fady juventus
20/06/2007, 04:22
لا يخفى على أحد أهمية الإعلام في حياتنا اليومية ، و كيف أصبح يلعب دوراً هاماً حتى في تقرير مصير الشعوب و بدون مبالغة , و لنتجاوز دوره الثقافي و الإجتماعي و الإقتصادي الهام جداً ... لأنني أريد أن أتحدث عن الدور السياسي الأهم برأيي و الذي أريد منه الوصول لإعلامنا المحلي و أداءه في الأزمات التي نتعرض لها.
ففي أميريكا مثلاً , كثيراً ما غير الإعلام من وضع المرشحين للإنتخابات الرئاسية ، ونرى كيف يؤثر في سير الحرب الأميريكية في العراق ، فقد يؤدي تقرير صحفي لإثارة عاصفة في البيت الإبيض كما أدت هذه التقارير التي تحدثت عن الخسائر الأميريكية في العراق إلى تسيد الديمقراطيين لمجلسي الكونغرس"النواب و الشيوخ" بعد أن أحسن هؤلاء إستخدام الإعلام للتأثير على الناخب الأميريكي .
و في لبنان حيث يؤثر علينا أي حادث يجري في هذا البلد ، تتمتع الأغلبية الحاكمة المعادية لسوريا بآلة إعلامية ضخمة لطالما خدمتها في تضليل الرأي العام و قلب الحقائق ، و تتخطى هذه الآلة حدود لبنان لتصل إلى العالم العربي و ربما العالم ، فالكل يعرف أن أقوى صحيفة في لبنان هي النهار التي يمتلك آل الحريري حصة كبيرة فيها ، إضافة لوجود صحيفة البلد ذات الشعبية الواسعة وهي في صفهم , عدا عن صحيفة و تلفزيون المستقبل الذين يستخدمان لهجة نارية ضد سوريا وهي شديدة الإنحطاط و بعيدة كل البعد عن أخلاق مهنة الصحافة , و هناك محطة LBC القوية أيضاً لكنها نوعاً ما لا تنحط لمستوى المستقبل.
لكن الأهم من كل هؤلاء هي محطة العربية التابعة لمجموعة MBC السعودية التي يملك الحريري حصة فيها أيضاً , و هي تتمتع بشعبية عربية واسعة و تتبنى "بشكل مبطن" مواقف الحريري و جماعته , فلا تغيب الوجوه القبيحة لعصابة /14/ آذار عن شاشتها أبداً , إما بلقاء مع الأرملة الأفعى جيزيل خوري أو إيلي ناكوزي "مع أن هذا من التيار العوني" , أو عبر لقاءات سريعة عبر نشرات الأخبار المتواصلة على مدار الساعة ليبثوا سمومهم و أكاذيبهم عبر العربية لكل العالم العربي .
لكن السؤال المهم هو ... أين الإعلام السوري في مواجهة هجمة هؤلاء اللصوص و منابرهم الرخيصة المضللة؟؟؟
لقد دأب إعلامنا على الإعتماد على الإعلام اللبناني نفسه متمثلاً بقنوات حزب الله و حركة أمل لتلميع صورة سوريا و الدفاع عنها بدلاً من الإعتماد على نفسه أو حتى أخذ زمام المبادرة و مهاجمة خصومه اللبنانيين , وكأن لاحول له و لاقوة !!!
بينما نجد أن إيران مثلاً قد خصصت قناة ناطقة بالعربية لدعم قضاياها و مواقفها .
أريد أن ألخص ملاحظاتي حول إعلامنا في مجموعة من النقاط التي أرى أنها تعبر عن ضعفه و تخلفه الشديدين:
1- إنعدام الشفافية و التعتيم الشديد الذي يظهره تأخر الإعلان عن أي حدث في سوريا حتى تراه على كل الشاشات العالمية , بإنتظار أن يأتي الفرج تحت عنوان " صرح مصدر مسؤول بما يلي ..... "
2- هذا المصدر المسؤول تشكل عبارة "سوريا لا تزال عند مواقفها الثابتة ....." حوالي 90% من تصريحاته.
3- اللامبالاة الرهيبة التي يتميز بها إعلامنا من حيث متابعة الأحداث بالمنطقة و التي تهم سوريا تحديداً , حيث نجد أن برامج دائرة الحدث و غيرها إهتمت بالصراع بين حماس و فتح و نحن في أوج التصعيد الإعلامي ضد سوريا بعد مصرع وليد عيدو ، كما أننا لم نرى بثاً مباشراً لجلسة مجلس الأمن حول المحكمة الدولية و تابعت عرض المسلسلات في حين نقلت جميع المحطات الإخبارية هذا الحدث المهم !!
4- الشريط الإخباري المسكين الذي يظهر أسفل الشاشة ... نجد فيه أخباراً قد تصيبك بالإحباط لشدة غبائها ، فكثيراً ما نرى عبارات تتكرر و بشكل يومي مثل:
_ تصريح خطير لصاحبنا الخفي "المصدر المسؤول"
_ عبارة مثل "مفكر ماليزي: التهديدات الموجهة لسوريا تهدف لخدمة إسرائيل"
_ عبارة " أوساط عالمية تبدي دعمها لثبات الموقف السوري"
_ عبارة "شخصيات لبنانية و عربية تؤكد أهمية العلاقات بين سوريا و لبنان"
_ عبارة " مسؤولون غربيون يؤكدون على دور سوريا المهم بإحلال السلام بالمنطقة"
_ عبارة عن صمود شعبنا في الجولان
_ إضافة لأحتفالات شعبنا بأعياد الثورة و الشجرة و الجلاء و غيرها...
سوريا صاحبة حق و ليس أسهل من أن تكسب المعركة الإعلامية لو أنها سخرت لها جهداً كبيراً و إمكانات قوية ، لأننا نخسر يومياً في بقائنا خانعين مستسلمين للسب و التجريح و التشويه الذي يوجه إلينا من لبنان.
و لدي أمل أن يأتي يوم أرى فيه فقرة يومية مخصصة لذكريات سوريا و لبنان بين أعوام 1990 و 2005 ، تقوم فيها الفضائية ببث تصريحات زعماء 14 آذار يوم كانوا تحت وصايتنا وكيف كانوا "يمسحون الجوخ لقادتنا و لجيشنا و لشعبنا ، و مقارنتها مع ما يقولونه اليوم .
و أتمنى لو أنهم يذكرون عبارة رفيق الحريري الشهيرة و التي قالها أواخر أيام رئاسته للحكومة اللبنانية و قبل التمديد لإميل لحود :
"الوجود السوري في لبنان ... ضروري و شرعي و مؤقت" .
ففي أميريكا مثلاً , كثيراً ما غير الإعلام من وضع المرشحين للإنتخابات الرئاسية ، ونرى كيف يؤثر في سير الحرب الأميريكية في العراق ، فقد يؤدي تقرير صحفي لإثارة عاصفة في البيت الإبيض كما أدت هذه التقارير التي تحدثت عن الخسائر الأميريكية في العراق إلى تسيد الديمقراطيين لمجلسي الكونغرس"النواب و الشيوخ" بعد أن أحسن هؤلاء إستخدام الإعلام للتأثير على الناخب الأميريكي .
و في لبنان حيث يؤثر علينا أي حادث يجري في هذا البلد ، تتمتع الأغلبية الحاكمة المعادية لسوريا بآلة إعلامية ضخمة لطالما خدمتها في تضليل الرأي العام و قلب الحقائق ، و تتخطى هذه الآلة حدود لبنان لتصل إلى العالم العربي و ربما العالم ، فالكل يعرف أن أقوى صحيفة في لبنان هي النهار التي يمتلك آل الحريري حصة كبيرة فيها ، إضافة لوجود صحيفة البلد ذات الشعبية الواسعة وهي في صفهم , عدا عن صحيفة و تلفزيون المستقبل الذين يستخدمان لهجة نارية ضد سوريا وهي شديدة الإنحطاط و بعيدة كل البعد عن أخلاق مهنة الصحافة , و هناك محطة LBC القوية أيضاً لكنها نوعاً ما لا تنحط لمستوى المستقبل.
لكن الأهم من كل هؤلاء هي محطة العربية التابعة لمجموعة MBC السعودية التي يملك الحريري حصة فيها أيضاً , و هي تتمتع بشعبية عربية واسعة و تتبنى "بشكل مبطن" مواقف الحريري و جماعته , فلا تغيب الوجوه القبيحة لعصابة /14/ آذار عن شاشتها أبداً , إما بلقاء مع الأرملة الأفعى جيزيل خوري أو إيلي ناكوزي "مع أن هذا من التيار العوني" , أو عبر لقاءات سريعة عبر نشرات الأخبار المتواصلة على مدار الساعة ليبثوا سمومهم و أكاذيبهم عبر العربية لكل العالم العربي .
لكن السؤال المهم هو ... أين الإعلام السوري في مواجهة هجمة هؤلاء اللصوص و منابرهم الرخيصة المضللة؟؟؟
لقد دأب إعلامنا على الإعتماد على الإعلام اللبناني نفسه متمثلاً بقنوات حزب الله و حركة أمل لتلميع صورة سوريا و الدفاع عنها بدلاً من الإعتماد على نفسه أو حتى أخذ زمام المبادرة و مهاجمة خصومه اللبنانيين , وكأن لاحول له و لاقوة !!!
بينما نجد أن إيران مثلاً قد خصصت قناة ناطقة بالعربية لدعم قضاياها و مواقفها .
أريد أن ألخص ملاحظاتي حول إعلامنا في مجموعة من النقاط التي أرى أنها تعبر عن ضعفه و تخلفه الشديدين:
1- إنعدام الشفافية و التعتيم الشديد الذي يظهره تأخر الإعلان عن أي حدث في سوريا حتى تراه على كل الشاشات العالمية , بإنتظار أن يأتي الفرج تحت عنوان " صرح مصدر مسؤول بما يلي ..... "
2- هذا المصدر المسؤول تشكل عبارة "سوريا لا تزال عند مواقفها الثابتة ....." حوالي 90% من تصريحاته.
3- اللامبالاة الرهيبة التي يتميز بها إعلامنا من حيث متابعة الأحداث بالمنطقة و التي تهم سوريا تحديداً , حيث نجد أن برامج دائرة الحدث و غيرها إهتمت بالصراع بين حماس و فتح و نحن في أوج التصعيد الإعلامي ضد سوريا بعد مصرع وليد عيدو ، كما أننا لم نرى بثاً مباشراً لجلسة مجلس الأمن حول المحكمة الدولية و تابعت عرض المسلسلات في حين نقلت جميع المحطات الإخبارية هذا الحدث المهم !!
4- الشريط الإخباري المسكين الذي يظهر أسفل الشاشة ... نجد فيه أخباراً قد تصيبك بالإحباط لشدة غبائها ، فكثيراً ما نرى عبارات تتكرر و بشكل يومي مثل:
_ تصريح خطير لصاحبنا الخفي "المصدر المسؤول"
_ عبارة مثل "مفكر ماليزي: التهديدات الموجهة لسوريا تهدف لخدمة إسرائيل"
_ عبارة " أوساط عالمية تبدي دعمها لثبات الموقف السوري"
_ عبارة "شخصيات لبنانية و عربية تؤكد أهمية العلاقات بين سوريا و لبنان"
_ عبارة " مسؤولون غربيون يؤكدون على دور سوريا المهم بإحلال السلام بالمنطقة"
_ عبارة عن صمود شعبنا في الجولان
_ إضافة لأحتفالات شعبنا بأعياد الثورة و الشجرة و الجلاء و غيرها...
سوريا صاحبة حق و ليس أسهل من أن تكسب المعركة الإعلامية لو أنها سخرت لها جهداً كبيراً و إمكانات قوية ، لأننا نخسر يومياً في بقائنا خانعين مستسلمين للسب و التجريح و التشويه الذي يوجه إلينا من لبنان.
و لدي أمل أن يأتي يوم أرى فيه فقرة يومية مخصصة لذكريات سوريا و لبنان بين أعوام 1990 و 2005 ، تقوم فيها الفضائية ببث تصريحات زعماء 14 آذار يوم كانوا تحت وصايتنا وكيف كانوا "يمسحون الجوخ لقادتنا و لجيشنا و لشعبنا ، و مقارنتها مع ما يقولونه اليوم .
و أتمنى لو أنهم يذكرون عبارة رفيق الحريري الشهيرة و التي قالها أواخر أيام رئاسته للحكومة اللبنانية و قبل التمديد لإميل لحود :
"الوجود السوري في لبنان ... ضروري و شرعي و مؤقت" .