-
دخول

عرض كامل الموضوع : الصلاة الربية 1


fr.samir
04/06/2004, 21:06
صلاة الربّ: " أبانا "
وكان، ذات يوم، يصلّي في موضعٍ ما. فلمّا فرغ، قال له واحد من تلاميذه: "يا رب علّمنا أن نصلّي كما علّم يوحنّا تلاميذه" (لو 11: 1). فجواباً عن هذا السؤال أودع الربّ تلاميذه وكنيسته الصلاة المسيحيّة الأساسية. وقد ذكر القدّيس لوقا نصّاً لها مختصراً (من خمس طلبات)، ومتى نصّاً أطول (سبع طلبات). والتقليد الكنسيّ الليترجي حفظ نصّ القديس متى: (متى 6: 9-13).
أبانا الذي في السماوات، ليتقدّس اسمكَ، ليأتِ ملكوتكَ، لتكن مشيئتُكَ كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفاف يومنا أعطنا اليوم، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً لمن أساءَ إلينا، ولا تُدخلنا في تجربة، لكن نجّنا من الشرير.
– ختم الاستعمال الليترجي باكراً جدّاً صلاة الربّ بمجدلة، من الذيذخيّا: "لأنه لك ينبغي القدرة والمجد إلى الدهور". وتضيف قوانين الرسل في البدء: "المُلكَ"، وهذه هي الصيغة التي حُفِظت في أيّامنا في الصلاة المسكونية. أمّا التقليد البيزنطيّ فيضيف بعد المجد "أيها الآب والابن والروح القدس". ويطوّر كتابُ القدّاس الروماني الطلبة الأخيرة، في وجهة نظر واضحة "لانتظار الرجاء السعيد" والمجيء الثاني ليسوع المسيح ربّنا، ثمّ يأتي هتاف المجلس أو استعادة مجدلة قوانين الرسل.
" خلاصة الإنجيل كلّه "
– "الصلاة الربيّة هي حقاً خلاصة الإنجيل كلّه"."وعندما أورثنا الربّ صيغة الصلاة هذه،أضاف: "اطلبوا فتنالوا"(يو 16: 24). فيستطيع إذن كلّ واحد أن يصلّي إلى السماء صلواتٍ متنوّعة بحسب احتياجاته على أن يبدأ دائماً بالصلاة الربيّة التي تبقى الصلاة الأساسية".
1) في وسط الكتاب:
– إنّ القديس أوغسطينوس، بعد أن أظهر كيف أنّ المزامير هي الغذاء الرئيس للصلاة المسيحيّة، وإنّها تلتقي وتصبّ في طلبات "الأبانا" يختم بقوله: "أجِلْ نظرك في جميع الصلوات التي في الكتاب، ولا أعتقد أنّك تستطيع أن تجد شيئاً لا تحويه الصلاة الربيّة".
– كل ّ الكتاب (الشريعة، والأنبياء والمزامير) تمّ في المسيح. والإنجيل هو هذه "البشارة". وإعلانه الأول اختصره متى في العظة على الجبل. والصلاة إلى الآب هي في وسط هذا الإعلان. وفي هذا الإطار، تتضح كلّ طلبة في الصلاة التي أورثنا إيَّاها الرب: "الصلاة الربية هي أكمل الصلوات (…) وفيها لا نطلب فقط كل ما نستطيع ابتغائه باستقامة، بل أيضاً وفق النظام الذي ينبغي أن نبتغيه. بحيث تُعلّمنا هذه الصلاة لا أن نطلب فحسب وإنّما تنشِّئ أيضاً نوازعنا".
– العظة على الجبل عقيدة حياة، والصلاة الربيّة صلاة، ولكنّ روح الرب، في الواحدة وفي الأخرى، يُعطي شكلاً جديداً لرغباتنا، تلك الحركات الداخليّة التي تنعش حياتنا. فيعلّمنا يسوع هذه الحياة الجديدة بكلامه، ويعلّمنا أن نطلبها بالصلاة. وباستقامة صلاتنا تتعلّق استقامة حياتنا فيه.