الأندلسي
20/11/2006, 08:45
بقلم الفنان العبقري: زياد الرحباني
مقالة ساخرة بطعم الدم والنوم... يحتاج كل منا أن يتفرد بقلم ليحاول أن يكتب مثلها... ولو على حساب الباقي من عمره الباقي...
وتحياتي لكم
إستغربت بداية الأسبوع الفائت وما زلت مستغرباً حتى اليوم، إستغراب القائد الأعلى لقوى 14 آذار الحُرَّة السيّدة المستقلَّة، اللواء الوليد بن جنبلاط بيك لكلمة «حكومة نظيفة»، والتي قالها سماحة السيد حسن نصرالله حينها في تصريح له، وقد نَطَقَ اللواء جنبلاط في معرض ردِّه على السيد حسن بما معناه «...ماذا يقصد «السيد» بحكومة نظيفة؟ ما المقصود؟ نحن ماذا إذن؟». سيد وليد، إنَّ الإمعان في الاستبساط والاستعباط عفواً، والاستغشام والاستفهام عفواً أيضاً، فيه بالإضافة إلى أربعتها، شيءٌ من الإحراج وهو الأخطر. إنَّ اللياقة يا سيد وليد هي فَن قول الأشياء النافرة بشكل أقلّ نفوراً، والتلميح بَدل التجريح. والدبلوماسية هي كلمة «لا» ملفوفة بكلمة «نعم» أكبر حجماً. أمّا الرَدُّ عليكم تحت أرز آذار وفي خيام الحُرِّية أثناء تطواف الشباب بين الـ «ciné» والضريح فأمرٌ يلزمه الكثير الكثيف من ضبط الغرائز والأعصاب ، تلزمه بالضبط والتحديد، اللياقة والكياسة والتلميح والدبلوماسية والدكتور «هوديني» رُبَّما. فأنا أحسُدُ السيِّد حسن على متانة سيطرته على ردود الفعل عنده. فهو رغم أنَّكم تكرهون، بالاضافة الى كل من تكرهون، «الثياب» على ما يبدو، وتحبون أن تخرجوا الناس منها، ما زال «السيد» شديد الهدوء؟ ماذا تريد أن يقول لك أوضح من «سنأتي بحكومة نظيفة»؟ أظُنك فهمت ماذا قال وعدت وسألت: «ما المقصود بنظيفة؟» أنا مُضطرٌ هنا أن أسألك: ما المقصود يا سيد وليد بـ «ما المقصود»؟ هل تريد أن تُحرجَه وتحرجنا لنوضِّح أكثر؟ علماً بإنَّ كل ما هو غير نظيف، له رائحة تزداد ولون يتبدّل تدريجياً. هل تريد ان تورطنا بتعليم اللغة العربية ومعجم الأضداد؟ هل تريدنا أن نبدأ بشتم الفنادق على أنواعها بدءاً بالبريستول؟ ماذا تعني هذه «المَقلَسَة»؟ (ملاحظة: لا ترجمة لهذه الكلمة لا في النحوية ولا في اللغات الأجنبية). أنا أعرف ما تريد، لكن اعصابي في هذه الأيام أقل متانة من أعصاب السيد حسن. سيد وليد، إسمعني ولا تخبر احداً، ودع الكلام بيننا: إن عكس كلمة نظيفة هو «وسخة»! أي «قذرة» بالجعفرية الممتازة!! نعم، هذا ما كان المقصود وما زال. وأنت تعلم ونحن أيضاً، فإنَّ المقصود بـ«ما المقصود» هو هذا الوسخ أو القذارة. إذا كان الجواب بهذا الشكل أوضح عساه خير أيضاً، واعذرنا على التوضيح، لقد دفعتنا إليه من على شاشات التلفزة وها نحن نَرُدّ في الصحف وجمهورها أقل بكثير، فبَلِّغ من لا يقرأون من أنصارِكَ والقوى والقوات أدامكم الله لنا ذخراً.
ملاحظة أخيرة: إنَّ الحكومة الحالية هِيَ وَسِخَة. وليس السيد حسن من يفتري عليها. إنّه يقرأ ما هو مكتوب على الجبين. فهو يُحِب المطالعة ونحن في الحزب الشيوعي أيضاً، كما اننا في الخدمة سيد وليد. ونؤمنها للمنازل حتى النائية المبغضة منها.
مقالة ساخرة بطعم الدم والنوم... يحتاج كل منا أن يتفرد بقلم ليحاول أن يكتب مثلها... ولو على حساب الباقي من عمره الباقي...
وتحياتي لكم
إستغربت بداية الأسبوع الفائت وما زلت مستغرباً حتى اليوم، إستغراب القائد الأعلى لقوى 14 آذار الحُرَّة السيّدة المستقلَّة، اللواء الوليد بن جنبلاط بيك لكلمة «حكومة نظيفة»، والتي قالها سماحة السيد حسن نصرالله حينها في تصريح له، وقد نَطَقَ اللواء جنبلاط في معرض ردِّه على السيد حسن بما معناه «...ماذا يقصد «السيد» بحكومة نظيفة؟ ما المقصود؟ نحن ماذا إذن؟». سيد وليد، إنَّ الإمعان في الاستبساط والاستعباط عفواً، والاستغشام والاستفهام عفواً أيضاً، فيه بالإضافة إلى أربعتها، شيءٌ من الإحراج وهو الأخطر. إنَّ اللياقة يا سيد وليد هي فَن قول الأشياء النافرة بشكل أقلّ نفوراً، والتلميح بَدل التجريح. والدبلوماسية هي كلمة «لا» ملفوفة بكلمة «نعم» أكبر حجماً. أمّا الرَدُّ عليكم تحت أرز آذار وفي خيام الحُرِّية أثناء تطواف الشباب بين الـ «ciné» والضريح فأمرٌ يلزمه الكثير الكثيف من ضبط الغرائز والأعصاب ، تلزمه بالضبط والتحديد، اللياقة والكياسة والتلميح والدبلوماسية والدكتور «هوديني» رُبَّما. فأنا أحسُدُ السيِّد حسن على متانة سيطرته على ردود الفعل عنده. فهو رغم أنَّكم تكرهون، بالاضافة الى كل من تكرهون، «الثياب» على ما يبدو، وتحبون أن تخرجوا الناس منها، ما زال «السيد» شديد الهدوء؟ ماذا تريد أن يقول لك أوضح من «سنأتي بحكومة نظيفة»؟ أظُنك فهمت ماذا قال وعدت وسألت: «ما المقصود بنظيفة؟» أنا مُضطرٌ هنا أن أسألك: ما المقصود يا سيد وليد بـ «ما المقصود»؟ هل تريد أن تُحرجَه وتحرجنا لنوضِّح أكثر؟ علماً بإنَّ كل ما هو غير نظيف، له رائحة تزداد ولون يتبدّل تدريجياً. هل تريد ان تورطنا بتعليم اللغة العربية ومعجم الأضداد؟ هل تريدنا أن نبدأ بشتم الفنادق على أنواعها بدءاً بالبريستول؟ ماذا تعني هذه «المَقلَسَة»؟ (ملاحظة: لا ترجمة لهذه الكلمة لا في النحوية ولا في اللغات الأجنبية). أنا أعرف ما تريد، لكن اعصابي في هذه الأيام أقل متانة من أعصاب السيد حسن. سيد وليد، إسمعني ولا تخبر احداً، ودع الكلام بيننا: إن عكس كلمة نظيفة هو «وسخة»! أي «قذرة» بالجعفرية الممتازة!! نعم، هذا ما كان المقصود وما زال. وأنت تعلم ونحن أيضاً، فإنَّ المقصود بـ«ما المقصود» هو هذا الوسخ أو القذارة. إذا كان الجواب بهذا الشكل أوضح عساه خير أيضاً، واعذرنا على التوضيح، لقد دفعتنا إليه من على شاشات التلفزة وها نحن نَرُدّ في الصحف وجمهورها أقل بكثير، فبَلِّغ من لا يقرأون من أنصارِكَ والقوى والقوات أدامكم الله لنا ذخراً.
ملاحظة أخيرة: إنَّ الحكومة الحالية هِيَ وَسِخَة. وليس السيد حسن من يفتري عليها. إنّه يقرأ ما هو مكتوب على الجبين. فهو يُحِب المطالعة ونحن في الحزب الشيوعي أيضاً، كما اننا في الخدمة سيد وليد. ونؤمنها للمنازل حتى النائية المبغضة منها.