خارج السرب
26/11/2006, 15:23
عزيزي الحمار:تأملت ملامحكـ وأنت بجانب سيارتي هذا الصباح تحملق بها وترمقها بنظرات ملؤها الحقد والاشمئزاز. عندها تمكنت أن أستشف مدى البؤس والاحباط الذي تراكم بداخلك.وكأن لسان حالك يقول لي معاتبا بل متهما. ما أظلمكم يا بني البشر.وما أكثر جحودكم.أهذا جزاؤنا منكم نحن معشر الحمير؟ الاهمال والتشرد؟ أيرضيكم أن نشارف على الانقراض؟أين أسواق الحمير التي كانت تعج بها مدنكم ؟ألم تكن طرقاتكم مزدحمة بأقراني حاملة محملة؟ لقد تفانينا نحن الحمير في خدمتكم على مدى العصور.ألم نكن رفقاء الدرب والأسفار؟ لقد حملنا وتحملنا وعلى الشدائد معكم صبرنا.ولكن بمجرد ظهور هذه السياره اللعينه التي أقف بجوارها أهملنا وتشردنا.وتنكرتم أنت وبنوا جلدتك لنا وتناسيتم العشره وما قدمناه لكم من خدمات.هل هذا يجوز؟ أين وفائكم؟هل هذه شهامتكم وأدميتكم؟. وكأنه أكمل يقول....في كل يوم تعلنون عن جمعية جديدة للرفق بالحيوان بعضها تراعي الكلاب وأخرى تعتني بالقطط وأيضا جمعيات ترعى أصنافا شتى من الحيوانات الا أنه عبثا وجدنا رعاية منكم نحن الحمير رغم علاقتنا التاريخية بكم. أليس هذا نكران للجميل؟
هنا وعندما شارف الحمار أن يقنعني بوجاهة شكواه بهذاالسبيل من الأدله والمبررات متلاعبا بعواطفي مستغلا شهامتي ووفائي لتبني وجهة نظره فأصطف الى جواره. أدافع عن قضية الحمير وأنصرهم على بني جلدتي. عندها فقط تذكرت أني أمام حمار. وأدركت أن الانسياق خلف أفكار يطرحها حمار وتصديقها والاقتناع بها هو في حد ذاته منتهى الحمورية.فتراجعت من فوري عن تعاطفي مع أفكاره خشية أن تلصق بي صفة لا أقبلها على نفسي فأنضم طواعية الى صف الحمير.وبدلا من ذلك وفي لفتة كريمه مني تجاه الحمار علها تطيب خاطره اقتربت منه وهمست في أذنه الطويله مواسيا..معبرا له عن عرفاني بما قدمه معشر الحمير لبني جلدتي من البشر من خدمات معتذرالهم و مبررا اهمالنا بأفة النسيان التي بسببها أل اليها حال الحمير في هذا الزمان. وأكملت هامسا في أذنه وقلت له:يا عزيزي الحمار ألا ترى معي بأن قدرا كبيرا من اللوم يقع عليكم وفيما ألت اليه أحوالكم.فقد بقيتم حميرا كما كنتم ولم تحاولو تطوير ذاتكم..كما أود أن أصارحك القول بأنني لم أعد أرى فيك وفي بني جنسك أية خصلة تشدنا نحن البشر للاهتمام بالحمير خاصة بعد ظهور عدوتك اللدودة السيارة التي تقف الى جوارها فقد أخذت دورك كله. فما وجه المقارنة مثلا بينك وبين المرسيدس أو اللاكزس أو حتى الوانيت
ألست معي بأن اقناع الناس بأن لك حسن وجمال هو ضرب من ضروب المحال.ألا توافقني بأن أي محاولة مني لاثبات أن لك ذرة من ذكاء هي شهادة لي بالغباء.
أتريد أن أقنع بني جلدتي زورا بشجو صوتك.وأنت تدرك بأنه أنكر الأصوات. ماذا تريدني أن أقول لهم مدافعا عن شكواك وعن قضيتك. ألك صوف يغزل؟ ألك لحم يؤكل؟ أيصلح جلدك لصنع محفظه أو حتى حذاء؟ وأردفت قائلا له..قضيتك يا عزيزي خاسره وشكواك من بني البشر غير مبرره.فأرجوك ابتعد عني ولا تجلب لي الشبهات. فلا أريد أن يقال عني ..لا يدافع عن الحمير الا حمارا مثلهم وكل ما أود قوله لك..
(نحن بنو البشر نحب ونصادق ونعتني بمن لديه شيئ يعطينا اياه وأنت يا عزيزي الحمار لم يعد عندك شيئ تعطيه). وتركت الحمار وابتعدت عنه ولسان حالي يردد الحمد لله اذ كنت أكثر فطنة من حمار كاد أن يورطني بقضية خاسرة تأتي على سمعتي.ثم شعرت بالزهو لأن موقفي كان منسجما مع مواقف بني جلدتي.
•
التوقيع
إنســــــــــان
أما بعــــد :
فيا قارئي دائما ً ما كانت تؤرقنـــي هذه الكلمة لأنني لا استخدمها إلا بما ندر وبمايعجبني جدا ً جدا ً جدا ً .....الخ
والكلمة طبعا ً هي / منقول /
فتخيل يا قارئــــي كم انا معجب جدا ً ..........................الخ
بما نقلت لكم ...../ولكل منــــا نظرتــــهـ /
تصبحون على تفاؤل .
هنا وعندما شارف الحمار أن يقنعني بوجاهة شكواه بهذاالسبيل من الأدله والمبررات متلاعبا بعواطفي مستغلا شهامتي ووفائي لتبني وجهة نظره فأصطف الى جواره. أدافع عن قضية الحمير وأنصرهم على بني جلدتي. عندها فقط تذكرت أني أمام حمار. وأدركت أن الانسياق خلف أفكار يطرحها حمار وتصديقها والاقتناع بها هو في حد ذاته منتهى الحمورية.فتراجعت من فوري عن تعاطفي مع أفكاره خشية أن تلصق بي صفة لا أقبلها على نفسي فأنضم طواعية الى صف الحمير.وبدلا من ذلك وفي لفتة كريمه مني تجاه الحمار علها تطيب خاطره اقتربت منه وهمست في أذنه الطويله مواسيا..معبرا له عن عرفاني بما قدمه معشر الحمير لبني جلدتي من البشر من خدمات معتذرالهم و مبررا اهمالنا بأفة النسيان التي بسببها أل اليها حال الحمير في هذا الزمان. وأكملت هامسا في أذنه وقلت له:يا عزيزي الحمار ألا ترى معي بأن قدرا كبيرا من اللوم يقع عليكم وفيما ألت اليه أحوالكم.فقد بقيتم حميرا كما كنتم ولم تحاولو تطوير ذاتكم..كما أود أن أصارحك القول بأنني لم أعد أرى فيك وفي بني جنسك أية خصلة تشدنا نحن البشر للاهتمام بالحمير خاصة بعد ظهور عدوتك اللدودة السيارة التي تقف الى جوارها فقد أخذت دورك كله. فما وجه المقارنة مثلا بينك وبين المرسيدس أو اللاكزس أو حتى الوانيت
ألست معي بأن اقناع الناس بأن لك حسن وجمال هو ضرب من ضروب المحال.ألا توافقني بأن أي محاولة مني لاثبات أن لك ذرة من ذكاء هي شهادة لي بالغباء.
أتريد أن أقنع بني جلدتي زورا بشجو صوتك.وأنت تدرك بأنه أنكر الأصوات. ماذا تريدني أن أقول لهم مدافعا عن شكواك وعن قضيتك. ألك صوف يغزل؟ ألك لحم يؤكل؟ أيصلح جلدك لصنع محفظه أو حتى حذاء؟ وأردفت قائلا له..قضيتك يا عزيزي خاسره وشكواك من بني البشر غير مبرره.فأرجوك ابتعد عني ولا تجلب لي الشبهات. فلا أريد أن يقال عني ..لا يدافع عن الحمير الا حمارا مثلهم وكل ما أود قوله لك..
(نحن بنو البشر نحب ونصادق ونعتني بمن لديه شيئ يعطينا اياه وأنت يا عزيزي الحمار لم يعد عندك شيئ تعطيه). وتركت الحمار وابتعدت عنه ولسان حالي يردد الحمد لله اذ كنت أكثر فطنة من حمار كاد أن يورطني بقضية خاسرة تأتي على سمعتي.ثم شعرت بالزهو لأن موقفي كان منسجما مع مواقف بني جلدتي.
•
التوقيع
إنســــــــــان
أما بعــــد :
فيا قارئي دائما ً ما كانت تؤرقنـــي هذه الكلمة لأنني لا استخدمها إلا بما ندر وبمايعجبني جدا ً جدا ً جدا ً .....الخ
والكلمة طبعا ً هي / منقول /
فتخيل يا قارئــــي كم انا معجب جدا ً ..........................الخ
بما نقلت لكم ...../ولكل منــــا نظرتــــهـ /
تصبحون على تفاؤل .