s1_daoud
26/05/2005, 13:58
(ميتاليكا) الظاهرة الموسيقية المتمثلة بالشباب الاربعة الامريكيين من اصول اروبولاتينية, يشكلون مشهداً ابداعياً لا تقتصر ابعاده على اجسادهم الغضة او شعورهم المتدلية, بل يكاد فريق (ميتاليكا) ان يكون النقطة الأكثر لمعاناً في تاريخ موسيقى (الروك) منذ عقد الثمانينيات من القرن المنصرم حتى الآن.
استطاعت موسيقى ميتاليكا باستنادها الى دمج يصل الى حد العبقرية لانماط موسيقى (الروك) بانحداراتها الثقافية والبيئية المختلفة ان تقدم اعمالاً اشبه بالقلاع الموسيقية الحصينة متوجه بذلك مرحلة الكفاح الموسيقي المتمثلة بثورة الوتر والحرية في عقدي الستينيات والسبعينيات. المكانة التي احتلتها (ميتاليكا) على الرقعة الموسيقية استوقفت اربعة شباب موسيقيين لم تجمعهم قواسم مشتركة من (الجينز الممزق) او (شعور) فرسان العصور الوسطى او التسكع في شوارع بلاد الحرية... لتوزيع الصحف ووجبات البيتزا الساخنة... كما كان حال اعضاء فريق (ميتاليكا) بل على العكس فقد اتيحت لهم فرصة الولوج في العبقريات السيمفونية وشد الرحال الى جولة من الارق والبذل في سبيل الوصول الى درجة الاحتراف على آلة (التشيلو) الوترية. ورغم الفارق الذي تفرضه البيئة الثقافية لاكاديميي الموسيقى الكلاسيكية وشباب اعتادوا اطلاق الكلمات البذيئة اكثر من النبضات التي تطلقها قلوبهم... كان هناك قاسم مشترك يتمثل بعمق انساني دفين بموسيقى (ميتاليكا) الثائرة, دفع (الشباب الكلاسيكيين) برباعيتهم (التشيلولية) الى تكوين فرقة (ابوكلبتيكا) وتقديم نخبة من اعمالهم الموسيقية برباعية وترية كانت بحد ذاتها تجربة فريدة ومميزة. الاعمال التي تم انتقاؤها كانت في معظمها من الاعمال القديمة التي حملت روح الموسيقى الكلاسيكية مثل: (سيد الدمى) و(احتضان الموت) و(اهلا بالعودة) وتكاد تكون نوتة الاخيرة مكتوبة بالاصل ضمن عمل سيمفوني بجمل موسيقية تعزف منفردة على آلة (التشيلو) الجهد الذي بذل في هذا العمل والعناية بالنوتة الموسيقية الاصلية للحفاظ على النص الموسيقي الاصيل كان ابداعاً بحد ذاته.. واعتمدت (تكنيكات) مذهلة خاصة وانهم لم يعتمدوا المؤثرات والمضخمات والمعالجات الصوتية التي تطلق العنان (للجيتارات) في النصوص الاصلية صوب ابعاد وفضاءات اكثر اتساعاً, لكن فريق (ابو كلبتيكا) تشبث بكهولة آلة (التشيلو) ليعلن سطوة الوتر وتحرر الحضارة الانسانية من هيمنة ضوضاء التكنولوجيا. ان تكاثف الآلات (الاربعة) في تركيب الجمل الموسيقية برهن على سلاسة وعمق موسيقي (ميتاليكا) فكانت الارضيات الزمنية تطرح مساحة واسعة لبناء هياكل لحنية اكثر التفافاً وتعقيداً بعبقرية عفوية امتاز بها اعضاء فريق (ميتاليكا) ويمكننا القول ان فريق (ميتاليكا) قدم في عمله هذا صفعة ابوية وجهتها آلة (التشيلو) الى صناعة القرقعات والضوضاء الموسيقية بروح التكنولوجيا بحجة خلق تعابير موسيقية اكثر صلابة واشهاراً, كل هذه النظريات نحيت جانبا عندما قدم فريق (ابوكلبتيكا) غضب الطبيعة عبر تدرجات صوتية مستوحاة من مخروطية زوبعات الاعاصير وثورات موسيقية تتأجح بغضب الرعد. الاضافة الاكثر لمعاناً التي قدمتها (ابو كلبتيكا) ابتعادها عن التمثيل الايقاعي الصريح والاستعاضة بالوتريات الرخيمة والمتقطعة زمنياً. ما قدمته (ابو كلبتيكا) هو ظل (لسيمفونيات الطبقات الوسطى والعاملة وتصريح مبطن بهيمنة وشموخ الكلاسيكية... وتبقى ثلاثية الهواء والنار والماء رافداً الروح.
منقول
استطاعت موسيقى ميتاليكا باستنادها الى دمج يصل الى حد العبقرية لانماط موسيقى (الروك) بانحداراتها الثقافية والبيئية المختلفة ان تقدم اعمالاً اشبه بالقلاع الموسيقية الحصينة متوجه بذلك مرحلة الكفاح الموسيقي المتمثلة بثورة الوتر والحرية في عقدي الستينيات والسبعينيات. المكانة التي احتلتها (ميتاليكا) على الرقعة الموسيقية استوقفت اربعة شباب موسيقيين لم تجمعهم قواسم مشتركة من (الجينز الممزق) او (شعور) فرسان العصور الوسطى او التسكع في شوارع بلاد الحرية... لتوزيع الصحف ووجبات البيتزا الساخنة... كما كان حال اعضاء فريق (ميتاليكا) بل على العكس فقد اتيحت لهم فرصة الولوج في العبقريات السيمفونية وشد الرحال الى جولة من الارق والبذل في سبيل الوصول الى درجة الاحتراف على آلة (التشيلو) الوترية. ورغم الفارق الذي تفرضه البيئة الثقافية لاكاديميي الموسيقى الكلاسيكية وشباب اعتادوا اطلاق الكلمات البذيئة اكثر من النبضات التي تطلقها قلوبهم... كان هناك قاسم مشترك يتمثل بعمق انساني دفين بموسيقى (ميتاليكا) الثائرة, دفع (الشباب الكلاسيكيين) برباعيتهم (التشيلولية) الى تكوين فرقة (ابوكلبتيكا) وتقديم نخبة من اعمالهم الموسيقية برباعية وترية كانت بحد ذاتها تجربة فريدة ومميزة. الاعمال التي تم انتقاؤها كانت في معظمها من الاعمال القديمة التي حملت روح الموسيقى الكلاسيكية مثل: (سيد الدمى) و(احتضان الموت) و(اهلا بالعودة) وتكاد تكون نوتة الاخيرة مكتوبة بالاصل ضمن عمل سيمفوني بجمل موسيقية تعزف منفردة على آلة (التشيلو) الجهد الذي بذل في هذا العمل والعناية بالنوتة الموسيقية الاصلية للحفاظ على النص الموسيقي الاصيل كان ابداعاً بحد ذاته.. واعتمدت (تكنيكات) مذهلة خاصة وانهم لم يعتمدوا المؤثرات والمضخمات والمعالجات الصوتية التي تطلق العنان (للجيتارات) في النصوص الاصلية صوب ابعاد وفضاءات اكثر اتساعاً, لكن فريق (ابو كلبتيكا) تشبث بكهولة آلة (التشيلو) ليعلن سطوة الوتر وتحرر الحضارة الانسانية من هيمنة ضوضاء التكنولوجيا. ان تكاثف الآلات (الاربعة) في تركيب الجمل الموسيقية برهن على سلاسة وعمق موسيقي (ميتاليكا) فكانت الارضيات الزمنية تطرح مساحة واسعة لبناء هياكل لحنية اكثر التفافاً وتعقيداً بعبقرية عفوية امتاز بها اعضاء فريق (ميتاليكا) ويمكننا القول ان فريق (ميتاليكا) قدم في عمله هذا صفعة ابوية وجهتها آلة (التشيلو) الى صناعة القرقعات والضوضاء الموسيقية بروح التكنولوجيا بحجة خلق تعابير موسيقية اكثر صلابة واشهاراً, كل هذه النظريات نحيت جانبا عندما قدم فريق (ابوكلبتيكا) غضب الطبيعة عبر تدرجات صوتية مستوحاة من مخروطية زوبعات الاعاصير وثورات موسيقية تتأجح بغضب الرعد. الاضافة الاكثر لمعاناً التي قدمتها (ابو كلبتيكا) ابتعادها عن التمثيل الايقاعي الصريح والاستعاضة بالوتريات الرخيمة والمتقطعة زمنياً. ما قدمته (ابو كلبتيكا) هو ظل (لسيمفونيات الطبقات الوسطى والعاملة وتصريح مبطن بهيمنة وشموخ الكلاسيكية... وتبقى ثلاثية الهواء والنار والماء رافداً الروح.
منقول