-
دخول

عرض كامل الموضوع : سيرة حياة نيكول كيدمان كاملة


ننوس و جيجي
24/09/2006, 15:24
نيكول كيدمان : الأسترالية التي اعتلت عرش هوليود




قياساً على بدايتها المتواضعة لم يكن لأحد أن يتوقع وصول نيكول كيدمان إلى ما وصلت إليه الآن من شهرة و نجومية , لقد تفجرت إبداعاً في سنواتها الأخيرة و قدمت مجموعة من الأدوار الكبيرة يقف على رأسها بشموخ و اعتزاز دورها العظيم في الفيلم الساحر " الساعات " .

ولدت نيكول كيدمان في العشرين من يونيو 1967 في جزر هاواي لأبوين استراليين و حفيدة للبارون الأسترالي السير سدني كيدمان , والدها أنتوني عالم متخصص في الكيمياء الحيوية انتقل و عائلته من هاواي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن بغرض استكمال أبحاثه على سرطان الثدي , عاد بعد ذلك بثلاث سنوات إلى موطنه أستراليا , و في مدينة سيدني بدأت نيكول أولى خطواتها في الفن حيث تعلمت الباليه في سن العاشرة ثم اتجهت إلى المسرح و فيه تعلمت دروسها الأولى في التمثيل و قدمت عدة مسرحيات لاقت قبولاً و استحساناً من النقاد .

في العام 1983 بدأ اهتمام نيكول كيدمان يتحول من المسرح صوب التلفزيون , و فيه قدمت مجموعة من الأعمال التلفزيونية الموجهة إلى الأطفال من أبرزها فيلم Chase Through the Night , و في ذات السنة بدأت مسيرتها مع السينما عبر الفيلم العائلي Prince and the Great Race و الذي أصبحت مشاهدته في عطل الميلاد من العادات المحببة للأستراليين , الفيلم يحكي قصة مجموعة من الأطفال يقومون بمغامرات الهدف منها استرجاع حصانهم المفقود " أمير " .

في السنوات التي تلت و حتى العام 1989 قدمت نيكول في بلدها أستراليا مجموعة من الأعمال التلفزيونية من أبرزها فيلم Bangkok Hilton و فيه تؤدي دور الفتاة اللطيفة ( كات ستنتون ) التي تبحث عن والدها المفقود, و في طريق عودتها من لندن إلى أستراليا تتوقف في تايلند و هناك تتعرف على الشاب أركي راغان و بدافع من الطيبة تحمل حقيبته الملغومة بالمخدرات و يقبض عليها و تدخل دوامة معاناة لا تنتهي في سجن بانكوك سيء السمعة ! و يعتبر هذا العمل أفضل ما قدمت نيكول في مسيرتها التلفزيونية , أما سينمائياً و خلال الثمانينات فكانت لا تزال تتحسس طريقها و تجرب هنا و هناك و كانت محاولاتها بالإجمال بسيطة متواضعة , ففي العام 1985 شاركت كممثلة ثانوية في فيلمين أولهما فيلم Wills & Burke و الثاني فيلم Archer s Adventure , و في العام الذي يليه اقتربت نيكول من أدوار البطولة حيث شاركت الممثل توم بورلنسون بطولة الفيلم الرومانسي Windrider و هو عن شاب مهووس بالأمواج يفكر بصناعة أمواج بطريقة تقنية لبطولة الأمواج العالمية القادمة لكنه يتعرف إلى المغنية جاد فينسى الأمواج و كل شيء ! , ثم شاركت العام 1987 في فيلمين هما فيلم الأكشن Watch the Shadows Dance و الذي كان أقل أفلامها مستوى و أكثرها تواضعاً , الفيلم الثاني هو The Bit Part و هو فيلم كوميدي عن مدرس ملّ رتابة حياته يقرر في لحظة تغيير كل شيء . و في العام التالي 1988 شاركت نيكول في الفيلم الدرامي Emerald City .

العام 1989 كان عاماً مميزاً بالنسبة لنيكول حيث مثل البداية لها في عاصمة السينما العالمية هوليوود و ذلك من خلال مشاركتها في الفيلم الأسترالي الأمريكي المشترك Dead Calm حيث تؤدي فيه دور زوجة تقرر الإبحار مع زوجها على اليخت الخاص بهم , و أثناء الرحلة يعترضهم قارب صغير يغرق, و ينقذون الناجي الوحيد منه و الذي يكتشفون بعد فوات الآوان أنه مجرم مصاب بهوس نفسي .

في التسعينات رسخت نيكول مكانتها أكثر كممثلة هوليودية ممتازة , و قدمت مجموعة من الأعمال التي تتراوح بين الجيد و الممتاز , و قد بدأت هذا العقد بمشاركة في فيلم السباقات المتواضع Days of Thunder و الذي يؤدي فيه النجم توم كروز دور سائق سيارات شهير يعاني اضطرابات نفسية تعيقه عن التواصل الجيد مع زملائه في الفريق . و قد أدى اجتماعها مع توم كروز في هذا الفيلم إلى نشوء علاقة بينهما توجت بالزواج في الثامن و العشرين من ديسمبر عام 1990 . و بعد زواجها قامت نيكول بزيارة خاطفة إلى بلدها أستراليا وقدمت هناك الفيلم الدرامي Flirting .


في العام 1991 عادت إلى هوليوود من جديد لتشترك مع النجم داستن هوفمان في بطولة فيلم العصابات Billy Bathgate و الذي تجري أحداثه في الثلاثينات حيث عاش أساطين المافيا و الجريمة المنظمة , و قد تلقت نيكول ترشيحها الأول لجائزة الغولدن غلوب عن دورها في هذا الفيلم الذي تصدى لإخراجه روبرت بينتون مخرج الفيلم الأوسكاري Kramer vs Kramer . ثم في العام 1992 كان لها مع زوجها توم كروز موعد آخر حيث اجتمعت و إياه في فيلم Far and Away و هو ملحمة إيرلندية رائعة تألق في صنعها المخرج المتميز رون هاورد صاحب الفيلم الرائع A Beautiful Mind , و من الغرابة أن موسيقى الفيلم الجميلة ترشحت لجائزة رازي كأسوأ موسيقى في تلك السنة ! في العام التالي قدمت نيكول أداءً جميلاً في الفيلم النفسي Malice و تؤدي فيه دور زوجة حائرة تعيش اضطراباً بين اتهامات الاغتصاب الموجهة لزوجها و بين شعورها بالذنب جراء علاقتها بالدكتور جاد هيل ! . بعد ذلك شاركت نيكول الممثل الذي يعجبني دائماً مايكل كيتون في الفيلم الجميل My Life الذي يحكي قصة رجل يصله نبأ إصابته بالسرطان و دنوه من الموت فيبدأ رحلة مؤثرة مع الذكريات الجميلة .


تلقت نيكول ترشيحها الثاني لجائزة الغولدن غلوب العام 1995 و ذلك عن دورها المجنون في فيلم To Die For حيث تؤدي فيه دور فتاة تضع أمامها هدف و تبذل كافة السبل الشرعية و غير الشرعية للوصول إليه , بعبارة , وصولية حتى النخاع ! الفيلم من إخراج المتميز جوس فانسنت صاحب الفيلم الرائع Good Will Hunting . و في العام 1996 ابتعدت نيكول قليلاً عن الأجواء الهوليودية حيث شاركت كضيفة شرف في الفيلم البريطاني The Leading Man ثم أتبعته بفيلم The Portrait of a Lady و هو من إنتاج بريطاني أمريكي مشترك و فيه تؤدي دور الشابة الغنية إيزابيل أرتشر التي تهجر أمريكا إلى أوربا بحثاً عن الفكر و الفن , الفيلم من إخراج جان كامبيون مخرجة الفيلم المأساوي The Piano الذي حازت بسببه النجمة هولي هنتر أوسكار أفضل ممثلة العام 1993 .

في السنة التالية قامت نيكول بمشاركة النجم جورج كلوني بطولة فيلم الحركة الرائع The Peacemaker و فيه يطاردان أحد المقاتلين الشيشان الذي تمكن من تهريب قنبلة نووية إلى أمريكا . و قد أتبعت هذا الفيلم الجميل بمشاركة لطيفة في فيلم Practical Magic حيث ترث هي و أختها " ساندرا بولوك " قدرات سحرية فائقة تستغلانها لإزالة كل العقبات التي تعترض طريقهما المؤدي إلى الحب الحقيقي . و ختمت نيكول هي و زوجها توم كروز عقد التسعينات بالمسك فعلاً حين شاركا في فيلم Eyes Wide Shut مع المخرج العظيم ستانلي كويبريك الذي توفي قبل اكتمال منتجة الفيلم . و بعد هذا الفيلم غابت نيكول سنة أو أكثر عن الساحة السينمائية و ذلك لانشغالها بإجراءات طلاقها من توم كروز .

كثيرون يقرنون بين طلاق نيكول كيدمان من توم كروز و بين هذا التوهج الذي طرأ على مسيرتها السينمائية , و لهم في ذلك كل العذر , فبعد طلاقها الذي تم في الخامس من فبراير 2001 قدمت نيكول الأعمال العظيمة التي بوأتها هذه المكانة الرفيعة و جعلت من اسمها عنصراً ثابتاً في جميع المهرجانات السينمائية , و كانت البداية مع الفيلم الموسيقي الرائع Moulin Rouge الذي تلقت على إثره أول ترشيح لها للأوسكار و حازت جائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة في فيلم موسيقي , و مما يعد إنجازاً كبيراً لها أنها كذلك و في ذات المهرجان ترشحت عن دورها المتميز في فيلم الغموض The Others و الذي يحكي قصة أم و طفليها يعيشون بعزلة في بيتهم المظلم ينتظرون قدوم الأب الجندي المحارب و حياتهم تكون من الغرابة بحيث أنهم لا يطيقون النور أبداً ! . بعد ذلك استراحت نيكول قليلاً بمشاركتها في فيلم الجريمة الخفيف Birthday Girl و تؤدي فيه دور فتاة روسية يطلبها بريطاني للزواج عن طريق الإنترنت .


العام 2002 لم يكن مميزاً لنيكول فحسب , بل مميز لي أنا كذلك حيث شاهدت فيه القصيدة السينمائية العذبة The Hours و بفضله و بفضل أدائها العظيم فيه فازت نيكول بأوسكارها الأول كأفضل ممثلة و بجائزة الغولدن غلوب للمرة الثانية على التوالي , في هذا الفيلم تؤدي نيكول دور الروائية البريطانية الشهيرة التي طورت من تكنيك السرد الروائي فرجينا وولف . شاركها الإبداع و بطولة الفيلم النجمتين ميريل ستريب وَ جوليان مور . في ذات السنة شاركت نيكول بصوتها في فيلم Panic Room لملك الغموض المخرج ديفيد فينشر , و الذي كان من المفترض أن تقوم ببطولته لكن إصابتها أثناء تصوير فيلم الطاحونة الحمراء حالت دون ذلك , مما أتاح الفرصة لجودي فوستر لأن تؤدي دور البطولة في ذلك الفيلم المثير .

في العام 2003 واصلت نيكول كيدمان مسيرة الإبداع حيث قدمت ثلاثة أفلام رائعة دفعة واحدة و لمخرجين متميزين , فبدأت هذا العام بفيلم Dogville للمخرج الدانماركي الشهير لارس فون ترير مبتدع الدوغما ( و هي حركة ثائرة على كل الأساليب التقليدية في صناعة الأفلام ) و مع أنه في هذا الفيلم يخالف كثير من مبادئ حركته إلا أن ترير يقدم فيلماً غريباً فعلاً في أسلوبه و هو ما يعد تطوراً يحسب للنجمة نيكول كيدمان التي يبدو أن آفاقها اتسعت لتشمل أتباع مذهب الفن للفن و أنصار سينما المؤلف , و قد أتبعت هذا الفيلم بالفيلم الشاعري The Human Stain مع المخرج روبرت بينتون و النجم الإنجليزي أنتوني هوبكنز , و فيه أدت دور شابة مضطربة تتعرف إلى دكتور عجوز يريد الهرب من ماضيه لكنه يجابه بذات الوسيلة التي يهرب بها ! . بعد ذلك ظهرت نيكول في الفيلم المؤثر Cold Mountain للمخرج أنتوني مينغيلا صاحب الفيلم الأوسكاري المريض الإنجليزي , و قد استحقت نيكول عن دورها في هذا الفيلم ترشيحها الثالث لجائزة الغولدن غلوب .


نيكول كيدمان التي قامت قبل طلاقها من توم كروز بتبني طفلين هما إيزابيلا جين وَ كونور أنتوني , ظهرت هذه السنة في فيلمين, الأول هو الفيلم الكوميدي الموسيقي The Stepford Wives بمشاركة الممثل ماثيو برودريك و النجم كريستوفر ووكن مع المخرج فرانك أوز الذي أخرج الفيلم الكوميدي الرائع Bowfinger . أما الثاني ففيلم Birth و فيه تؤدي دور امرأة مكلومة تعتقد أن روح زوجها المتوفي قد سكنت جسد طفل صغير, الفيلم يتوقع أن يثير لغطاً نظراً لغرابة فكرته و جرأتها, و قد شارك في كتابته السيناريست الفرنسي جان كلود كارير الذي كتب التحفة السينمائية (السحر الخفي للبرجوازية) للمخرج الإسباني الكبير لويس بونويل.

الآن، وبنظرة خاطفة على أعمالها القادمة (التي من أبرزها فيلم The Interpreter مع المخرج الكبير سيدني بولاك) تثبت نيكول أنها تعيش عصرها الذهبي دون جدال، وأنها قادرة بل عازمة على المضي قدماً في مسيرتها الإبداعية التي بدأت حلماً طفولياً خاملاً في مسارح سيدني سرعان ما انفجر ليعلن بصخبه اعتلاء الملكة عرش هوليوود.