-
دخول

عرض كامل الموضوع : كيف يعمل تأثير الاعلام على الطفل العربي


احمد البغدادي
09/12/2006, 21:18
كيف يعمل تاثير الاعلام على الطفل العربي


للإعلام‌ اهمية‌ بالغة‌ في‌ الحياة‌ اليومية‌ وله‌ دور فعّال‌ في‌ بناء مجتمع‌ متحضر مبني‌ علي‌ أسس‌ علمية‌ بحتة‌.
والاعلام‌ مرتبط‌ ومتأثر بشكل‌ او بآخر بالنظم‌ الاجتماعية‌ التي‌ ينتمي‌ اليها
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعلام‌ وتأثيره‌ علي‌ الاطفال‌
للاعلام‌ اهمية‌ بالغة‌ في‌ الحياة‌ اليومية‌ وله‌ دور فعّال‌ في‌ بناء مجتمع‌ متحضر مبني‌ علي‌ أسس‌ علمية‌ بحتة‌.
والاعلام‌ مرتبط‌ ومتأثر بشكل‌ او بآخر بالنظم‌ الاجتماعية‌ التي‌ ينتمي‌ اليها.
ويبرز خبراء الاجتماع‌، اهمية‌ الاعلام‌ القصوي‌’، في‌ التأثير علي‌ سلّم‌ المعرفة‌ والتطور في‌ المجتمع‌ بل‌ وحتي‌’ علي‌ استمراره‌ وديمومته‌.
والاعلام‌ ليس‌ حالة‌ ظرفية‌، وانما هو يتولي‌’ نقل‌ آراء ومعتقدات‌ جيل‌ الي‌ جيل‌ آخر، وينمي‌ العلاقة‌ بينهما، وبالتالي‌ فمهمة‌ الاعلام‌ والاعلاميين‌، يجب‌ ان‌ تستوعب‌ الانسان‌ منذ مجيئه‌ الي‌ الحياة‌ بل‌ ومنذ ايام‌ الحمل‌ والولادة‌ والرضاعة‌ وفترة‌ الطفولة‌ المبكرة‌ وحتي‌ الكبر.
ومما سبق‌ يتضح‌ لنا ان‌ الاعلام‌ يستطيع‌ ان‌ يؤثر بطرق‌ عديدة‌ علي‌ وعي‌ وسلوك‌ الانسان‌ في‌ مختلف‌ مراحل‌ عمره‌، ويحدد وجهات‌ نظره‌ وقناعاته‌ وفهمه‌ للحياة‌.
التثقيف‌ الاعلامي‌ للوالدين‌
متي‌ يبدأ الدور الحقيقي‌ لمؤسسات‌ ووسائل‌ الاعلام‌ المختلفة‌ في‌ مجال‌ اهتمامها بالطفل‌؟
سؤال‌ يتردد كثيراً، خصوصا بين‌ المهتمين‌ بأمر الطفل‌، والمشتغلين‌ ببحوث‌ الاعلام‌، فهناك‌ من‌ يري‌’ ان‌ الدور الحقيقي‌ لوسائل‌ الاعلام‌ يبدأ مع‌ الطفل‌ عندما يصل‌ الي‌ مرحلة‌ الادراك‌، وفريق‌ آخر يعتقد ان‌ هذا الدور يسبق‌ هذه‌ المرحلة‌ بكثير، اذ يبتدي‌ء من‌ مرحلة‌ تعليم‌ وتثقيف‌ الوالدين‌، حول‌ الكيفية‌ التي‌ تساعدهما في‌ انجاب‌ طفل‌ معافي‌’، عند حدوث‌ الحمل‌ وتمتد بعد ذلك‌ ادوار وسائل‌ الاعلام‌ في‌ توجيه‌ الابوين‌ حتي‌ تصل‌ الي‌ المرحلة‌ التي‌ تخاطب‌ فيها الطفل‌ مباشرة‌.
مرحلة‌ الحمل‌ والرسالة‌ الاعلامية‌
هناك‌ من‌ يشدّد علي‌ اهمية‌ الدور الذي‌ يقوم‌ به‌ الاعلام‌ نحو الطفولة‌، باعتبار أن‌ النمو الشامل‌ لشخصية‌ الطفل‌ يجب‌ ان‌ يكون‌ هدفاً رئيسياً من‌ اهداف‌ الاعلام‌، وذلك‌ بتوفير بيئة‌ واعية‌ موجّهة‌، تمكّن‌ الطفل‌ من‌ اشباع‌ حاجاته‌ المتنوعة‌، حتي‌ يصل‌ الطفل‌ الي‌ سنٍّ تمكنه‌ من‌ ادراك‌ محيطه‌، حيث‌ يتفاعل‌ مع‌ بيئته‌ فيكتسب‌ المهارات‌ والمعارف‌.
ان‌ مرحلة‌ ما قبل‌ الولادة‌ مهمة‌ وضرورية‌ في‌ حياة‌ الطفل‌ المستقبلية‌، وتقع‌ علي‌ مؤسسات‌ ووسائل‌ الاعلام‌ مسؤولية‌ الاخذ بيد الوالدين‌ حديثي‌ العهد، بهذه‌ المتغيرات‌ الفسيولوجية‌ التي‌ تحدث‌ للام‌، فتشرح‌ وتعلّم‌ وتوضّح‌ كيفية‌ التعامل‌ مع‌ هذا الضيف‌ الجديد علي‌ الاسرة‌ وهو في‌ رحم‌ الام‌.
فخلال‌ مرحلة‌ الحمل‌، من‌ الواجب‌ علي‌ وسائل‌ الاعلام‌ ان‌ توجّه‌ رسائلها للوالدين‌ حول‌ كيفية‌ المحافظة‌ علي‌ هذا الجنين‌، وأهم‌ الفحوصات‌ الطبية‌ الواجب‌ علي‌ الام‌ ان‌ تجريها خلال‌ اشهر الحمل‌، كل‌ هذه‌ الرسائل‌ الاعلامية‌ يجب‌ علي‌ اجهزة‌ الاعلام‌ ان‌ تهتم‌ بتوصيلها الي‌ الام‌ والاب‌ بمختلف‌ اوجه‌ التبليغ‌ الاعلامي‌، في‌ مادة‌ اعلامية‌ مشوقة‌. وبواسطة‌ خبراء قادرين‌ علي‌ التأثير في‌ غيرهم‌ من‌ المستقبلين‌ للرسالة‌ الاعلامية‌، وبذلك‌ يخرج‌ المولود الي‌ الحياة‌ معافي‌’، وكذلك‌ تكون‌ الام‌ بصحة‌ جيدة‌ لانها راعت‌ كل‌ التعليمات‌ التي‌ حصلت‌ عليها من‌ خلال‌ وسائل‌ الاعلام‌.
الطفل‌ والبرامج‌ الاعلامية‌ المتخصصة‌
وبعد وصول‌ الطفل‌ الي‌ الحياة‌ مصحوباً بفرحة‌ الاسرة‌ نجد ان‌ لهذا الطفل‌ امكانات‌ قابلة‌ للتطور في‌ نطاق‌ الاسرة‌ التي‌ هي‌ جزء من‌ مجتمع‌ مهتم‌ به‌، ويتيح‌ له‌ تطوراً بناءً في‌ انجاز ذلك‌ الدور الذي‌ سيقوم‌ به‌ في‌ المستقبل‌.
وهنا تبرز اهمية‌ البرامج‌ الاعلامية‌ الموجّهة‌ للطفل‌ بتأثيرها الكبير واسهامها الفاعل‌ في‌ تكوين‌ الطفل‌، ومن‌ ثم‌ الاسهام‌ في‌ بلورة‌ اتجاهاته‌ وميوله‌ ووجدانه‌ وقدراته‌ العقلية‌ والبدنية‌ وسلوكه‌ بصورة‌ عامة‌. ولكل‌ ذلك‌ ينبغي‌ علي‌ الاعلام‌ ان‌ يكون‌ وسيلة‌ جذب‌ للطفل‌ علي‌ اختلاف‌ مراحل‌ عمره‌ وبيئته‌ بما يخدم‌ اهداف‌ المجتمع‌.
وللطفل‌ عموماً، مجموعة‌ من‌ الحاجات‌، منها الجسدية‌ ومنها الاجتماعية‌ والنفسية‌ ، فحاجة‌ التحكم‌ في‌ مشاعره‌ وانفعالاته‌، وحاجته‌ الي‌ دف‌ء العاطفة‌ والحنان‌ والحب‌، واكتساب‌ القيم‌ الاجتماعية‌، والفضائل‌ الاخلاقية‌، والحاجة‌ الي‌ معرفة‌ بعض‌ المعلومات‌ الصحيحة‌ عن‌ الكون‌ وعن‌ الطبيعة‌، ذلك‌ كله‌ يستلزم‌ اعداد برامج‌ اعلامية‌ متخصصة‌، علي‌ اسس‌ نفسية‌ وتربوية‌ علمية‌، الامر الذي‌ يحتّم‌ منذ البدء اعداد الكادر الاعلامي‌ المتخصّص‌ والمدرّب‌ للعمل‌ مع‌ الطفل‌ اعداداً يتيح‌ له‌ فهم‌ ابعاد شخصيته‌ وتوظيف‌ الامكانات‌ الاعلامية‌ في‌ خدمة‌ الرسالة‌ والهدف‌ الذي‌ يسعي‌ اليه‌ اولياء الامور لتنشئة‌ مواطن‌ يسهم‌ في‌ بناء مجتمع‌ الغد، لان‌ ذلك‌ هو المفتاح‌ الحقيقي‌ للنهضة‌ والتقدم‌.
مقترحات‌ لترشيد الطفل ‌اعلامياً
ان‌ خطة‌ الاعلام‌ الموجّهة‌ للطفل‌ لابد أن‌ تحمل‌ جملة‌ من‌ المضامين‌ التي‌ تؤكد عدداً من‌ القيم‌ والمبادي‌ء والمُثل‌ العليا ومنها:
ـ تحقيق‌ المواد الثقافية‌ ا لتي‌ تناسب‌ الطفل‌.
ـ اعداده‌ لحمل‌ أمانة‌ الغد الفكرية‌.
ـ توجيهه‌ الي‌ ممارسة‌ الانشطة‌ والهوايات‌ المختلفة‌.
ـ اثراء مفاهيم‌ القيم‌ الاخلاقية‌ والاجتماعية‌.
ـ تنمية‌ روح‌ الخَلْق‌ والابتكار والابداع‌ في‌ شخصية‌ الطفل‌ حتي‌ يصبح‌ قادراً علي‌ تطوير مجتمعه‌.
ـ الاهتمام‌ بالمواد الترفيهية‌ التي‌ تحقق‌ ميوله‌ نحو اللعب‌ والانطلاق‌، ومل‌ء وقته‌ باشياء مفيدة‌.
ـ تقديم‌ الفنون‌ علي‌ اختلافها بأشكال‌ مبسّطة‌ ومستساغة‌ لدي‌ الطفل‌ وتشجيعه‌ علي‌ تذوق‌ الفنون‌ واستيعابها.
ـ القاء الضوء علي‌ التطورات‌ المتلاحقة‌ في‌ العلوم‌ والمعلومات‌ باسلوب‌ مبسّط‌ يتناسب‌ مع‌
عمر الطفل‌.
ـ غرس‌ وتدعيم‌ عادة‌ حب‌ القراءة‌ في‌ نفس‌ الطفل‌ وتدريبه‌ علي‌ احترام‌ الكتاب‌ وتقدير قيمته‌ الثقافية‌ والحضارية‌، مع‌ ضرورة‌ تقديم‌ كل‌ ذلك‌ بأسلوب‌ سهل‌ ميسَّر يصل‌ الي‌ قلبه‌ وعقله‌ .