وائل 76
22/05/2007, 22:23
ويزيدك عمق الكشف غموضاً !
ثمة ما يفرض علينا الآن أن نسترجع أحداث أيلول الأسود ! إستخلاصاً للعبر و محاولة جدية لقراءة ما حدث هناك بل قراءة ما ترتب بعد أيلول ,,
فما يجمع بين نهر البارد و بين البقعة أكثر بكثير من مجرد مأساة متجددة تعصف بلاجئي فلسطين ,, بعد أن نسقط الحسابات المكانية و الزمانية بين ما حدث في نهر البارد و ما حدث هناك سنجد سيناريو ركيك يُصاغ للمرة الثانية أو كما يطلق عليه أهل الفن ( كلاكيت تاني مرة ) .
بعيداً عن الروايات المتناقضة لأقطاب أيلول و بعيداً عن القراءات الضيقة لما حمله أيلول من نتائج يمكننا توصيف ما حدث هناك في سياقات أخرى غير تلك التي وظفت لتخدم كل طرف في تعزيز مصالحه ..
فأيلول حمل في طياته تغيرات جذرية على معادلة الصراع ,, و أهم تلك التغيرات تغيب شخوص بعينها و إضافة آخرين !! و ما يستتبع ذلك من تغير المناهج و السبل بين أولئك و هؤلاء .
قراءة صادقة لما تبع أيلول من معطيات سيفرز لنا نتائج جلية أهمها أن مسيرة الحل السلمي بدأت من هناك , أو على أقل تقدير بدأ تهيئة الأسباب و المناخ من هناك .. فجاء تغيب أقطاب المواجهة الحقيقين لإفساح الطريق أمام أزلام الحل السلمي بعد ذلك !
إن كان أهم نتائج أيلول ما تبع ذلك من تغيب أقطاب المواجهة فإنه لا يمكننا بحال من الأحوال أن نغفل الآثار المباشرة لأيلول على لاجئي الأردن و جميعنا يدرك و بجلاء التوظيف القذر لأحداث أيلول على لاجئي الاردن بعد ذلك . ليس لنا شأن هنا فما يُراد لأحداث نهر البارد من توظيف و إستثمار أخطر بكثير مما ترتب على أحداث أيلول ,,
حينما نقرء خارطة الصراع الإقليمي بين أنظمة الممانعة وأنظمة الإنبطاح سنعرف في أي سياق ستوظف أحداث نهر البارد ,, و حينما نقرء خارطة التحالفات الإقليمية سنعرف و بجلاء أي أهداف خبيثة يُراد لأحداث نهر البارد أن تكون سبيلاً نحو تحقيقها !
فالإنقضاض على حماس في غزة بأيدي مرتزقة التيار التفريطي لم يكن سوى حلقة من حلقات المؤامرة الكبرى التي تستهدف كل تيارات الممانعة في المنطقة وفق أجندة مُحاكة و بكل خبث ,,
أهم ما يميز تلك الأجندة و يجعل الخبث عنوانها أنها لم تصاغ في أروقة صنع القرار في واشنطن بل صِيغت هنا في الشرق الأوسط فكانت ثمرة إجتماعات متتالية بين قادة أجهزة المخابرات في "الأربع الفجاج" مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس.. منطلقين في حياكة مؤامرتهم وفق معايير محددة أمريكياً ترمي إلى إستغلال و توظيف جماعات بعينها في سياقات مختلفة تتفق جميعها على هدف واحد فتكون حبل مشنقة يلف أعناق الممانعين !
تتابع الأحداث في قضية المحكمة الدولية في قضية إغتيال الحريري و التعامل الذكي من قِبل القيادة السورية مع هذا الملف أفرز متغيرات جديدة فكان لابد من إضافة ملاحق أخرى للائحة الإتهام مما يضمن ضيق الحبل أكثر حول عنق القيادة السورية فتُمهد الطرق نحو مرحلة المقايضة وفق قوانين أسواق النخاسة بكل فُبحها !! فتأتي حماس و قيادتها السياسية في لائحة المساومات التي تقايض عليها القيادة السورية !!!!
إرتباط فتح الإسلام بمخيمات لبنان التي شهدت مجازر حركة أمل و جيش لبنان الجنوبي و تآمر أقطاب السياسة اللبنانين على لاجئي لبنان كمثل وليد بيك لم يأتي من باب المصادفة ,, بل جاء وفق تخطيط جهنمي أُريد من خلاله كسب تعاطف الفلسطينين جميعاً على إعتبار أن فتح الإسلام نشأت من رحم الحرمان و القهر الذي يغص فيه لاجئي فلسطين في لبنان حتى الآن .. تعاطف الفلسطين هنا سيخدم و يعزز تشويه صورة حماس في أعين الفلسطينين سيما و أن حماس موقفها و منهجها المبدأي قائم على (رفض) فكرة التصارع على الأراضي العربية و خلق بؤر توتر في الدول المُضيفة لنا.
فتجد حماس نفسها هنا في موقف لا تحسد عليه في التعاطي مع هذا الحدث خصوصاً و أن حماس في مركز و مكان يحملها مسؤلية تجاه هؤلاء الاجئين .
فتقف عاجزة عن تبني موقف يرفض هذا السلوك لأن ذلك يشوه الصورة التي رسمتها حماس في مخيلة كل فلسطيني بأنها المُعبر الحقيقي عن معاناة الفلسطينين .. و في نفس الوقت لا يمكن أن تخالف مبادئها فتأتي مواقفها مؤيدةً لإنتفاضة فتح الإسلام .. سيما و أن ذلك سيزيد حلقات الحصار شدةً حول حماس . و يحرف بوصلة البندقية عن واجهتها الحقيقية ,,
الأهم و الأخطر من هذا كله , الهيجان الذي شهدته المدن العراقية تجاه الاجئين الفلسطينين و ما تبع ذلك الهيجان من رحيل بل ترحيل لاجئي العراق نحو الحدود السورية و ما تبع ذلك من تفاقم الوضع المذري الذي يعيشه هؤلاء الاجئين , فتأتي فتح الإسلام و في هذا الوقت تحديداً لتثير قضية أخرى من قضايا الاجئين ليس من باب المصادفة البحتة بل هو تناغم في الأدوار بين من ينفذ الأجندة الأمريكية في العراق و بين من ينفذ الأجندة في لبنان !!
و الهدف واضح و جلي لكل ذي لب يدرك أبعاد تعاصر الأحداث ,, فصعود قضية الاجئين على السطح و في ظل تلك الفترة الحساسة و في ظل وجود حماس حكومةً للشعب الفلسطيني يُراد له وضع حماس أمام الخيارات المُستحيلة ! بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
و يراد له أيضاً خلط الأوراق لتهيئة مناخ مناسب لتصفية قضية الاجئين وفق أجندات صيغت مسبقاً في جنيف و غيرها بين أقطاب "الإعتدال" العربي و ولي أمرهم ..
أليس ما يجمع بين البقعة في الأردن و نهر البارد في لبنان أكثر بكثير من مجرد مأساة أخرى للاجئي فلسطين ؟ أليس ما يجمعهم أكثر بكثير من غياب الوعي و أولويات المرحلة !
ثمة ما يفرض علينا الآن أن نسترجع أحداث أيلول الأسود ! إستخلاصاً للعبر و محاولة جدية لقراءة ما حدث هناك بل قراءة ما ترتب بعد أيلول ,,
فما يجمع بين نهر البارد و بين البقعة أكثر بكثير من مجرد مأساة متجددة تعصف بلاجئي فلسطين ,, بعد أن نسقط الحسابات المكانية و الزمانية بين ما حدث في نهر البارد و ما حدث هناك سنجد سيناريو ركيك يُصاغ للمرة الثانية أو كما يطلق عليه أهل الفن ( كلاكيت تاني مرة ) .
بعيداً عن الروايات المتناقضة لأقطاب أيلول و بعيداً عن القراءات الضيقة لما حمله أيلول من نتائج يمكننا توصيف ما حدث هناك في سياقات أخرى غير تلك التي وظفت لتخدم كل طرف في تعزيز مصالحه ..
فأيلول حمل في طياته تغيرات جذرية على معادلة الصراع ,, و أهم تلك التغيرات تغيب شخوص بعينها و إضافة آخرين !! و ما يستتبع ذلك من تغير المناهج و السبل بين أولئك و هؤلاء .
قراءة صادقة لما تبع أيلول من معطيات سيفرز لنا نتائج جلية أهمها أن مسيرة الحل السلمي بدأت من هناك , أو على أقل تقدير بدأ تهيئة الأسباب و المناخ من هناك .. فجاء تغيب أقطاب المواجهة الحقيقين لإفساح الطريق أمام أزلام الحل السلمي بعد ذلك !
إن كان أهم نتائج أيلول ما تبع ذلك من تغيب أقطاب المواجهة فإنه لا يمكننا بحال من الأحوال أن نغفل الآثار المباشرة لأيلول على لاجئي الأردن و جميعنا يدرك و بجلاء التوظيف القذر لأحداث أيلول على لاجئي الاردن بعد ذلك . ليس لنا شأن هنا فما يُراد لأحداث نهر البارد من توظيف و إستثمار أخطر بكثير مما ترتب على أحداث أيلول ,,
حينما نقرء خارطة الصراع الإقليمي بين أنظمة الممانعة وأنظمة الإنبطاح سنعرف في أي سياق ستوظف أحداث نهر البارد ,, و حينما نقرء خارطة التحالفات الإقليمية سنعرف و بجلاء أي أهداف خبيثة يُراد لأحداث نهر البارد أن تكون سبيلاً نحو تحقيقها !
فالإنقضاض على حماس في غزة بأيدي مرتزقة التيار التفريطي لم يكن سوى حلقة من حلقات المؤامرة الكبرى التي تستهدف كل تيارات الممانعة في المنطقة وفق أجندة مُحاكة و بكل خبث ,,
أهم ما يميز تلك الأجندة و يجعل الخبث عنوانها أنها لم تصاغ في أروقة صنع القرار في واشنطن بل صِيغت هنا في الشرق الأوسط فكانت ثمرة إجتماعات متتالية بين قادة أجهزة المخابرات في "الأربع الفجاج" مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس.. منطلقين في حياكة مؤامرتهم وفق معايير محددة أمريكياً ترمي إلى إستغلال و توظيف جماعات بعينها في سياقات مختلفة تتفق جميعها على هدف واحد فتكون حبل مشنقة يلف أعناق الممانعين !
تتابع الأحداث في قضية المحكمة الدولية في قضية إغتيال الحريري و التعامل الذكي من قِبل القيادة السورية مع هذا الملف أفرز متغيرات جديدة فكان لابد من إضافة ملاحق أخرى للائحة الإتهام مما يضمن ضيق الحبل أكثر حول عنق القيادة السورية فتُمهد الطرق نحو مرحلة المقايضة وفق قوانين أسواق النخاسة بكل فُبحها !! فتأتي حماس و قيادتها السياسية في لائحة المساومات التي تقايض عليها القيادة السورية !!!!
إرتباط فتح الإسلام بمخيمات لبنان التي شهدت مجازر حركة أمل و جيش لبنان الجنوبي و تآمر أقطاب السياسة اللبنانين على لاجئي لبنان كمثل وليد بيك لم يأتي من باب المصادفة ,, بل جاء وفق تخطيط جهنمي أُريد من خلاله كسب تعاطف الفلسطينين جميعاً على إعتبار أن فتح الإسلام نشأت من رحم الحرمان و القهر الذي يغص فيه لاجئي فلسطين في لبنان حتى الآن .. تعاطف الفلسطين هنا سيخدم و يعزز تشويه صورة حماس في أعين الفلسطينين سيما و أن حماس موقفها و منهجها المبدأي قائم على (رفض) فكرة التصارع على الأراضي العربية و خلق بؤر توتر في الدول المُضيفة لنا.
فتجد حماس نفسها هنا في موقف لا تحسد عليه في التعاطي مع هذا الحدث خصوصاً و أن حماس في مركز و مكان يحملها مسؤلية تجاه هؤلاء الاجئين .
فتقف عاجزة عن تبني موقف يرفض هذا السلوك لأن ذلك يشوه الصورة التي رسمتها حماس في مخيلة كل فلسطيني بأنها المُعبر الحقيقي عن معاناة الفلسطينين .. و في نفس الوقت لا يمكن أن تخالف مبادئها فتأتي مواقفها مؤيدةً لإنتفاضة فتح الإسلام .. سيما و أن ذلك سيزيد حلقات الحصار شدةً حول حماس . و يحرف بوصلة البندقية عن واجهتها الحقيقية ,,
الأهم و الأخطر من هذا كله , الهيجان الذي شهدته المدن العراقية تجاه الاجئين الفلسطينين و ما تبع ذلك الهيجان من رحيل بل ترحيل لاجئي العراق نحو الحدود السورية و ما تبع ذلك من تفاقم الوضع المذري الذي يعيشه هؤلاء الاجئين , فتأتي فتح الإسلام و في هذا الوقت تحديداً لتثير قضية أخرى من قضايا الاجئين ليس من باب المصادفة البحتة بل هو تناغم في الأدوار بين من ينفذ الأجندة الأمريكية في العراق و بين من ينفذ الأجندة في لبنان !!
و الهدف واضح و جلي لكل ذي لب يدرك أبعاد تعاصر الأحداث ,, فصعود قضية الاجئين على السطح و في ظل تلك الفترة الحساسة و في ظل وجود حماس حكومةً للشعب الفلسطيني يُراد له وضع حماس أمام الخيارات المُستحيلة ! بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
و يراد له أيضاً خلط الأوراق لتهيئة مناخ مناسب لتصفية قضية الاجئين وفق أجندات صيغت مسبقاً في جنيف و غيرها بين أقطاب "الإعتدال" العربي و ولي أمرهم ..
أليس ما يجمع بين البقعة في الأردن و نهر البارد في لبنان أكثر بكثير من مجرد مأساة أخرى للاجئي فلسطين ؟ أليس ما يجمعهم أكثر بكثير من غياب الوعي و أولويات المرحلة !