-
دخول

عرض كامل الموضوع : ظلم المراة في مجتمعنا العربي هل له حل؟


nwar1
30/11/2006, 00:07
ظلم المراة في مجتمعنا العربي هل له حل؟

ظلم المراة في مجتمعنا العربي هل له حل؟



في القديم كانوا يعتبرونها شيطاناً، نحساً ومدعاة للشؤم وغضباً من الآلهة، قدماء العرب اعتبروها عاراً لابد وأن يوارى التراب بسرعة، لكن الأمور تطورت قليلاً بعد ذلك، حيث أصبحوا يعتبرونها أداة لتفريغ الكبت، وآلة متعة، ومجرد وسيلة وجدت لترضي شهوات غيرها، من هي؟....... أمي وأمك، أختي وأختك، ابنتي وابنتك، انها المرأة، أكثر من نصف المجتمع، لأن مصطلح "نصف المجتمع" فيه ظلماً لها، فهي التي تحمل، تتألم، تلد، ترضع، تسهر، تربي، فهل هذا فقط نصف؟ ماذا نفعل نحن الرجال مقابل ذلك؟ نأكل وننام ونمارس الجنس ونبقى خارج البيت غالب النهار ونحضر النقود فقط، فهل في بنية المجتمع نعادل ما تنتجه النساء؟ انهن من صنعنا نحن الرجال، هل منا من ولده رجل أو أرضعه رجل أو رباه رجل؟ لا، فكيف اذا المرأة نصف
المجتمع؟ انها أكثر. أما اذا قبلنا مجازاً بأننا مسلمون (فنحن حسب اعتقادي الشخصي والذي لا ألزم به أحد، لا نحمل من الاسلام غير الاسم والهيكل) فان النبي قال "أمك، أمك، أمك ثم أبوك" فالنصيب الأكبر للأم، هي ثلاثة أرباع المجتمع حسب الحديث الشريف
في جميع المجتمعات العربية، وبنسب متفاوتة، المرأة حتى هذه اللحظة مهانة، رغم قدوم الاسلام الذي حررها من كثير من القيود، ورغم التطور المهول في العلوم والتكنولوجيا، فهي لا تأخذ حظها من الرعاية والقبول والاهتمام كالرجل منذ لحظة الميلاد، كما وتكبل بعد انتهاء مرحلة الطفولة بالكثير من القيود التي تطمس شخصيتها وتمسح كيانها وتلغي وجودها، هل يعقل أنه حتى هذا العهد الغالبية من الفتيات لا رأي لهن في صفقات بيعهن، عفواً أقصد زواجهن؟ هل يعقل أن تضرب المرأة حتى اليوم؟ هل يعقل أن تبقى المرأة تعامل كجارية حتى اليوم؟ هل يعقل أن تستغل المرأة أبشع استغلال (خاصة الموظفات منهن) حتى اللحظة؟ هل يعقل أنه حتى اللحظة تعاقب المرأة على ذنوب لم ترتكبها؟ هل وهل و...... وهل، انني أجزم بأن أفضل النساء عندنا حالاً مهانة.
هذا وتطالعنا العديد من الصحف والمجلات والمواقع، زيادة على الواقع الذي نعيشه بأنفسنا، عن جرائم تقترف بحق النساء اللائي قال عنهن الرسول الأمين "رفقاً بالقوارير"، فبعد أن تغتصب الفتاة تقتل بحجة مسح العار، أي أنها أصبحت ضحية من اغتصبها وبعد ذلك ضحية أهلها، ان وجود مثل من يفكر بتلك الطريقة لغاية اليوم هو العار بعينه، وقتله للضحية يدل على وجود تخلف جيني وجبن أخلاقي وضعف عقلي لديه، لأنه بذلك يهرب ولا يواجه ولا يمارس قوته الا على الضعيف، وهذه من صفات الأنذال منحطي الأخلاق.
مازالت المرأة حتى اليوم تهان ان أنجبت اناثاً فقط أو ان أكثرت من انجاب الاناث ولم تنجب الذكر (حامي حما العرب وصائن مجدها ومحررها من التخلف) وفي ذلك اعتراض صريح صارخ لا يقبل التأويل على الله تعالى، حيث قال بوضوح في بعض آيات القرآن المحكم التنزيل "يهب لمن يشاء ذكوراً"، "يهب لمن يشاء اناثاً"، "يزوجهم ذكراناً واناثاً "، "يجعل من يشاء عقيماً"، ثم نصوم رمضان بعد هذا الاعتراض المنحط الوضيع على حكم الله تعالى، فأي صيام هذا الذي يقبل منا؟ وهل هو صيام أم جوع فقط؟
في غالبية دول بني يعرب لا ترث المرأة أو يتم التلاعب في الحصص ليأكلوا عليها ميراثها وحقها الشرعي، ويقرؤون القرآن، أي قرآن هذا الذي تقرؤون؟
حتى اليوم الغالبية العظمى من النساء العربيات يضربن على أيدي أزواجهن، ولا يستشرن ولا يقبل لهن رأي، ولا يحق لهن الاعتراض على أي شيء، يتم توقيفها عن الدراسة ليكمل أخوها تعليمه
الحديث في هذا الموضوع يطول ويطول، وما أن تنتهي من جزء الا وتدخل جزءً آخراً من المسلسل المشؤوم دون شعور، العديد من النساء يلجأن بعد الاعتداء عليهن لبعض المؤسسات، لكن تلك المؤسسات ليست لها القدرة على تحمل آلام نساء شعب كامل، بل هي تحاول حل بعض المشاكل وبشكل فردي لحالات معينة حسب امكانياتها.
هذا واذا تجرأت امرأة ولجأت للشرطة فان أول من سيحتقرها وينظر لها نظرة النشاز هو نفس من سيسجل شكواها من الشرطة، وحل مشكلتها لن يتم الا بالمصالحة (تهرب من المسؤولية) مع زوجها أو تعهد منه بعد مسها، لكنه فور الوصول الى البيت يكون أول منتقم منها، أما ان لجأت لاهلها فالمصيبة أعظم، حيث أن والدها بعد أن باعها، عفواً، أقصد زوجها، فهو يعتبر أنها انتهت بالنسبة له، ويقوم بدس أمها لتعقلها وتعيدها الى رشدها وتعود لزوجها البطل، وهنا تكتمل أبعاد المأساة، فلا المؤسسات قادرة، وعجز قانوني، والأهل ظلمة، فما الحل يا ترى؟
الحل ذو جوانب متعددة :
الجانب الأول منه تشريعي قانوني، أي أنه لابد للمجلس التشريعي الذي نصب أعضاؤه أنفسهم نواب للأبد علينا، لابد عليهم من سن قانون اجتماعي حضاري وعصري يحمي جميع الفئات الاجتماعية من الظلم وخاصة المرأة، وأن يقر عقوبات واضحة على من يعتدي على أي امرأة مهما كانت صلة قرابته منها، فالزوجة ليست قطعة قماش ولا علبة كبريت، انها كائن حي بكامل الحقوق.
• الجانب الثاني يتركز في الجمعيات النسوية، يجب على جميع الجمعيات النسوية أن تنهض بالدور الذي يفترض وأن تقوم به وهو اعداد مسودات قوانين حول هذه القضايا ومطالبة التشريعي باقرارها، أي تحريك المواضيع، وتشكيل جماعات الضغط وتفعيل الدور الاعلامي لهذه القضايا، هذا الأمر أهم ألف مليون مرة من طرح موضوع " أن تأخذ المرأة حقها مثل الرجل في الميراث " وأهم من البحث في وصول المرأة لدائرة صنع القرار، أريحوا أنفسكم، فهي لا تأخذ شيئاً من الأساس، ولن تصل لموقع، وكيف تصل وهي لا تجد الحد الأدنى من مطالبها؟ على تلك الجمعيات أن تعالج الأمور بموضوعية وأن تضع أولويات لعملها، لأن مطالبها الغير معقولة تشبه الذي يزور جائعاً ويقدم له وردة، هل يأكل الوردة؟ انه يريد الخبز.
• الجانب الثالث يتمثل في أسيادي الشيوخ، يقع على كاهلهم مسؤولية كبرى في هذا الأمر، عليهم رفع الظلم عن النساء في خطبهم ودعواتهم، بدل من الحديث عن نواقض الوضوء، عليهم أن يكونوا فاعلين وأن يحركوا مثل هذه الأمور والا يكتفوا بدور المتفرج أو مفتي السلطان.
• الجانب الرابع في الشرطة نفسها، عليها عدم التعامل مع الأمور بعقلية العشائرية والفصائلية، بل عليها التعامل بالقانون، يجب أن يكون لها هيبتها وسط الناس وذلك بتعاملها الحازم الرادع في بعض قضايا الناس اليومية ومنها ظلم المرأة.

والكثير الكثير
منقول أرجو التفاعل
لعلنا ننصف أمنا وأختنا وزوجتنا وابنتنا من ظلمنا

عوض11
30/11/2006, 00:43
عزيزي نوار أشكر لك هذه المشاركة الجميلة الرائعة

عزيزي إن سمحت لي أن أتطاول فأحب أن _ بيني و بينك ـ لو ترتب الموضوع بطريقة أفضل من هذا السرد المتتابع فقد تعبت و أنا أقرأ الموضوع فعلا

عزيزي إن الموضوع يتناول النساء و اللاتي هن نصف المجتمع و و تلد و تربي النصف الآخر.

تفضلت بنقاط جميلة و رائعة و لابد لنا من وقفة معها جادة إن الدور الأساس يعتمد على الجيل الجديد و الذي لابد له من وقفة صادقة و ثورة تجاه الموروث الأجتماعي و أأكد على لفظ الإجتماعي فما كان منها موافقا للعقل و المنطق و قبل ذلك الدين فنقبله و نضعه على رؤوسنا و ما كان بعكس ذلك فنطرحه و لا كرامة، أيعقل برجل كريم أن يمد يده على امرأة أين الرجولة و الشهامة، إن العرب مع ما كانوا يفعلونه مع النساء فكن يعتبرن ضرب المرأة وصمة عار تلحق بالرجل إذا فعلها، إنني أعيد التأكيد على دعوة الأخ العزيز نوار للوقوف وقفة جادة مع هذا الموضوع و دراسته دراسة أكاديمية و ميدانية للوصول به إلى الوجه الصحيح.

وجه آخر: و هو بالنسبة لي مهم جدا و تفضل به و هو ترك المرأة ما ليس لهال فنحن نختلف عن الغرب في كل شيء دعونا من المطاردة خلف حقوقها في صنع القرار ففي البلاد العربية حتى الرجال محرومين من هذا الحق للنتبه إلى القضايا الكلية و دعونا من ملاحقة الغرب في كل صغيرة و كبيرة لنحترم أمهاتنا و أخواتنا كما هن و من دون المطالبة بما ليس لهن
أسف للإطالة و دمتم بخبر

nwar1
30/11/2006, 00:57
أشكرك أخي العزيز عوض
وأشكر لك مشاركتك الكريمة
وأشكر فيك رجولتك وتفهمك للموضوع
وأشد على يدك في أن يقرأ الموضوع ويدرس دراسة أكاديمية اجتماعية
وأنتظر مشاركات أخوتي وأخواتي لنرتقي بالموضع ليصل إلى مستوى طموح الجميع
ودمت بألف خير يا رب

نائب الرئيس
30/11/2006, 14:06
وجه آخر: و هو بالنسبة لي مهم جدا و تفضل به و هو ترك المرأة ما ليس لهال فنحن نختلف عن الغرب في كل شيء دعونا من المطاردة خلف حقوقها في صنع القرار ففي البلاد العربية حتى الرجال محرومين من هذا الحق للنتبه إلى القضايا الكلية و دعونا من ملاحقة الغرب في كل صغيرة و كبيرة لنحترم أمهاتنا و أخواتنا كما هن و من دون المطالبة بما ليس لهن
أسف للإطالة و دمتم بخبر

يا عوض يا عوض

ما هو الذي لا تحتاج اليه المراة ...؟؟



صحيح نحن لا نستطيع اخذ حقوقنا ونحن رجال ,ولكن هل تعتقد ان المراة ليس من شانها اتخاذ القرار ...؟؟؟

اذا حرمناها من حقها هذا ماذا يبقى ؟؟؟

الجلوس في البيت
امتاع الرجل
الحمل والولادة والرضاعة

اين العلم والتعلم ؟؟؟
اين تحملها لمسؤوليات الوطن ؟؟

اذا لم يكن هذا من شانها فلا للمراة ويجب ان نعود الى التخلف الذي كان سائدا وندفنها حية


ودمتم

:D

محمد العماني
30/11/2006, 16:24
عزيزي نوار أشكر لك هذه المشاركة الجميلة الرائعة

عزيزي إن سمحت لي أن أتطاول فأحب أن _ بيني و بينك ـ لو ترتب الموضوع بطريقة أفضل من هذا السرد المتتابع فقد تعبت و أنا أقرأ الموضوع فعلا

عزيزي إن الموضوع يتناول النساء و اللاتي هن نصف المجتمع و و تلد و تربي النصف الآخر.

تفضلت بنقاط جميلة و رائعة و لابد لنا من وقفة معها جادة إن الدور الأساس يعتمد على الجيل الجديد و الذي لابد له من وقفة صادقة و ثورة تجاه الموروث الأجتماعي و أأكد على لفظ الإجتماعي فما كان منها موافقا للعقل و المنطق و قبل ذلك الدين فنقبله و نضعه على رؤوسنا و ما كان بعكس ذلك فنطرحه و لا كرامة، أيعقل برجل كريم أن يمد يده على امرأة أين الرجولة و الشهامة، إن العرب مع ما كانوا يفعلونه مع النساء فكن يعتبرن ضرب المرأة وصمة عار تلحق بالرجل إذا فعلها، إنني أعيد التأكيد على دعوة الأخ العزيز نوار للوقوف وقفة جادة مع هذا الموضوع و دراسته دراسة أكاديمية و ميدانية للوصول به إلى الوجه الصحيح.

وجه آخر: و هو بالنسبة لي مهم جدا و تفضل به و هو ترك المرأة ما ليس لهال فنحن نختلف عن الغرب في كل شيء دعونا من المطاردة خلف حقوقها في صنع القرار ففي البلاد العربية حتى الرجال محرومين من هذا الحق للنتبه إلى القضايا الكلية و دعونا من ملاحقة الغرب في كل صغيرة و كبيرة لنحترم أمهاتنا و أخواتنا كما هن و من دون المطالبة بما ليس لهن
أسف للإطالة و دمتم بخبر
ماذا أقول في مدحك والله لا أعلم

عموما

من الآن فصاعدا سوف أعاتبك فعلا إن لم أجد لك ردا في المواضيع الجادة و الملحة والتي تكون بحق بحاجة لأصوات العقلاء أمثالك .

بارك الله لك فيما أعطاك .




محمد العماني ـ عمان / الأردن

عوض11
30/11/2006, 16:36
عزيزي نائب الرئيس

ما هذه الطله الرائعة و التعليق الجميل

عزيزي أنا أحاول متابعة المنتدى و أراك كثير منفعل، لماذا لا تحاول الإسترخاء قليلا
هل كونك نائب الرئيس سبب كل هذه العصبية هدي شوي عزيزي

حبيبي: أنا أبدا لست ضد صناعة القرار و ضد العمل و غيرها أو بمعنى أصح ليس هذا ما قصدته من كلامي
صلب كلامي هو التركيز على الأولويات نريد أن نهتم بالأفضل ثم نذهب للفاضل، و لا يفهم من كلامي أيضا ترتيب من ناحية الفاضل و الأفضل، و لكن بصراحة هل يناسب أن نتكلم عن ترشيح المرأة لنسها في الانتخابات و هي معجونة في البيت و مضروبة و حالتها حالة
أنا راضي بحكمك.

و أخيرا نحن في ساحة حوار و لسنا في ساحة معركة و الرأي و الرأي الآخر يحتاج إلى إبتسامة:lol:

نائب الرئيس
30/11/2006, 17:16
اخي عوض مني لك تحية

واسف ان صدر مني بعض الافاظ العصبية

.......................

فعلا المراة اذا كانت قد كرست نفسها للعمل في البيت فلا يمكن ان تتفرغ لغير البيت
اما بالتعليم والانفتاح والطموح الطموح الطموح تسطيع فعل ما لا يقدر عليه الرجل (في اوطاننا العربية طبعا لان الرجل خارج اوطاننا يختلف عن رجلنا )


ودمتم

:D

الهوى سلطان
01/12/2006, 05:57
عندما يجتمع الرجال العرب، كل الرجال إلا قليل منهم يشكلون استثناء، ويتبادلون الحديث، أي حديث، سواء كان في السياسة أو الأدب أو الاقتصاد أو حتى الحرب، فهم لا بد سوف يعرجون إلى ساحة النساء للحديث عنهن بسبب أو بدون سبب وليس في ذلك أي عيب، لولا أن الحديث يشط في الغالب عن المعقول ويتجاوز الحديث عن جمالهن، وسحرهن، وكيدهن، إلى الحديث عن ضعف المرأة وانحرافها واعتبارها سبب الفساد في المجتمع.
فهذه عاهرة لأنها لا تلبس فستانا طويلا، وتلك عينها يا لطيف تدعو للفساد، وأخرى تمشي بشكل يدعو للانحراف، ورابعة تنزل من البيت لتتصيد الرجال … الخ من التهم الجاهزة لدى الرجال ضد النساء التي قلما نسمع أن رجلا اتهم بها.
الرجل إذا أحب امراة فهو على حق، أما المرأة فإن أحبت رجلا فهي ترتكب المعاصي والآثام، وهي فاجرة تستحق الجلد والسلخ، والمرأة إن تزينت في مجالس الرجال فهي امراة لعوب تريد إغواء الشباب، فيما يحق للشباب أن يتزينوا في أي مجلس ذهبوا إليه حتى لو كان إلى الصلاة .
على أن الحديث لا يقتصر على هذه الامور الدارجة فقط بل يمتد إلى أبعد من ذلك، فالمرأة في مجالس الرجال قاصر لا تستحق قيادة المجتمع ولا مؤسسة اجتماعية ولا حتى قيادة أسرة وهي ذو "عقل صغير" لا تهتم إلا بالقشور وبالأزياء وآخر الموديلات ..الخ المرأة عند الرجل العربي ليست سوى آلة متعة، وماكينة لتفريخ الاطفال، وفي أحسن الأحوال فهي الأم الحنون والأخت والزوجة الصالحة. أما عن حقوقها السياسية والمدنية فهذه كلها مصادرة، لأنها لا تصلح لغير ذلك.
قبل فترة كنت في جلسة في أحد المقاهي فسمعت أحدهم يصرخ ويزبد بأن المرأة لا يحق لها أن تكون رئيس دولة، أو حتى مختار حارة لأنه حسب رأيه لم تخلق إلا لتربية الأطفال، وعندما اعترضت على حديثه انبرى آخر واتهمني بالجهل ولشدة عجبي أن المتحدث كان من الذين يحملون شهادة الدكتوراة. كنت سأتفهم رأيه لو كان من التيارات الإسلامية أو من الإخوان المسلمين لكنه لم يكن كذلك، بل لم يكن حتى يقيم الصلاة، وكان يقضي سهراته الليلية مع الحسناوات الأمريكيات وفي كاسينوهات شيكاغو الأمريكية.
تشعب النقاش وبدأ الصياح والزعيق وبدا للناس المجتمعين أنهم انتصروا لأن شخصا واحدا فقط كان من المعارضين لتلك التفاهات والمؤيد الوحيد لحق المرأة في المساواة مع الرجل في شتى ميادين الحياة .
لقد غاب عن المجتمعين على ما يبدو أن سبب تاخر المرأة عند العرب هم الرجال أنفسهم الذين يعلمونهن منذ الصغر أنهن لا يصلحن إلا لمطبخ الحياة الزوجية . ويعرف الرجال تماما أنهم هم الذين يضعون القوانين والدساتير فيما يخص المرأة وهم أيضا الذين يصنعون العادات والتقاليد والأوهام حول المرأة وهم الذين يقررون معاقبة النساء وغض الطرف عن الرجال فيما يمارسونه من فواحش .
وإذا كانت المرأة ضعيفة في شخصيتها فلإن الرجال علموها منذ الصغر أن تكون هكذا وهم الذين يحتقرون المرأة القوية الشخصية التي تعتمد على نفسها في اتخاذ قرارها وإدارة شؤون حياتها .
الرجال الذين يدعون أن الدين هو الذي يعطيهم الحق في أعمالهم ضد المرأة، وكأنهم حاملو الدعوة وناشروها، هم أنفسهم الذين لا يقيمون أية شعائر دينية ولا يتذكرون الدين إلا عندما يريدون أن يبرروا فيه مواقف يتخذونها أو معاصي وآثام يرتكبونها. وهم لا يعرفون شرع الله إلا عندما يتعلق الأمر في المرأة التي على أكتافها يعلق الرجال أخطاءهم وفضائحهم .
حتى الرجال الذين يريدون شتم آخرين مثلهم فهم دائما يذكرون عورات أمهاتهم أو أخواتهم أو عماتهم … إلخ من الأقارب النساء ويتهمونهن بأبشع الاتهامات الكاذبة فيما يكون الرجال المعنيون يتصفون بآلاف الصفات السيئة والخبيثة . المرأة في عالمنا العربي مثار سخرية ومثار استهتار وفي أغلب الحالات فقد يقبل بها عالم الرجال أن تكون مسؤولة في مؤسسة خيرية ترعى المعاقين، أو المرضى، أو الأطفال. أما أن تكون عالمة اقتصاد، وخبيرة سياسية، أو عالمة مرموقة، أو قاضية حكيمة فهذا صعب ويحتاج إلى كفاح طويل لتحقيقه فما بالك لو كانت رئيسة وزراء أو وزيرة خارجية ؟؟
نعم صحيح إن المرأة في مجتمعنا متخلفة أكثر من الرجل وصحيح أيضا أن الغالبية الساحقة من النساء تهتم بشكل خاص بآخر الموديلات وتسريحات الشعر، وصحيح أيضا أنهن يمضين معظم وقتهن لمشاهدة برامج التلفزيون التافهة وطق الحنك وتقليم أظافرهن … إلخ لكن لو سألنا أنفسنا ما سبب كل ذلك ؟ ألسنا نحن الرجال الذين علمناهن منذ الصغر أن يكن كذلك ؟! ولا نريدهن غير ذلك.
كم واحداً منا نحن الرجال يعلم زوجته أن تساعده في شؤؤن عمله ؟ كم واحداً منا حاول أن يعلم زوجته شيئا مما يعرفه لتساعده في شؤون الحياة ؟ كم واحداً يناقش مع زوجته شؤون البيت والعمل ويتخذ قراره بالاتفاق معها ؟ كم رجلاً يصرف على تعليم ابنته قدر ما يصرف على تعليم ابنه؟
السؤال الأهم من ذلك، لماذا يقف المجتمع بصرامة ضد المرأة التي تخرج للحياة كالرجل تعمل وتتعلم وتبني حياتها بيدها ؟؟
لماذا يخاف الرجل نفسه من الزواج من امرأة لها شخصيتها وكيانها ويحب التي تخفض بصرها عندما ينظر إليها، لا التي تنظر إليه بكل إباء؟؟ لماذا يحفظ الرجل معظم الأحاديث النبوية التي تدعو الزوجة لإطاعة زوجها، وينسى الأحاديث التي تنهى عن الزنا وعن الخمر وعن السرقة ووووو؟
إنهم يقيدون المرأة، يجلدونها كل يوم بسياط التبعية والتخلف والوهم، يعلمونها مفاهيمهم البالية التي يجعلون منها مقدسات يحظر تجاوزها ثم يقولون: إن المرأة لا تصلح لقيادة المجتمع .
الرجال العرب في أمريكا يأتمرون بأمر شرطية أمريكية، قد تكون قصيرة القامة ولا تصلح عندنا أن تكون جارية حسب نظرتنا للمرأة، ويلتزمون بأوامر موظفات المهاجرة الأمريكية، ويقولون لهن بأدب: يس مام، ويستمعون إلى موظفات البنوك بانتباه ويتناقشون مع عضوات في الكونغرس الأمريكي ولكنهم عندما يتعلق الأمر بالمرأة العربية فهم يسخرون منها ومن قدراتها لأنهم علموها أن تكون كذلك . وإذا كانت التجربة خير برهان فعلى مجتمع الرجال أن يفتح المجال للمرأة لتأخذ دورها في المجتمع وتتعلم كيف تكون قائدة فاعلة. وإذا كان صحيحا أن على الرجل أن يرفع قيوده عن المرأة فعلى المرأة أيضا ان تكافح ضد عبودية الرجل وسيادته. عليها أن تكافح من أجل حقها في المشاركة في شتى شؤون الحياة، وحتى تستطيع المرأة النجاح فعليها أن تبدأ في وقف ظلم نفسها لنفسها .
عليها أن تتوقف عن ممارسة التمييز بين بناتها وأبنائها، وعليها أن تكافح وتتظاهر وتقيم الدنيا لتغيير كل قوانين الطلاق الظالمة وضد قوانين العنصرية التى تمارس ضدهن مثل منعهن من سياقة السيارات كما هو الحال في السعودية ومنعهن من ممارسة حقهن في الانتخاب والترشيح لمؤسسات الدولة المختلفة كما يجري في دول كثيرة. إن أول مهمة على المرأة القيام بها هو أن تتضامن مع زوجة ابنها عندما يضطهدها زوجها، ولا تقف مع ابنها لتحرضه على زوجته.
إذن أمام المرأة مهمات جسام وتحتاج منها لمواجهة كبرى وهي لا شك تطمح لمساندة القلة القليلة من الرجال الذين يؤيدون هذه الحقوق بلا تردد. لكن الرجل العربي بشكل عام يدفع بكل ثقله لطمسها مستغلا كل امكانياته ونفوذه لمحاربتها فيما المؤيدون لحق المرأة مترددون لأن معظمهم مستفيد من القوانين التى تجعل منهم أسيادا والنساء عبيدا .
متى تهب المرأة للمطالبة بحقها كإنسانة وكمواطنة، لا حقها كأخت وأم وزوجة، فتلك حقوق مفروضة ولا تحتاج لقانون ؟!
أخت الرجل وأم الرجل وزوجة الرجل، وابنة الرجل، وعشيقة الرجل، فماذا بقي للمرأة لا ترتبط به بالرجل ؟
متى تفهم النساء أن لا حرية لهن ما دمنا مستسلمات لقيود الرجل وسجنه الرهيب؟؟