-
دخول

عرض كامل الموضوع : مناجاة زوجين


mhmary
26/05/2007, 05:10
الزوج : ما رأيك أن تتفقدي صندوق البريد يا حبيبتي ..
الزوجة: كنت سأطلب منك الأمر عينه ،ما هذا الانسجام في الأفكار؟
تخرج الزوجة وتحضر البريد ...
الزوجة : يا إلهي كم نحن متناغمان ، لقد أرسلت لي رسالة كما فعلت أنا!
- أنت أيضا أرسلت ؟ ما هذه المصادفة..؟
- نعم انظر...
تعطيه رسالتها وتأخذ رسالته ..
-نحن فعلا زوجان فريدان من نوعنا , بعد هذه الأعوام الطويلة من زواجنا ونتبادل الرسائل .. ! ولكن ما رأيك أن أقرأ رسالتك أولاً ثم تقرئين رسالتي ...
فتبتسم الزوجة بمرح وقد باشرت بتمزيق المغلف ..
- ولماذا لا أقرأها أنا أولاً ثم أنت يا حبيبي ..؟
يجيبها محاولاً خطف الرسالة من يدها ..
-لا لا انتظري ..
ولكن الزوجة تبتعد بخفة وهي تضم الرسالة بإصرار .
-لا.. لا يمكن أن أنتظر ..
الزوج : لدي حل .
الزوجة : ما هو ؟
- نقرأ سطراً سطراً من كل رسالة بصوت مرتفع ..
تتردد الزوجة قليلاً ولكنها تجده حلاً عادلاً
- أوافق ... ولكن من يبدأ
- أنا
- بل أنا
يتململ الزوج بانزعاج فتذعن الزوجة .
- لا بأس ابدأ أنت
يفتح الرسالة ويطويها مخفياً أسطرها ماعدا السطر الأول ثم ينظر إلى زوجته بمكر..
-جاهزة ..؟
- نعم..
يقرأ بينما تعلو شفتيه ابتسامة ما ..
- حبيبي فادي أنت زوج مثالي لأنك تهتم ببيتك وأولادك وتخلص لهم
تشير الزوجة بيدها مقاطعة
-إنه دوري الآن
- هيا
تفتح رسالته وتطويها لتظهر السطر الأول فقط ثم تقرأ
- حبيبتي نورا .. أنت زوجة مثالية لأنك مخلصة لبيتك و أولادك ..
يتابع الزوج من رسالتها وقد زالت الابتسامة عن وجهه
- وقد أمضيت أعواماًُ طويلة تلهث في العمل لتؤمن لنا حياة كريمة .
- وقد لاحظت كثيراً كم ترهقي نفسك يا روحي في أعمال المنزل والمطبخ لإرضائنا ..
تتوقف الزوجة عن القراءة وتنظر في عيني زوجها برجاء .. ثم تسأله بنعومة
-ما رأيك أن نكتفي بهذا .. فالمكتوب واضح من عنوانه ...
لكن الزوج أجابها وهو يحاول إخفاء نظرة الشك في عينيه
-لا ..لا .. يجب أن نكمل ما بدأناه ... أين وصلنا ؟ دور من الآن
تجيب الزوجة بوجل :
- دورك .
يقرأ الزوج وقد اخذ الأمر طابعاً جدياً ..
- فادي : ربما تكسرت أحلامنا الجميلة التي بدأنا حياتنا تحت ظلالها ومنيت معك بخيبات أمل كثيرة ولكن لا بأس يا روحي المهم عندي هو حبنا وحياتنا المشتركة
- نورا: الحقيقة كل محاولاتك اليائسة في الطبخ لم تنجح في أن تنسيني طبخ أمي وإرهاقك لنفسك في أعمال المنزل يجعلك في نظري مجرد امرأة متعبة ... ولكن لا بأس يا عيوني المهم عندي هو حبنا وحياتنا المشتركة
- حبيبي فادي.. أنت لديك الكثير من الخصال الحميدة ولكن يبدو أن المجتمع قد ظلمك حين منحك حرية بلا حدود جعلتك حائرا وضائعا في فضائها الرحب .. لدرجة أنها أضحت قيداً عليك ...
- غاليتي: أنت نبيلة في مشاعرك ، إنسانية , لبقة ... لكنك تشعرين بالظلم يحيط بك ..لا أفهم لماذا لا تقبلين بالأمر الواقع ككل النساء من حولك...
- يا عزيزي ..ذلك القيد أضفى على شخصيتك شيئا من الغرور , وبعضاً من الأنانية , ودفعك لتجاهل شخصيتي وذاتي
- عندما تقبلين بالأمر الواقع ربما تكفين عن ثرثرتك المضجرة حول وهم اسمه تحقيق الذّات
- فادي العزيز .. فادي المحترم .. بإمكاني تناسي كل عيوبك ما عدا موهبتك الفذة في تحطيم معنوياتي .
- نورا .. يا نوارة قلبي .. كنت سأسامحك على كل عيوبك لو أنك أكثر جمالا .. ومالاً.. وأقل تذمراً .
- حبيبي لقد وقعت في شر أفعالك ..وها أنت اليوم زوجاً لامرأة محطمة فهنيئاً لك هذه النهاية السعيدة .
- نورا : لقد حولتني إلى رجل هارب من الضجر فهنيئاً لك هذه النهاية السعيدة .......
- وأخيراً ..أنت زوجي الذي أحترمه علاقتنا ، يحترمها الآخرون ويحسدوننا عليها ... ربينا أولادنا أحسن تربية وحافظنا بكل أمانة على الواجهة الاجتماعية سليمة براقة .
- وأخيرا يا زوجتي المحترمة ... أنا افخر بك بين الآخرين لأنك ترعين هذه الأسرة بأمانة وإخلاص وتضحية.
- إذا ما رأيك أن ندعو الأقرباء بمناسبة عيد زواجنا العشرين , لأنهم أصحاب الحق بهذا الاحتفال .
- إذا ما رأيك أن نستخدم الفيديو أثناء احتفالنا بعيد زواجنا لنحتفظ بدليل مادي على نجاحه...
طوى الزوجان الرسالتين بهدوء.... وحدق كل منهما بالستائر الأنيقة التي تحجب البيت عن عيون الفضوليين , ثم تدثرا بمعطف الصمت .
وخلف النوافذ تفجر رعد عنيف وانهالت الأمطار على الزجاج , فالتمع البرق في قلبيهما المسكينين .

منقول......