وائل 76
07/06/2007, 23:49
على أعتاب نكسة أخرى !!
إنتهى بالأمس إجتماع مجلس الوزراء في الكيان الصهيوني متخذاً عدد من القرارات كان أهمها , تشكيل لجنة من 11 وزير صهيوني تنحصر مهمتها في ( دراسة و بحث وتقديم توصيات بشأن حرب محتملة قد تشتعل في أي لحظة على الحدود الشمالية _ سوريا _ مضافاً إليها دراسة الوضع المتعلق بالصراع مع حزب الله و حماس على إعتبار أن هناك ترابطاً في الموقف و البرنامج بين الثلاث جبهات ) .
تثور هنا عدة تساؤلات حول المغزى الحقيقي من وراء تشكيل تلك اللجنة ؟ و هل نحن على أعتاب حرب إقليمية حقيقية و تغيرات جوهرية في جغرافية المنطقة ؟
قبل التطرق لتفاصيل ما يجري يجب الإشارة لعدة نقاط مهمة تلعب دوراً هاماً في طبيعة الخيارات المتاحة لكل طرف وفي طبيعة ما هو قادم .
أولاً _ الخسارة المدوية لأزلام المشروع الأوسلوي في فلسطين و إنحسار دورهم من عوامل سياسية مؤثرة إلى مجرد قطعان مرتزقة تشن غارات إنتقام هنا و هناك حين تتهيئ لها الفرصة , دون أدنى إنضباط أو تنظيم و هذا إن دل على شيئ إنما يدل على غياب المرجعية و فقدان الأمل في أي تغير داخلي يُعيد لهم مكتسباتهم التي فقدوها عقب 25 / يناير/ 2006 , لربما يظن البعض أن أثر ذلك ينحسر على الداخل الفلسطيني فقط , لكن كل الدلائل و المؤشرات تؤكد أن إنعكاس هذه الهزيمة النكراء قد أصاب المشروع الأمريكي في المنطقة بشكل مباشر و حاسم .
الأهم من ذلك كله ما تتناقله تقارير الإستخبارات العسكرية الصهيونية من إمتلاك حماس لمنظومة صاروخية متطورة عما كان عليه الأمر و بشكل لم يسبق له مثيل . فقد أشارت تقارير الإستخبارات أن حماس و فصائل المقاومة الفلسطينية باتت تمتلك صواريخ كاتيوشا و صواريخ Grad إضافة للصواريخ محلية الصنع المستنسخة عن صاروخ Grad و التي بات تأثيرها يقد مضاجع الصهاينة في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة و الأخطر من ذلك أنها بدأت تصل إلى عمق أطول بكثير مما كان متوقع !!
ثانياً _ التصريحات الأخيرة للسيد حسن نصر الله و التي أكدت أن حزب الله قد إستعاد عافيته القتالية و عزز من ترسانته الصاروخية بشكل أكبر و أقوى مما كان الحال عليه قبل حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 . هذه التصريحات تشير و بشكل قاطع أنه يستعد لمواجهة حاسمة في المرحلة المقبلة في حال إشتعل فتيل أزمة إقليمية .
ثالثاً _ المعلومات الإستخباراتية الصهيونية التي أكدت أن روسيا زودت النظام السوري بمنظومة دفاعات أرضية ضد الصواريخ و الطائرات إضافاً لصواريخ بعيدة المدى إيرانية وصلت للسوريين منذ نهاية حرب لبنان الأخيرة و بشكل متواصل حتى الآن .
رابعاً _ تقارير السي أي إيه و خبراء وكالة الطاقة الذرية التي أكدت أن إيران يلزمها من الوقت فقط حتى نهاية فترة بوش الرئاسية لتكون قد إنتهت من تصنيع القنبلة النووية !!
خامساً _ توتر العلاقات الروسية الأمريكية عقب أزمة نشر الدرع الصاروخي الأمريكي و تسلسل الأحداث بعد ذلك من تجربة إطلاق صاروخ عابر للقارات روسي و ما تبع ذلك من تطورات الأمر الذي حلله المراقبون أننا على وشك العودة لحرب باردة جديدة .
لعل تلك النقاط هي أهم المتغيرات الإقليمية و الدولية التي ستساهم في تحديد خيارات الأطراف المختلفة و هي التي ستحدد معالم المرحلة المقبلة ,
لنبدأ الحديث من تاريخ مهم كان بمثابة التغير الأهم و الأخطر في المنطقة ( 25 / يناير / 2006 ) قد يظن البعض أن ما يحمله هذا التاريخ ينحصر في نهاية عصر الفوضى و الفساد داخل الاراضي الفلسطينية و بداية عصر جديد عقد عليه فلسطيني الداخل أمالهم في حياة كريمة و مستقرة , لكن القراءة الدقيقة لهذا التاريخ تعكس لنا نتائج أهم من ذلك , أهم من نهاية الفساد و المحسوبية و الفوضى . فما يحمله 25/ يناير / 2006 يتعدى جغرافية فلسطين بل و جغرافية المنطقة ككل ليشكل أيديولوجيا جديدة للعقل و الوجدان العربي و الإسلامي تختزل من الذاكرة كل ذلك القنوط و اليأس الذي ترسب في أعماقها عقب الهزائم المتتالية التي مُني بها العرب بفعل عروش الخزي و العار التي تآمرت على هذه الأمة منذ عقود و رسخت في الوجدان العربي أننا لسنا أهلاً للمقاومة و الممانعة فإنحصر دور أمة بأكملها في الدعاء و المعونات عبر الفضائيات العربية ليرسخوا في وجدان هذه الأمة أننا أمة إنتهت منذ قرون !!
جاء 25 / يناير / 2006 ليعيد للأمة وعيها من جديد فيملأ تلك الذاكرة نبضاتها اللاشعوية التي ترفض الهزيمة و الخسران , و تبدأ مرحلة إستنهاض الهمم و إعادة صياغة المعادلة من جديد , معادلة حقيقية بعيدة عن كل التشويه و الإختزال أحد طرفيها كيان مسخ قام على أنقاض الشعب الفلسطيني مضافاً إلى ذلك الطرف أمريكا و أزلامها في المنطقة من تيار الإعتدال العربي !! و في مقابل هذا الطرف تأتي حماس و كل قوى الممانعة في العالم العربي مضافاً لهذا الطرف أمة غُيبت عن قصد و تصميم عن دائرة الصراع طيلة عقود خلت !
من هنا بدأ الخطر يهدد الكيان المسخ و أزلامه من أقطاب الإعتدال العربي و يهدد المشروع الأمريكي في المنطقة برمته ..
كل الحسابات كانت تشير أن الخطر طبقاً لمعايير السياسة هو خطر إستراتيجي بعيد المدى فترتبت على تلك الحسابات جملة مؤامرات التصفية التي إستهدفت حماس بدأً بالحصار و ليس إنتهاءً عند مرتزقة الفوضى الخلاقة !! على أساس أن تلك المؤامرات كافية لتصفية و إنهاء هذا الخطر بعيد المدى !!
و كالعادة كانت حساباتهم خاطئة غير دقيقة فالخطر ليس إستراتيجياً فحسب بل خطر آني لحظي يهدد كل مشاريعهم بعاصفة تجتث تلك المشاريع عن بكرة أبيها .. و هنا بدأت تظهر نتائج مؤامرات التصفية الخاسرة و التي لم تحقق ما كان مرجو منها ..
قبل عام تقريباً أعد الميجر جنرال عاموس جلبواع رئيس شعبة الدراسات الإستراتيجية في الإستخبارات العسكرية الصهيونية دراسة إستراتيجية لتكون ورقة عمل للمستوى السياسي في تعاملة مع المرحلة القادمة .. و مما جاء في هذه الدراسة أن إضعاف حماس سياسياً سيأتي من خلال القضاء على القيادة السياسية في الخارج ,, و أنه من المهم الآن فتح قنوات إتصال غير رسمية مع القيادة السورية تمهيداً لعقد مفاوضات مباشرة مع السوريين ,, و إن كان التضحية بالجولان يخالف العقيدة التلمودية و العسكرية التي بُذلت في سبيلها دماء جنودهم عبر حروب العرب فلا بد من مخرج ما و حلول وسطية بهدف تحيد الجانب السوري عن الصراع .. لما لذلك من أهمية حيوية على صعيد حماس و قيادتها السياسية .. إضافة لقطع خطوط الإمداد عن حزب الله .
و ما يستتبع ذلك من خلق حالة مستقرة نسبياً على حدود الكيان الصهيوني شمالاً و على طبيعة الوضع في الداخل الفلسطيني ... كل ذلك تمهيداً للضربة الأمريكية القادمة لمفعلات إيران النووية !!! و الأهم من ذلك قتل الروح التي بدأت تدُب في الجسد العربي بعد عقود التحيد و التغيب ..
سقطت كل تلك الحسابات حين أعلن الأسد في كل اللقاءات التي أجراها مع ( سياسين أوربيين - أعضاء كونجرس - وزراء خارجية عرب - الأمين العام للجامعة العربية ) في كل تلك اللقاءات كان موقف الأسد واضح راسخ لا لُبس فيه أننا حتى نسلك طريق السلام فلابد أن تكون مفاوضات محددة زمنياً قائمة على أسس واضحة تنتهي بعودة كل الأراضي التي إحتُلت عام 1967 ..
طبعاً هذا المنطق مرفوض جملةً وتفصيلا داخل الكيان الصهيوني لما للجولان من أهمية إستراتيجية .. و لأن ذلك يعني أن نصراً عربي حققه العرب تحت ضغط و إكراه الكيان الصهيوني .. إضافة لأن ذلك سيكون نصراً عربياً على المشروع الأمريكي في المنطقة و بالتالي فإن أسهم تيار الممانعة سترتفع في الشارع العربي أكثر من ذي قبل , جملة من الإعتبارات الأخرى تجعل صناع القرار في الكيان الصهيوني يرفضون هذه الصفقة جملة و تفصيلا .
الآن و بعد قرار تشكيل الحكومة الصهيونية لجنة من الوزراء لدراسة الوضع و تقديم التوصيات و بعد المناورات التي تجريها حاملات الطائرات في الخليج العربي و بعد الحملات الدبلوماسية التي يقودها أقطاب الإعتدال العربي لنيل هدنة من حماس و فصائل المقاومة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني أعتقد أن كل الخيارات باتت مفتوحة و يبدو أن الكيان الصهيوني يعيش حالة من التخبط و القلق .. سيما و أنها مواجهة ستكون مفتوحة على كل الأصعدة و ستكون نتائجها هي من تعيد صياغة المنطقة و خرائطها ...
فهل سيتكرر سيناريو حزيران 1967 و لكن بإتجاه معاكس .. فتكون النكسة و الخسران من نصيب الكيان المسخ ,, قد تكون الإجابات غير واضحة الآن و الأوراق كلها مختلطة ,, لكننا على يقين تام أن من حمل أسباب هزيمتنا في العام 1967 ليس هو من يملك القرار الآن في المعادلة ..
إنتهى بالأمس إجتماع مجلس الوزراء في الكيان الصهيوني متخذاً عدد من القرارات كان أهمها , تشكيل لجنة من 11 وزير صهيوني تنحصر مهمتها في ( دراسة و بحث وتقديم توصيات بشأن حرب محتملة قد تشتعل في أي لحظة على الحدود الشمالية _ سوريا _ مضافاً إليها دراسة الوضع المتعلق بالصراع مع حزب الله و حماس على إعتبار أن هناك ترابطاً في الموقف و البرنامج بين الثلاث جبهات ) .
تثور هنا عدة تساؤلات حول المغزى الحقيقي من وراء تشكيل تلك اللجنة ؟ و هل نحن على أعتاب حرب إقليمية حقيقية و تغيرات جوهرية في جغرافية المنطقة ؟
قبل التطرق لتفاصيل ما يجري يجب الإشارة لعدة نقاط مهمة تلعب دوراً هاماً في طبيعة الخيارات المتاحة لكل طرف وفي طبيعة ما هو قادم .
أولاً _ الخسارة المدوية لأزلام المشروع الأوسلوي في فلسطين و إنحسار دورهم من عوامل سياسية مؤثرة إلى مجرد قطعان مرتزقة تشن غارات إنتقام هنا و هناك حين تتهيئ لها الفرصة , دون أدنى إنضباط أو تنظيم و هذا إن دل على شيئ إنما يدل على غياب المرجعية و فقدان الأمل في أي تغير داخلي يُعيد لهم مكتسباتهم التي فقدوها عقب 25 / يناير/ 2006 , لربما يظن البعض أن أثر ذلك ينحسر على الداخل الفلسطيني فقط , لكن كل الدلائل و المؤشرات تؤكد أن إنعكاس هذه الهزيمة النكراء قد أصاب المشروع الأمريكي في المنطقة بشكل مباشر و حاسم .
الأهم من ذلك كله ما تتناقله تقارير الإستخبارات العسكرية الصهيونية من إمتلاك حماس لمنظومة صاروخية متطورة عما كان عليه الأمر و بشكل لم يسبق له مثيل . فقد أشارت تقارير الإستخبارات أن حماس و فصائل المقاومة الفلسطينية باتت تمتلك صواريخ كاتيوشا و صواريخ Grad إضافة للصواريخ محلية الصنع المستنسخة عن صاروخ Grad و التي بات تأثيرها يقد مضاجع الصهاينة في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة و الأخطر من ذلك أنها بدأت تصل إلى عمق أطول بكثير مما كان متوقع !!
ثانياً _ التصريحات الأخيرة للسيد حسن نصر الله و التي أكدت أن حزب الله قد إستعاد عافيته القتالية و عزز من ترسانته الصاروخية بشكل أكبر و أقوى مما كان الحال عليه قبل حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 . هذه التصريحات تشير و بشكل قاطع أنه يستعد لمواجهة حاسمة في المرحلة المقبلة في حال إشتعل فتيل أزمة إقليمية .
ثالثاً _ المعلومات الإستخباراتية الصهيونية التي أكدت أن روسيا زودت النظام السوري بمنظومة دفاعات أرضية ضد الصواريخ و الطائرات إضافاً لصواريخ بعيدة المدى إيرانية وصلت للسوريين منذ نهاية حرب لبنان الأخيرة و بشكل متواصل حتى الآن .
رابعاً _ تقارير السي أي إيه و خبراء وكالة الطاقة الذرية التي أكدت أن إيران يلزمها من الوقت فقط حتى نهاية فترة بوش الرئاسية لتكون قد إنتهت من تصنيع القنبلة النووية !!
خامساً _ توتر العلاقات الروسية الأمريكية عقب أزمة نشر الدرع الصاروخي الأمريكي و تسلسل الأحداث بعد ذلك من تجربة إطلاق صاروخ عابر للقارات روسي و ما تبع ذلك من تطورات الأمر الذي حلله المراقبون أننا على وشك العودة لحرب باردة جديدة .
لعل تلك النقاط هي أهم المتغيرات الإقليمية و الدولية التي ستساهم في تحديد خيارات الأطراف المختلفة و هي التي ستحدد معالم المرحلة المقبلة ,
لنبدأ الحديث من تاريخ مهم كان بمثابة التغير الأهم و الأخطر في المنطقة ( 25 / يناير / 2006 ) قد يظن البعض أن ما يحمله هذا التاريخ ينحصر في نهاية عصر الفوضى و الفساد داخل الاراضي الفلسطينية و بداية عصر جديد عقد عليه فلسطيني الداخل أمالهم في حياة كريمة و مستقرة , لكن القراءة الدقيقة لهذا التاريخ تعكس لنا نتائج أهم من ذلك , أهم من نهاية الفساد و المحسوبية و الفوضى . فما يحمله 25/ يناير / 2006 يتعدى جغرافية فلسطين بل و جغرافية المنطقة ككل ليشكل أيديولوجيا جديدة للعقل و الوجدان العربي و الإسلامي تختزل من الذاكرة كل ذلك القنوط و اليأس الذي ترسب في أعماقها عقب الهزائم المتتالية التي مُني بها العرب بفعل عروش الخزي و العار التي تآمرت على هذه الأمة منذ عقود و رسخت في الوجدان العربي أننا لسنا أهلاً للمقاومة و الممانعة فإنحصر دور أمة بأكملها في الدعاء و المعونات عبر الفضائيات العربية ليرسخوا في وجدان هذه الأمة أننا أمة إنتهت منذ قرون !!
جاء 25 / يناير / 2006 ليعيد للأمة وعيها من جديد فيملأ تلك الذاكرة نبضاتها اللاشعوية التي ترفض الهزيمة و الخسران , و تبدأ مرحلة إستنهاض الهمم و إعادة صياغة المعادلة من جديد , معادلة حقيقية بعيدة عن كل التشويه و الإختزال أحد طرفيها كيان مسخ قام على أنقاض الشعب الفلسطيني مضافاً إلى ذلك الطرف أمريكا و أزلامها في المنطقة من تيار الإعتدال العربي !! و في مقابل هذا الطرف تأتي حماس و كل قوى الممانعة في العالم العربي مضافاً لهذا الطرف أمة غُيبت عن قصد و تصميم عن دائرة الصراع طيلة عقود خلت !
من هنا بدأ الخطر يهدد الكيان المسخ و أزلامه من أقطاب الإعتدال العربي و يهدد المشروع الأمريكي في المنطقة برمته ..
كل الحسابات كانت تشير أن الخطر طبقاً لمعايير السياسة هو خطر إستراتيجي بعيد المدى فترتبت على تلك الحسابات جملة مؤامرات التصفية التي إستهدفت حماس بدأً بالحصار و ليس إنتهاءً عند مرتزقة الفوضى الخلاقة !! على أساس أن تلك المؤامرات كافية لتصفية و إنهاء هذا الخطر بعيد المدى !!
و كالعادة كانت حساباتهم خاطئة غير دقيقة فالخطر ليس إستراتيجياً فحسب بل خطر آني لحظي يهدد كل مشاريعهم بعاصفة تجتث تلك المشاريع عن بكرة أبيها .. و هنا بدأت تظهر نتائج مؤامرات التصفية الخاسرة و التي لم تحقق ما كان مرجو منها ..
قبل عام تقريباً أعد الميجر جنرال عاموس جلبواع رئيس شعبة الدراسات الإستراتيجية في الإستخبارات العسكرية الصهيونية دراسة إستراتيجية لتكون ورقة عمل للمستوى السياسي في تعاملة مع المرحلة القادمة .. و مما جاء في هذه الدراسة أن إضعاف حماس سياسياً سيأتي من خلال القضاء على القيادة السياسية في الخارج ,, و أنه من المهم الآن فتح قنوات إتصال غير رسمية مع القيادة السورية تمهيداً لعقد مفاوضات مباشرة مع السوريين ,, و إن كان التضحية بالجولان يخالف العقيدة التلمودية و العسكرية التي بُذلت في سبيلها دماء جنودهم عبر حروب العرب فلا بد من مخرج ما و حلول وسطية بهدف تحيد الجانب السوري عن الصراع .. لما لذلك من أهمية حيوية على صعيد حماس و قيادتها السياسية .. إضافة لقطع خطوط الإمداد عن حزب الله .
و ما يستتبع ذلك من خلق حالة مستقرة نسبياً على حدود الكيان الصهيوني شمالاً و على طبيعة الوضع في الداخل الفلسطيني ... كل ذلك تمهيداً للضربة الأمريكية القادمة لمفعلات إيران النووية !!! و الأهم من ذلك قتل الروح التي بدأت تدُب في الجسد العربي بعد عقود التحيد و التغيب ..
سقطت كل تلك الحسابات حين أعلن الأسد في كل اللقاءات التي أجراها مع ( سياسين أوربيين - أعضاء كونجرس - وزراء خارجية عرب - الأمين العام للجامعة العربية ) في كل تلك اللقاءات كان موقف الأسد واضح راسخ لا لُبس فيه أننا حتى نسلك طريق السلام فلابد أن تكون مفاوضات محددة زمنياً قائمة على أسس واضحة تنتهي بعودة كل الأراضي التي إحتُلت عام 1967 ..
طبعاً هذا المنطق مرفوض جملةً وتفصيلا داخل الكيان الصهيوني لما للجولان من أهمية إستراتيجية .. و لأن ذلك يعني أن نصراً عربي حققه العرب تحت ضغط و إكراه الكيان الصهيوني .. إضافة لأن ذلك سيكون نصراً عربياً على المشروع الأمريكي في المنطقة و بالتالي فإن أسهم تيار الممانعة سترتفع في الشارع العربي أكثر من ذي قبل , جملة من الإعتبارات الأخرى تجعل صناع القرار في الكيان الصهيوني يرفضون هذه الصفقة جملة و تفصيلا .
الآن و بعد قرار تشكيل الحكومة الصهيونية لجنة من الوزراء لدراسة الوضع و تقديم التوصيات و بعد المناورات التي تجريها حاملات الطائرات في الخليج العربي و بعد الحملات الدبلوماسية التي يقودها أقطاب الإعتدال العربي لنيل هدنة من حماس و فصائل المقاومة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني أعتقد أن كل الخيارات باتت مفتوحة و يبدو أن الكيان الصهيوني يعيش حالة من التخبط و القلق .. سيما و أنها مواجهة ستكون مفتوحة على كل الأصعدة و ستكون نتائجها هي من تعيد صياغة المنطقة و خرائطها ...
فهل سيتكرر سيناريو حزيران 1967 و لكن بإتجاه معاكس .. فتكون النكسة و الخسران من نصيب الكيان المسخ ,, قد تكون الإجابات غير واضحة الآن و الأوراق كلها مختلطة ,, لكننا على يقين تام أن من حمل أسباب هزيمتنا في العام 1967 ليس هو من يملك القرار الآن في المعادلة ..