Mira1981
12/08/2007, 20:09
كبار صغار
العالم كله قطعة مصران بين دجاجتين كبيرتين ...
ولكل دجاجة في العالم ، قطعة مصران ...
مصران دجاج ، وبئر بترول
لما كنت صغيرا ، كان أبناء القرى ما يزالون يربون دجاجا في بيوتهم . وكانوا إذا جاءهم ضيف كبير ، يذبحون له دجاجة شيخة ، أتت " أيام طمسها " ، وأحيلت إلى التقاعد ، فأصبحت عبئا ثقيلا ، تأكل ولا تجني .
وعالم كعالم الدجاج ،و البغال ، والحمير ، لا قيمة فيه للكائن الحي ، إلا بمقدار ما ينتج ، مع أن أبناء قرانا لم يكونوا قد عرفوا المدنية الغربية . أما الدجاج فقد حظي بنصيب أوفر من نصيب الكائنات الأخرى أ إذ أن العادات قد جعلت من لحمه مأكلا حتى وإن شاخ .
فاحتفاء بالضيف الكبير إذن ، كانوا يذبحون الدجاجة الشيخة ، ويرمون بمصارينها إلى أخواتها المنتجات . فالمنتج يعلف ، ويؤدى له كل تقدير وإكرام . فكن يتهافتن عليها بدون حياء ، كأنها ثروة ضخمة لوالد بخيل مات ولم يقسم الميراث بين أولاده ... وكانت كل واحدة منهما تمسكها بمنقارها من طرف ، وتشد بها . ومن حين إلى آخر ، كانت الواحدة منهما تترك الطرف الذي تمسك به ، وتنقر منافستها في رأسها ، لعلها تجبرها على التخلي عن قطعة المصران ، فتستأثر بها وحدها .
وأنا كنت أتفرج على هذا المشهد ، وأراقب ، لآرى إذا كانت ستستطيع واحدة من الدجاجتين أن تتخلى عن قطعة المصران طوعا . فلم أر شيئا من ذلك . فكانت كل واحدة تقاتل في سبيل الحصول عليها ، كاملة ، كأنها تقاتل عن بئر بترول ، أو منجم نحاس مع أن الدجاجة هي طائر مثل كل الطيور ، لا تستخدم البترول ، ولا تصنع النحاس ، قطعة المصران هي كل عالمها ، ولا تستطيع الارتقاء فوقه ..........
العالم كله قطعة مصران بين دجاجتين كبيرتين ...
ولكل دجاجة في العالم ، قطعة مصران ...
مصران دجاج ، وبئر بترول
لما كنت صغيرا ، كان أبناء القرى ما يزالون يربون دجاجا في بيوتهم . وكانوا إذا جاءهم ضيف كبير ، يذبحون له دجاجة شيخة ، أتت " أيام طمسها " ، وأحيلت إلى التقاعد ، فأصبحت عبئا ثقيلا ، تأكل ولا تجني .
وعالم كعالم الدجاج ،و البغال ، والحمير ، لا قيمة فيه للكائن الحي ، إلا بمقدار ما ينتج ، مع أن أبناء قرانا لم يكونوا قد عرفوا المدنية الغربية . أما الدجاج فقد حظي بنصيب أوفر من نصيب الكائنات الأخرى أ إذ أن العادات قد جعلت من لحمه مأكلا حتى وإن شاخ .
فاحتفاء بالضيف الكبير إذن ، كانوا يذبحون الدجاجة الشيخة ، ويرمون بمصارينها إلى أخواتها المنتجات . فالمنتج يعلف ، ويؤدى له كل تقدير وإكرام . فكن يتهافتن عليها بدون حياء ، كأنها ثروة ضخمة لوالد بخيل مات ولم يقسم الميراث بين أولاده ... وكانت كل واحدة منهما تمسكها بمنقارها من طرف ، وتشد بها . ومن حين إلى آخر ، كانت الواحدة منهما تترك الطرف الذي تمسك به ، وتنقر منافستها في رأسها ، لعلها تجبرها على التخلي عن قطعة المصران ، فتستأثر بها وحدها .
وأنا كنت أتفرج على هذا المشهد ، وأراقب ، لآرى إذا كانت ستستطيع واحدة من الدجاجتين أن تتخلى عن قطعة المصران طوعا . فلم أر شيئا من ذلك . فكانت كل واحدة تقاتل في سبيل الحصول عليها ، كاملة ، كأنها تقاتل عن بئر بترول ، أو منجم نحاس مع أن الدجاجة هي طائر مثل كل الطيور ، لا تستخدم البترول ، ولا تصنع النحاس ، قطعة المصران هي كل عالمها ، ولا تستطيع الارتقاء فوقه ..........