الحمد لله والصلاة والسلام على رسو ل الله وبعد : فهذي قصيدة تسجل حوارا من أرض الواقع المخزي واالمهين لكل ناطق بلا اله الا الله ....وهذا الحوار يدور بين أسيرة في سجن من سجون الغدر والكفر والباطل والبهتان وبين رجل من هذه الأمة شرب حتى ارتوى من كأس الذل و القهر والخوف الحرمان ...فيبدأ الحديث ويقول لها :

اختاه حسبك ماجرت عينــــــــــاك هذا التأوّه في البكاء دهاني
هذي الدموع الجاريات من الرؤى حمم من الآهات والأحزان
لاتشتكي لاتصرخي لاتفضـــــــحي فصراخك لهب من الأشجان
بالله صمتا لاتلتجي بعريننـــــــــــا فعريننا ولّى مع الأزمان
فعريننا أمسى أمان عدونــــــــــــا وبيوتنا صرح من الأوثان
ماعادت الشكوى تناجي سمعنــــا فقلوبنا حجر من الصّوان
بالله صمتا يا أخيّة أمســـــــــــكي فنداؤك قطع من النّيران
فأجابت الأخت الأسيرة يااخــــــي هذا نداء الضائع الحيران
ماذا دهاكم ؟ويح شعري مالكـــم؟ ماحلّ بالاسلام والايمان؟
أين الحمية ؟أين فرسان الوغـى؟ أين الرجولة مالها بمكان؟
أين الكتائب ؟أين من كانوا لـــها جيشا من الأهوال والفرسان
قد زلزلوا عرضي ودكّوا عـفــتي وتعاقب الجرذان في اتياني
وتناولو طفلي وأدموا أســـــرتي وتفنن الأنذال في صبياني
وتعالت الأنّات والآهـــــــات وال عبرات والأتراح بالأحزان
ولدي حبيبي حسبك لاترتـــــجي نصرا من الأحباب والاخوان
يا حسرتي يا حسرتي ياحسرتي أين شباب العز والا حسان
قالوا السياسة قد طغت بحروبنا حقا..؟؟ أهذا قط ّ بالامكان؟؟
الله أكبر ماالسّياسة يا أخي ..؟؟ ذل وتركيع من الجرذان
الله أكبر مالها قد زحـــــزحـــــت من ساحة النيران والميدان؟
الله أكبر...ويح قلبي ماجــــــرى في نخوة الاسلام والعربان؟؟
لن أشتكي لن ألتجي لن أرتجــي نصرا من الأعراب والولدان
سأظل أدعو الله دوما راجيــــــة فرجا قريبا منه ذو الاحسان
لاتســألني بعدها عن دمـــعـــتي فجوابها صعب من النكران
فجواب دمعي واضح لا يخـــتفي فجوابها شيء من الخذلان