او نقه او بكائه " كف يعمي خلقته " ، ازهو بنفسي مثلكم ، و اعتبر " حالي " الفهمان الوحيد .. وامارس التقليد السوري الذي يجتاحنا كالوباء بان " أزور " كل من رأيت في طريقي ، و احمل وجها متجهما لافرض احترامي واكسب خوف الناس مني ، مستنفر لاي حركة نظرة اشارة مقصودة غير مقصودة .. حتى اشتم ، اهين واضرب واصبح مثل الزعران ..
انا سوري مثلكم واعرف ما تعرفون ، واعاني مما تعانون ، ولكني اذا رفضت الواقع يكون هدفي الوصول الى الافضل ، اقبلكم لاكون معكم ونمضي جميعا خطوة الى الامام ، اقبل الاخر لكي نكون كلنا موجودين ، ابدي رأيي لاشرح نفسي لكم واستمع لأتعرف عليكم ، جميل ان يؤمن المرء بانه يمتلك كثيرا من الحقيقة ، ولكن ماذا عن بعض منها قد نجده في مكان اخر في رأي اخر ..
السنا نحن الذين تذمرنا طوال عقود من الصورة الواحدة والصوت الواحد والحل الواحد والحزب الواحد .. حتى كرهنا هذا الواحد من اينما اتانا ، فما بالنا نريد ان نحل بديلا عنه .. لنصبح واحداً يكرهنا الاخرون ..
انا افهم ان ينتمي الواحد منكم الى حزب ، فكر ، جماعة ، عشيرة ، دين .. واحفظ حق الجميع بان يعمل بما يؤمن وبقدر ما يؤمن ، ولكن .. يجب ان نقبل بان يكون هناك اشخاص لا ينتمون الا للوطن ، ويجب ان نكون ايضا نحن المنتمون في اطار الوطن ..
عدو عدوي لا تنفع في الداخل بين الاخوة والجيران وابناء الوطن الواحد .. ، ويجب الا نستنكر على البعض بانهم على الحياد ، لانهم مع الوطن ..
احزن على ضحايا حوادث حماة ، ولكني ألوم الاخوان المسلمين على اغتيالاتهم ، احارب لكي أعبر ألغي الهوامش وانهي الاحتكار ، ولكن ليس هدفي هو سب وشتم المحتكرين واقصائهم وتهميشهم .. ، اريد ان انتخب ولكني لست ممن لا يريد ان يرى سوى نفسه او حزبه او دينه او عشريته او اسرته او جماعته في الحياة العامة وفي دوائر صنع القرار.
التدوال لا يعني خروج الاخر ودخولنا .. بل يعني ايضا خروجنا ودخول الاخرين .. قضيتنا ليست الثأر او الانتقام قضيتنا هي الوطن .. وكل ما يخدم الوطن حتى لو جاء من فريق اخر أؤيده و أدافع عنه حتى ولو كنت مختلفاً مع ذاك الفريق بألف قضية، ليس من الحكمة ان نصدر الاحكام على الامور حسب مصدرها .. ، وليس من الحكمة ان نفرح لنقد او هجوم على خصومنا السياسيين ولو جاء من اعدائنا واعداء الوطن .. لاننا لا شك انن نمتلك القدرة للتفريق بين غايات واهداف كل فريق ..
بيننا ( البعض ) من هم اعداء للوطن .. لا شك في ذلك ، ولكن الغالبية العظمة هي لهذا الوطن ومعه ، علينا ان نأخذ دورنا ونعمل لمستقبل افضل لأولادنا .. ويجب ان نتفق انه ، من المؤكد ، لا خير في اعدائنا .. وهذه ليست دعوة للجمود وقتل الحراك الذي بدأنا نتلمسه ونفرح بوجوده ، ولكنها دعوة لكي نحدد بدقة اتجاه حركتنا ونهاية الطريق الذي نريد الوصول اليه ، و الوسيلة التي ستنقلنا الى هناك .. و افضل الف مرة ان امشي الطريق مهما كان وعرا زحفا واسقيه بالدم والالم على ان امتطي دبابة للعدو يرفع علمه فوقها وأطأطئ رأسي ..
بالله عليكم تعالوا ننسى الماضي ، اعرف كم هو صعب ابتلاع الالم ، والقفز فوق الجراح ، و قتل الحقد ، ونسيان القهر وغفران المهانة ، ولكني اخشى انه لا يوجد امامنا سوى ان ندفع الثمن ، وننسى الماضي ، ونركز على الهدف ، نركز على ما نريد ونحلم به ، يجب ان نمتلك حلماً نسعى اليه .. يجب ان يكون لدينا " الحلم السوري " الذي يضمن المستقبل لاطفالنا ، مستقبل خال من الحقد والدم و الاقصاء والكراهية .. مستقبل زاهر نركز اليوم ونتفق كيف يمكننا ان نأخذ خطوات متسارعة باتجاهه ..
دعونا نعمل للوطن ونتجاوز التقليد السوري بان " نشتغل " بعضنا ببعض ، وهذه ليست دعوة للاتفاق على كل شيء والعيش في اطار الصورة الواحدة .. ولكن على العكس تماما هي دعوة للاختلاف الذي لا يتم الا بقبول الاخر ، ومهما تعددت آراؤنا واختلفت وجهات النظر وتوزعت الرؤى .. يجب ان يكون كل هذا التنوع في اطار الوطن الذي لن نسمح لأحد ان يختلف معنا عليه ..
قد يقول البعض ان هذا تنظير افلاطوني ، و انا اعترف بانه كذلك .. انها الصورة التي يجب ان نسعى اليها ونعمل لنجعل واقعنا قريبا منها قدر الامكان .. ولان الواقع مرتبط بالحلم ، يجب ان نحلم اولا ، لنخلق واقعنا كما نريد نحن تاليا ..
نضال معلوف
----------------------------------------------------------------------------------
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
لأني كنت طفلا انتظر والدي في كل يوم بقلق على شرفة منزلنا و مع كل دقيقة يتأخر فيها عن موعد رجوعه تذرف عيني دمعة وتفطر قلبي الصغير حتى ألقاه بالفرح في حالة معاناة دامت سنين..
واعرف انني عشت وانا اهمس اسم رئيسنا الراحل حافظ الاسد همسا عند ذكره ولو كان الذكر حميدا ، لاني عشت مثلكم سورياً ككل السوريين ، واعرف ان في بلدي معتقلين سياسيين قضوا في السجن لمجرد انهم امتهنوا الكلام وضاقت صدورهم بما يحملون من محبة لهذا الوطن فدفعوا الثمن غاليا في سبيل قول كلمتهم ، كانت حق في رأينا ام باطل ، لأني عشت مثلكم اعرف ان الكلام في بلدي اشد خطورة من السرقة والرشوة والاحتيال .. وربما القتل ..
اعرف ما تضيق صدوركم به من ممارسات " مقرفة " شاهدناها وعشناها وابتلعناها ، الى درجة اننا كنا نتحاشى الجلوس في مطعم يضم بعض الاشخاص ، او نبتعد عن سيارة تحمل لوحة معروفة او تمشي في شوارعنا بدون لوحات ، او نسلك طريقا طويلا للوصول الى اماكن محددة لنتحاشى بعض النقاط و"الكولبات" والاماكن الخطرة التي قد تنعدم فيه بقايا انسانيتنا ..
عشت مثلكم في ظل حزب واحد مع تعدد اسماء الاحزاب المزيفة ، وانا مصاب كما انتم بداء الارتياب من المخابرات ، ويقشعر بدني كلما سمعت كلمة " رفيق " من كثرة ما استهلكت واستغلت هذه الكلمة على حساب الحزب والوطن ، ضاق بي المكان والجيل القديم يصادر حقي في ان افرض رؤاي واتعامل مع العصر بالمعطيات والاسلوب الذي اؤمن به واعتقد بانه الانسب لحل مشاكلنا ، سئمت وجبة الاعلام السيئة الطعم التي تأتيني كل يوم على صفحات ثلاث صحف توقف عندها الزمان وتوقفت عند زمن لم نعد نعيش فيه ، ونسيت كما نسيتم ان لنا شاشة تلفزيون بعد ان حرّرَنا " الديش " من أسْرنا وأطلقَنا من ظلمة تلفزيوننا المحلي ..
اعيش في العوز الذي ورثته عن عائلتي ، وابحث كما الكثيرين منكم عن عيش كريم وفرصة عمل توفر الحد الادنى الذي يحفظ للانسان آدَميته في هذا العصر الذي تكثر فيه الاحتياجات ، واراقب معكم كيف ان حالنا يتراجع ، وما كان في الماضي نترحم عليه اليوم ، وللكثير من المعضلات عند معظمنا لا يوجد نور في نهاية النفق ، وان كابرنا فاننا نعيش حالة احباط مزمنة ،
قاطعت الانتخابات ، وعزفت عن التسجيل في النقابات ، وكرهت الجمعيات ، والتجمعات ، والندوات ، والحوارات .. كبلتني الخطوط الحمراء ، وأثقلَ ظهري السقف الذي لم يترك لنا مجالا لنرفع رؤوسنا حتى ، ويكبر فيي الغضب وتمتلكني رغبة شديدة في التغيير ، في الصراخ ، في الكلام ، في تحطيم السقف الذي جعل رأسي ( كما رؤوسكم ) مطأطأ ابدا ، أود تمزيق الخطوط الحمراء التي ضيقت علينا الخناق حتى اصبحنا نقف على رجل واحدة ..
أرشو الشرطي عندما يستوقفني ، و " ادبر " موظف المالية عندما يأتي الي ، وعندي دفتر حسابات مخفي ، واعرف سماسرة القصر العدلي لامرر الرشاوي واغتصب الحقوق ، والاكرامية جاهزة في يدي لاتجاوز " الدور " ، و اقتنص الفرصة لكي اتجاوز الاشارة الحمراء ، ولا اوفر فرصة الا وأتكلم بإسم فلان وأتبجح بمعرفتي لعلتان ، وفي كل الخناقات والمهاترات استخدم عبارة " عريف مع مين عم تحكي " .. ارمي الاوساخ في الشارع مثل " النّوَر والقرباط " ، وافصفص البزر في وسائط النقل العامة ، وارمي القشور حيث كنت مثل " الكديش " وعندي هواية تخريب الممتلكات العامة ( والخاصة اذا اتيحت لي الفرصة ) مثلكم جميعا ، فلا يفلت مني هاتف عمومي ، مقعد في حديقة ، حائط مبنى عام ، كرسي في باص او سيرفيس او في السينما ، سيارة جديدة اشحطها من الباب الى الباب ، واستخدم الارهاب مع كل من يخالفني الرأي وخاصة اذا كانت زوجتي او اختي او كل ( الاناتي ) المستضعفة التي أعرف ، واسهل الطرق لأتخلص من اسئلة ابني او تمرده او نقه او بكائه " كف يعمي خلقته " ، ازهو بنفسي مثلكم ، و اعتبر " حالي " الفهمان الوحيد .. وامارس التقليد السوري الذي يجتاحنا كالوباء بان " أزور " كل من رأيت في طريقي ، و احمل وجها متجهما لافرض احترامي واكسب خوف الناس مني ، مستنفر لاي حركة نظرة اشارة مقصودة غير مقصودة .. حتى اشتم ، اهين واضرب واصبح مثل الزعران ..
انا سوري مثلكم واعرف ما تعرفون ، واعاني مما تعانون ، ولكني اذا رفضت الواقع يكون هدفي الوصول الى الافضل ، اقبلكم لاكون معكم ونمضي جميعا خطوة الى الامام ، اقبل الاخر لكي نكون كلنا موجودين ، ابدي رأيي لاشرح نفسي لكم واستمع لأتعرف عليكم ، جميل ان يؤمن المرء بانه يمتلك كثيرا من الحقيقة ، ولكن ماذا عن بعض منها قد نجده في مكان اخر في رأي اخر ..
السنا نحن الذين تذمرنا طوال عقود من الصورة الواحدة والصوت الواحد والحل الواحد والحزب الواحد .. حتى كرهنا هذا الواحد من اينما اتانا ، فما بالنا نريد ان نحل بديلا عنه .. لنصبح واحداً يكرهنا الاخرون ..
انا افهم ان ينتمي الواحد منكم الى حزب ، فكر ، جماعة ، عشيرة ، دين .. واحفظ حق الجميع بان يعمل بما يؤمن وبقدر ما يؤمن ، ولكن .. يجب ان نقبل بان يكون هناك اشخاص لا ينتمون الا للوطن ، ويجب ان نكون ايضا نحن المنتمون في اطار الوطن ..
عدو عدوي لا تنفع في الداخل بين الاخوة والجيران وابناء الوطن الواحد .. ، ويجب الا نستنكر على البعض بانهم على الحياد ، لانهم مع الوطن ..
احزن على ضحايا حوادث حماة ، ولكني ألوم الاخوان المسلمين على اغتيالاتهم ، احارب لكي أعبر ألغي الهوامش وانهي الاحتكار ، ولكن ليس هدفي هو سب وشتم المحتكرين واقصائهم وتهميشهم .. ، اريد ان انتخب ولكني لست ممن لا يريد ان يرى سوى نفسه او حزبه او دينه او عشريته او اسرته او جماعته في الحياة العامة وفي دوائر صنع القرار.
التدوال لا يعني خروج الاخر ودخولنا .. بل يعني ايضا خروجنا ودخول الاخرين .. قضيتنا ليست الثأر او الانتقام قضيتنا هي الوطن .. وكل ما يخدم الوطن حتى لو جاء من فريق اخر أؤيده و أدافع عنه حتى ولو كنت مختلفاً مع ذاك الفريق بألف قضية، ليس من الحكمة ان نصدر الاحكام على الامور حسب مصدرها .. ، وليس من الحكمة ان نفرح لنقد او هجوم على خصومنا السياسيين ولو جاء من اعدائنا واعداء الوطن .. لاننا لا شك انن نمتلك القدرة للتفريق بين غايات واهداف كل فريق ..
بيننا ( البعض ) من هم اعداء للوطن .. لا شك في ذلك ، ولكن الغالبية العظمة هي لهذا الوطن ومعه ، علينا ان نأخذ دورنا ونعمل لمستقبل افضل لأولادنا .. ويجب ان نتفق انه ، من المؤكد ، لا خير في اعدائنا .. وهذه ليست دعوة للجمود وقتل الحراك الذي بدأنا نتلمسه ونفرح بوجوده ، ولكنها دعوة لكي نحدد بدقة اتجاه حركتنا ونهاية الطريق الذي نريد الوصول اليه ، و الوسيلة التي ستنقلنا الى هناك .. و افضل الف مرة ان امشي الطريق مهما كان وعرا زحفا واسقيه بالدم والالم على ان امتطي دبابة للعدو يرفع علمه فوقها وأطأطئ رأسي ..
بالله عليكم تعالوا ننسى الماضي ، اعرف كم هو صعب ابتلاع الالم ، والقفز فوق الجراح ، و قتل الحقد ، ونسيان القهر وغفران المهانة ، ولكني اخشى انه لا يوجد امامنا سوى ان ندفع الثمن ، وننسى الماضي ، ونركز على الهدف ، نركز على ما نريد ونحلم به ، يجب ان نمتلك حلماً نسعى اليه .. يجب ان يكون لدينا " الحلم السوري " الذي يضمن المستقبل لاطفالنا ، مستقبل خال من الحقد والدم و الاقصاء والكراهية .. مستقبل زاهر نركز اليوم ونتفق كيف يمكننا ان نأخذ خطوات متسارعة باتجاهه ..
دعونا نعمل للوطن ونتجاوز التقليد السوري بان " نشتغل " بعضنا ببعض ، وهذه ليست دعوة للاتفاق على كل شيء والعيش في اطار الصورة الواحدة .. ولكن على العكس تماما هي دعوة للاختلاف الذي لا يتم الا بقبول الاخر ، ومهما تعددت آراؤنا واختلفت وجهات النظر وتوزعت الرؤى .. يجب ان يكون كل هذا التنوع في اطار الوطن الذي لن نسمح لأحد ان يختلف معنا عليه ..
قد يقول البعض ان هذا تنظير افلاطوني ، و انا اعترف بانه كذلك .. انها الصورة التي يجب ان نسعى اليها ونعمل لنجعل واقعنا قريبا منها قدر الامكان .. ولان الواقع مرتبط بالحلم ، يجب ان نحلم اولا ، لنخلق واقعنا كما نريد نحن تاليا ..
نضال معلوف
----------------------------------------------------------------------------------
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////