ما بعرف
13/08/2007, 01:18
قدمت السيدة المنتصر، وهي مديرة أول مدرسة عامة في مدينة نيوورك مكرسة لتدريس اللغة والثقافة العربية، استقالتها يوم أمس تحت وطأة ضغوطات فرضت عليها لأنها دافعت عن استخدام كلمة "انتفاضة" كشعار يكتب على القمصان.
وفي تصريح لها قالت السيدة المنتصر "في هذا الصباح قدمت استقالتي للمستشار كيلين، ووافق هو بدوره عليها" وأضافت "لقد أصبحت اليوم على قناعة تامة بأن العناوين الإعلامية التي تناولت هذه المسالة تحيق الخطر بأكاديمية خليل جبران الدولية، ومع ذلك أقدم كامل اعتذاري".
لقد بدت تلك العناوين الصحفية بالنسبة للسيدة المنتصر أمراً يستحيل عليها وعلى وزارة التعليم الأمريكية تجاهله. فقد ظهر العنوان في افتتاحية صحيفة نيوورك بوست ليصف السيدة المنتصر "المديرة الانتفاضة"، ويوم أمس كان عنوان الافتتاحية في \الصحيفة ذاتها "ما الفائدة من العربية؟ لتغلق تلك المدرسة".
ويوم أمس تحدث عمدة المدينة، ميشيل بلومبيرغ، خلال برنامجه الأسبوعي وقال إنه مستمر بدعم المدرسة ولكنه رحب باستقالة السيدة المنتصر ورحيلها.
وقال "إن لديها قضية، وربما لا يستحق الأمر كل تلك الغزارة الإعلامية، فقد حاولت شرح الكلمة بدلاً من استنكارها. ولكني أعتقد بأنها شعرت أن الأضواء أصبحت مسلطة عليها –بدلاً من تسليطها على المدرسة- لذا قدمت استقالتها، وخيراً فعلت. وأنا أقدر كل خدماتها وأعتقد أنها فعلت صواباً"..
وأشار المتحدث باسم وزارة التعليم الأمريكية أن المستشار كيلين اقرّ بأن استقالة السيدة المنتصر تأتي في مصلحة المدرسة.
وتندرج استقالة السيدة المنتصر ضمن العقبات الأخيرة التي تقف في وجه المدرسة.
فقد تعرضت هذه المدرسة لانتقادات لاذعة منذ شهر شباط الماضي، عندما تم الإعلان عن خطة المدينة لافتتاحها. وقد كان أهالي طلاب المدارس العامة الأخرى هم مصدر تلك الانتقادات، حيث توجب عليهم مشاركة مدرسة جبران بأماكنهم، بالإضافة إلى انتقادات الصحافة المحلية التي رأت بأن هذه المدرسة يمكن أن تروج للإسلام الراديكالي (المتطرف).
ولكن وزارة التعليم قالت إنها ما تزال ملتزمة بافتتاح المدرسة وأنها تبحث الآن عن مدير جديد للمدرسة. أما بالنسبة للسيدة المنتصر فمن المتوقع أن يتم تعيينها في منصب أخر في الوزارة.
وكانت ملاحظات السيدة المنتصر، التي أدلت بها الأسبوع الماضي، رداً على أسئلة وردت من صحيفة البوست بشأن جملة “Intifada NYC, "انتقاضه مدينة نيويورك " التي طبعت على قمصان بيعت من قبل منظمة نساء عربيات ناشطات في الفن والإعلام، وهي منظمة متمركزة في بروكلين. وهذه المنظمة لا علاقة لها أبداً بالمدرسة.
وكانت السيدة المنتصر قد شرحت للبوست وجهة نظرها قائلة "إن كلمة انتفاضة تعني بجذرها العربي التخلص من". وقد تمكنت السيدة المنتصر بمساعدة المكتب الإعلامي في وزارة التعليم من تقديم اعتذارها يوم الاثنين وقالت بأنها نادمة على تلك الملاحظات وقالت "إن قيامي بتقليص الروابط التاريخية لتلك الكلمة، تغاضيت بذلك عن العنف وعن تهديدات العنف" وأضافت في تصريح لها إن هذه الكلمة أصبحت مرتبطة بالاعتداءات الفلسطينية على إسرائيل.
وحاول المسؤولون في وزارة التعليم احتواء الوضع قائلين إن السيدة المنتصر ليس لها أي ارتباط بجماعة بروكلين.
وكان اعتذار السيدة المنتصر قد تبع بتوبيخ من قبل رئيسة نقابة المعلمين، راندي وينغارتن، التي كانت فيما سبق تدافع عن المدرسة، وقالت إن كلمة "انتفاضة" هي كلمة يجب انتقادها وليس تبريرها.
واثر تصريحات السيدة وينغارتن، قال مسؤولون في وزارة التعليم إنه لم يعد بالإمكان الدفاع عن السيدة المنتصر وأنه من الأفضل تعيين مدير جديد للمدرسة.
وفي لقاء أجري مع السيدة وينغارتن قالت إنها احترمت السيدة المنتصر لتقديم استقالتها وقالت "بدلاً من كشف حقيقة سوء الفهم الذي يحيط بالمدرسة، كل ما قامت به هو تأكيد ذلك ".
ومن الجدير بالذكر أن السيدة المنتصر لها دور رئيسي في تصميم مدرسة خليل جبران، التي تم افتتاحها بالمشاركة مع مدارس نيو فيجين العامة، وهي مجموعة غير ربحية ساهمت في إنشاء العديد من مدارس المدينة الصغيرة. والمدرسة حسب وصف المخططين لها ستوفر مناهج تعليم إعدادي قياسية، مع حصص دراسية باللغة العربية يومياً مع التركيز على الدراسات الدولية. والى الآن تم تعيين خمسة مدرسين.
وبالرغم من الجهود التي بذلتها الوزارة في بداية هذا الأسبوع لاحتواء الوضع التي تفجر يوم الخميس الماضي، إلا أن المسؤولين وقفوا للدفاع عن السيدة المنتصر. ويوم أمس اصدر السيد بلومبيرغ نشرة دفاعه الخاص التي أشاد فيها بالسيدة المنتصر وقال "إنها سيدة ذكية جداً. وهي بالتأكيد ليست إرهابية. وهي سيدة حريصة ومهتمة حقاً".
بقلم جولي بوسمان - نيويورك تايمز
ترجمة هدى شبطا
وفي تصريح لها قالت السيدة المنتصر "في هذا الصباح قدمت استقالتي للمستشار كيلين، ووافق هو بدوره عليها" وأضافت "لقد أصبحت اليوم على قناعة تامة بأن العناوين الإعلامية التي تناولت هذه المسالة تحيق الخطر بأكاديمية خليل جبران الدولية، ومع ذلك أقدم كامل اعتذاري".
لقد بدت تلك العناوين الصحفية بالنسبة للسيدة المنتصر أمراً يستحيل عليها وعلى وزارة التعليم الأمريكية تجاهله. فقد ظهر العنوان في افتتاحية صحيفة نيوورك بوست ليصف السيدة المنتصر "المديرة الانتفاضة"، ويوم أمس كان عنوان الافتتاحية في \الصحيفة ذاتها "ما الفائدة من العربية؟ لتغلق تلك المدرسة".
ويوم أمس تحدث عمدة المدينة، ميشيل بلومبيرغ، خلال برنامجه الأسبوعي وقال إنه مستمر بدعم المدرسة ولكنه رحب باستقالة السيدة المنتصر ورحيلها.
وقال "إن لديها قضية، وربما لا يستحق الأمر كل تلك الغزارة الإعلامية، فقد حاولت شرح الكلمة بدلاً من استنكارها. ولكني أعتقد بأنها شعرت أن الأضواء أصبحت مسلطة عليها –بدلاً من تسليطها على المدرسة- لذا قدمت استقالتها، وخيراً فعلت. وأنا أقدر كل خدماتها وأعتقد أنها فعلت صواباً"..
وأشار المتحدث باسم وزارة التعليم الأمريكية أن المستشار كيلين اقرّ بأن استقالة السيدة المنتصر تأتي في مصلحة المدرسة.
وتندرج استقالة السيدة المنتصر ضمن العقبات الأخيرة التي تقف في وجه المدرسة.
فقد تعرضت هذه المدرسة لانتقادات لاذعة منذ شهر شباط الماضي، عندما تم الإعلان عن خطة المدينة لافتتاحها. وقد كان أهالي طلاب المدارس العامة الأخرى هم مصدر تلك الانتقادات، حيث توجب عليهم مشاركة مدرسة جبران بأماكنهم، بالإضافة إلى انتقادات الصحافة المحلية التي رأت بأن هذه المدرسة يمكن أن تروج للإسلام الراديكالي (المتطرف).
ولكن وزارة التعليم قالت إنها ما تزال ملتزمة بافتتاح المدرسة وأنها تبحث الآن عن مدير جديد للمدرسة. أما بالنسبة للسيدة المنتصر فمن المتوقع أن يتم تعيينها في منصب أخر في الوزارة.
وكانت ملاحظات السيدة المنتصر، التي أدلت بها الأسبوع الماضي، رداً على أسئلة وردت من صحيفة البوست بشأن جملة “Intifada NYC, "انتقاضه مدينة نيويورك " التي طبعت على قمصان بيعت من قبل منظمة نساء عربيات ناشطات في الفن والإعلام، وهي منظمة متمركزة في بروكلين. وهذه المنظمة لا علاقة لها أبداً بالمدرسة.
وكانت السيدة المنتصر قد شرحت للبوست وجهة نظرها قائلة "إن كلمة انتفاضة تعني بجذرها العربي التخلص من". وقد تمكنت السيدة المنتصر بمساعدة المكتب الإعلامي في وزارة التعليم من تقديم اعتذارها يوم الاثنين وقالت بأنها نادمة على تلك الملاحظات وقالت "إن قيامي بتقليص الروابط التاريخية لتلك الكلمة، تغاضيت بذلك عن العنف وعن تهديدات العنف" وأضافت في تصريح لها إن هذه الكلمة أصبحت مرتبطة بالاعتداءات الفلسطينية على إسرائيل.
وحاول المسؤولون في وزارة التعليم احتواء الوضع قائلين إن السيدة المنتصر ليس لها أي ارتباط بجماعة بروكلين.
وكان اعتذار السيدة المنتصر قد تبع بتوبيخ من قبل رئيسة نقابة المعلمين، راندي وينغارتن، التي كانت فيما سبق تدافع عن المدرسة، وقالت إن كلمة "انتفاضة" هي كلمة يجب انتقادها وليس تبريرها.
واثر تصريحات السيدة وينغارتن، قال مسؤولون في وزارة التعليم إنه لم يعد بالإمكان الدفاع عن السيدة المنتصر وأنه من الأفضل تعيين مدير جديد للمدرسة.
وفي لقاء أجري مع السيدة وينغارتن قالت إنها احترمت السيدة المنتصر لتقديم استقالتها وقالت "بدلاً من كشف حقيقة سوء الفهم الذي يحيط بالمدرسة، كل ما قامت به هو تأكيد ذلك ".
ومن الجدير بالذكر أن السيدة المنتصر لها دور رئيسي في تصميم مدرسة خليل جبران، التي تم افتتاحها بالمشاركة مع مدارس نيو فيجين العامة، وهي مجموعة غير ربحية ساهمت في إنشاء العديد من مدارس المدينة الصغيرة. والمدرسة حسب وصف المخططين لها ستوفر مناهج تعليم إعدادي قياسية، مع حصص دراسية باللغة العربية يومياً مع التركيز على الدراسات الدولية. والى الآن تم تعيين خمسة مدرسين.
وبالرغم من الجهود التي بذلتها الوزارة في بداية هذا الأسبوع لاحتواء الوضع التي تفجر يوم الخميس الماضي، إلا أن المسؤولين وقفوا للدفاع عن السيدة المنتصر. ويوم أمس اصدر السيد بلومبيرغ نشرة دفاعه الخاص التي أشاد فيها بالسيدة المنتصر وقال "إنها سيدة ذكية جداً. وهي بالتأكيد ليست إرهابية. وهي سيدة حريصة ومهتمة حقاً".
بقلم جولي بوسمان - نيويورك تايمز
ترجمة هدى شبطا