-
دخول

عرض كامل الموضوع : من يستعد للحرب سوريا أم "إسرائيل".!!!!!


dot
12/10/2006, 23:20
بقلم:إميل أمين

“طالما أنا في منصبي كرئيس للوزراء سيبقى الجولان في أيدينا لأنه يشكل جزءا لا يتجزأ من دولة “إسرائيل” وعلينا أن نأخذ على محمل الجد التصريحات العدوانية لبشار الأسد”.

بهذه العبارة أوضح رئيس الوزراء “الإسرائيلي” إيهود أولمرت أبعاد التغير المفاجئ على صعيد العلاقات السورية “الإسرائيلية” والتي كانت مصادر دولية متعددة قد أشارت مؤخرا إلى إمكانية التوصل إلى صفقة لتحقيق السلام بينهما، غير أن ما أورده أولمرت يغلق بكل تأكيد وتحديد الباب في وجه الأحاديث السلمية ويدعو للاستعداد للهجوم ويهدد بحرب على سوريا.. ما الذي جرى حتى تحولت الأمور إلى هذا المنحى؟

بداية يكتب “بن كاسبيت” على صفحات “معاريف” بتاريخ 29/9/ 2006 ما يشبه الإعلان التحذيري الأول لدولة وشعب “إسرائيل” من سوريا فيقول “إن السوريين في أعقاب الحرب اللبنانية الثانية ليسوا هم السوريين ما قبل تلك الحرب لقد كونوا فكرة جديدة عن هذا الجيش بأنه جيش سمين قليل الحركة ويمكن وصفه بالعتيق غير المتجدد. ويضيف: إن حالة الاستعداد التي أعلنتها سوريا إبان الحرب اللبنانية الأخيرة صاحبتها روح معنوية عالية دبت في جيشها فكل شيء تحرك فجأة واستعد وعاد إلى الشباب بطاقة تتفجر في الأجواء وبركان اخذ يتحرك لينفجر.

وعند غالبية وسائل الإعلام “الإسرائيلية” طوال الأيام التي أعقبت حرب لبنان الأخيرة أن الجنرالات السوريين قد اخذوا في الخروج من الاستحكامات القديمة ويحاولون التخلص الآن من تلك الإحباطات العتيقة فلم يعودوا خائفين بل إنهم أصبحوا فجأة يرون نصف الكأس المليئة وبات عندهم اقتناع كبير بأن المدفعية السورية أفضل بكثير وكذلك فرق الكوماندوز المدربة جيدا وذات المعنويات العالية جدا وإلى جانب هذا كله شبكة بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات المنتظرة وشبكة الصواريخ سكود الضخمة بما فيها من أسلحة كيماوية أو بيولوجية.

هل هي الحرب إذن؟



في الأسبوع الأخير من سبتمبر/ أيلول الماضي كان عمير بيرتس وزير الحرب “الإسرائيلي” يشير إلى أن سوريا هي مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط مجددا معارضته لغلق باب التفاوض معها إلا أنه كذلك في حديثه للإذاعة “الإسرائيلية” أبقى باب المواجهة العسكرية مفتوحا قائلا إن أي تهديد من قبل سوريا أو تصعيد يمكن أن يحدث بسرعة لابد أن يواجه بشدة وقوة سريعتين.

والمثير أن ذات الاتجاه أكد عليه أيهود أولمرت إذ أشار إلى أن “إسرائيل” ستستخدم كل قوتها الضاربة حال حدوث مواجهة مع سوريا، وفي حديثه لإذاعة الجيش “الإسرائيلي” ذهب أولمرت إلى أنه إذا نشبت مواجهة مع سوريا سنرفع كل ما وضعناه من حدود مع لبنان بالنسبة لاستخدام قوتنا العسكرية، وأمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست جدد أولمرت التأكيد على أن “إسرائيل” لا تعتبر سوريا شريكا محتملا في مفاوضات السلام.

والتساؤل: ما الذي دعا “إسرائيل” لهذا التحول المفاجئ عسكريا تجاه سوريا؟

تقرير الاستخبارات العسكرية “أمان”

في الشهرين الماضيين كان عدد من السياسيين “الإسرائيليين” يرون أن هناك فرصة حقيقية للانسحاب من الجولان مقابل معاهدة سلام مع سوريا وقد كان الداعم لهذا الاتجاه استنادهم إلى ما جاء في احد تقارير الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية” والتي قالت إنها تلاحظ تطورا ايجابيا في موقف الرئيس بشار الأسد من السلام مع “إسرائيل” غير أن “أمان” ذاتها كانت وراء تقرير آخر أشار إلى أن سوريا تستعد لتحرير الجولان عسكريا.

يقول التقرير الجديد الذي قدم لحكومة أولمرت إن سوريا قد أحدثت تغييرا في مواقفها تجاه “إسرائيل” في أعقاب تقويمات مشتركة لها ولإيران ولحزب الله اللبناني حول حرب لبنان وأنها باتت مقتنعة بأن عليها ألا تسقط خيار الحرب لتحرير هضبة الجولان المحتلة وتعزيز مكانتها في المنطقة.

وأضاف التقرير أن سوريا ترى في مقاومة حزب الله نموذجا يحتذى في الحرب القادمة مع “إسرائيل”.

وكان الجنرال عاموس ليدين رئيس الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية” قد حذر في 24 أغسطس/ آب الماضي مما اسماه “ثقة زائدة لدى السوريين بعد انكفاء الجيش “الإسرائيلي” في لبنان أثناء هجومه على مقاتلي حزب الله”.

وقال عاموس في مداخلة أمام اللجنة البرلمانية ذاتها “إن السوريين في حالة ثقة كاملة وسيحاولون استعادة الجولان سواء بالوسائل العسكرية أو الوسائل السياسية”.

والمعروف أن المفاوضات بين “إسرائيل” وسوريا التي تتعلق أساسا بمطالبة سوريا باستعادة هضبة الجولان التي احتلتها “إسرائيل” في 1967 وضمتها في 1981 توقفت في يناير/ كانون الثاني من عام 2000 وكانت حكومة إيهود باراك آنذاك قد وافقت على الانسحاب من أغلب مناطق الجولان ما عدا شريطاً يمتد على طول الضفة الشرقية لبحيرة طبرية أهم خزان مياه عذبة ل”إسرائيل”.

dot
12/10/2006, 23:21
ولتثبيت تقويها زعمت الاستخبارات “الإسرائيلية” أن هناك سلسلة إجراءات تقوم بها سوريا استعدادا لهذه الحرب ومنها وصول كميات كبيرة من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى من كوريا الشمالية وإيران إلى دمشق إضافة إلى قضية السفينة التي أوقفت في قبرص وعليها شحنة أسلحة مهربة والعودة إلى لبنان بواسطة تخفي مئات الجنود السوريين بلباس عمال مدنيين ومواصلة سوريا عملية تزويد حزب الله بالأسلحة طيلة فترة الحرب الأخيرة بعد وقف إطلاق النار ويقولون في “إسرائيل” إن هذه الأسلحة تصل عبر البحر وعبر البر وأن هناك 25 مخزن أسلحة توفرها سوريا حاليا على حدودها مع لبنان وتقوم بإرسال الأسلحة منها إلى حزب الله بواسطة مهربين محترفين.

ورغم أن تقرير أمان يشير بوضوح إلى أن سوريا لم تتخذ قرارا بالخيار الحربي مع “إسرائيل” وأن المسألة مازالت في حدود التصريحات المتشددة التي أطلقت خلال الحرب وجرى التفاهم عليها في حينها بين “إسرائيل” وسوريا واتفق على أن الطرفين ليسا معنيين بالتصادم العسكري وأن الحرب كلامية إلا أن معدي التقرير أضافوا قائلين “الأفكار عادة تتحول إلى أفعال” ويبقى القول: هل من علاقة لظهور هذا التقرير بالمشهد الأمريكي السوري؟

زيارة رايس وحديث الحرب

والمقطوع به أنه يصبح من الإغفال بمكان عدم الربط بين العلاقات السورية الأمريكية وأحاديث الحرب السورية “الإسرائيلية” فقبل عدة أسابيع أثنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس على سوريا لأنها استطاعت أن تحمي موظفيها من مصير مهلك كان ينتظرهم غير انه سرعان ما قلبت الخارجية الأمريكية ظهر المجن لسوريا، وعادت رايس من جديد خلال زيارتها للمنطقة لتؤكد على أن سوريا ما زالت تزعزع الاستقرار في لبنان ولا تدعم القوى المعتدلة في منطقة الشرق الأوسط، بل إن جولة رايس بأكملها لم تكن إلا منطلقا لبناء ما أسمته “تحالف الدول المعتدلة” في مواجهة اتحاد الدول المتطرفة والذي تراه واشنطن متمثلا في إيران وسوريا وحزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي. فهل جاء هذا الحلف في ذلك التوقيت كمقدمة سياسية لأعمال عسكرية أمريكية آتية لا ريب فيها؟

ربما يصبح ذلك صحيحا وفي هذا الإطار يضحى القول بمواجهة عسكرية مع سوريا أمرا حتميا، فسقوط سوريا ونظامها يسهل كثيرا من مهمة واشنطن وتل أبيب في طريقهما إلى طهران ولأن أمريكا ليس لها ذريعة مباشرة في الهجوم على سوريا فإن “إسرائيل” من خلال العودة إلى حديث الضربات الاستباقية وتقرير “أمان” تستطيع القيام بذلك وتهيئة الأرض للمواجهة الكبرى ويؤكد ما ننحو إليه ما أورده “يسرائيل هرئيل” من “هآرتس” حين قال “إن “إسرائيل” بحاجة إلى استراتيجية الضربات الاستباقية قبل أن تتحول إلى مكان خطر لليهود أنفسهم”.

والحاصل أن من يستعد للجولة الثانية من الحرب هي “إسرائيل” نفسها وليس سوريا المحتلة أرضها والتي يحق لها بكافة الوسائل لتحرير أرضها حسب المواثيق والشرائع الأدبية والوضعية.

وليس أدل على صدق هذا التوجه من تصريحات وزيرة الخارجية “الإسرائيلية” تسيبي ليفني من أن “إسرائيل” لن تكون مترددة في هجومها القادم، وعن سوريا تحديدا تؤكد “معاريف” أن الجيش “الإسرائيلي” سيهاجم هذه المرة كل البنية التحتية في سوريا بقوة وخلال يومين على الأكثر لن تكون لدى سوريا كهرباء ولا طرق ولا مناطق تخزين للوقود التي ستشتعل والدولة ستخرب.


أما “جيروزاليم بوست” الصحيفة “الإسرائيلية” الشهيرة أيضا ففي تقرير “لافرام انبار” أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار أيلان ومدير معهد بيجن سادات للدراسات الاستراتيجية تقول إنه على “إسرائيل” الاستعداد للجولة التالية والتي لن تتمكن “إسرائيل” من الفوز فيها إلا باستهداف دمشق أولا فسوريا تسمح بعبور الاحتياطات العسكرية لحزب الله إلى لبنان عبر أراضيها وتوفير مسارات مفتوحة مع إيران للقيام بالشيء ذاته وان استخدام سوريا لحزب الله كأداة لاستنزاف “إسرائيل” يذهب من دون عقاب منذ زمن طويل.


وحال وضع ما تقدم بجانب الأحاديث السرية عن الطواقم العسكرية الأمريكية التي تتدفق على “إسرائيل” وإصدار وزير الحرب “الإسرائيلي” عمير بيرتس تعليماته إلى قيادة الجبهة الداخلية بالاستعداد الكامل يدرك الناظر للمشهد أن “إسرائيل” هي التي تستعد لحرب أوسع وأشمل هي في حقيقتها جزء من المخطط الأمريكي الكبير والواسع والذي يستهدف إيران بالدرجة الأولى كنظام للحكم ومن ثم كبرنامج نووي وان وسوريا هي في تقدير رجال البنتاجون وجماعات الصقور الجدد ليست إلا جملة اعتراضية في طريق الحملة الإيرانية على إيران ولا بد من الخلاص منها كهدف تكتيكي لخدمة الهدف الاستراتيجي الأبعد لإدارتي بوش وأولمرت.