فاوست
02/12/2006, 04:31
موقف وزير الثقافة المصري وحرية التعبير
بقلم: عبدالرحمن أحمد عثمان /أخبار الخليج البحرينية
«لن أعتذر لأنني لم أخطئ وهذا رأيي الشخصي، وعلينا التخلي عن ثقافة نفي الآخر وإرهابه بالهجوم المضاد«. هذه العبارة المتسمة بصون الكرامة الإنسانية والموصومة بالذود عن مبدأ حرية الرأي وحرية الفكر وحرية الكلمة أطلقها وزير الثقافة المصري فاروق حسني بعد أن هالته تداعيات الويل والثبور وعظائم الأمور بتهديده وترهيبه،
وحينما صدمته حقائق ومعطيات عظائم الأمور بالتشهير به وبسمعته وتكفيره من قبل قوى تيار الإسلام السياسي، وهذا هو من طبائع وعادات هذه الجماعات الإسلامية التي دائما ما دأبت على تعكير صفو الجو في بث الشقاقات الطائفية والمذهبية والانقسامات المجتمعية بين مؤمنين وغير مؤمنين، بين مؤمنين وكفار قريش، وهذا ما أحدثه تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في جمهورية مصر العربية بإنزال سيف التسلط على رقاب وزير الثقافة المصري فاروق حسني حينما عبر عن رأيه الشخصي بوصفه «ان ارتداء المرأة المصرية للحجاب عودة إلى الوراء«.. ولم يضف أي كلام سيئ إلى الدين ولن يتطرق إلى شرائع الدين ولا أركانه، وكل ما في الأمر عبر عن رأيه الشخصي بتصريحات نشرتها صحيفة المصري قائلا: «نحن عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا على أيديهن عندما كن يذهبن إلى الجامعات والعمل من دون حجاب، فلماذا نعود الآن إلى الوراء؟«.. ولكن جماعة تنظيم الإخوان المسلمين وقفوا للوزير بالمرصاد في تلفيق الدعايات المغرضة، وإطلاق الشائعات وعبارات التشهير والتكفير، ومحاولة تجييشها الشارع وتحريضه من خلال خطابهم السياسي المحافظ بأجندته القائمة على التأويل والتلوين والنص والحاكمية، فضلا عن المرجعية الدينية وامتلاك الحقيقة المطلقة وإقفالهم باب الاجتهاد بقدر تهميشهم دور العقل ورفضهم مبدأ التعددية وحرية الفكر والكلمة، وممارستهم دعوى الحسبة في حق من اختلف معهم في الفكر والنهج من المفكرين والمثقفين والمناضلين وتصنيف المجتمع كما أسلفنا القول إلى مؤمنين وكفار. ولعل وزير الثقافة المصري فاروق حسني هو ليس أول ضحية متهم باتهامات وهمية وباطلة وليس آخر من يهاجم ويشهر به من قبل الجماعات الدينية المحافظة والمتشددة، فقد سبقه الكثير من المفكرين، منهم من تم اغتياله كـ «حسين مروة ومهدي عامل وفرج فودة« ومنهم من كفر وشرد واغترب عن وطنه سواء في الداخل أو الخارج كـ «نصر حامد أبوزيد وجمال حمدان« وغيرهم كثيرون. هذه الوصاية الدينية وتلك الفتاوى الإسلامية هي الوجه الآخر المتماثل للأنظمة العربية الرسمية تأتي على حساب الأهداف المجتمعية والوطنية البالغة الإلحاح والأهمية، مثلما جاءت على حساب محاولة تشويه سمعة وزير الثقافة المصري فاروق حسني ومحاربته والمطالبة بإقالته من منصبه، ولكن هذا الوزير أكد شجاعته حينما أبى ورفض المساواة ورفض الهجوم والتشهير على حساب مواقفه المبدئية حين أعرب عن استعداده لطرح استقالته على مجلس الشعب المصري، من دون أن ينحني لتهديد وتخويف نواب جماعة الإخوان المسلمين ومن دون أن يتراجع عن تصريحاته أو تقديم اعتذاره مسترسلا أو مفندا بالقول: «أنا لا أخشى هؤلاء ومستعد لطرح استقالتي على مجلس الشعب باعتباره مجلسا نيابيا عن الأمة وأعضاؤه يمثلون جموع الشعب«. لعل ما يبعث على فخر المواطن العربي هو المواقف المبدئية المستنيرة الشجاعة لأولئك المفكرين والمبدعين، والقابضين على الجمر والقلم لمواجهة أنظمتهم ومواجهة قوى تيار الإسلام السياسي، بدعم من أحزابهم ومؤسساتهم ومؤازرة من شعوبهم ومجتمعاتهم ضد أوهام قوى تيار الإسلام السياسي التي عكست التخلف بجميع أشكاله كمطالبة هذه الجماعات الإسلامية بعودة المرأة إلى البيت وفصل الجنسين في الجامعات وتحريم السياحة والموسيقى وفرض ارتداء الحجاب والنقاب.. ولعله حينما أسلفنا الذكر بدعم الشعوب لمفكريها ومثقفيها المستنيرين فإن مفكري ومثقفي وفناني جمهورية مصر العربية وقفوا وآزروا وزير الثقافة المصري فاروق حسني وتمثل ذلك في إصدار بيانهم الذي ضم تواقيع 250 من المثقفين والسينمائيين والكتاب يتقدمهم المخرج يوسف شاهين وأساتذة الجامعات التي لاتزال هذه التواقيع مستمرة وفي ازدياد بحيث أعلن أصحابها استياءهم واتهموا جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب الفكري وبحسب ما أكد بيان هؤلاء المثقفين أيضا أن قوى سياسية بذاتها دأبت على التحدث باسم الدين باعتبارها وصية على الإسلام ومحتكرة استنباط الأحكام الشرعية في محاولة لتحقيق أغراضها السياسية. ومثلما يأتي رد المثقفين والمفكرين المستنيرين دفاعا عن وزير الثقافة المصري فاروق حسني ضد الحملات الإسلامية التشهيرية والتكفيرية داخل مصر وخارجها في حق رأي وزير الثقافة المصري الشخصي حول ارتداء المرأة «الحجاب الذي لا يفضله الوزير إطلاقا«، وبحسب تعبير الوزير هذا وبما أدلى به من رأيه الشخصي الذي كفله الدستور المصري، فإن الاحتجاجات في جمهورية مصر العربية ضد تصريحات الوزير لم تقتصر سوى على احتجاجات جماعة الإخوان المسلمين من تيار الإسلام السياسي .. هذا التيار يجسد الاستثناء الكمي السلبي، غير القادر على اللحاق ومواكبة العصر والحداثة والحضارة الإنسانية مثلما تتهاوى هذه القوى الإسلامية من تيار الإسلام السياسي بخطابها الديني أمام شعوب مناضلة تنشد الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لحياة حرة وكريمة تصون كرامتها وتذود عن حقوقها وتطلعاتها.. شعوب تبحث عن كفاءاتها المستنيرة وعن قواها الوطنية الديمقراطية ورموزها التاريخية التقدمية التي قلبت الموازين والمعايير لصالح شعوبها عبر الحضور بروائع التضحيات الوطنية والمبدئية الريادية والرائعة طوال قرن من الزمان بضريبة الدم والاستشهاد وبويلات المعتقلات وأوجاع السجون وأهوال المنافي السياسية
بقلم: عبدالرحمن أحمد عثمان /أخبار الخليج البحرينية
«لن أعتذر لأنني لم أخطئ وهذا رأيي الشخصي، وعلينا التخلي عن ثقافة نفي الآخر وإرهابه بالهجوم المضاد«. هذه العبارة المتسمة بصون الكرامة الإنسانية والموصومة بالذود عن مبدأ حرية الرأي وحرية الفكر وحرية الكلمة أطلقها وزير الثقافة المصري فاروق حسني بعد أن هالته تداعيات الويل والثبور وعظائم الأمور بتهديده وترهيبه،
وحينما صدمته حقائق ومعطيات عظائم الأمور بالتشهير به وبسمعته وتكفيره من قبل قوى تيار الإسلام السياسي، وهذا هو من طبائع وعادات هذه الجماعات الإسلامية التي دائما ما دأبت على تعكير صفو الجو في بث الشقاقات الطائفية والمذهبية والانقسامات المجتمعية بين مؤمنين وغير مؤمنين، بين مؤمنين وكفار قريش، وهذا ما أحدثه تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في جمهورية مصر العربية بإنزال سيف التسلط على رقاب وزير الثقافة المصري فاروق حسني حينما عبر عن رأيه الشخصي بوصفه «ان ارتداء المرأة المصرية للحجاب عودة إلى الوراء«.. ولم يضف أي كلام سيئ إلى الدين ولن يتطرق إلى شرائع الدين ولا أركانه، وكل ما في الأمر عبر عن رأيه الشخصي بتصريحات نشرتها صحيفة المصري قائلا: «نحن عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا على أيديهن عندما كن يذهبن إلى الجامعات والعمل من دون حجاب، فلماذا نعود الآن إلى الوراء؟«.. ولكن جماعة تنظيم الإخوان المسلمين وقفوا للوزير بالمرصاد في تلفيق الدعايات المغرضة، وإطلاق الشائعات وعبارات التشهير والتكفير، ومحاولة تجييشها الشارع وتحريضه من خلال خطابهم السياسي المحافظ بأجندته القائمة على التأويل والتلوين والنص والحاكمية، فضلا عن المرجعية الدينية وامتلاك الحقيقة المطلقة وإقفالهم باب الاجتهاد بقدر تهميشهم دور العقل ورفضهم مبدأ التعددية وحرية الفكر والكلمة، وممارستهم دعوى الحسبة في حق من اختلف معهم في الفكر والنهج من المفكرين والمثقفين والمناضلين وتصنيف المجتمع كما أسلفنا القول إلى مؤمنين وكفار. ولعل وزير الثقافة المصري فاروق حسني هو ليس أول ضحية متهم باتهامات وهمية وباطلة وليس آخر من يهاجم ويشهر به من قبل الجماعات الدينية المحافظة والمتشددة، فقد سبقه الكثير من المفكرين، منهم من تم اغتياله كـ «حسين مروة ومهدي عامل وفرج فودة« ومنهم من كفر وشرد واغترب عن وطنه سواء في الداخل أو الخارج كـ «نصر حامد أبوزيد وجمال حمدان« وغيرهم كثيرون. هذه الوصاية الدينية وتلك الفتاوى الإسلامية هي الوجه الآخر المتماثل للأنظمة العربية الرسمية تأتي على حساب الأهداف المجتمعية والوطنية البالغة الإلحاح والأهمية، مثلما جاءت على حساب محاولة تشويه سمعة وزير الثقافة المصري فاروق حسني ومحاربته والمطالبة بإقالته من منصبه، ولكن هذا الوزير أكد شجاعته حينما أبى ورفض المساواة ورفض الهجوم والتشهير على حساب مواقفه المبدئية حين أعرب عن استعداده لطرح استقالته على مجلس الشعب المصري، من دون أن ينحني لتهديد وتخويف نواب جماعة الإخوان المسلمين ومن دون أن يتراجع عن تصريحاته أو تقديم اعتذاره مسترسلا أو مفندا بالقول: «أنا لا أخشى هؤلاء ومستعد لطرح استقالتي على مجلس الشعب باعتباره مجلسا نيابيا عن الأمة وأعضاؤه يمثلون جموع الشعب«. لعل ما يبعث على فخر المواطن العربي هو المواقف المبدئية المستنيرة الشجاعة لأولئك المفكرين والمبدعين، والقابضين على الجمر والقلم لمواجهة أنظمتهم ومواجهة قوى تيار الإسلام السياسي، بدعم من أحزابهم ومؤسساتهم ومؤازرة من شعوبهم ومجتمعاتهم ضد أوهام قوى تيار الإسلام السياسي التي عكست التخلف بجميع أشكاله كمطالبة هذه الجماعات الإسلامية بعودة المرأة إلى البيت وفصل الجنسين في الجامعات وتحريم السياحة والموسيقى وفرض ارتداء الحجاب والنقاب.. ولعله حينما أسلفنا الذكر بدعم الشعوب لمفكريها ومثقفيها المستنيرين فإن مفكري ومثقفي وفناني جمهورية مصر العربية وقفوا وآزروا وزير الثقافة المصري فاروق حسني وتمثل ذلك في إصدار بيانهم الذي ضم تواقيع 250 من المثقفين والسينمائيين والكتاب يتقدمهم المخرج يوسف شاهين وأساتذة الجامعات التي لاتزال هذه التواقيع مستمرة وفي ازدياد بحيث أعلن أصحابها استياءهم واتهموا جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب الفكري وبحسب ما أكد بيان هؤلاء المثقفين أيضا أن قوى سياسية بذاتها دأبت على التحدث باسم الدين باعتبارها وصية على الإسلام ومحتكرة استنباط الأحكام الشرعية في محاولة لتحقيق أغراضها السياسية. ومثلما يأتي رد المثقفين والمفكرين المستنيرين دفاعا عن وزير الثقافة المصري فاروق حسني ضد الحملات الإسلامية التشهيرية والتكفيرية داخل مصر وخارجها في حق رأي وزير الثقافة المصري الشخصي حول ارتداء المرأة «الحجاب الذي لا يفضله الوزير إطلاقا«، وبحسب تعبير الوزير هذا وبما أدلى به من رأيه الشخصي الذي كفله الدستور المصري، فإن الاحتجاجات في جمهورية مصر العربية ضد تصريحات الوزير لم تقتصر سوى على احتجاجات جماعة الإخوان المسلمين من تيار الإسلام السياسي .. هذا التيار يجسد الاستثناء الكمي السلبي، غير القادر على اللحاق ومواكبة العصر والحداثة والحضارة الإنسانية مثلما تتهاوى هذه القوى الإسلامية من تيار الإسلام السياسي بخطابها الديني أمام شعوب مناضلة تنشد الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لحياة حرة وكريمة تصون كرامتها وتذود عن حقوقها وتطلعاتها.. شعوب تبحث عن كفاءاتها المستنيرة وعن قواها الوطنية الديمقراطية ورموزها التاريخية التقدمية التي قلبت الموازين والمعايير لصالح شعوبها عبر الحضور بروائع التضحيات الوطنية والمبدئية الريادية والرائعة طوال قرن من الزمان بضريبة الدم والاستشهاد وبويلات المعتقلات وأوجاع السجون وأهوال المنافي السياسية