وائل 76
01/05/2007, 01:00
شارك بوش في تأبين ضحايا مجزرة فرجينيا وقال: إن علي المعاهد والجامعات أن تعود معاهد للعلم . ومضي إلي أوهايو ليقنع الأمريكيين بعدالة حربه في العراق!
ولابد أن بوش عض أصابع الأسف قبل أن يلقي بالمجزرة الأشنع في تاريخ الجامعة وراء ظهره، لأن مرتكب الحادث ليس عربياً ولا مسلماً.!!
كانت الحالة المثالية للمجزرة أن يرتكبها عربي، ليضعها بوش دليلاً دامغاً في أعين الديمقراطيين الذين يضيقون عليه خناقهم هذه الأيام. لكننا كنا ضحايا هذه المرة كما نحن في الواقع دائما.
كنا ضحايا فقط، ولم يستطع بوش تحميل ضحاياه في مجزرة فرجينيا المسؤولية كما يفعل في مجازر افغانستان والعراق وفلسطين، فما كان منه إلا أن طواها بأمر كن للجامعات لتكون أماكن للعلم فقط من دون أن يتمهل قليلاً ليقرأ الرسالة التي تركها الكوري الجنوبي إلي محطة NBC التلفزيونية، وأذاعت مقتطفات منها مساء الأربعاء.
يقول الطالب الكوري الجنوبي، تشو سيونغ-هوي، الذي قتل 32 طالباً وانتحر موجهاً حديثه إلي من سيبقون بعده وبينهم بوش إن لم يكن مشغولاً:
(كان أمامكم مئة مليار فرصة وطريقة لتفادي اليوم.. ولكنكم قررتم إراقة دمي، وضعتموني في الزاوية وأعطيتموني خياراً واحداً فقط، القرار كان لكم، الآن الدم في أيديكم ولن يغسل أبداً ).
لم يكن ينقص مجزرة هوي سوي توقيع الظواهري، ولما تعذر تدبير اللحية انصرف بوش بكلمة منه للجامعة: كوني آمنة!
لكن الجامعة لن تكون، لأن رسالة هوي هي رسالة كل ضحايا التجبر الأمريكي، سواء اتخذ شكل الهوس الديني أو الوسواس القهري الفردي.
في اللقاء الذي بثته الجزيرة مساء الخميس كان بوش مثل منولوجست شعبي أو مذيع في برنامج فكاهي للأطفال، يتجول بالميكروفون في يده بين الحاضرين من مواطنيه بذقن حليق، وبدلة رسمية بربطة عنق وخطاب لايصدر إلا عن بهلوان، أو أصولي مختل يتصور نفسه إلهاً!
يقول بوش للعراق: كن حراً، ويؤكد أنه سيكون حراً وآمناً عما قريب.
وتأتي أحلامه الخيالية في وقت لم يعد هناك من مكان آمن بالعراق ولايبدو فيه أي أفق للحل. لكننا في مجال الألوهية لسنا بحاجة إلي حسابات أو منطق، فالمعجزة تجب. وبوش يري في نفسه رجل معجزات.
المكان المفتوح والشكل غير الرسمي للقاء فتح المجال أمام بوش لمزاعم ليست معروفة عنه، فقد زعم أنه يقرأ كثيراً في التاريخ. وقد خرج من القراءة ليس بتشابه الوضع في العراق مع فيتنام، ولكن مع فترة الحرب الباردة؟!
كيف؟ ومن أين يأتي هذا التشابه؟!
التشابه العجيب غير موجود سوي في رأس بوش وحده، ويأتي من باب إرادة الحرية، ففي الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشرقي كانت هناك شعوب تتطلع إلي الحرية، وفي العراق شعب يتطلع إليها وكذلك أصدقاء أمريكا في الشرق الأوسط يتطلعون إلي الحرية أيضاً، وسوف تنتكس الحرية وتتأثر الرغبة فيها بالخطط والشروط التي يضعها الديمقراطيون لاستمرار تمويل القوات الأمريكية في العراق!
ولو كان بوش يعرف فضيلة القراءة لما تفوه أمام جمهوره بهذا الهراء.
ربما رتب له مستشاروه صلة ما بين الحرب الباردة والحرب التي خاضتها أمريكا من وراء حجب وبين الحرب الساخنة التي يخوضها الأمريكيون بأجسادهم في العراق، صلة أقوي من مجرد الحدس الأمريكي بوجود شعوب أخري تتطلع إلي الحرية، لكنه نسي في الوقت الذي قضاه بين تلقين المستشارين وبين الخروج إلي الهواء فاستدرج ابتسامات الحاضرين.
ويبدو أنه استشعر الحرج، فسرعان ما انسحب من ادعاء القراءة في الكتب، فعاد سريعاً إلي دادي ، فحياة بوش الأب هي الكتاب الوحيد الذي قرأه بوش الإبن: عندما أعود إلي التاريخ أجد أن دادي تطوع ضابطاً في البحرية الأمريكية ليحارب ضد اليابان التي كانت تتطلع إلي الحرية، وها أنا ابنه أصبح رئيساً لأمريكا ومن أقرب أصدقائي رئيس وزراء اليابان الحرة !
إذن كان بوش الأب هو محارب النور الذي حرر اليابان، وإن بقي فيها يابانيون لحسن الحظ، بينما يتطلع ابنه إلي تحرير العراق، بعد أن يفني العراقيون كما هو واضح.
لم يقرأ بوش للأسف أي تاريخ، وحفاظ مستشاريه علي جهله وتطرفه عمل يراه الرب ويراه البشر غير حسن. وكان أولي بهم بدلاً من أن يدفعوا به إلي تجمعات الأمريكيين في النوادي وأماكن الترفيه أن يجلسوا معه ويتدبروا وثائق القاتل الكوري الجنوبي؛ فهوي يعتبر أن أغنياء أمريكا الفاسدين وضعوه في الزاوية وحولوه إلي جان وضحية في ذات الوقت.
وبوش وإدارته وضعوا شعوباً بكاملها في الزاوية، ولم يكن الإرهاب سوي النتيجة المباشرة لجرح الكبرياء الوطني والقومي باسم الحرية والديمقراطية، التي لاتستجيب لأمر بوش الإلهي!
وإذا لم يتراجع اليمين الأمريكي الحاكم عن خططهم فسيبقي الدم في أيديهم ولن يغسل أبداً.
ولابد أن بوش عض أصابع الأسف قبل أن يلقي بالمجزرة الأشنع في تاريخ الجامعة وراء ظهره، لأن مرتكب الحادث ليس عربياً ولا مسلماً.!!
كانت الحالة المثالية للمجزرة أن يرتكبها عربي، ليضعها بوش دليلاً دامغاً في أعين الديمقراطيين الذين يضيقون عليه خناقهم هذه الأيام. لكننا كنا ضحايا هذه المرة كما نحن في الواقع دائما.
كنا ضحايا فقط، ولم يستطع بوش تحميل ضحاياه في مجزرة فرجينيا المسؤولية كما يفعل في مجازر افغانستان والعراق وفلسطين، فما كان منه إلا أن طواها بأمر كن للجامعات لتكون أماكن للعلم فقط من دون أن يتمهل قليلاً ليقرأ الرسالة التي تركها الكوري الجنوبي إلي محطة NBC التلفزيونية، وأذاعت مقتطفات منها مساء الأربعاء.
يقول الطالب الكوري الجنوبي، تشو سيونغ-هوي، الذي قتل 32 طالباً وانتحر موجهاً حديثه إلي من سيبقون بعده وبينهم بوش إن لم يكن مشغولاً:
(كان أمامكم مئة مليار فرصة وطريقة لتفادي اليوم.. ولكنكم قررتم إراقة دمي، وضعتموني في الزاوية وأعطيتموني خياراً واحداً فقط، القرار كان لكم، الآن الدم في أيديكم ولن يغسل أبداً ).
لم يكن ينقص مجزرة هوي سوي توقيع الظواهري، ولما تعذر تدبير اللحية انصرف بوش بكلمة منه للجامعة: كوني آمنة!
لكن الجامعة لن تكون، لأن رسالة هوي هي رسالة كل ضحايا التجبر الأمريكي، سواء اتخذ شكل الهوس الديني أو الوسواس القهري الفردي.
في اللقاء الذي بثته الجزيرة مساء الخميس كان بوش مثل منولوجست شعبي أو مذيع في برنامج فكاهي للأطفال، يتجول بالميكروفون في يده بين الحاضرين من مواطنيه بذقن حليق، وبدلة رسمية بربطة عنق وخطاب لايصدر إلا عن بهلوان، أو أصولي مختل يتصور نفسه إلهاً!
يقول بوش للعراق: كن حراً، ويؤكد أنه سيكون حراً وآمناً عما قريب.
وتأتي أحلامه الخيالية في وقت لم يعد هناك من مكان آمن بالعراق ولايبدو فيه أي أفق للحل. لكننا في مجال الألوهية لسنا بحاجة إلي حسابات أو منطق، فالمعجزة تجب. وبوش يري في نفسه رجل معجزات.
المكان المفتوح والشكل غير الرسمي للقاء فتح المجال أمام بوش لمزاعم ليست معروفة عنه، فقد زعم أنه يقرأ كثيراً في التاريخ. وقد خرج من القراءة ليس بتشابه الوضع في العراق مع فيتنام، ولكن مع فترة الحرب الباردة؟!
كيف؟ ومن أين يأتي هذا التشابه؟!
التشابه العجيب غير موجود سوي في رأس بوش وحده، ويأتي من باب إرادة الحرية، ففي الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشرقي كانت هناك شعوب تتطلع إلي الحرية، وفي العراق شعب يتطلع إليها وكذلك أصدقاء أمريكا في الشرق الأوسط يتطلعون إلي الحرية أيضاً، وسوف تنتكس الحرية وتتأثر الرغبة فيها بالخطط والشروط التي يضعها الديمقراطيون لاستمرار تمويل القوات الأمريكية في العراق!
ولو كان بوش يعرف فضيلة القراءة لما تفوه أمام جمهوره بهذا الهراء.
ربما رتب له مستشاروه صلة ما بين الحرب الباردة والحرب التي خاضتها أمريكا من وراء حجب وبين الحرب الساخنة التي يخوضها الأمريكيون بأجسادهم في العراق، صلة أقوي من مجرد الحدس الأمريكي بوجود شعوب أخري تتطلع إلي الحرية، لكنه نسي في الوقت الذي قضاه بين تلقين المستشارين وبين الخروج إلي الهواء فاستدرج ابتسامات الحاضرين.
ويبدو أنه استشعر الحرج، فسرعان ما انسحب من ادعاء القراءة في الكتب، فعاد سريعاً إلي دادي ، فحياة بوش الأب هي الكتاب الوحيد الذي قرأه بوش الإبن: عندما أعود إلي التاريخ أجد أن دادي تطوع ضابطاً في البحرية الأمريكية ليحارب ضد اليابان التي كانت تتطلع إلي الحرية، وها أنا ابنه أصبح رئيساً لأمريكا ومن أقرب أصدقائي رئيس وزراء اليابان الحرة !
إذن كان بوش الأب هو محارب النور الذي حرر اليابان، وإن بقي فيها يابانيون لحسن الحظ، بينما يتطلع ابنه إلي تحرير العراق، بعد أن يفني العراقيون كما هو واضح.
لم يقرأ بوش للأسف أي تاريخ، وحفاظ مستشاريه علي جهله وتطرفه عمل يراه الرب ويراه البشر غير حسن. وكان أولي بهم بدلاً من أن يدفعوا به إلي تجمعات الأمريكيين في النوادي وأماكن الترفيه أن يجلسوا معه ويتدبروا وثائق القاتل الكوري الجنوبي؛ فهوي يعتبر أن أغنياء أمريكا الفاسدين وضعوه في الزاوية وحولوه إلي جان وضحية في ذات الوقت.
وبوش وإدارته وضعوا شعوباً بكاملها في الزاوية، ولم يكن الإرهاب سوي النتيجة المباشرة لجرح الكبرياء الوطني والقومي باسم الحرية والديمقراطية، التي لاتستجيب لأمر بوش الإلهي!
وإذا لم يتراجع اليمين الأمريكي الحاكم عن خططهم فسيبقي الدم في أيديهم ولن يغسل أبداً.