وائل 76
10/08/2007, 00:21
و حلُمنا بعروسة بحرٍ فإذا بالمولودة قردة ..!
بين ضحكات و صيحات الحاضرين من رجال الفتح المُبين ألقى " عبد الله حداد " قصيدته الشهيرة في حفلة " عدن " و قال مُتهكماً على القمة العربية _ و قد بلغ الحوار أشده .. و قال الكل كل ما عنده .. هم في الوحدة أشد خصام و في الخصام دُعاة وحدة .. هل من أسباب جمعتهم و اجتمعوا مرات عدة ؟! .. كم بحثوا تلك الأسباب بمزاج هدوء و بحدة .. و حلُمنا بعروسة بحرِ فإذا بالمولودة قردة !!
و ما بين تهليل الحاضرين و شارات النصر التي رفعها " الختيار " استرسل " عبد الله حداد " و بدأ يقدم اقتراحاته عن المكان الذي يجب أن تُعقد فيه القمة .. كان الاقتراح الأول يقضي بعقد مؤتمر القمة في القنيطرة عند الشريط الشائك الذي يفصل أرضنا عن " أرضنا " طمعاً قي أن يتجاوز قرارنا الجولان و ما بعد الجولان .. و استمرت سلسلة الاقتراحات جنوباً و شرقاً و غرباً طمعاً في أن يعبر قرارانا كل الحدود و كل الأسلاك الشائكة و أن يصل فلسطين كل فلسطين.. إلى أن وصل " عبد الله حداد " إلى محور الصراع .. فكان أن طالب بعقد مؤتمر القمة في أقدس مكان في مهبط الأديان حاملين بأيدينا قرص الشمس لمحو ليل طال في سماء القدس .. و الباقي ستتكفل به القاعدة و الانتصار سيأتي به الثوار ..
بيد أن " ثورجية " هذا الزمان يختلفون مع " عبد الله حداد " في التكتيك و الإستراتيجية .. فعلى قاعدة أولويات المرحلة و التوازنات الدولية إلى آخر خزعبلات أركوزات السياسة الفلسطينية بات من المؤكد أننا تنازلنا عن قرص الشمس الذي سنمحو فيه ليلاً طال في سماء القدس و استبدلناه _ بعلم قد يكون فلسطينياً و قد يكون عربياً _ يرفع فقط فوق المسجد الأقصى !!
هكذا و بكل خفة و بلاهة بدأ " ثورجية " آخر زمن تحضير الأهازيج و المواويل لتخليد ذكرى التحرير و الدولة التي طال انتظارها بعد أن تسرب خبر المبادرة التي أعدها " شمعون بيريز " لإنهاء الصراع و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها علم قد يكون فلسطينياً _ أو _ عربياً فوق الأقصى الشريف ..
و انطلاقاً من كون رأس الضلال عفواً رأس الشرعية الفلسطينية ذا كرم " حاتمي " فقد بات واضحاً أن أرضنا لم تعد أرضنا .. لذا أعتقد أنه من المفترض أن يُعيد " عبد الله حداد " النظر في قصيدته كي يضمن سلامتها جغرافياً و أن تكون مطابقة للواقع .. فمن غير المقبول أو المعقول أن يتحدث " عبد الله حداد " عن مؤتمر للقمة نعقده على شريط حدودي طمعاً في عبور قرارنا إلى أرضنا و رأس الشرعية يرى أن أرضنا لم تعد أرضنا .. هذا الأمر أي القصيدة ستؤدي في حال بقائها بنفس الشكل و المضمون إلى نتائج كارثية تتمثل في أزمة مفاهيم تعصف بعقول الأجيال القادمة .. فمن المؤكد أن من يقرأ تلك القصيدة سيظن أن أرضنا كانت ذات يوم أرضنا .. فهل نحن على قدر هذه المواجهة الكارثية حينها مع أجيالنا القادمة حين يسألوننا عن أرضنا و أرضنا ؟!
إضافة لذلك يجب على " عبد الله حداد " أن يُعيد النظر في أسماء المدن التي وردت في قصيدته فمن شأن الربط بين غزة و يافا و حيفا أن يجعل القارئ يظن أن هذه المدن جميعها يقطنها عرب فلسطينيون و أن حق العودة المقدس الذي لا يقبل تأويلاً أو تفريطاً قد تحقق بالفعل بعد جولات المفاوضات المُضنية التي قادها جهابذة السياسة الفلسطينية و على رأسهم شهبندر المفاوضات " صائب عريقات " .. و هذا الأمر طبعاً منافٍ للواقع فعلى قاعدة ( لكل زمن دولة و مصطلحات ) خرج علينا أبو شرعية 5% أخيراً باصطلاح _ الحلول الخلاقة _ فما كان من " شمعون بيريز " إلا أن يلتقط هذا الاصطلاح الجديد الذي يمثل آخر خطوط موضة المصطلحات و أن يُضمن مبادرته بهذا المصطلح الجديد فيما يخص مشكلة اللاجئين .. فهل يجوز " لعبد الله حداد " بعد كل ذلك أن يعبث بعقول أجيالنا القادمة و أن يتحدث عن أسماء مدن بما يوحي لعقل القارئ أنها جميعاً فلسطينية ؟!
أيضاً يجب على عبد الله حداد أن يُعيد النظر فيما تحدث به عن تحرير الضفة الغربية فالمبادرة الكريمة التي مّن علينا السيد بيريز أخيراً بها تتحدث عن احتفاظ ( دولة إسرائيل ) بجزء من أراضي الضفة الغربية و تعويض الدولة الفلسطينية القادمة ببعض _ أراضينا _ من العام 1948 مقابل هذا الاستقطاع .. فهل يجوز " لعبد الله حداد " أن يتحدث عن تحرير الضفة الغربية و أن تقع عقول أجيالنا القادمة فريسة التيه و الضياع الجغرافي ؟!
ما يؤرقني في هذه النقطة تحديداً .. من سيشرف على تقطيع أرضنا و مبادلة أرضنا بأرضنا ؟! فما نعرفه من التاريخ و الحاضر و المستقبل و من كل الكتب المقدسة أن اليهود أهل ضلال و كذب و من المفيد هنا أن نكون على قدر هذه المرحلة التاريخية و أن نعُد العدة جيداً و أن نختار " مساحاً " يُجيد التعامل مع اليهود حتى نأمن مكرهم و ضلالهم فقد يعطوننا قطعة من أرضنا أقل من القطعة التي سيأخذونها من أرضنا .. و هذا أمر وارد فمن سلب منا أرضنا و ديارنا و دماء شهدائنا و عذابات أسرانا و جرحانا و أرامل و أيتام شهدائنا لن يتوانى لحظة عن سرقة بضعة أمتار هنا أو هناك .. فهل يجوز لنا بعد كل هذه التضحيات العظام أن نكون أضحوكة و نسمح لهم بسرقتنا ( عيني عينك ) ؟!
استكمالاً لسلسة التغيرات التي يجب على عبد الله حداد أن يُجريها على قصيدته الشهيرة يجب شطب ما ورد في تلك القصيدة بشأن _ المياه الإقليمية لفلسطين _ حيث أن المبادرة السخية التي أنعم علينا بها السيد " بيريز " أخيراً مرهونة بضمان أمن ( دولة إسرائيل ) بمعنى أن كل تلك النعم التي سنحظى بها ستصبح درباً من الخيال في حالة أن شك ( الأشقاء في دولة إسرائيل ) أن أمنهم مُهدد و لو بنسبة 1% و عليه فإنه من غير المعقول أن تكون لنا مياه إقليمية تستغلها بعض دول ( محور الشر ) في إرسال السلاح لـ ( التيارات الظلامية ) التي لا تريد لنا العيش الآمن و الكريم جنباً إلى جنب مع ( أشقائنا الصهاينة ) لذلك و انطلاقاً من كون أجهزتنا الأمنية العتيدة لا تجيد العمل سوى على اليابسة و نظراً لافتقارنا " للسبيحة " أعتقد و بكل يقين أننا لن ننعم بشبر واحد من المياه الإقليمية و ستكون مهمة حفظ أمن ( دولة إسرائيل ) من ناحية هذه المياه من شأن الأسطول البحري الصهيوني .. فهل يجوز " لعبد الله حداد " أن يستمر في مسلسل العبث في عقول أجيالنا القادمة و أن يوهمهم أن لفلسطين مياهاً إقليمية ؟!
يبدو أن عبد الله حداد سيكون مضطراً لنسف كل القصيدة .. صحيح أن للشاعر ألف جواز و جواز .. لكن تنتهي كل جوازات الشعر حين يتعلق الأمر بوعي و عقول أجيال كاملة ... انسف قصيدتك يا عبد الله .. و اقرأ الفاتحة على الرجال و على زمان الرجال .. ولا تنسى أن الفاتحة تُقرأ فقط بالعربية .. فاحذر جوازات السياسة أن تجعلك تقرأها بالعبرية !!
بين ضحكات و صيحات الحاضرين من رجال الفتح المُبين ألقى " عبد الله حداد " قصيدته الشهيرة في حفلة " عدن " و قال مُتهكماً على القمة العربية _ و قد بلغ الحوار أشده .. و قال الكل كل ما عنده .. هم في الوحدة أشد خصام و في الخصام دُعاة وحدة .. هل من أسباب جمعتهم و اجتمعوا مرات عدة ؟! .. كم بحثوا تلك الأسباب بمزاج هدوء و بحدة .. و حلُمنا بعروسة بحرِ فإذا بالمولودة قردة !!
و ما بين تهليل الحاضرين و شارات النصر التي رفعها " الختيار " استرسل " عبد الله حداد " و بدأ يقدم اقتراحاته عن المكان الذي يجب أن تُعقد فيه القمة .. كان الاقتراح الأول يقضي بعقد مؤتمر القمة في القنيطرة عند الشريط الشائك الذي يفصل أرضنا عن " أرضنا " طمعاً قي أن يتجاوز قرارنا الجولان و ما بعد الجولان .. و استمرت سلسلة الاقتراحات جنوباً و شرقاً و غرباً طمعاً في أن يعبر قرارانا كل الحدود و كل الأسلاك الشائكة و أن يصل فلسطين كل فلسطين.. إلى أن وصل " عبد الله حداد " إلى محور الصراع .. فكان أن طالب بعقد مؤتمر القمة في أقدس مكان في مهبط الأديان حاملين بأيدينا قرص الشمس لمحو ليل طال في سماء القدس .. و الباقي ستتكفل به القاعدة و الانتصار سيأتي به الثوار ..
بيد أن " ثورجية " هذا الزمان يختلفون مع " عبد الله حداد " في التكتيك و الإستراتيجية .. فعلى قاعدة أولويات المرحلة و التوازنات الدولية إلى آخر خزعبلات أركوزات السياسة الفلسطينية بات من المؤكد أننا تنازلنا عن قرص الشمس الذي سنمحو فيه ليلاً طال في سماء القدس و استبدلناه _ بعلم قد يكون فلسطينياً و قد يكون عربياً _ يرفع فقط فوق المسجد الأقصى !!
هكذا و بكل خفة و بلاهة بدأ " ثورجية " آخر زمن تحضير الأهازيج و المواويل لتخليد ذكرى التحرير و الدولة التي طال انتظارها بعد أن تسرب خبر المبادرة التي أعدها " شمعون بيريز " لإنهاء الصراع و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها علم قد يكون فلسطينياً _ أو _ عربياً فوق الأقصى الشريف ..
و انطلاقاً من كون رأس الضلال عفواً رأس الشرعية الفلسطينية ذا كرم " حاتمي " فقد بات واضحاً أن أرضنا لم تعد أرضنا .. لذا أعتقد أنه من المفترض أن يُعيد " عبد الله حداد " النظر في قصيدته كي يضمن سلامتها جغرافياً و أن تكون مطابقة للواقع .. فمن غير المقبول أو المعقول أن يتحدث " عبد الله حداد " عن مؤتمر للقمة نعقده على شريط حدودي طمعاً في عبور قرارنا إلى أرضنا و رأس الشرعية يرى أن أرضنا لم تعد أرضنا .. هذا الأمر أي القصيدة ستؤدي في حال بقائها بنفس الشكل و المضمون إلى نتائج كارثية تتمثل في أزمة مفاهيم تعصف بعقول الأجيال القادمة .. فمن المؤكد أن من يقرأ تلك القصيدة سيظن أن أرضنا كانت ذات يوم أرضنا .. فهل نحن على قدر هذه المواجهة الكارثية حينها مع أجيالنا القادمة حين يسألوننا عن أرضنا و أرضنا ؟!
إضافة لذلك يجب على " عبد الله حداد " أن يُعيد النظر في أسماء المدن التي وردت في قصيدته فمن شأن الربط بين غزة و يافا و حيفا أن يجعل القارئ يظن أن هذه المدن جميعها يقطنها عرب فلسطينيون و أن حق العودة المقدس الذي لا يقبل تأويلاً أو تفريطاً قد تحقق بالفعل بعد جولات المفاوضات المُضنية التي قادها جهابذة السياسة الفلسطينية و على رأسهم شهبندر المفاوضات " صائب عريقات " .. و هذا الأمر طبعاً منافٍ للواقع فعلى قاعدة ( لكل زمن دولة و مصطلحات ) خرج علينا أبو شرعية 5% أخيراً باصطلاح _ الحلول الخلاقة _ فما كان من " شمعون بيريز " إلا أن يلتقط هذا الاصطلاح الجديد الذي يمثل آخر خطوط موضة المصطلحات و أن يُضمن مبادرته بهذا المصطلح الجديد فيما يخص مشكلة اللاجئين .. فهل يجوز " لعبد الله حداد " بعد كل ذلك أن يعبث بعقول أجيالنا القادمة و أن يتحدث عن أسماء مدن بما يوحي لعقل القارئ أنها جميعاً فلسطينية ؟!
أيضاً يجب على عبد الله حداد أن يُعيد النظر فيما تحدث به عن تحرير الضفة الغربية فالمبادرة الكريمة التي مّن علينا السيد بيريز أخيراً بها تتحدث عن احتفاظ ( دولة إسرائيل ) بجزء من أراضي الضفة الغربية و تعويض الدولة الفلسطينية القادمة ببعض _ أراضينا _ من العام 1948 مقابل هذا الاستقطاع .. فهل يجوز " لعبد الله حداد " أن يتحدث عن تحرير الضفة الغربية و أن تقع عقول أجيالنا القادمة فريسة التيه و الضياع الجغرافي ؟!
ما يؤرقني في هذه النقطة تحديداً .. من سيشرف على تقطيع أرضنا و مبادلة أرضنا بأرضنا ؟! فما نعرفه من التاريخ و الحاضر و المستقبل و من كل الكتب المقدسة أن اليهود أهل ضلال و كذب و من المفيد هنا أن نكون على قدر هذه المرحلة التاريخية و أن نعُد العدة جيداً و أن نختار " مساحاً " يُجيد التعامل مع اليهود حتى نأمن مكرهم و ضلالهم فقد يعطوننا قطعة من أرضنا أقل من القطعة التي سيأخذونها من أرضنا .. و هذا أمر وارد فمن سلب منا أرضنا و ديارنا و دماء شهدائنا و عذابات أسرانا و جرحانا و أرامل و أيتام شهدائنا لن يتوانى لحظة عن سرقة بضعة أمتار هنا أو هناك .. فهل يجوز لنا بعد كل هذه التضحيات العظام أن نكون أضحوكة و نسمح لهم بسرقتنا ( عيني عينك ) ؟!
استكمالاً لسلسة التغيرات التي يجب على عبد الله حداد أن يُجريها على قصيدته الشهيرة يجب شطب ما ورد في تلك القصيدة بشأن _ المياه الإقليمية لفلسطين _ حيث أن المبادرة السخية التي أنعم علينا بها السيد " بيريز " أخيراً مرهونة بضمان أمن ( دولة إسرائيل ) بمعنى أن كل تلك النعم التي سنحظى بها ستصبح درباً من الخيال في حالة أن شك ( الأشقاء في دولة إسرائيل ) أن أمنهم مُهدد و لو بنسبة 1% و عليه فإنه من غير المعقول أن تكون لنا مياه إقليمية تستغلها بعض دول ( محور الشر ) في إرسال السلاح لـ ( التيارات الظلامية ) التي لا تريد لنا العيش الآمن و الكريم جنباً إلى جنب مع ( أشقائنا الصهاينة ) لذلك و انطلاقاً من كون أجهزتنا الأمنية العتيدة لا تجيد العمل سوى على اليابسة و نظراً لافتقارنا " للسبيحة " أعتقد و بكل يقين أننا لن ننعم بشبر واحد من المياه الإقليمية و ستكون مهمة حفظ أمن ( دولة إسرائيل ) من ناحية هذه المياه من شأن الأسطول البحري الصهيوني .. فهل يجوز " لعبد الله حداد " أن يستمر في مسلسل العبث في عقول أجيالنا القادمة و أن يوهمهم أن لفلسطين مياهاً إقليمية ؟!
يبدو أن عبد الله حداد سيكون مضطراً لنسف كل القصيدة .. صحيح أن للشاعر ألف جواز و جواز .. لكن تنتهي كل جوازات الشعر حين يتعلق الأمر بوعي و عقول أجيال كاملة ... انسف قصيدتك يا عبد الله .. و اقرأ الفاتحة على الرجال و على زمان الرجال .. ولا تنسى أن الفاتحة تُقرأ فقط بالعربية .. فاحذر جوازات السياسة أن تجعلك تقرأها بالعبرية !!