جـــائِزَتُــك ... 100 دِرْهــم !تدرّب أحدهم على أن يكون ماهِراً في رمــي إبرة ثم رمــيالأخــرى بعدها لِتَدْخـــل فيثُقْــب الأولى و هَكَـــذا أخَــذ يَتَدرّبو يَتَدرّب حتّـــى أتْقَنَــها و أَصْبَــح ماهِـــراً فــيهافَذَهــبإلــى الحَـــاكِــم لــيُريـه مَهـــارتَـــه فَقَــد كَـــان الحُكّـــام فـــيذاكَ الـزّمـــانيَــاْتـــي إلــيهم النّــاس لــيروهم مَهـــاراتِــهمالمُخْتـــلِفة كالشِّعْـــر و الرِّمـــاية وغَـــيْرِها فيُكافِئهــمعَلــيْها الحَـــاكِم بِدَراهِــم تَقْــديراً لَهُـــم- وَ كــان للدِّرْهــمالــواحِــدقــيمة كُـــبرى فــي ذلِــك الــوقْــــت - ... دَخَــــلالرَّجـــل عَـــلـى الحَـــاكِــــم... كـــانواثِــقاً جِداً مِننَفْــسِه فَمَهــارتُـه لَم يَسْبِــــق لأحَــدٍ أنْ أَتْقَنَـــها أَو حَتّـــىفَكّـــر فـــيهاو هَـــكذا أَخَـــذ يَــرمـــي الإبْــــرة تِـــلوالأخْـــرى و يُدْخِـــل كل مِنْهـــا فــي ثُقْـــبالأولــىفَأُعْجِــــب الحَـــاكِـــم بِمَهـــارتِــه و أَمَــر لَـــه بـ100 درهمو لَكِـــن الحَـــاكِــــمأمَــر بِشَــئآخـــر لِهَـــذا الرَّجــــل غـــير كلّ النّــــاس.. إذْ قَـــأل لَـــه : 100 درهــملِمَهـــارتــك و100 جَـــلـدةلِــوقْتِــك الــذي ضَيّـــعتـــه فـــي إتْقـــان مـــهارة لاتَنْفـــعــك و لا تَنْـــفع المُسْلِمــــين!

لَـــو كَـــاننَـــفس الحَــاكِـــم مَـوجــوداً اليَـــوم.. تُــرى مـــاذا كــان سَيُهْـــديالكَثـــيريـــ ن الـــيَوم مِمّـــن يَظنّـون أَنّـــهم يُتْقِنـــونمَــهارات وَ يَظنّـــون أَنّـــهم وَصَــــلواإلـــى القِمّـــة.. وَأَصْبَحـــوا بِالهَـــزّ و الرَّقْـــص رَمْـــز النّـــبوغِ و التّمَـــيُّز !!

أخـــي / أخـــتيتَاَمّـــلـ / ــي حولــك اليــوم شــبابٌ لامَـــهارة وَ لا هَــدف وَ آخَـــرون يَجْتَهِـــدون حَـــتّىيُتْقِنـــوامَـــ هارةً لا تَنْفَعهـــم أَو تَنْفـــع غَـــيرهُــم بــل العَكْـــس قَـــدتَــضـرّهــم وَتَـــضـر مَــن حَــولهــم وَ خَـــير دَلـــيلٍ عَـــلـىذلِـــك ما نَـــراه فـــي القَنـــواتالفَــضائِيّــ ـة مِــن شَــبابٍيُضيّـــعون اَوْقَــأتهُـــم وَ يُــرهِقـــون أَنْفَسهُـــم أيّــاماً و لَيـــالفـــي إتْقــان مـــا لا يَنْفَـــع فَهَـــل هِـــي حَقّــاً مَـــهارةتَسْتَحِـــق كُــلّ هَـــذِه الضّجَّـــةوَ المُـتـــابَعَــــة مِنّـــاأمْ هِـــي بَـــرامِـــج تَجْنـــي الكَثـــير مِن الأرْبـــاح..

لاتَنْبَهِـــروا بِهِـــم فَلَـــيْس كُـــل مَــن يُصَفّـــق لَـــه النّــــاسفــي هَـــذا الزَّمـــاننَــابِغَـــة عَصْـــرِه وَ نَــافِع أُمّـــتِهفالشُّهْـــرة لَــم تَعُـــد خــاصّــة بِالمُتَمــيّزيــن والشُّعَـــراء و العُلمــاء و المَــوهــوبـــين الـــذين يَمْتَلِكـــونهَــدَفــاً جَمـــيلاً .. هُنـــاكاليَـــوم فِئــة قَلـــيلَــةًمِنْهُـــم.. شبـــابٌ يُشْعِلـــون نـــور الحَمـــاســة فــينُفــوسِهـــمو نُفـــوس مَــن حــولهــم ..بـــرعــوا فـــي تَقْـــديمالبَــرامِــج الهَــادِفـــة، و آخـــرونمَهَـــروا فـــي إِدارةالأنْشِطـــة و المُؤْتَمـــرات الشّبابيّـــة، و غَيْرهـــم بَـــرعـــوا فـــيالدِّراسَــة أو الكِـــتابــة و الشِّعْـــر و غـــيرِها من المَــهاراتالهَـــادِفـــ ة.. شَبـــابٌ مَــعقِلّتِهـــم إلاّ أنَّهُـــم ذوأَثَـــرٍ كَبــيرٍ طَيّـــب عـــلى مـــن حــولهـــم و صَــدق مَـــنقـــال:


لِكُـــلِّ إنْســـانٍ .. وجـــودٌ وأَثـــرٌفَـــوجــودُه .. لا يَـدلُّ عَـــلى أَثـــرِهلَكِـــنّاَثَـــ ـره .. يَــدلّ عَـــلى قـــيمَــةوُجــودِه

فاحْرِص/ ـي عــلـى قـــيمـــة وجــودك وتَقْــديـرك لِــذاتِـــك و اخْتـــار / ي مَــهارَةتُسْعِــدك وتَنْفَعـــك و تَنْفَـع أُمّـــتك .. أتْقِنْـــها حـــتّى تَكـــون / ــي مِمّــنيَسْتَحِــــقالــ10 0 دِرْهــملا الــ100 جَلْـــدة !

مشكورة جدا .... قصة رائعة جدا....