وائل 76
26/05/2007, 21:49
"جهاد" يفتري على المقاومة!
جهاد الخازن كتب مؤخرا مقالا يدعو فيه لوضع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الوصايتين الأردنية والمصرية على الترتيب؛ كحل لمشاكل الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة. عميد مدرسة "الحياة-أل بي سي" طلب أن يتم هذا في خيمة السعودية؛ وباسم دعوة منها لمؤتمر عشائر العالم العربي حتى يسحب "صولجان" القيادة الفلسطينية من منظمة التحرير – وكل الفصائل الفلسطينية بطبيعة الحال – ويعاد الى النظامين المذكورين؛ وذلك بحجة خلو الشعب الفلسطيني من قيادة واعية ونزيهة وقادرة.
أول ما يصدمني في مقال صاحب الحياة أن الحياة في لندن كل هذه العقود لم تغير رأيه ولم تخلصه من عقدة الاعلام الرسمي العربي التابع؛ ويبدو أن شعار "موني توكس" أو أن صوت المال عال يفرض نفسه ضد قيم الديمقراطية وحرية الرأي حتى لو كان الجنرال في السلطة الرابعة يسكن في عاصمة "الماغنا كارتا" وديمقراطية السبعة قرون! وإلا فبأي حق يسخر الخازن بحق الشعب الفلسطيني في اختيار قادته؟ ويعتبر أن الشعب قد أساء الاختيار وانتخب "متطرفين متخلفين" – كما قال الخازن حرفيا – ويتجاهل الخازن حق فلسطينيي الشتات في القرار ويختار لنا جميعا حكما أردنيا مصريا برعاية مموليه؟ أنا أعتقد أن صفة التخلف أجدر بمن يسخر بقرارات وخيارات الناس والجمهور؛ ولا تلزم أبدا من اقترعوا بإرادتهم الكاملة الحرة النزيهة.
لكن السيد الخازن يفهم تماما أن مقاله وإن كان في شكله الخارجي ضد منظمة التحرير وفصائل الفلسطينيين عموما؛ إلا أنه في الحقيقة مقال باسم مدرسة النظام الرسمي العربي المترهل المستبد الفاسد المنصاع لأمريكا ضد فسحة الأمل والديمقراطية والحرية القادمة من فلسطين؛ وضد المقاومة في فلسطين. دعك من التمحك بالاقتتال الداخلي؛ فالخازن لو شاء الإنصاف لحكى الحكاية من أولها؛ ولسمى المجرم الذي يتمول أمريكيا؛ ويتسلح على عين الصهاينة؛ وينسق أمنيا معهم ضد حماس وضد المقاومة وشرع في التخريب واطلاق النار! لو شاء الخازن لفضح هؤلاء واعتبرهم مجرمين في حق فلسطين وثوابتها؛ ولاعتبرهم عملاء ضد مصالح الشعب الفلسطيني! لو شاء الخازن لتحدث عن فسادهم وسرقتهم وانتهابهم لفلسطين طوال سني عمر أوسلو ولم يكتف بالحديث عن فسادهم الآن فقط ليبرر اندفاعه اللامسؤول ضد خيارات الشعب الفلسطيني وضد انتخابه "المتطرفين المجانين" قادة وممثلين!
إذا مقال الخازن هو انتصار لمدرسة النظام الرسمي العربي الذي يريد أن يدجن الثغر الحر الأبي في فلسطين باسم ضمان الأمن والاستقرار؛ ولو كان ذلك على حساب حياة الناس وكرامتهم وحريتهم! وأنا حقيقة لا أعرف سببا واحدا يمنح الأفضلية للأنظمة الأردنية والمصرية في إدارة الأوطان؛ فهل نجح هذان النظامان في خلق التنمية المستدامة في بلديهما؟ أم أن عصور الحريات والكفاية النفسية والمادية قد ضربت أطنابها في الأردن ومصر من حيث لا ندري؟ ربما نسي السيد الخازن أننا خسرنا فلسطين بفضل عوامل وظروف معقدة كثيرة لم يكن من أقلها أهمية صفقة السلاح الفاسد في مصر؛ وخيانة جيش "غلوب" للقضية؛ وإن شاء الخازن أن نتحاسب فلنجلس ونفتح كل الملفات؛ وسنجد أن لفلسطين في حق النظام الرسمي العربي ديونا ثقيلة؛ لم يسددها هذا النظام الرسمي الذي لطالما أضر بفلسطين وبشعبها وبقضيتها؛ فكيف يعود هذا الزبون السيء الصيت خيارا مثاليا لفلسطين مرة أخرى؟!
حقيقة أنا عاجز عن عدم تكرار تسجيل استغرابي الشديد من دعوة الخازن لإنقاذ الشعب الفلسطيني بوضعه تحت رحمة بعض أكثر النظم العربية فسادا وخرابا؛ فكيف يرضى الخازن لنفسه دخلا سعودي المستوى وأجواء حرية لندنية؛ ويريد لفلسطين أن تكون رهينة حرس البادية والأمن المركزي؟
للأسف؛ لم يلزم جهاد الخازن الأمانة في تشخيصه؛ فهو استغل سلوك وتصرفات منظمة التحرير المسيئة والمفحشة في غير ساحة وغير بلد ليبرر الانقلاب على القيادة والفصائل الفلسطينية ذات الجذور الشعبية وذات شرعية الإنجاز وشرعية الصندوق! إن من العار ومن التدليس المعيب أن يوصف الشعب الفلسطيني بأنه أساء الاختيار مرتين؛ مرة حين انتخب "المتخلفين المتطرفين" ومرة حين اختار فساد فريق أوسلو وتفريطه! فالشعب الفلسطيني لم يختر بعض تلك الوجوه التي استولت على قيادته ومقدراته – برعاية النظام الرسمي العربي الفاسد الذي يريد الخازن أن يجيرنا له – وهي لم تكن يوما ممثلة لهذا الشعب!
ومع ذلك فقد جاء انتقاده لمن فجروا وفسقوا في بيروت وعمان وقامروا بشعبنا في الكويت والعراق وفي كل الساحات رقيقا ناعما؛ وللتغطية على الحملة على حماس وحسب؛ فالرجل - وفقط في سبيل الإنتصار للنظام الرسمي العربي الكبير - لا يرى ضيرا بالتضحية بجناح صغير منه في رام الله وغزة وانتقاده ونبذه؛ فهذا الجناح أثبت أنه فاشل ولا يصلح للأدوار الكبيرة؛ ولا يصلح لنيل ثقة أمريكا؛ كيف لا وهو للآن لم يسحق ديمقراطية فلسطين كما سحقت ديمقراطية الجزائر؛ ولم يقمع اخوان فلسطين كما قمع اخوان مصر؛ ولم يغسل ريب الوطنية الفلسطينية كما فعل "محمد رسول الكيلاني"؛ لا لانعدام الرغبة أو النية - لا سمح الله!!! – فالجماعة حريصون على نزع حدقات عيون حماس من رؤوس أصحابها لو استطاعوا؛ لكن المشكلة ببساطة أنهم لم يستطيعوا ذلك ولن يستطيعوه إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا!
وما يزيد في الحنق على كلام الخازن أنه يعرف تماما أنه ليس بريئا من الدعاية أو استضافة أصوات التخريب والتدمير والحروب الأهلية في لبنان والعالم العربي على صفحات صحيفته؛ وأن منبره الصحافي يقدم خدمات جلى لهذا التيار؛ وكذلك مؤسسته "الحياة – أل بي سي" والتي لها ارتباطات باستئصاليي العالم العربي وأرباب خرابه على نحو واضح المعالم لا يحتاج تحقيقا؛ ولذلك نحن لا نستطيع أن "نشتري" إداعاءه بالحرص على فلسطين هكذا بكل خفة؛ خصوصا حين يكون مقرونا بالحملة على رموز فلسطين من فصائل الجهاد والمقاومة!
فهل ندع حماس والجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين والأجنحة المقاومة الشريفة الأخرى في فلسطين ونتبنى نسخة أكثر تمرسا في الفساد وأكثر تمرسا في معاداة القيم الوطنية والعربية والإسلامية؟!
أصلا هل بلغ نظامك الرسمي العربي رتبة في خدمة أمريكا تؤهله حقا لاستعادة الضفة والقطاع من الكيان الصهيوني؟ والله العظيم لقد كلفت أصحابك يا خازن شططا؛ فهم أصلا لا يريدون استعادة فلسطين؛ وحتى لو أراد بعضهم ذلك فهو لا يستطيع أن يفصح عن هذه الإرادة بين يدي "أولياء النعم"!
من الواضح أن السيد الخازن خالي البال من طموحات وآمال العرب؛ ولذلك أنا أنصحه أن يخرج من عتمة خيمة النظام الرسمي العربي؛ وأن لا يرى العالم العربي فقط من منظارها أو منظار مؤتمر البحر الميت الذي يحل عليه ضيفا على نحو دائم؛ فهناك ليس بوسعك إلا أن ترى الصهاينة والأمريكان أو من لا يحبون الحياة من العرب إلا في معيتهم؛ وصدقني أن أهل الضفة من جنين إلى الظاهرية؛ وأهل القطاع من بيت لاهيا إلى رفح يكرهون أولئك القوم ويمقتونهم مقتا شديدا!
الأمة العربية تقترع للمقاومة يا "جهاد"! وهي تقترع للحرية والقرار المستقل؛ ولا ترغب في البقاء تحت سيطرة من يحظى على كتفه بتربيتات أكثر من "دايتون" أو "تشيني"؛ أو من تقبله الآنسة "كوندي" ويقبلها بكل قرف؛ وإن كنت لا تحسن قراءة هذا على وجوه أبناء أمة المقاومة والجهاد في العراق ولبنان وفلسطين فأنت مستطلع سيء للرأي العام وأبعد ما تكون عن فهم حاجات الجمهور؛ وأقل ما يمكن أهلية للحديث باسم شعب فلسطين عما يريد وعما ينبغي له!
والشعب الفلسطيني يا جهاد يعرف أنه لو أراد السلامة لاختار فريق أوسلو من أصدقاءك من زوار مؤتمرات البتراء والبحر الميت ؛ بل لاختار قبلهم روابط القرى؛ لكنه حين سلك الحرية طريقا؛ واتخذ المقاومة سلاحا؛ فهو اختار سبيله عن معرفة ومسؤولية؛ وقدر أنه مقبل على صعاب لا تبدأ من عدوان الصهاينة؛ ولا تنتهي عند حصار الاخوة وجورهم وظلمهم؛ ولن يرده عن طريقه هذه تكاثر الطعنات عليه وعلى مشروعه الوطني حتى من بعض أبناءه من أصحاب الهوى الأمريكي؛ ولن تؤثر في عزيمته شهادة زور تنتقص من مقاومته لمصلحة أيتام أمريكا: الصغار منهم أو الكبار!
رشيد ثابت
جهاد الخازن كتب مؤخرا مقالا يدعو فيه لوضع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الوصايتين الأردنية والمصرية على الترتيب؛ كحل لمشاكل الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة. عميد مدرسة "الحياة-أل بي سي" طلب أن يتم هذا في خيمة السعودية؛ وباسم دعوة منها لمؤتمر عشائر العالم العربي حتى يسحب "صولجان" القيادة الفلسطينية من منظمة التحرير – وكل الفصائل الفلسطينية بطبيعة الحال – ويعاد الى النظامين المذكورين؛ وذلك بحجة خلو الشعب الفلسطيني من قيادة واعية ونزيهة وقادرة.
أول ما يصدمني في مقال صاحب الحياة أن الحياة في لندن كل هذه العقود لم تغير رأيه ولم تخلصه من عقدة الاعلام الرسمي العربي التابع؛ ويبدو أن شعار "موني توكس" أو أن صوت المال عال يفرض نفسه ضد قيم الديمقراطية وحرية الرأي حتى لو كان الجنرال في السلطة الرابعة يسكن في عاصمة "الماغنا كارتا" وديمقراطية السبعة قرون! وإلا فبأي حق يسخر الخازن بحق الشعب الفلسطيني في اختيار قادته؟ ويعتبر أن الشعب قد أساء الاختيار وانتخب "متطرفين متخلفين" – كما قال الخازن حرفيا – ويتجاهل الخازن حق فلسطينيي الشتات في القرار ويختار لنا جميعا حكما أردنيا مصريا برعاية مموليه؟ أنا أعتقد أن صفة التخلف أجدر بمن يسخر بقرارات وخيارات الناس والجمهور؛ ولا تلزم أبدا من اقترعوا بإرادتهم الكاملة الحرة النزيهة.
لكن السيد الخازن يفهم تماما أن مقاله وإن كان في شكله الخارجي ضد منظمة التحرير وفصائل الفلسطينيين عموما؛ إلا أنه في الحقيقة مقال باسم مدرسة النظام الرسمي العربي المترهل المستبد الفاسد المنصاع لأمريكا ضد فسحة الأمل والديمقراطية والحرية القادمة من فلسطين؛ وضد المقاومة في فلسطين. دعك من التمحك بالاقتتال الداخلي؛ فالخازن لو شاء الإنصاف لحكى الحكاية من أولها؛ ولسمى المجرم الذي يتمول أمريكيا؛ ويتسلح على عين الصهاينة؛ وينسق أمنيا معهم ضد حماس وضد المقاومة وشرع في التخريب واطلاق النار! لو شاء الخازن لفضح هؤلاء واعتبرهم مجرمين في حق فلسطين وثوابتها؛ ولاعتبرهم عملاء ضد مصالح الشعب الفلسطيني! لو شاء الخازن لتحدث عن فسادهم وسرقتهم وانتهابهم لفلسطين طوال سني عمر أوسلو ولم يكتف بالحديث عن فسادهم الآن فقط ليبرر اندفاعه اللامسؤول ضد خيارات الشعب الفلسطيني وضد انتخابه "المتطرفين المجانين" قادة وممثلين!
إذا مقال الخازن هو انتصار لمدرسة النظام الرسمي العربي الذي يريد أن يدجن الثغر الحر الأبي في فلسطين باسم ضمان الأمن والاستقرار؛ ولو كان ذلك على حساب حياة الناس وكرامتهم وحريتهم! وأنا حقيقة لا أعرف سببا واحدا يمنح الأفضلية للأنظمة الأردنية والمصرية في إدارة الأوطان؛ فهل نجح هذان النظامان في خلق التنمية المستدامة في بلديهما؟ أم أن عصور الحريات والكفاية النفسية والمادية قد ضربت أطنابها في الأردن ومصر من حيث لا ندري؟ ربما نسي السيد الخازن أننا خسرنا فلسطين بفضل عوامل وظروف معقدة كثيرة لم يكن من أقلها أهمية صفقة السلاح الفاسد في مصر؛ وخيانة جيش "غلوب" للقضية؛ وإن شاء الخازن أن نتحاسب فلنجلس ونفتح كل الملفات؛ وسنجد أن لفلسطين في حق النظام الرسمي العربي ديونا ثقيلة؛ لم يسددها هذا النظام الرسمي الذي لطالما أضر بفلسطين وبشعبها وبقضيتها؛ فكيف يعود هذا الزبون السيء الصيت خيارا مثاليا لفلسطين مرة أخرى؟!
حقيقة أنا عاجز عن عدم تكرار تسجيل استغرابي الشديد من دعوة الخازن لإنقاذ الشعب الفلسطيني بوضعه تحت رحمة بعض أكثر النظم العربية فسادا وخرابا؛ فكيف يرضى الخازن لنفسه دخلا سعودي المستوى وأجواء حرية لندنية؛ ويريد لفلسطين أن تكون رهينة حرس البادية والأمن المركزي؟
للأسف؛ لم يلزم جهاد الخازن الأمانة في تشخيصه؛ فهو استغل سلوك وتصرفات منظمة التحرير المسيئة والمفحشة في غير ساحة وغير بلد ليبرر الانقلاب على القيادة والفصائل الفلسطينية ذات الجذور الشعبية وذات شرعية الإنجاز وشرعية الصندوق! إن من العار ومن التدليس المعيب أن يوصف الشعب الفلسطيني بأنه أساء الاختيار مرتين؛ مرة حين انتخب "المتخلفين المتطرفين" ومرة حين اختار فساد فريق أوسلو وتفريطه! فالشعب الفلسطيني لم يختر بعض تلك الوجوه التي استولت على قيادته ومقدراته – برعاية النظام الرسمي العربي الفاسد الذي يريد الخازن أن يجيرنا له – وهي لم تكن يوما ممثلة لهذا الشعب!
ومع ذلك فقد جاء انتقاده لمن فجروا وفسقوا في بيروت وعمان وقامروا بشعبنا في الكويت والعراق وفي كل الساحات رقيقا ناعما؛ وللتغطية على الحملة على حماس وحسب؛ فالرجل - وفقط في سبيل الإنتصار للنظام الرسمي العربي الكبير - لا يرى ضيرا بالتضحية بجناح صغير منه في رام الله وغزة وانتقاده ونبذه؛ فهذا الجناح أثبت أنه فاشل ولا يصلح للأدوار الكبيرة؛ ولا يصلح لنيل ثقة أمريكا؛ كيف لا وهو للآن لم يسحق ديمقراطية فلسطين كما سحقت ديمقراطية الجزائر؛ ولم يقمع اخوان فلسطين كما قمع اخوان مصر؛ ولم يغسل ريب الوطنية الفلسطينية كما فعل "محمد رسول الكيلاني"؛ لا لانعدام الرغبة أو النية - لا سمح الله!!! – فالجماعة حريصون على نزع حدقات عيون حماس من رؤوس أصحابها لو استطاعوا؛ لكن المشكلة ببساطة أنهم لم يستطيعوا ذلك ولن يستطيعوه إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا!
وما يزيد في الحنق على كلام الخازن أنه يعرف تماما أنه ليس بريئا من الدعاية أو استضافة أصوات التخريب والتدمير والحروب الأهلية في لبنان والعالم العربي على صفحات صحيفته؛ وأن منبره الصحافي يقدم خدمات جلى لهذا التيار؛ وكذلك مؤسسته "الحياة – أل بي سي" والتي لها ارتباطات باستئصاليي العالم العربي وأرباب خرابه على نحو واضح المعالم لا يحتاج تحقيقا؛ ولذلك نحن لا نستطيع أن "نشتري" إداعاءه بالحرص على فلسطين هكذا بكل خفة؛ خصوصا حين يكون مقرونا بالحملة على رموز فلسطين من فصائل الجهاد والمقاومة!
فهل ندع حماس والجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين والأجنحة المقاومة الشريفة الأخرى في فلسطين ونتبنى نسخة أكثر تمرسا في الفساد وأكثر تمرسا في معاداة القيم الوطنية والعربية والإسلامية؟!
أصلا هل بلغ نظامك الرسمي العربي رتبة في خدمة أمريكا تؤهله حقا لاستعادة الضفة والقطاع من الكيان الصهيوني؟ والله العظيم لقد كلفت أصحابك يا خازن شططا؛ فهم أصلا لا يريدون استعادة فلسطين؛ وحتى لو أراد بعضهم ذلك فهو لا يستطيع أن يفصح عن هذه الإرادة بين يدي "أولياء النعم"!
من الواضح أن السيد الخازن خالي البال من طموحات وآمال العرب؛ ولذلك أنا أنصحه أن يخرج من عتمة خيمة النظام الرسمي العربي؛ وأن لا يرى العالم العربي فقط من منظارها أو منظار مؤتمر البحر الميت الذي يحل عليه ضيفا على نحو دائم؛ فهناك ليس بوسعك إلا أن ترى الصهاينة والأمريكان أو من لا يحبون الحياة من العرب إلا في معيتهم؛ وصدقني أن أهل الضفة من جنين إلى الظاهرية؛ وأهل القطاع من بيت لاهيا إلى رفح يكرهون أولئك القوم ويمقتونهم مقتا شديدا!
الأمة العربية تقترع للمقاومة يا "جهاد"! وهي تقترع للحرية والقرار المستقل؛ ولا ترغب في البقاء تحت سيطرة من يحظى على كتفه بتربيتات أكثر من "دايتون" أو "تشيني"؛ أو من تقبله الآنسة "كوندي" ويقبلها بكل قرف؛ وإن كنت لا تحسن قراءة هذا على وجوه أبناء أمة المقاومة والجهاد في العراق ولبنان وفلسطين فأنت مستطلع سيء للرأي العام وأبعد ما تكون عن فهم حاجات الجمهور؛ وأقل ما يمكن أهلية للحديث باسم شعب فلسطين عما يريد وعما ينبغي له!
والشعب الفلسطيني يا جهاد يعرف أنه لو أراد السلامة لاختار فريق أوسلو من أصدقاءك من زوار مؤتمرات البتراء والبحر الميت ؛ بل لاختار قبلهم روابط القرى؛ لكنه حين سلك الحرية طريقا؛ واتخذ المقاومة سلاحا؛ فهو اختار سبيله عن معرفة ومسؤولية؛ وقدر أنه مقبل على صعاب لا تبدأ من عدوان الصهاينة؛ ولا تنتهي عند حصار الاخوة وجورهم وظلمهم؛ ولن يرده عن طريقه هذه تكاثر الطعنات عليه وعلى مشروعه الوطني حتى من بعض أبناءه من أصحاب الهوى الأمريكي؛ ولن تؤثر في عزيمته شهادة زور تنتقص من مقاومته لمصلحة أيتام أمريكا: الصغار منهم أو الكبار!
رشيد ثابت