حركوش مع سيغارة كنت
12/08/2007, 04:13
هزت مأساة الطفلة المصرية شيماء وجدان الصحافة المصرية حيث خصصت جريدة الفجر الاسبوعية مساحة كبيرة لنشر قصة الطفلة المصرية التي تبين انها كانت تعيش في كراج ثري مصري في لوس انجلوس منذ 11 سنة وتعمل لديه كخادمة مقابل دولار واحد في اليوم يدفعه لاهلها في مصر
ووفقا لجريدة الفجر فان شيماء كانت كانت في التاسعة من عمرها عندما احضرها ثري مصري من مصر الى لوس انجلوس لتعمل لديه كخادمة ...الثري المصري الذي تم طرده من امريكا بعد تغريمه 152 الف دولار لصالح شيماءكان موضوعا لتحقيق تلفزيوني عرضته قناة ايه بي سي الإخبارية الأمريكية التي كشفت تفاصيل قصة شيماء ضمن سلسلة تحقيقات، أجرتها حول العبودية الجديدة في أمريكا.. "العبد" الجديد رجل، أو امرأة رجل يعمل بلا اجر، وبلا حماية، وبلا حقوق، ولا يأخذ إلا ما يبقيه علي قيد الحياة
لقد ازداد سوء معاملة الأسرة لشيماء بعد ذهابهم الي أمريكا، بعد ان اصبح المحيط يفصل بينها وبين ارض أهلها.. العقد كان يقضي بأن تتلقي أسرتها 30 دولارا شهريا ولمدة 10 سنوات من الأسرة التي تعمل عندها شيماء مقابل الا يسألوا عنها، ولا يطلبوا منها شيئا.. ولم تحاول الأسرة التي أجبرتها علي العمل لديها، ثم علي الذهاب معها الي أمريكا، ان توفر لها أدني درجات المعاملة الإنسانية الكريمة
لم تسمح الأسرة لشيماء بأن تذهب الي المدرسة.. لم تعرف الطفلة معني الكتب.. ولا رائحة الورق أو توتر أيام الامتحانات.. فقد كان عندها توتر من نوع آخر.. هو ضرورة أن تستيقظ كل يوم في الموعد الصحيح لكي توقظ اصغر ثلاثة أبناء للأسرة، رغم أنها اصغر سنا من أصغرهم..كانت توقظ الأطفال الثلاثة، وتجعلهم يرتدون ثيابهم، وتعد لهم الإفطار، ثم الغداء الذي سيأخذونه معهم إلي مدارسهم.. بينما يغط أهلهم في نوم عميق
كانت شيماء تتولي مهمة العناية بالأطفال في مرضهم، والحرص علي ان يتناولوا أدويتهم في المواعيد المحددة، بينما كانت هي محرومة من تطبيق الكشف الطبي عليها، او من زيارة الطبيب عندما تمرض، مهما كان مرضها، ومهما بلغت خطورته.. والواقع أنها كانت تمرض كثيرا جدا لأنها كانت تحيا في ظروف تهوية شديدة السوء ، بلا أي وسيلة لتدفئتها في الشتاء، او لتخفيف لهيب الحر
قضت شيماء سنوات "عبوديتها" حبيسة جراج قذر ملحق بالفيللا الفاخرة التي تحيا فيها أسرة مخدوميها.. تنام علي خيشة مهترئة قذرة وبالية.. لا تدخل الحمام الذي يستخدمه أهل الدار، ولا حتي حمام خاص لها، فكل ما سمحوا لها به هو وعاء متوسط الحجم تستخدمه للتبول، وللاستحمام معا.. وطبعا لم يسمحوا لها بان تغسل ملابسها ولا ان تنشرها في البيت.. ولا أن تأكل من طعامهم او ان تشرب مما يشربون
معاملة أدني من معاملة الحيوانات، نالتها شيماء الي جوار الصفعات والركلات والشتائم التي لا تنتهي، كل ذلك دون ان تفكر مرة واحدة في الهرب.. كان الخوف اكبر من قدرتها علي التفكير.. الخوف من ان تتعرض لمزيد من الضرب لو فكرت في الهرب.. الخوف من ان يقبض عليها البوليس لو خرجت-مجرد خروج- من باب البيت كما أوهمها أهله.. ثم الخوف الأكبر من الضياع في بلاد لا تعرف عنها، ولا فيها شيئا.. لقد كانت شيماء تحيا في سجن الجهل.. والخوف.. وهو سجن اقسي بكثير من الجراج الصغير الذي حبستها الأسرة فيه
حتي جاء اليوم الذي كانت شيماء تخرج فيه القمامة الي الشارع.. لم يكن أحد من أفراد الأسرة يراقبها.. وفي تلك اللحظة رآها احد الجيران.. فأصابه الذهول من ملابسها الرثة ووجهها الشاحب.. فسألها عن اسمها، وعن السبب الذي جعلها لا تذهب الي المدرسة مثل باقي الاطفال في مثل عمرها.. وبمجرد ان عرف الجار بما تفعله شيماء في أمريكا، وما تفعله الأسرة فيها، حتي اتصل بالشرطة، وابلغهم بوجود من يحتجز طفلة في بيته دون إرادتها، ويجبرها علي العمل دون اجر
وعلي الفور توجهت الشرطة الفيدرالية الي الأسرة التي تحتجز شيماء لتلقي القبض علي رب الأسرة وزوجته.. وعندما اقتحموا الجراج ليخرجوا شيماء منه، وجدوا أمامهم مراهقة صغيرة ترتجف رعبا.. ترتدي خرقة بالية.. وكفاها ملتهبتان احمرارا من فرط العمل اليومي الشاق.. بينما بشرتها متسلخة من قلة التعرض للهواء والشمس
وبدأت محاكمة من اعجب المحاكمات في أمريكا.. الادعاء يصر علي ترحيل الأسرة التي احتجزت شيماء واستعبدتها دون وجه حق.. بينما تتعامل الأسرة في أمريكا بنفس المنطق الذي تتعامل به في مصر.. هو منطق ان تلك الفتاة كانت ستموت هي وأسرتها جوعا لو لم "يتعطفوا" هم عليها ويأخذوها لتعمل عندهم كالعبيد.. وانهم في الواقع أخذوها لتعمل عندهم من باب الإحسان لاهلها، ولم يكن عندهم ادني فكرة ان القانون الأمريكي يتعامل بمنتهي الصرامة مع قضايا عمالة الأطفال.. ولا ان القانون المصري يجرم عمل الأطفال تحت سن 15 سنة
فجأة انقلبت الأوضاع، والأسرة التي كانت تعامل شيماء معاملة العبيد صارت تعامل معاملة المجرمين في أمريكا.. وحكم القاضي الامريكي الفيدرالي بتغريمهم 152 الف دولار امريكي ، يدفعونها لشيماء، وبحبس الزوج والزوجة ثم ترحيلهما الي مصر مع اكبر أبنائهما.. أما الأبناء الثلاثة الصغار الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة، فوضعتهم المحكمة تحت رعاية أقاربهم في كاليفورنيا أما شيماء نفسها.. فصارت اليوم في العشرين من عمرها.. تبنتها أسرة أمريكية.. ووفرت لها ما يكفي لكي تصبح اليوم طالبة مجتهدة في المدرسة الثانوية.. ولكي تتحدث الإنجليزية بطلاقة.. التحقت بفريق كرة القدم في مدرستها.. وتعلمت عزف الجيتار.. عرفت كيف تعشق الأفلام السينمائية، وتحلم بأن تصبح يوما ما.. شرطية
ووفقا لجريدة الفجر فان شيماء كانت كانت في التاسعة من عمرها عندما احضرها ثري مصري من مصر الى لوس انجلوس لتعمل لديه كخادمة ...الثري المصري الذي تم طرده من امريكا بعد تغريمه 152 الف دولار لصالح شيماءكان موضوعا لتحقيق تلفزيوني عرضته قناة ايه بي سي الإخبارية الأمريكية التي كشفت تفاصيل قصة شيماء ضمن سلسلة تحقيقات، أجرتها حول العبودية الجديدة في أمريكا.. "العبد" الجديد رجل، أو امرأة رجل يعمل بلا اجر، وبلا حماية، وبلا حقوق، ولا يأخذ إلا ما يبقيه علي قيد الحياة
لقد ازداد سوء معاملة الأسرة لشيماء بعد ذهابهم الي أمريكا، بعد ان اصبح المحيط يفصل بينها وبين ارض أهلها.. العقد كان يقضي بأن تتلقي أسرتها 30 دولارا شهريا ولمدة 10 سنوات من الأسرة التي تعمل عندها شيماء مقابل الا يسألوا عنها، ولا يطلبوا منها شيئا.. ولم تحاول الأسرة التي أجبرتها علي العمل لديها، ثم علي الذهاب معها الي أمريكا، ان توفر لها أدني درجات المعاملة الإنسانية الكريمة
لم تسمح الأسرة لشيماء بأن تذهب الي المدرسة.. لم تعرف الطفلة معني الكتب.. ولا رائحة الورق أو توتر أيام الامتحانات.. فقد كان عندها توتر من نوع آخر.. هو ضرورة أن تستيقظ كل يوم في الموعد الصحيح لكي توقظ اصغر ثلاثة أبناء للأسرة، رغم أنها اصغر سنا من أصغرهم..كانت توقظ الأطفال الثلاثة، وتجعلهم يرتدون ثيابهم، وتعد لهم الإفطار، ثم الغداء الذي سيأخذونه معهم إلي مدارسهم.. بينما يغط أهلهم في نوم عميق
كانت شيماء تتولي مهمة العناية بالأطفال في مرضهم، والحرص علي ان يتناولوا أدويتهم في المواعيد المحددة، بينما كانت هي محرومة من تطبيق الكشف الطبي عليها، او من زيارة الطبيب عندما تمرض، مهما كان مرضها، ومهما بلغت خطورته.. والواقع أنها كانت تمرض كثيرا جدا لأنها كانت تحيا في ظروف تهوية شديدة السوء ، بلا أي وسيلة لتدفئتها في الشتاء، او لتخفيف لهيب الحر
قضت شيماء سنوات "عبوديتها" حبيسة جراج قذر ملحق بالفيللا الفاخرة التي تحيا فيها أسرة مخدوميها.. تنام علي خيشة مهترئة قذرة وبالية.. لا تدخل الحمام الذي يستخدمه أهل الدار، ولا حتي حمام خاص لها، فكل ما سمحوا لها به هو وعاء متوسط الحجم تستخدمه للتبول، وللاستحمام معا.. وطبعا لم يسمحوا لها بان تغسل ملابسها ولا ان تنشرها في البيت.. ولا أن تأكل من طعامهم او ان تشرب مما يشربون
معاملة أدني من معاملة الحيوانات، نالتها شيماء الي جوار الصفعات والركلات والشتائم التي لا تنتهي، كل ذلك دون ان تفكر مرة واحدة في الهرب.. كان الخوف اكبر من قدرتها علي التفكير.. الخوف من ان تتعرض لمزيد من الضرب لو فكرت في الهرب.. الخوف من ان يقبض عليها البوليس لو خرجت-مجرد خروج- من باب البيت كما أوهمها أهله.. ثم الخوف الأكبر من الضياع في بلاد لا تعرف عنها، ولا فيها شيئا.. لقد كانت شيماء تحيا في سجن الجهل.. والخوف.. وهو سجن اقسي بكثير من الجراج الصغير الذي حبستها الأسرة فيه
حتي جاء اليوم الذي كانت شيماء تخرج فيه القمامة الي الشارع.. لم يكن أحد من أفراد الأسرة يراقبها.. وفي تلك اللحظة رآها احد الجيران.. فأصابه الذهول من ملابسها الرثة ووجهها الشاحب.. فسألها عن اسمها، وعن السبب الذي جعلها لا تذهب الي المدرسة مثل باقي الاطفال في مثل عمرها.. وبمجرد ان عرف الجار بما تفعله شيماء في أمريكا، وما تفعله الأسرة فيها، حتي اتصل بالشرطة، وابلغهم بوجود من يحتجز طفلة في بيته دون إرادتها، ويجبرها علي العمل دون اجر
وعلي الفور توجهت الشرطة الفيدرالية الي الأسرة التي تحتجز شيماء لتلقي القبض علي رب الأسرة وزوجته.. وعندما اقتحموا الجراج ليخرجوا شيماء منه، وجدوا أمامهم مراهقة صغيرة ترتجف رعبا.. ترتدي خرقة بالية.. وكفاها ملتهبتان احمرارا من فرط العمل اليومي الشاق.. بينما بشرتها متسلخة من قلة التعرض للهواء والشمس
وبدأت محاكمة من اعجب المحاكمات في أمريكا.. الادعاء يصر علي ترحيل الأسرة التي احتجزت شيماء واستعبدتها دون وجه حق.. بينما تتعامل الأسرة في أمريكا بنفس المنطق الذي تتعامل به في مصر.. هو منطق ان تلك الفتاة كانت ستموت هي وأسرتها جوعا لو لم "يتعطفوا" هم عليها ويأخذوها لتعمل عندهم كالعبيد.. وانهم في الواقع أخذوها لتعمل عندهم من باب الإحسان لاهلها، ولم يكن عندهم ادني فكرة ان القانون الأمريكي يتعامل بمنتهي الصرامة مع قضايا عمالة الأطفال.. ولا ان القانون المصري يجرم عمل الأطفال تحت سن 15 سنة
فجأة انقلبت الأوضاع، والأسرة التي كانت تعامل شيماء معاملة العبيد صارت تعامل معاملة المجرمين في أمريكا.. وحكم القاضي الامريكي الفيدرالي بتغريمهم 152 الف دولار امريكي ، يدفعونها لشيماء، وبحبس الزوج والزوجة ثم ترحيلهما الي مصر مع اكبر أبنائهما.. أما الأبناء الثلاثة الصغار الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة، فوضعتهم المحكمة تحت رعاية أقاربهم في كاليفورنيا أما شيماء نفسها.. فصارت اليوم في العشرين من عمرها.. تبنتها أسرة أمريكية.. ووفرت لها ما يكفي لكي تصبح اليوم طالبة مجتهدة في المدرسة الثانوية.. ولكي تتحدث الإنجليزية بطلاقة.. التحقت بفريق كرة القدم في مدرستها.. وتعلمت عزف الجيتار.. عرفت كيف تعشق الأفلام السينمائية، وتحلم بأن تصبح يوما ما.. شرطية