هل من عارفٍ للحقيقة وعارف للسر المكنون
أو هل من أمرٍ ثابت لا يتغير على مر السنون
و هل للإنسان عمرٍ يبلغه و بعده يدرك أسرار الكون
أم الحياة كحلقه مفرغه يدور فيها المرء و يعود للبداية فيكون
كمن يطل عليه العمر الغد مثل اليوم مثل أمس و الزمن يعدو كمجنون
كلعبه لدى طفلٍ … نحله تدور و تسرع وليس لها راحة أو سكون
فكل يوم أعلم الجديد و الغد سأتعلم شيء جديد ميمون
كنت على شاطئ النهر جالس أتفكر في هذه الأمور مشجون
فمر بي شيخ وقور … فعلم حالي من نظرة العين و ما بعقلي من ظنون
فقال هون عليك يا فتى ولا تظن الحياة دائرة فقط , ولكن العاقب مأمون
كل إنسان يطوف دائراً حول محور ثابت و دورانه موزون
فحسبما يختار كل منا محوره فهناك مستقبله مصون
فقلت له اعلمنى يا أبى ما مقاصدك فعقلي ضعيف و في حمأة طينٍ مدفون
فأجابني خذ الحقيقة محوراً لحياتك فيكون النجاح حليفك و الفرحُ يدوم
و أي حقيقة لدى لأدور حولها و العقل كيف لا يخون
فقال لي تأمل السماء و انظر النجوم و تطلع إلى البيداء و موضع غير مسكون
من يسوس الخلق و الكواكب بنظام بديع و الأمر محكوم
فقلت أبى السماوي هو بادع الكون و الخلق بلمسه يده كأحلى الفنون
فأبتسم إلى و ضمني في صدره الواسع فأحسست برعده و الفرح بها مقرون
تسرى في جسمي و لمست الحقيقة و أحسست فيه بالحب و كأني كنت محروم
فكانت صلاتي يا سيد لست مستحقا أن تدخل سفينتي فانا وسط العالم مسجون
فقال لا تخف قد علمت الحق و كيف الحب فأدم الصلاة فيكون مدارُك مضمون