Seth
16/07/2007, 17:55
نسرين عزالدين : العمر:14عاما..المهمة: تنفيذ عملية انتحارية هدفها قتل حاكم إقليم خوست الأفغاني.الخاتمة إلقاء القبض عليه ومنحه عفو الرئيس الافغاني حميد كرزاي ومبلغ 2000 دولار أميركي وإعادته الى باكستان. انها قصة الطفل الباكستاني رفيق الله المنتمي الى حركة طالبان والذي عبر الحدود الباكستانية الشهر الفائت مرتديا حزاما ناسفا لتنفيذ عملية انتحارية.
وقف رفيق الله بوجهه الطفولي وشاربه الذي بدأ بالظهور والى يساره والده الملتحي والى يمينه الرئيس الافغاني كرزاي في احتفال العفو الخاص به والذي أثار موجة انتقادات واسعة ضد كرزاي باعتبار ان هكذا خطوة قد تشجع على العمليات الانتحارية. رفيق الله تلميذ في إحدى المدارس الاسلامية الباكستانية ، هناك كان من المفترض ان يتعلم القرآن لكنه وعوضا من ذلك تم تجنيده لتنفيذ عمليات انتحارية. يقول والده انه حين كان يذهب للسؤال عن ابنه ويطالب برؤيته كان المسؤولون هناك يرفضون الإجابة ويقومون بصرفه .
ولم يكن امام هذا التاجر الفقير سوى العودة بقلقه الى منزله القائم في وزيرستان جنوب باكستان."اننا نواجه واقعا مريرا اليوم..لقد تم إرسال طفل الى "المدارس" ليتعلم القرآن والإسلام، لكن أعداء افغانستان قاموا بتوجيهه نحو الإرهاب وقاموا بتحضيره كي يموت ويقتل غيره "، هكذا علق كرزاي امام الصحافيين امس ويده على كتف المراهق الانتحاري.
وتابع كرزاي بينما أحنى رفيق الله ووالده رأسيهما طوال كلمة الرئيس الأفغاني"اعتقدت عائلة هذا الصبي أنه يتعلم الإسلام، لكن ما حدث ليس ذنبه او ذنب عائلته.إن أعداء الاسلام أرادوا له أن يدمر حياته وحياة أخوانه المسلمين.انا أعفو عنه واتمنى له حياة جيدة"."انت الان حر يمكنك العودة الى بلادك.لقد منحك الشعب الأفغاني عفوه ولقد سامحك".اضاف كرزاي وهو يلتفت الى الطفل مبتسمًا.
وعن رسالته إلى باكستان قال "احمل رسالة سلام ومسامحة وسعي لعلاقات أفضل..لا رسالة خداع الاطفال وتوريطهم بالارهاب والانتحار". "انا سعيد جدا لانه تم العفو عني وساعود الى منزلي" قال رفيق الله وهو يغادر القصر الرئاسي الافغاني مع والده.
اليوم يقبع الطفل في منزله ووالده سيعود الى عمله..حكاية بنهاية سعيدة ،لكن سعادتها انتهت في افغانستان. رفيق الله سيعود الى حيث تم تجنيده، فإعادة تجنيده مجددا او الانتقام منه او معاقبته ستبقى جزءا من حكاية لن يعلمها أحد.
حكايات اخرى
لا يمكن فصل حكاية رفيق الله عن أحداث المسجد الاحمر الذي فتح الاعين على دور بعض المساجد والمدارس الاسلامية في التحريض وتجنيد الاطفال وتدريبهم على العنف.
تقول التقارير الأميركية ان تجنيد الاطفال يأتي كنتيجة مباشرة للشح الذي باتت تعاني منه المنظمات "الجهادية" في المقاتلين،اضافة الى تراجع الدعم الشعبي لهم. لذلك تتجه هذه المنظمات لتجنيد الاطفال لعدة اسباب اهمها سهولة التأثير فيهم وقدرتهم على الإفلات من الشكوك وعبور الحواجز من دون اثارة الانتباه.
محمد لطيف ومحمد اسلام طفلان آخران تم تدريبهما في معسكر في كشمير الباكستانية وتم اعتقالهما على خط المراقبة الفاصل بين الهند وباكستان. يقول إسلام إن المسؤولين عنه لم يشرحوا له او لأي من مجموعته المخاطر التي قد تواجههم نحن ببساطة دُفعنا إلى هذا الجانب وطلِب منا أن نقاتل الجيش الهندي".
ألطاف حسين طفل يبلغ الثانية عشرة من عمره تم تجنيده ضمن منظمة "لاشكار" .يقول الطاف "كنا نتولى مهمات من بينها غسل الصحون وتجميع الحطب". ويضيف" هناك عدد كبير من الأطفال الذين يتم استخدامهم لأغراض جنسية وأي محاولة للفرار تقابل بالعقاب الجسدي ".
حماية الاطفال اثناء الحروب
تبنى مجلس الامن بالاجماع عام 2005 قرارا يقضي بحماية الاطفال خلال الحروب والنزاعات المسلحة. واتفق المجلس حينها على مراقبة أكثر من 50 حكومة وجماعة متمردة متهمة بانتهاك حقوق الأطفال ومعاقبة من لا يلتزم بالقرار.
وضمت القائمة التي اعلنت في شهر شباط(فبراير) من العام نفسه الدول والجماعات التي لا تتخذ الاجرءات المناسبة لحماية الاطفال وهم متمردو التاميل في سريلانكا وجماعات متمردة في بوروندي والسودان وساحل العاج والكونغو الديمقراطية والصومال. اضافة الى جماعات المتمردين في النيبال وجيش الرب للمقاومة في أوغندا وميليشيا الجنجاويد في اقليم دارفور السوداني. وحدد المجلس العقوبات بفرض قيود على السفر وحظر على شراء السلاح وحظر على الحصول على مساعدات عسكرية وفرض قيود مالية.
اتخذ مجلس الامن قراره حينها بالاجماع، لكن هذا الاجماع وهذه العقوبات لم تكن كافية للحد من تجنيد الاطفال في الصراعات.يرى بعض الخبراء ان قدرة الامم المتحدة على المراقبة والحد في قضية تجنيد الاطفال اشبه بقدرتها على وقف النزاعات والحروب .نزاعات لم تتقلص خلال الاعوام الماضية بل زادت واتسعت رقعتها.
فظاعات الحروب لا تلتزم بقرارات ولا معاهدات ولا عقوبات اقرت بالاجماع، حكاية رفيق الله قدر لها ان تروى، لكن حكايات اخرى اكثر مأسوية وبنهايات" غير سعيدة" ما زالت تسطر يوميا..هناك في مكان ما مئات الاطفال الذين يولدون ويعذبون ويموتون ولا يعلم بهم أحد.
وقف رفيق الله بوجهه الطفولي وشاربه الذي بدأ بالظهور والى يساره والده الملتحي والى يمينه الرئيس الافغاني كرزاي في احتفال العفو الخاص به والذي أثار موجة انتقادات واسعة ضد كرزاي باعتبار ان هكذا خطوة قد تشجع على العمليات الانتحارية. رفيق الله تلميذ في إحدى المدارس الاسلامية الباكستانية ، هناك كان من المفترض ان يتعلم القرآن لكنه وعوضا من ذلك تم تجنيده لتنفيذ عمليات انتحارية. يقول والده انه حين كان يذهب للسؤال عن ابنه ويطالب برؤيته كان المسؤولون هناك يرفضون الإجابة ويقومون بصرفه .
ولم يكن امام هذا التاجر الفقير سوى العودة بقلقه الى منزله القائم في وزيرستان جنوب باكستان."اننا نواجه واقعا مريرا اليوم..لقد تم إرسال طفل الى "المدارس" ليتعلم القرآن والإسلام، لكن أعداء افغانستان قاموا بتوجيهه نحو الإرهاب وقاموا بتحضيره كي يموت ويقتل غيره "، هكذا علق كرزاي امام الصحافيين امس ويده على كتف المراهق الانتحاري.
وتابع كرزاي بينما أحنى رفيق الله ووالده رأسيهما طوال كلمة الرئيس الأفغاني"اعتقدت عائلة هذا الصبي أنه يتعلم الإسلام، لكن ما حدث ليس ذنبه او ذنب عائلته.إن أعداء الاسلام أرادوا له أن يدمر حياته وحياة أخوانه المسلمين.انا أعفو عنه واتمنى له حياة جيدة"."انت الان حر يمكنك العودة الى بلادك.لقد منحك الشعب الأفغاني عفوه ولقد سامحك".اضاف كرزاي وهو يلتفت الى الطفل مبتسمًا.
وعن رسالته إلى باكستان قال "احمل رسالة سلام ومسامحة وسعي لعلاقات أفضل..لا رسالة خداع الاطفال وتوريطهم بالارهاب والانتحار". "انا سعيد جدا لانه تم العفو عني وساعود الى منزلي" قال رفيق الله وهو يغادر القصر الرئاسي الافغاني مع والده.
اليوم يقبع الطفل في منزله ووالده سيعود الى عمله..حكاية بنهاية سعيدة ،لكن سعادتها انتهت في افغانستان. رفيق الله سيعود الى حيث تم تجنيده، فإعادة تجنيده مجددا او الانتقام منه او معاقبته ستبقى جزءا من حكاية لن يعلمها أحد.
حكايات اخرى
لا يمكن فصل حكاية رفيق الله عن أحداث المسجد الاحمر الذي فتح الاعين على دور بعض المساجد والمدارس الاسلامية في التحريض وتجنيد الاطفال وتدريبهم على العنف.
تقول التقارير الأميركية ان تجنيد الاطفال يأتي كنتيجة مباشرة للشح الذي باتت تعاني منه المنظمات "الجهادية" في المقاتلين،اضافة الى تراجع الدعم الشعبي لهم. لذلك تتجه هذه المنظمات لتجنيد الاطفال لعدة اسباب اهمها سهولة التأثير فيهم وقدرتهم على الإفلات من الشكوك وعبور الحواجز من دون اثارة الانتباه.
محمد لطيف ومحمد اسلام طفلان آخران تم تدريبهما في معسكر في كشمير الباكستانية وتم اعتقالهما على خط المراقبة الفاصل بين الهند وباكستان. يقول إسلام إن المسؤولين عنه لم يشرحوا له او لأي من مجموعته المخاطر التي قد تواجههم نحن ببساطة دُفعنا إلى هذا الجانب وطلِب منا أن نقاتل الجيش الهندي".
ألطاف حسين طفل يبلغ الثانية عشرة من عمره تم تجنيده ضمن منظمة "لاشكار" .يقول الطاف "كنا نتولى مهمات من بينها غسل الصحون وتجميع الحطب". ويضيف" هناك عدد كبير من الأطفال الذين يتم استخدامهم لأغراض جنسية وأي محاولة للفرار تقابل بالعقاب الجسدي ".
حماية الاطفال اثناء الحروب
تبنى مجلس الامن بالاجماع عام 2005 قرارا يقضي بحماية الاطفال خلال الحروب والنزاعات المسلحة. واتفق المجلس حينها على مراقبة أكثر من 50 حكومة وجماعة متمردة متهمة بانتهاك حقوق الأطفال ومعاقبة من لا يلتزم بالقرار.
وضمت القائمة التي اعلنت في شهر شباط(فبراير) من العام نفسه الدول والجماعات التي لا تتخذ الاجرءات المناسبة لحماية الاطفال وهم متمردو التاميل في سريلانكا وجماعات متمردة في بوروندي والسودان وساحل العاج والكونغو الديمقراطية والصومال. اضافة الى جماعات المتمردين في النيبال وجيش الرب للمقاومة في أوغندا وميليشيا الجنجاويد في اقليم دارفور السوداني. وحدد المجلس العقوبات بفرض قيود على السفر وحظر على شراء السلاح وحظر على الحصول على مساعدات عسكرية وفرض قيود مالية.
اتخذ مجلس الامن قراره حينها بالاجماع، لكن هذا الاجماع وهذه العقوبات لم تكن كافية للحد من تجنيد الاطفال في الصراعات.يرى بعض الخبراء ان قدرة الامم المتحدة على المراقبة والحد في قضية تجنيد الاطفال اشبه بقدرتها على وقف النزاعات والحروب .نزاعات لم تتقلص خلال الاعوام الماضية بل زادت واتسعت رقعتها.
فظاعات الحروب لا تلتزم بقرارات ولا معاهدات ولا عقوبات اقرت بالاجماع، حكاية رفيق الله قدر لها ان تروى، لكن حكايات اخرى اكثر مأسوية وبنهايات" غير سعيدة" ما زالت تسطر يوميا..هناك في مكان ما مئات الاطفال الذين يولدون ويعذبون ويموتون ولا يعلم بهم أحد.