majd88
09/06/2004, 22:17
صهيل الجواد الأبيض مجموعة قصصية لزكريا تامر يتحدث فيها عن التغيير في المجتمع السوري الشبابي في الخمسينات و الستينات من القرن الماضي.
يصهل الجواد عندما يستعد للانطلاق والجموح لكن اندفاعه هذا غالباً ما يبوء بالفشل بسبب النير الذي يقيده. وهذا ما يرمي إليه زكريا تامر في عنوانه صهيل الجواد الأبيض ذلك العنوان الذي يجسد الطموح الواعد والرغبات المجنحة والنزوات البيضاء التي تنتاب الشاب في كل عصر لكن المجتمع غالباً ما يحرم الشاب من اندفاعه ويكبت صهيله.
فهو ينقد واقعنا دون تنظير أو تقرير، فيتحدث عن ذلك الشاب العطال البطال الذي لا ينفك يهيم على وجهه في أحياء دمشق ويقضي ساعاته في قهواتها تنتابه نزوات إلى النساء يحققها تارة ويعجز تارة أخرى يفشل في حياته ويعجز عن تحقيق شيء تتغير نفسيته فيعتبر نفسه قد مات وقام كإنسان آخر لا يعرفه الآخرون. كتب:
كنت جالساً في مقهى عندما أخذ صديق ما ينصحني بالابتعاد عن قراء الكتب فقلت له:
-أنا ولدت في سنة 1931 أمي لم تمت بعد العالم كله كئيب.
قال: آه ما أجمل كلمة فخذ.
قلت: ليتني كنت غراباً.
قال: لا شيء أشهى من امرأة عارية
قلت: ليتني كنت غراباً.
الساعة مصلوبة على جدار المقهى. عقرباها معولان سيحطمان قرص الشمس الصفراء. شربت قهوة بلا سكر. نفثت دخان سجائر عديدة. أنا تمثال من صخر مغروس وسط ضوضاء مخبولة.. عقربا الساعة يحفران قبراً للنهار.
رجعت إلى قبوي حيث تتعاقب أيام بلا أفراح قلت لأمي:
-هل سأل عني أحد.
لا لم يسأل عنك أحد.
أحسست أنني أشد المخلوقات بؤساً. وطفقت أتمشى بتكاسل توقفت بعد مسير قليل عند قطعة أرض ملأى بأكوام التراب والحجارة فاخترت باهتمام كومة من ورق الصحف ثم بدأت أبول فوقها. تذكرت سميحة التي كانت تحبني بصدق وبراءة وكان يعذبني بقسوة اشتهائي المجنون لجسدها الذي لم أتمكن من نواله يوماً.
فتخيلت باستمرار الفتاة مغمضة العينين نصف إغماضة تلهث مفتوحة الفم وتتأوه بحرارة بينما يتلوى جسدها الناضج تحت ثقل جسدي المنتصر المغتبط بولادة أفراحه المتوحشة. وكنت أتوق إلى ذلك. لكن سميحة كانت ترفض رغبتي بفزع وإن كانت تبتهج وتعانقني كلما لمست جسدها المكتنز بيدي الخشنتين و اعتصرت بين شفتي لحم فمها ونهديها حسبت وقتئذ أن حبي لها سيظل خالداً حتى موتي ولكني نسيتها وأصبحت مجرد ذكرى تثير حنقي على ماضي الأبله.
بصقت بسخط ثم تابعت زحفي عبر خواء الشارع.
كتب زكريا مشوقة مليئة بالمعاني ذات الطابع المجبوك والمسبوك بعناية تنقد الواقع وتثير الجدل بصراحتها وفحوشها إن صح التعبير نصيحة لكل من تهمه القراءة
يصهل الجواد عندما يستعد للانطلاق والجموح لكن اندفاعه هذا غالباً ما يبوء بالفشل بسبب النير الذي يقيده. وهذا ما يرمي إليه زكريا تامر في عنوانه صهيل الجواد الأبيض ذلك العنوان الذي يجسد الطموح الواعد والرغبات المجنحة والنزوات البيضاء التي تنتاب الشاب في كل عصر لكن المجتمع غالباً ما يحرم الشاب من اندفاعه ويكبت صهيله.
فهو ينقد واقعنا دون تنظير أو تقرير، فيتحدث عن ذلك الشاب العطال البطال الذي لا ينفك يهيم على وجهه في أحياء دمشق ويقضي ساعاته في قهواتها تنتابه نزوات إلى النساء يحققها تارة ويعجز تارة أخرى يفشل في حياته ويعجز عن تحقيق شيء تتغير نفسيته فيعتبر نفسه قد مات وقام كإنسان آخر لا يعرفه الآخرون. كتب:
كنت جالساً في مقهى عندما أخذ صديق ما ينصحني بالابتعاد عن قراء الكتب فقلت له:
-أنا ولدت في سنة 1931 أمي لم تمت بعد العالم كله كئيب.
قال: آه ما أجمل كلمة فخذ.
قلت: ليتني كنت غراباً.
قال: لا شيء أشهى من امرأة عارية
قلت: ليتني كنت غراباً.
الساعة مصلوبة على جدار المقهى. عقرباها معولان سيحطمان قرص الشمس الصفراء. شربت قهوة بلا سكر. نفثت دخان سجائر عديدة. أنا تمثال من صخر مغروس وسط ضوضاء مخبولة.. عقربا الساعة يحفران قبراً للنهار.
رجعت إلى قبوي حيث تتعاقب أيام بلا أفراح قلت لأمي:
-هل سأل عني أحد.
لا لم يسأل عنك أحد.
أحسست أنني أشد المخلوقات بؤساً. وطفقت أتمشى بتكاسل توقفت بعد مسير قليل عند قطعة أرض ملأى بأكوام التراب والحجارة فاخترت باهتمام كومة من ورق الصحف ثم بدأت أبول فوقها. تذكرت سميحة التي كانت تحبني بصدق وبراءة وكان يعذبني بقسوة اشتهائي المجنون لجسدها الذي لم أتمكن من نواله يوماً.
فتخيلت باستمرار الفتاة مغمضة العينين نصف إغماضة تلهث مفتوحة الفم وتتأوه بحرارة بينما يتلوى جسدها الناضج تحت ثقل جسدي المنتصر المغتبط بولادة أفراحه المتوحشة. وكنت أتوق إلى ذلك. لكن سميحة كانت ترفض رغبتي بفزع وإن كانت تبتهج وتعانقني كلما لمست جسدها المكتنز بيدي الخشنتين و اعتصرت بين شفتي لحم فمها ونهديها حسبت وقتئذ أن حبي لها سيظل خالداً حتى موتي ولكني نسيتها وأصبحت مجرد ذكرى تثير حنقي على ماضي الأبله.
بصقت بسخط ثم تابعت زحفي عبر خواء الشارع.
كتب زكريا مشوقة مليئة بالمعاني ذات الطابع المجبوك والمسبوك بعناية تنقد الواقع وتثير الجدل بصراحتها وفحوشها إن صح التعبير نصيحة لكل من تهمه القراءة