fr.samir
04/06/2004, 21:07
2) الصلاة الربيّة:
– يعني التعبير التقليدي، "الصلاة الربية" (أي صلاة الربّ)، أنّ الصلاة إلى أبينا (السماوي) يعلّمنا ويعطينا إياها الرب يسوع. وهذه الصلاة التي تأتينا من يسوع هي حقاً وحيدة: إنها "من الرب". فمن جهة يعطينا الابن الوحيد، بكلمات هذه الصلاة، الكلمات التي أعطاه إيّاها الآب: إنه معلّم صلاتنا. ومن جهة أخرى يعرف هو، في قلبه البشريّ، بكونه كلمةً متجسداً، احتياجات إخوته وأخواته من البشر، ويكشفها لنا: إنه مثال صلاتنا.
– ولكنّ يسوع لا يترك لنا صيغة نردّدها آليّاً. وكما في كل صلاة شفويّة، فالروح القدس، بكلام الله، يعلّم أبناء الله أن يصلّوا إلى أبيهم. ويسوع يعطينا لا كلمات صلاتنا البنويّة فحسب، وإنما يعطينا في الوقت نفسه الروح القدس الذي تصبح به فينا "روحاً وحياة" (يو 6: 63). وأكثر من ذلك، إنّ الدليل على صلاتنا البنويّة، وإمكانها، هو أن الآب "أرسل إلى قلوبنا روح ابنه، ليصرخ: أبّا، أيها الآب" (غل 4: 6). وبما أنّ صلاتنا تعبّر عما نبتغيه عند الرب، "فالفاحص القلوب"، الآب، هو أيضاً مَن "يعلم ما ابتغاءُ الروح، لأنّه بحسب الله يشفع في القديسين" (رو 8: 27). فالصلاة إلى أبينا (السماوي) تندرج في رسالة الابن والروح الخفيّة.
3) صلاة الكنيسة
– إنّ هذه العَطية التي تجمع، على غير إمكانيّة فصل، بين كلام الرب والروح القدس الذي يمنحه الحياةَ في قلب المؤمنين، قد تقبّلته الكنيسة وعاشتها منذ بداياتها. فالجماعات الأولى تصلّي صلاة الرب "ثلاث مرّات في النهار". عوضاً عن "البركات الثماني عشرة" الدارجة في العبادة اليهوديّة.
– صلاة الرب، بحسب التقليد الرسولي، متأصّلة أساساً في الصلاة الليترجيّة. "يعلّمنا الربُّ أن نؤدّي صلواتنا معاً لأجل إخوتنا جميعهم. فهو لا يقول: "أبتِ" الذي في السماوات، بل "أبانا"، حتى تكون صلاتُنا بنفسٍ واحدة لأجل جسد المسيح كلّه".
في جميع التقاليد الليترجيّة تكون الصلاة الربيّة جزءاً لازماً من ساعات الفرض الإلهي. ولكنّ طابعها الكنسيّ يبدو بوضوح خصوصاً في أسرار التنشئة الثلاثة:
– في المعموديّة والتثبيت: يعني تسليمُ الصلاة الربيّة الميلاد الجديد للحياة الإلهيّة. وبما أنّ الصلاة المسيحيّة هي أن نكلّم الله بكلام الله نفسه، فالذين "وُلِدوا ثانيةً بكلمة الله الحيّ" (1 بط 1: 23) يتعلّمون أن يدعوا أباهم (السماوي) بالكلام الوحيد الذي يستجيب له دائماً. ويستطيعون ذلك من الآن فصاعداً، لأن ختم مسحة الروح القدس الذي لا يُمحى قد وُضِعَ على قلبهم، وآذانهم، وشفاههم، وعلى كلّ كيانهم البنويّ. لذلك تُوجَّهُ معظمُ تعليقات الآباء على "الأبانا" إلى الموعوظين والحديثي العهد في الإيمان. وعندما تصلّي الكنيسة الصلاة الربيّة، فالذي يصلّي وينال الرحمة هو دائماً شعبُ "مَن وُلِدوا حديثاً".
- في الليترجيّا الإفخارستيّة تبدو الصلاة الربيّة كأنها صلاةُ كلّ الكنيسة. هنا ينكشف معناها الكامل ومفعولها. فهي بموقعها بين الصلاة الإفخارستيّة (الأنافورة) وليترجيّا المناولة، تستعيد وتختصر من جهة الطلبات والابتهالات التي تعبّر عنها حركةُ استدعاء الروح القدس، ومن جهةٍ أخرى تقرع باب وليمة الملكوت التي تسبقها المناولة الأسراريّة.
– في الإفخارستيّا تُبدي الصلاة الربيّة أيضاً طابع طلباتها المَعَاديّ. إنها الصلاة الخاصة "بالأزمنة الأخيرة"، بأزمنة الخلاص التي بدأت بإفاضة الروح القدس وتنتهي بعودة الربّ. والطلبات إلى "أبينا" السماوي، بخلاف صلوات العهد القديم، تستند إلى سرّ الخلاص الذي تَحقّقَ دفعةً واحدةً في المسيح المصلوب والقائم.
– من هذا الإيمان الذي لا يتزعزع يتفجّر الرجاء الذي ينهض بكلّ من طلباتها الثماني. وهذه تعبّر عن تنهّدات الزمن الحاضر، زمن الصبر والترقّب، الذي فيه "لم يتبيّن بعدُ ماذا سنكون" (1 يو 3: 2). إنّ الإفخارستيّا و "الأبانا" مُتَّجهان نحو مجيء الربّ، "إلى أن يأتي" (1 كو 11: 26).
بإيجاز: - أودع يسوع تلاميذه، جواباً عن طلبهم ("يا ربّ، علِّمنا أن نصلّي": لو 11: 1)، الصلاة المسيحيّة الأساسيّة: "الأبانا".
– "الصلاة الربيّة هي حقاً خلاصة الإنجيل كلّه"، "أكمل الصلوات". إنها في القلب من الكتاب.
– تسمّى "الصلاة الربيّة" لأنها تأتي من الربّ يسوع، معلّم صلاتنا ومثالها.
– الصلاة الربيّة هي صلاة الكنيسة بامتياز. وهي جزءٌ لا زمٌ من ساعات الفرض الإلهي الكبرى، ومن أسرار التنشئة المسيحيّة: المعموديّة والتثبيت والإفخارستيّا. وهي، بإدخالها في الإفخارستيّا، تُبيّن طابع طلباتها "المَعَاديّ"، في رجاء الرب، "إلى أن يأتي" (1 كو 11: 26).
– يعني التعبير التقليدي، "الصلاة الربية" (أي صلاة الربّ)، أنّ الصلاة إلى أبينا (السماوي) يعلّمنا ويعطينا إياها الرب يسوع. وهذه الصلاة التي تأتينا من يسوع هي حقاً وحيدة: إنها "من الرب". فمن جهة يعطينا الابن الوحيد، بكلمات هذه الصلاة، الكلمات التي أعطاه إيّاها الآب: إنه معلّم صلاتنا. ومن جهة أخرى يعرف هو، في قلبه البشريّ، بكونه كلمةً متجسداً، احتياجات إخوته وأخواته من البشر، ويكشفها لنا: إنه مثال صلاتنا.
– ولكنّ يسوع لا يترك لنا صيغة نردّدها آليّاً. وكما في كل صلاة شفويّة، فالروح القدس، بكلام الله، يعلّم أبناء الله أن يصلّوا إلى أبيهم. ويسوع يعطينا لا كلمات صلاتنا البنويّة فحسب، وإنما يعطينا في الوقت نفسه الروح القدس الذي تصبح به فينا "روحاً وحياة" (يو 6: 63). وأكثر من ذلك، إنّ الدليل على صلاتنا البنويّة، وإمكانها، هو أن الآب "أرسل إلى قلوبنا روح ابنه، ليصرخ: أبّا، أيها الآب" (غل 4: 6). وبما أنّ صلاتنا تعبّر عما نبتغيه عند الرب، "فالفاحص القلوب"، الآب، هو أيضاً مَن "يعلم ما ابتغاءُ الروح، لأنّه بحسب الله يشفع في القديسين" (رو 8: 27). فالصلاة إلى أبينا (السماوي) تندرج في رسالة الابن والروح الخفيّة.
3) صلاة الكنيسة
– إنّ هذه العَطية التي تجمع، على غير إمكانيّة فصل، بين كلام الرب والروح القدس الذي يمنحه الحياةَ في قلب المؤمنين، قد تقبّلته الكنيسة وعاشتها منذ بداياتها. فالجماعات الأولى تصلّي صلاة الرب "ثلاث مرّات في النهار". عوضاً عن "البركات الثماني عشرة" الدارجة في العبادة اليهوديّة.
– صلاة الرب، بحسب التقليد الرسولي، متأصّلة أساساً في الصلاة الليترجيّة. "يعلّمنا الربُّ أن نؤدّي صلواتنا معاً لأجل إخوتنا جميعهم. فهو لا يقول: "أبتِ" الذي في السماوات، بل "أبانا"، حتى تكون صلاتُنا بنفسٍ واحدة لأجل جسد المسيح كلّه".
في جميع التقاليد الليترجيّة تكون الصلاة الربيّة جزءاً لازماً من ساعات الفرض الإلهي. ولكنّ طابعها الكنسيّ يبدو بوضوح خصوصاً في أسرار التنشئة الثلاثة:
– في المعموديّة والتثبيت: يعني تسليمُ الصلاة الربيّة الميلاد الجديد للحياة الإلهيّة. وبما أنّ الصلاة المسيحيّة هي أن نكلّم الله بكلام الله نفسه، فالذين "وُلِدوا ثانيةً بكلمة الله الحيّ" (1 بط 1: 23) يتعلّمون أن يدعوا أباهم (السماوي) بالكلام الوحيد الذي يستجيب له دائماً. ويستطيعون ذلك من الآن فصاعداً، لأن ختم مسحة الروح القدس الذي لا يُمحى قد وُضِعَ على قلبهم، وآذانهم، وشفاههم، وعلى كلّ كيانهم البنويّ. لذلك تُوجَّهُ معظمُ تعليقات الآباء على "الأبانا" إلى الموعوظين والحديثي العهد في الإيمان. وعندما تصلّي الكنيسة الصلاة الربيّة، فالذي يصلّي وينال الرحمة هو دائماً شعبُ "مَن وُلِدوا حديثاً".
- في الليترجيّا الإفخارستيّة تبدو الصلاة الربيّة كأنها صلاةُ كلّ الكنيسة. هنا ينكشف معناها الكامل ومفعولها. فهي بموقعها بين الصلاة الإفخارستيّة (الأنافورة) وليترجيّا المناولة، تستعيد وتختصر من جهة الطلبات والابتهالات التي تعبّر عنها حركةُ استدعاء الروح القدس، ومن جهةٍ أخرى تقرع باب وليمة الملكوت التي تسبقها المناولة الأسراريّة.
– في الإفخارستيّا تُبدي الصلاة الربيّة أيضاً طابع طلباتها المَعَاديّ. إنها الصلاة الخاصة "بالأزمنة الأخيرة"، بأزمنة الخلاص التي بدأت بإفاضة الروح القدس وتنتهي بعودة الربّ. والطلبات إلى "أبينا" السماوي، بخلاف صلوات العهد القديم، تستند إلى سرّ الخلاص الذي تَحقّقَ دفعةً واحدةً في المسيح المصلوب والقائم.
– من هذا الإيمان الذي لا يتزعزع يتفجّر الرجاء الذي ينهض بكلّ من طلباتها الثماني. وهذه تعبّر عن تنهّدات الزمن الحاضر، زمن الصبر والترقّب، الذي فيه "لم يتبيّن بعدُ ماذا سنكون" (1 يو 3: 2). إنّ الإفخارستيّا و "الأبانا" مُتَّجهان نحو مجيء الربّ، "إلى أن يأتي" (1 كو 11: 26).
بإيجاز: - أودع يسوع تلاميذه، جواباً عن طلبهم ("يا ربّ، علِّمنا أن نصلّي": لو 11: 1)، الصلاة المسيحيّة الأساسيّة: "الأبانا".
– "الصلاة الربيّة هي حقاً خلاصة الإنجيل كلّه"، "أكمل الصلوات". إنها في القلب من الكتاب.
– تسمّى "الصلاة الربيّة" لأنها تأتي من الربّ يسوع، معلّم صلاتنا ومثالها.
– الصلاة الربيّة هي صلاة الكنيسة بامتياز. وهي جزءٌ لا زمٌ من ساعات الفرض الإلهي الكبرى، ومن أسرار التنشئة المسيحيّة: المعموديّة والتثبيت والإفخارستيّا. وهي، بإدخالها في الإفخارستيّا، تُبيّن طابع طلباتها "المَعَاديّ"، في رجاء الرب، "إلى أن يأتي" (1 كو 11: 26).