في أحد المواضيع طُرح سؤال مفاده هل الكرامة أم مقدرات الشعب أولى بالمحافظة عليها ؟
في حالة أن تعرض شعب ما لغزو أو عمليات عسكرية كما حدث في لبنان الصيف الماضي و كما يحدث في العراق و فلسطين كل يوم . هل السبيل هو الموت دون الركوع .. أم أن الحفاظ على بنانا التحتية و مقدراتنا كشعوب أولى من الحفاظ على كرامتنا .. قرأت مقال جميل يدور حول نفس الفكرة فإقتبست منه جزءً يتعلق بحديثنا حول الكرامة أم البنا التحتية !!!!
____________________________
وقد كنت أعلمه الحروف الأبجدية عندما اكتشفت أنه يعلمني ما هو أعظم, فقد كان الكتاب يحمل رسمان, رسم للحمار الوحشي ورسم للحمار التقليدي, فسألني ولدي قائلا:- ما الفرق بين الحمار الوحشي والحمار التقليدي يا أبي؟, فما كان مني إلا أن أجبت الجواب التقليدي, وكأن الإمتعاظ بدا على وجه الفتى وقال لي:- لا, ليس هكذا يكون الفرق يا أبي, إنما الفرق كالتالي, كلا الحمارين حمار, ولكن الحمار الوحشي هو حمار تميز بالعنفوان ورفض الذل والمهانة, ودوما لم يستطع أحد إجباره وحمله على أن يكون خادم الإنسان, فهو يرفض أن يجر العربات وأن يحمل الحمولة, ولكنه لا يجد مناص من الموت تحت أنياب الذئاب, أو الموت جوعا وعطشا أو حتى غرقا أثناء رحلة سفر طويلة, أو حتى في أحسن الأحوال يكون قابعا خلف قضبان السجن في حديقة الحيوان بتهمة الجمال أو الحيونة, وفي النهاية هو حمار خسر حياته بسبب تعنته وطيشه, وتفعيل كرامته بالمكان والزمان غير المناسبين, وحتى في الظروف وبين الأشخاص غير الملائمين, فالبيئة التي يعيش فيها هي بيئة من الأقوى وليس من الأكرم, أما الحمار التقليدي, فهو حمار قبل الذل والمهانة, فتراه يحمل ويجر ويلهث, ودون أن يعجب مالكه, فتراه يعانق السوط كل لحظة, ورغم تعبه فلا حمد ولا شكورا, وصاحب أمره له الحق في منع الطعام عنه أو وهبه له, وله الحق في اختيار نوع طعامه, وشرابه وحتى سكنه, وهو يقبل ذلك, خوفا من العالم الخارجي الذي لم يطلع عليه وإلا وهو محملا بالبضاعة وصاحبه يحرسه منهم, وخوفا من أن يفقد طعامه ومركزه لدى صاحب أمره فيستغنى عنه والحمير هذه الأيام كثير, والطعام والعمل قليل, فهو بالنهاية حمار خسر الكرامة مقابل العيش حتى لو كان عيشة ذل, نظرت للفتى مستغربا فظن أني لما أفهم فاستطرد قائلا:- مثلا العراق عربد ورفض أن يسلم ما لديه من بترول وكرامة وسيادة, فدمرت البلاد وقُتل العباد, وغُللت القيود والأوتاد, وحرق الحصاد, وفي النهاية دخل المستعمر البلاد, وسيطر على النفط والمراد, أما ليبيا فقد سلمت العدة والعتاد, وأعلنت التوبة والعودة للرشد والرشاد, وسلمت ما لديها بيدها وبالمراد, فنالت العيش بدون مدافع ولا مرتزقة ولا علوج ولا أوغاد, وفي النهاية تعددت الأسباب والموت واحد.
عبد الله عبد الرحيم
صحفي فلسطيني
مرحبا أخ وائل
شكرا لأنك ذكرت جنسية الكاتب... لأن جنسية الكاتب تؤثر بشكل او بآخر على الآراء تبعه
بصراحة الفكرة فلسطينية جدا... الشعب الفلسطيني بالأراضي المحتلة للأسف محروم من دولة و بنى تحتية و حياة هنيئة و بالنسبة إلو ما باقي غير الكرامة يتمسك فيها.... و الشعب الفلسطيني بأراضي ال48, ممكن البعض يقول انو محروم من الكرامة. فصار الموضوع بالنسبة للكاتب الفلسطيني انو يا بتخسر الكرامة و بتعيش حياة كويسة نسبيا (اقتصاديا و تعليميا) بإسرائيل... يا بتحافظ على كرامتك بس بتتبهدل كإنسان و كمجتمع
بينما الحياة بالحقيقة مو هيك... مو اسود و ابيض... بل عندك أطياف كتيرة بالمنتصف و معظم شعوب العالم عايشة بهالأطياف. حتى الشعب الأميركي... الشعب الأميركي عايش حياة اقتصادية سريعة جدا و نسبيا مرفهة... بس فينا نعتبر انو ثمن الرأسمالية الأميركية هو (لسبب أو لآخر و ما بعرف ليش بالضبط) تدهور الثقافة... بالتالي تدهور تقرير المصير عند المواطن الأميركي و تمركز السلطة بإيد فئات معينة... فينا كمان نعتبر هادا نوع من انواع الانتقاص من كرامة المواطن
مثلا العراق عربد ورفض أن يسلم ما لديه من بترول وكرامة وسيادة, فدمرت البلاد وقُتل العباد, وغُللت القيود والأوتاد, وحرق الحصاد, وفي النهاية دخل المستعمر البلاد, وسيطر على النفط والمراد
عبد الله عبد الرحيم
صحفي فلسطيني
هون الكاتب عم يصف بشكل مريع مع صدام حسين.... العراق ما عربد و لا رفض... متل ما العراق انجر لحروب طاحنة... العراق انجر ليقبل بالمقاطعة الاقتصادية لعشر سنين... و انجر بعدين لحرب و "تحرير". مين المسؤول اكتر من صدام حسين شخصيا؟ بقى ما تقلي الشعب العراقي رجاءا... الشعب العراقي ما كان إلو قرار بالموضوع
و نفس الشي وضع معظم الدول العربية... الخيارات يلي عم نشوفها عم تُختار ما بتمثل تطلعات الشعوب لا من ناحية الحياة الكويسة و لا من ناحية الكرمة. يعني هلق نحنا مع صمودنا عايشين حياة ملؤها الكرامة و عزة النفس بسوريا ؟؟؟
الخيارات هيي خيارات القيادات... و نحنا ما إلنا صوت... بقى اننا نمثل او نختصر الشعوب العربية إما بالحمار الوحشي او الحمار العادي... فهادا كلام غلط و غير صحيح.... فيك تمثل القادة العرب... أوكي... بس لا الدول و لا الشوب العربية
نحنا اظبط تمثلنا بالنعاج.... او الخواريف... خلينا على كلمة خواريف... كلمة نعاج بحسها مسيحية كتير و العياذ بالله :p
تحياتي اخ جو :D
بصراحة الفكرة فلسطينية جدا...
ما بعرف اخي جو بس انو كنت بعتقد أنك آخر واحد بالعالم ممكن يحكي بمنطق إرتباط الأفكار الزماني و المكاني ، يعني أنو انا بعتقد أنو الأفكار لا ترتبط بالزمالن و المكان ، ممكن جداً أنو الزمان و المكان يكون الهم تأثير على الفكرة لكن هالتأثير غالباً ما بتعدى حدود معينة . خاصةً أنو عم نحكي عن مجتمعات متشابهة ثقافياً و أيديولوجياً .
كلامنا موجه للمجتمع العربي و بعتقد أنو كل الدول العربية لها نفس الظروف الثقاقية و الأيديولوجية يلي بنبني عليها أفكارنا .
الشعب الفلسطيني بالأراضي المحتلة للأسف محروم من دولة و بنى تحتية و حياة هنيئة و بالنسبة إلو ما باقي غير الكرامة يتمسك فيها....
للأسف يا صديقي معلوماتك معلوطة مية بالمية ، الحديث بهذا المنطق بيوصلنا لمنطقة نفترض فيها أنو لا نمتلك سوى أنو نحافظ على الكرامة ، يعني أنو الشعب الفلسطيني لا يملك شي يبكي عليه و لذلك يتمسك بالكرامة !!
طبعاً يا عزيزي أنت تدرك أنو الشعب الفلسطيني بعد 25 يناير 2006 تعرض لكل ما تعرفه جيداً . كان بإستطاعة الشعب الفلسطيني أنو يثور على الناس يلي إنتخبهم حتى ترجع له المكتسبات يلي فقدها بولوج حماس للسلطة !! طبعاً هون تدخلت عوامل كتير مع الحصار و الخنق و التجويع و لعب بعض المرتزقة دور كبير في تأليب الشارع الفلسطيني على حكومته و لكن عجزوا . أريقت دماء ابرياء تعرضنا لموجة من الفتنة و الاقتتال لكن سرعان ما تم السيطرة عليها . لو كان الشعب الفلسطيني متل ما أشرت لخرج ثائراً على حكومته كي يستعيد ما كان ينعم به .
نقطة تانية . من الذي يدعي أن الشعب الفلسطيني لا يملك بنى تحتية و مقدرات مثل باقي الشعوب ؟؟؟
قديكون الكلام صحيحاً من ناحية السيادة و الدولة . لكن هناك كثيراً مما ينعم به الشعب الفلسطيني و يفتقده الكثير من الدول العربية و سأعطيك مثلاً بسيطاً ، الراتب الأساسي للجندي أو الشرطي الفلسطيني يبدء عند 1700 شيكل أي ما يساوي 430 دولار أمريكي و حين تضاف البدلات و العلاوات يصل لقرابة الـ 600 دولار أمريكي .
ألا يعتبر هذا الراتب مكتسب من مكتسبات هذا الشرطي للخروج على حكومته و الإطاحة بخياره !!!!
الشعب الفلسطيني بأراضي ال48, ممكن البعض يقول انو محروم من الكرامة
هذا تجني ما بعده تجني !!! الشعب الفلسطيني في أراضي الـ 48 متمسك و محافظ على كرامته و يتعرض للكثير في سبيل كرامته بدءً من النائب عزمي بشارة !!! و ليس أنتهاءً بأحداث الأحد الأسود التي راح ضحيتها 13 مواطن عربي في مواجهات مع الشرطة الاسرائيلية .
قبل يومين حلت علينا ذكرى النكبة التي يحتفل فيها الاسرائيليون بعيد إستقلالهم . الشعب العربي الفلسطيني في اراضي الـ48 أقام و احيا ذكرى النكبة في كل المدن و القرى المُهجرة و هو بذلك أنما ينطلق من أنتمائه لقضيته و إحياء لذكرى نكبته و لم يذوب في المجتمع الصهيوني كما أرادو له .
شعب كهذا هل يصح القول عليه بأنه بلا كرامة !!!!!
بالتالي تدهور تقرير المصير عند المواطن الأميركي و تمركز السلطة بإيد فئات معينة... فينا كمان نعتبر هادا نوع من انواع الانتقاص من كرامة المواطن
و هو في ذلك إنقسم الى نصفين . الأول رضي بالحياة المرفهة و اعتبر انها الاصل و ما عدا ذلك كله انمات هو إستثناء . اما النصف الثاني فمازال يناضل في سبيل الانتصار لمعتقداته و افكاره و سلك في ذلك عدة مسالك تمثلت في جمعيات و منظمات المطالبة بحقوق الانسان و السلام و المساواة و جمعيات تكافح ضد الحروب و و كثيراً من المنظمات و الجمعيات التي لم تتدخر جهداً في سبيل الدفاع عن( كرامتها ) .
بقى ما تقلي الشعب العراقي رجاءا... الشعب العراقي ما كان إلو قرار بالموضوع
سيدي الكريم هون ما عم يصف مع صدام اطلاقاً لاء عم يقارن بين الشعب العراقي و بين الشعب الليبي يلي ارتضى بتوجه القذافي حين رُوض و أصبح" أليفاً " بغض النظر عن صدام و عن كل المتغيرات يلي عم نحكي عنها سواء كنا مع او ضد . هلاء الشعب العراقي تعرض لاحتلال و بعد الاحتلال عُينت حكومة مرتبطة بالامريكان كان بإستطاعة الشعب العراقي القبول بالحكومة و بالامريكان و سيطرتهم على مقدرات الشعب العراقي تحت ستار تلك الحكومة و من ثم التطلغ الى الاستقرار و الامن و الانتعاش الاقتصادي . لكن الشعب العراقي سحق تحت اقدامه كل هذا و لازال حتى اللحظة يدافع عن قراره برفض الهيمنة و السيطرة الامريكية و رفض الحكومات المرتبطة بالمحتل ..
هون مقارنة بين العراق و رفضه و بين ليبيا ممثلة بشخص القذافي الذي قبل أن يُروض و شعبه لم يحرك ساكناً !!
و نفس الشي وضع معظم الدول العربية... الخيارات يلي عم نشوفها عم تُختار ما بتمثل تطلعات الشعوب لا من ناحية الحياة الكويسة و لا من ناحية الكرمة
رضا و قبول الشعوب العربية لتلك الأنظمة المتربعة على عبروشها مع إيمانا المطلق بفسادها يمثل قبولاً بالحفاظ على المُقدرات و سُحقاً للكرامة !! لانو المفاضلة بنظرهم بين حالتين . الاولى أني أخرج و أثور على هالنظام في مواجهة شعبية كاملة و من ثم ممكن البلاد تغص في موجة من الإضطراب لمدة معينة ( طبيعة التحول في المجتمعات من الدكتاتورية للحرية تفترض ذلك ) و بين أني أقبل بالوضع كما هو مع إنعدام الرغبة في التغير على قولة المثل ( حط راسك مع الروس و قول يا قطاع الروس ) .
إذن الشعوب هاي إختارت و لم يفرض عليها الخيار مثلما تحدثت اخ جو ...
يعني هلق نحنا مع صمودنا عايشين حياة ملؤها الكرامة و عزة النفس بسوريا ؟؟؟
قبل الحديث عن صمودكم في مواجهة العدو هناك سؤال مهم جداً هل الشعب السوري هو من يملك القرار ؟ و هل النظام السوري يعبر عن إرادة شعبه حين يتخذ القرارات ؟؟
لو كان الجواب نعم إذن أنتم تدفعون ضريبة صمودكم ممثلة" بالوجع " الاقتصادي الذي يعانيه الشعب السوري .. و إذا كان الجواب لاء فإنكم امام مفاضلة أما الرضا أو الثورة .. و بعدها تُحدد الخيارات من جديد ...
نحنا اظبط تمثلنا بالنعاج.... او الخواريف... خلينا على كلمة خواريف... كلمة نعاج بحسها مسيحية كتير و العياذ بالله
و الله جو شايف تمثيلنا بالبغال أنسب ، لأنو لفظ بغل بحسها مرتبطة بالتراث اليعُربي أكثر :cry: و طبعاً أواصر الدم و التاريخ تجمعنا و كلنا في رحاب الشرق إخوانا . ممكن نغيرها و تصير أواصر البغلنة و التاريخ تجمعنا و كلنا في رحاب الحضيض إخوانا :sick:
تحياتي اخ جو :D
شكرا شبابز ع الحوار
مبدئيا، كمقدمة يعني: الموضوع جميل جدا، جميل جدا نسبة انو صاحب الافكار يللي فيه هوي طفل عم يتعلم الحروف الابجدية...
بس اكيد بوكرا بس يكبر و يتعلم الحروف الابجدية رح يغير رأيو
يعني بتصور انو حاليا هوي (و الضمير المنفصل هوي يعود للطفل صاحب الفكرة) باعتبارو ما بيعرف الحروف الابجدية فحاليا هوي لا يختلف كثيرا عن معشر الحمير و بامكانو انو يكون حمار تقليدي، او حمار وحشي
بوكرا... بس يكبر يعني مش انو بوكرا بوكرا، بيصير بيفهم انو فيو يكون شي تاني غير الحمار بشكليه
و بيجوز، ازا اتيح الو نوعية تربية منفتحة شوي، رح ينتبه انو ممكن يكون انسان
و إذا لا قدر الله و اتيح له نوعية تربية و تعليم ترقى الى القرن الثامن عشر فما فوق، فبتصور انو رح يخلص من عقدة انكيدو، و رح يتخلص من الصراع الفكري القبلي اللي مازال حاكم عقلية شعوبنا ... و هالصراع (متل ما بتعرفوا طبعا) قائم بين المدنية و حياة البراري.. و قطعا انتوا بتعرفوا انو كل العلماء (علماء العلم مش هدول يللي بيسموهم علماء و هنن بالفعل جهلاء تبع الدين) كل علماء الاجتماع من ابن خلدون لليوم، ما وضعوا حياة البراري بحسبانهم باعتبار انو يلي بيعيشوها هنن مش بشر قولا واحدا ... و بدؤوا التصنيف الاجتماعي من البداوة (من اسمها مبين شو هيي) إلى الحضرية مرورا بالريف و المدنية
ان يأتي طفل و "يحن" لحياة البراري يللي كما اسلفنا ما اعتبروها علماء الاجتماع كأحد اصناف الحياة البشرية... فهذا مقبول و نصفق لهالطفل تصفيقا شديدا
و غير ذلك، بدكم تسمحولنا يعني
يمكن وائل و جو حبيتوا تناقشوا موضوع المقاومة و كيف انو يللي بيقاوم حمار وحشي و يللي ما بيقاوم حمار تقليدي و اختلفتوا تنيناتكم حول مين هوي الحمار الوحشي و مين التقليدي... و بتصور وصل اختلافكم حول حقوق حمير الوحش و الحمير التقليدية... بس لاحظوا انو تنيناتكم متفقين انو الحمير.. اجمالا يعني ما عندها حقوق
اي بس انا .. ما بسمح بتمثيل المقاومة بحمير، لذلك قررت انو نحكي عن الموضوع باعتبارو صراعا دائرا (للاسف انو ما يزال دائرا) بين انصار الحياة البدوية و انصار حياة الحضر المدنية
اي بس انا .. ما بسمح بتمثيل المقاومة بحمير، لذلك قررت انو نحكي عن الموضوع باعتبارو صراعا دائرا (للاسف انو ما يزال دائرا) بين انصار الحياة البدوية و انصار حياة الحضر المدنية
معك حق يا صديقي !
بس يا ترى مين أنصار الحياة البدوية و أنصار الحياة الحضرية ؟!
عن نفسي بعرف جوابك كتير منيح .. بس يا ترى راح يتغير الجواب هلاء ؟!
الجوع كافر .. فكيف لما بيجتمع الجوع مع شغلات تانية ؟