حسن المحمد
13/08/2007, 03:38
لماذا هذا العداء لسورية ؟
ما سر هذا الحصار الدولي ؟ و ما سر هذه الحملة الإعلامية ؟ و لماذا كل هذا العداء لسورية ؟ الذي يكمن في عدة وجوه اقتصادية كانت أم عسكرية أم ثقافية و الذي توظف فيه أيدي داخلية و خارجية ، و لماذا لم تستمر سياسة التهميش و اللامبالاة من قبل القوى الكبرى و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية و التي اتُبعت مع هذا البلد لعدة سنوات ؟ و هو البلد الذي يبدو للمراقب العادي ضعيف في إمكاناته و قدرة تأثيره بالمقارنة مع دول و كيانات عظمى تملك من الإمكانات و القدرات ما يجعلها قادرة على تجاوزه و المضي في خططها الرامية للاستيلاء على مقدرات المنطقة دون هذه الوقفة الطويلة .
إن الإجابة عن هذه التساؤلات تكمن في عدة أوجه منها الموقع ، فموقع سورية و بلاد الشام يمكن أن يعتبر قلب الأرض و العالم فهو يتوسط قارات العالم القديم و يتحكم بكثير من الطرق و الممرات التجارية و هو قريب من مواقع الثروات و لا تكمل العظمة الإمبراطورية لأي بلد إلا بالسيطرة على هذا الموقع الذي كان على مر التاريخ محط أنظار الطامحين لهذه العظمة من الإسكندر المقدوني إلى الرومان و الفرس ثم الصليبين و المغول ، و يوضح ذلك مؤتمر ( كامبل بنرمان ) عام 1907 الذي ضم خبراء سياسيين و اقتصاديين و عسكريين و جغرافيين من مختلف الدول الاستعمارية و الذي جاء في إحدى توصياته ( أن من يسيطر على شرق البحر الأبيض المتوسط يستطيع أن يسيطر على العالم ) ، و الآن تريد الولايات المتحدة أن تتوج تاريخها الحديث بالسيطرة على هذه المنطقة .
أما الوجه الثاني الذي يوضح هذا العداء لسورية فهو يقودنا إلى الحالة السياسية و الفكرية التي تشكلت في العقدين الماضيين إثر انتهاء الحرب الباردة و ما حملته من أطروحات جديدة في الولايات المتحدة نحو عسكرة الوضع الدولي ، هذه العسكرة التي تفسح المجال للولايات المتحدة في إكمال سيطرتها السياسية و الحضارية و الإقتصادية على العالم إثر بروز قوى عظمى مناوئة كالصين و روسيا ، و في بلد لا يمكن تكوين فكرة قومية فيه تعتمد على العرق أو اللون أو الأصل الإثني كانت أطروحة صراع الحضارات هي الأطروحة الأفضل لجمع التطرف البروتستانتي و اليمين الأمريكي و اللوبي الموالي لإسرائيل معاً لمواجهة ماسماه ( صموئيل هنتنغتون ) عام 1993 الانبعاث الإسلامي ، إن هذا الانبعاث الإسلامي الذي يهدد الحضارة الغربية _ حسب هنتنغتون _ لا يمكن أن يتم إلا بوجود دولة تتوافر فيها شروط القيادة للعالم الإسلامي ، لذلك اتخذت عدة خطوات لضرب أي محاولة من قبل دول المنطقة في تكوين كيان مستقل عن السياسة الغربية ، و من هذه الخطوات تفعيل مصطلح الشرق الأوسط هذه المصطلح ( الصهيوني _ الغربي ) النشأة و الذي كان أول من طرحه الصهيوني ( تيودور هرتزل ) في كتابه ( الدولة اليهودية ) حيث تخيل قيام كومنولث شرق أوسطي يكون لدولة اليهود فيه شأن قيادي فاعل و اقتصادي قائد و بالتالي يجري حالة مسخ لهوية و تاريخ المنطقة عبر دمجها بهذا الكيان الغريب ، و لكن إلى الآن لم تستطع إسرائيل أن تكوِّن كيان لدولة واضحة المعالم و الهوية و التي كانت ستسقط لا محالة لولا هذا الدعم الأمريكي لها كما يقول الأستاذ في الجامعة العبرية ( ياشاياهو ليبوفتنر ) في كتابه اليهودية و إسرائيل : ( تأتي قوة القبضة اليهودية من القفاز الفولاذي الأمريكي الذي يغطيها و من الدولارات التي تبطن ذلك القفاز ) هذا غير غياب التاريخ الواقعي و الحدود الجغرافية لهذه الدولة مما ولد حالة من ضعف الانتماء يمكن أن تزيل دولة إسرائيل من الوجود عند أول خطر حقيقي يهددها و أهم خطر كما ذكرنا هو وجود دولة تشكل حالة من القيادة للعالم العربي و الإسلامي ، و بإجراء نظرة فاحصة لدول المنطقة نرى أنه تم عزل مصر عن ساحة الصراع من خلال اتفاقيات عسكرية و اقتصادية كبّلت و أضعفت كثيراً المد القومي الذي كان لها في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، و المملكة السعودية مع دول الخليج تعاني كثيراً من نقص في الطاقات البشرية هذا بالإضافة إلى الغنى الفاحش الذي يبعدها عن أي ساحة صراع يمكن أن يؤثر فيه ، و العراق _ نتيجة سوء الإدارة و المؤامرة الخارجية _ جرى تدمير منهجي له استهدف الإنسان و الأرض و التاريخ فيه ، و إيران يفصلها انتمائها الشيعي عن باقي المنطقة ، و تركيا تعاني حالة من التمزق في الانتماء ، لتبقى سورية وحدها بما تملكه من إمكانات بشرية شبابية و من تنوع في الموارد و من امتداد جغرافي و عمق تاريخي قيادي و انتماء عربي و إسلامي و وضوح في القيادة الخطر الأكبر الذي يهدد المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة .
أما الوجه الثالث لهذا العداء فهو الوجه الديني العقدي الناتج عن سيطرة ما يسمى الصهيونية المسيحية على مقاليد الحكم في الولايات المتحدة حيث صارت نظرت الكثير من الرؤساء الأمريكيين للمنطقة من منظور إنجيلي متصهين فبوش يقول بعد الحرب على العراق : ( إن الحرب على العراق هي مهمة إلهية نقوم بها من أجل عالم أفضل )
أما بالنسبة إلى سورية فهي المكان الأخطر الذي ستهجم منه جيوش يأجوج و مأجوج على إسرائيل لتقوم من بعدها حرب هرمجيدون التي تتوج بنزول المسيح و ابتداء الألفية المسيحية الجديدة حسب التعبير الإنجيلي المتصهين، يقول الرئيس السابق للولايات المتحدة رونالد ريغان : ( إن حزقيال يخبرنا أن يأجوج و مأجوج الأمة التي ستقود قوى الظلام الأخرى ضد إسرائيل سوف تأتي من الشمال ).
يا ترى و نحن أبناء هذا الوطن هل عرفنا ما لهذه الأرض من قيمة و ما لهذا التراب من ثمن و ما لهذا التاريخ من تأثير و يا ترى هل كنا على مستوى التحديات التي فرضت علينا و على مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقنا و هل علمنا أطفالنا و أنشأنا شبابنا على أنّ ارتباطهم بالوطن كماضي و حاضر و مستقبل هو أقوى من المصالح العابرة و الآلام الزائلة ، أم أنّ أحلامنا كانت صغيرة لم تستطع أن تحيط بما لهذه الأرض من معنى .... و لكن يبقى حجم هذا العداء المؤشر الأوضح على أن إرادة الحياة بدأت تبعث من جديد في هذا الوطن لأن دوره الصحيح بات ضرورة تفرضها عدالة الله على الأرض في إحقاق الحق و إبطال الباطل .
ما سر هذا الحصار الدولي ؟ و ما سر هذه الحملة الإعلامية ؟ و لماذا كل هذا العداء لسورية ؟ الذي يكمن في عدة وجوه اقتصادية كانت أم عسكرية أم ثقافية و الذي توظف فيه أيدي داخلية و خارجية ، و لماذا لم تستمر سياسة التهميش و اللامبالاة من قبل القوى الكبرى و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية و التي اتُبعت مع هذا البلد لعدة سنوات ؟ و هو البلد الذي يبدو للمراقب العادي ضعيف في إمكاناته و قدرة تأثيره بالمقارنة مع دول و كيانات عظمى تملك من الإمكانات و القدرات ما يجعلها قادرة على تجاوزه و المضي في خططها الرامية للاستيلاء على مقدرات المنطقة دون هذه الوقفة الطويلة .
إن الإجابة عن هذه التساؤلات تكمن في عدة أوجه منها الموقع ، فموقع سورية و بلاد الشام يمكن أن يعتبر قلب الأرض و العالم فهو يتوسط قارات العالم القديم و يتحكم بكثير من الطرق و الممرات التجارية و هو قريب من مواقع الثروات و لا تكمل العظمة الإمبراطورية لأي بلد إلا بالسيطرة على هذا الموقع الذي كان على مر التاريخ محط أنظار الطامحين لهذه العظمة من الإسكندر المقدوني إلى الرومان و الفرس ثم الصليبين و المغول ، و يوضح ذلك مؤتمر ( كامبل بنرمان ) عام 1907 الذي ضم خبراء سياسيين و اقتصاديين و عسكريين و جغرافيين من مختلف الدول الاستعمارية و الذي جاء في إحدى توصياته ( أن من يسيطر على شرق البحر الأبيض المتوسط يستطيع أن يسيطر على العالم ) ، و الآن تريد الولايات المتحدة أن تتوج تاريخها الحديث بالسيطرة على هذه المنطقة .
أما الوجه الثاني الذي يوضح هذا العداء لسورية فهو يقودنا إلى الحالة السياسية و الفكرية التي تشكلت في العقدين الماضيين إثر انتهاء الحرب الباردة و ما حملته من أطروحات جديدة في الولايات المتحدة نحو عسكرة الوضع الدولي ، هذه العسكرة التي تفسح المجال للولايات المتحدة في إكمال سيطرتها السياسية و الحضارية و الإقتصادية على العالم إثر بروز قوى عظمى مناوئة كالصين و روسيا ، و في بلد لا يمكن تكوين فكرة قومية فيه تعتمد على العرق أو اللون أو الأصل الإثني كانت أطروحة صراع الحضارات هي الأطروحة الأفضل لجمع التطرف البروتستانتي و اليمين الأمريكي و اللوبي الموالي لإسرائيل معاً لمواجهة ماسماه ( صموئيل هنتنغتون ) عام 1993 الانبعاث الإسلامي ، إن هذا الانبعاث الإسلامي الذي يهدد الحضارة الغربية _ حسب هنتنغتون _ لا يمكن أن يتم إلا بوجود دولة تتوافر فيها شروط القيادة للعالم الإسلامي ، لذلك اتخذت عدة خطوات لضرب أي محاولة من قبل دول المنطقة في تكوين كيان مستقل عن السياسة الغربية ، و من هذه الخطوات تفعيل مصطلح الشرق الأوسط هذه المصطلح ( الصهيوني _ الغربي ) النشأة و الذي كان أول من طرحه الصهيوني ( تيودور هرتزل ) في كتابه ( الدولة اليهودية ) حيث تخيل قيام كومنولث شرق أوسطي يكون لدولة اليهود فيه شأن قيادي فاعل و اقتصادي قائد و بالتالي يجري حالة مسخ لهوية و تاريخ المنطقة عبر دمجها بهذا الكيان الغريب ، و لكن إلى الآن لم تستطع إسرائيل أن تكوِّن كيان لدولة واضحة المعالم و الهوية و التي كانت ستسقط لا محالة لولا هذا الدعم الأمريكي لها كما يقول الأستاذ في الجامعة العبرية ( ياشاياهو ليبوفتنر ) في كتابه اليهودية و إسرائيل : ( تأتي قوة القبضة اليهودية من القفاز الفولاذي الأمريكي الذي يغطيها و من الدولارات التي تبطن ذلك القفاز ) هذا غير غياب التاريخ الواقعي و الحدود الجغرافية لهذه الدولة مما ولد حالة من ضعف الانتماء يمكن أن تزيل دولة إسرائيل من الوجود عند أول خطر حقيقي يهددها و أهم خطر كما ذكرنا هو وجود دولة تشكل حالة من القيادة للعالم العربي و الإسلامي ، و بإجراء نظرة فاحصة لدول المنطقة نرى أنه تم عزل مصر عن ساحة الصراع من خلال اتفاقيات عسكرية و اقتصادية كبّلت و أضعفت كثيراً المد القومي الذي كان لها في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، و المملكة السعودية مع دول الخليج تعاني كثيراً من نقص في الطاقات البشرية هذا بالإضافة إلى الغنى الفاحش الذي يبعدها عن أي ساحة صراع يمكن أن يؤثر فيه ، و العراق _ نتيجة سوء الإدارة و المؤامرة الخارجية _ جرى تدمير منهجي له استهدف الإنسان و الأرض و التاريخ فيه ، و إيران يفصلها انتمائها الشيعي عن باقي المنطقة ، و تركيا تعاني حالة من التمزق في الانتماء ، لتبقى سورية وحدها بما تملكه من إمكانات بشرية شبابية و من تنوع في الموارد و من امتداد جغرافي و عمق تاريخي قيادي و انتماء عربي و إسلامي و وضوح في القيادة الخطر الأكبر الذي يهدد المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة .
أما الوجه الثالث لهذا العداء فهو الوجه الديني العقدي الناتج عن سيطرة ما يسمى الصهيونية المسيحية على مقاليد الحكم في الولايات المتحدة حيث صارت نظرت الكثير من الرؤساء الأمريكيين للمنطقة من منظور إنجيلي متصهين فبوش يقول بعد الحرب على العراق : ( إن الحرب على العراق هي مهمة إلهية نقوم بها من أجل عالم أفضل )
أما بالنسبة إلى سورية فهي المكان الأخطر الذي ستهجم منه جيوش يأجوج و مأجوج على إسرائيل لتقوم من بعدها حرب هرمجيدون التي تتوج بنزول المسيح و ابتداء الألفية المسيحية الجديدة حسب التعبير الإنجيلي المتصهين، يقول الرئيس السابق للولايات المتحدة رونالد ريغان : ( إن حزقيال يخبرنا أن يأجوج و مأجوج الأمة التي ستقود قوى الظلام الأخرى ضد إسرائيل سوف تأتي من الشمال ).
يا ترى و نحن أبناء هذا الوطن هل عرفنا ما لهذه الأرض من قيمة و ما لهذا التراب من ثمن و ما لهذا التاريخ من تأثير و يا ترى هل كنا على مستوى التحديات التي فرضت علينا و على مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقنا و هل علمنا أطفالنا و أنشأنا شبابنا على أنّ ارتباطهم بالوطن كماضي و حاضر و مستقبل هو أقوى من المصالح العابرة و الآلام الزائلة ، أم أنّ أحلامنا كانت صغيرة لم تستطع أن تحيط بما لهذه الأرض من معنى .... و لكن يبقى حجم هذا العداء المؤشر الأوضح على أن إرادة الحياة بدأت تبعث من جديد في هذا الوطن لأن دوره الصحيح بات ضرورة تفرضها عدالة الله على الأرض في إحقاق الحق و إبطال الباطل .