phoenixbird
16/08/2007, 10:43
طبيب : مريض الإيدز في مجتمعنا موصوم بالعار
في مركز مكافحة الإيدز بدمشق أكد مدير المركز د.ممدوح نسلي على الأهمية القصوى لسرية أسماء المرضى وعناوينهم وكل ما يدل على شخصيتهم، قائلا:" هذه الأمور لا احد يطلع عليها سوى مدير المركز ومن يعطيهم الدواء حصرا."
اتفقنا على عدم خرق هذا المبدأ، مقابل ترتيب موعد مع احد المصابين.
فاجأني حين رأيته، عرفني على نفسه باسم "ماهر": شاب رياضي المظهر، في الثلاثين من عمره، أنيق، يلبس بنطال جينز وقميص مخطط بالأبيض، يضع الجل على شعره المصفف بعناية، ابتسم حين صافحته، لا شيء بمظهره يدل على انه يحمل فيروس الإيدز في جسده منذ 5 سنوات، او يشير إلى ما عرفته لاحقا عن شذوذه الجنسي.
يمارس الشذوذ الجنسي منذ سن الـ14:
جلسنا في احد مقاهي دمشق القديمة، كان الجو حارا، قطرات من العرق احتلت مكانها فوق جبينه، نبهني بان لا علاقة للأمر بالمرض، وأكد ما سبق وسمعته من أطباء المركز بان الإيدز لا ينتقل عن طريق المصافحة والملامسة ولا عن طريق المشاركة بأدوات الطعام والشراب ولا حتى من خلال السعال والعطس، وعبر عن استعداده لفتح صفحة حياته الخاصة دون أي تحفظ او حرج.
فقال:"أول تجربة لممارسة الجنس كان عمري 14 عام، وكانت مع شاب من الحارة بالعشرين من عمره، تركت المدرسة بسبب فقر عائلتي الشديد، رغم تفوقي دائما كنت احصل المرتبة الأولى، بالصف السابع لم يكن بمقدور أهلي ان يشتروا لي بذلة الفتوة و لا البوط، أبي كان موظف راتبه 3 آلاف ليرة، ونحن 7 أشخاص، بدأت أتنقل من ورشة إلى أخرى ومن عمل لآخر، ودائما كنت التقي برجال يطلبون مني ان أمارس الجنس معهم.
يتابع وصل عدد الذين مارست معهم الجنس حتى تاريخ اكتشافي للمرض قبل خمس سنوات إلى(200) بين رجل وشاب بينهم أطباء ومهندسون وأشخاص مهمين، وأخذت حياتي هذا المنحى وبدأت اكسب المال واصرف على البيت، إلى ان تعرفت على(X)، فأخذت حياتي منحى آخر".
وعن كيفية معرفته بهذا العدد الكبير من الشاذين جنسيا، يرد ماهر:" أثناء مجيئنا الآن من ساحة باب توما إلى هنا التقينا بأكثر من ثلاثة شباب شاذين، لا احد يستطيع ملاحظة ذلك، نحن نعرف بعضنا بمجرد نظرة واحدة، أنا التقي بهم بالشارع بالمطعم وبالحديقة او في اي مكان".
وذكر ماهر أسماء بعض الشوارع والحدائق بدمشق بوصفها أماكن معروفة للقاء المثليين(الكي) كما يسميهم.
جمع بين زواج مثلي وزواج طبيعي:
وعن معرفته بـ (X)، يقول ماهر:" كنت اعرف طبيب وكنا نمارس الجنس معا، وعرفني على شاب يجمع الشباب الشاذين من النوعين مع بعضهم، بناء على مواصفات جسدية وجنسية محددة، مقابل مبلغ من المال، قال لي بان لديه شاب من عائلة مرموقة وغني جدا، يريد التعرف علي، وفعلا التقيت مع(X)، ونشأت بيننا علاقة استمرت 8 سنوات وانتهت بإصابته وإصابتي بالإيدز".
يسمي ماهر علاقته مع شريكه(X) بالزواج المثلي ويقول نحن (كي) ويدافع عن الأمر قائلا: الإنسان يخلق ومعه هذا الأمر ويضيف:" في هذه الأثناء بدأت اقطع علاقاتي مع الآخرين بشكل تدريجي، واتفقنا على الإخلاص، ومارسنا حياتنا كما أي متزوجين، هو اخذ دور الزوجة وأنا كنت الزوج، وكنت اذهب لبيته وعرفني على عائلته بوصفي صديقه، وتعرف على أسرتي، والدي كان متوفى، إخوتي الشباب عرفوا بعلاقتنا، لكنهم لم يتدخلوا ربما لأنه غني وكان يصرف علينا".
يتابع "في البداية كان يعطيني إحدى السيارات التي لديه واذهب بها مشاوير، ثم اشترى لي سيارة وكتبها باسمي بقيمة مليون ليرة، فتركت عملي واشتغلت عليها، وكان يساعدنا في أي أمر تحتاجه عائلتي، وكنا نذهب إلى أفضل الأماكن وسافرنا إلى مصر، اول مرة اركب طيارة بحياتي نزلنا بأفخم فندق، وكنا كل أسبوع نذهب إلى بيروت، وقضينا وقتا ممتعا، في 8سنوات صرف علي أكثر من خمسة ملايين."
يقول ماهر:" تحت ضغط والدته، ومن اجل المجتمع، تزوج (X) بشابة، وشجعني على الزواج فتزوجت بعده بأشهر ببنت الجيران عمرها 14 سنه، وبنفس الوقت استمرت علاقتي مع(X) بسرية تامة ودون معرفة زوجتي او زوجته، في هذه الأثناء كان (X) يسافر إلى أمريكا، ويبدو انه أصيب بإحدى سفراته".
ويتابع ماهر روايته "بعد عودته إلى سوريا مرض كثيرا (إسهال وحرارة ونقص وزن) وذهب إلى للعديد من الأطباء حتى نصحه احدهم بإجراء اختبار الإيدز، حين اكتشف انه مصاب، اتصل معي ونصحني بإجراء التحليل، في البداية رفضت، ولم اصدق بان يكون معي شيء، اتصلوا معي من المركز، كنت خائف لاعتقادي أنهم يحجرون على المصاب، لكن تبين بان هذا غير صحيح، قدموا لي المساعدة والمشورة والدواء المجاني، بعد ان اكتشفوا إصابتي، وأعطوني التعليمات والتوجيهات، وطلبوا مني استخدام الواقي في حالة ممارسة الجنس".
موت الزوجة ونجاة الشاذين:
يقول د ممدوح:" حين تظهر الإصابة بالتحليل نعيده مرة ثانية ثم نتأكد منه بالمخبر المرجعي بوزارة الصحة، ونطلب من المصاب أسماء وعناوين الأشخاص الذين تربطهم علاقة جنسية به، نتصل معهم ونقنعهم بضرورة إجراء التحليل، لا يوجد بالقانون ما يحبر شخص على إجراء تحليل، وغالبا ما نجد صعوبة بإقناعهم، او بالوصول لهم، لكنهم بالنهاية يأتون ويجرون التحليل، وبسرية تامة".
يتابع ماهر:" زوجت (X) حللت وتبين أنها غير مصابة رغم مرور ثلاث سنوات على زواجهما، ولديهما طفلين عن طريق التلقيح بالأنبوب بعد غسل الحيوانات المنوية في مركز طبي متخصص بلبنان، والطفلين سليمين." اما زوجتي فقد تبين للأسف أنها مصابة بالإيدز، طبعا انا لم اقصد ذلك ولم اكن اعلم أني مصاب أساسا، وماتت (بعمر 17 سنه) بعد ثلاث سنوات من اكتشاف المرض."
يحاول ماهر ان يرد ما حدث للقدر، فكثير ممن اقام علاقة مع شاذة معهم، جلبهم للمركز وحللوا وكانوا جميعا غير مصابين، رغم ان احدهم استمرت علاقته به لسنتين، فقط زوجته التي لم تعرف رجلا آخر غيره، والتي كانت تعيش علاقة زواج طبيعية أصيبت وماتت.
وأخرى تزوجته رغم معرفتها بإصابته:
يتابع ماهر:"بعد موت زوجتي الأولى، التقيت بزوجتي الحالية ونشأت بيننا علاقة حب، فصارحتها بوضعي وطلبت منها الزواج فوافقت، ونحن متزوجين منذ ثلاث سنوات ونستخدم الواقي الجنسي ولم يحدث لها أي شيء، مشكلتنا فقد بإنجاب الأولاد..
صديقي (X) تخلى عني، رغم حاجتي الماسة له، خاصة ببداية اكتشاف المرض، ثم طلبت مساعدته لان طفل الأنبوب مكلف، خاصة لمريض الإيدز، والمراكز السورية لا تستطيع القيام بمثل هذه العملية، (غسل الحيوانات المنوية لمصاب بالإيدز)، لكنه لم يساعدني.
مرض الإيدز لا يناسب الفقراء، صحيح ان الدواء مجاني لكن هناك أمراض مرافقة واي مرض حتى التهاب البلعوم يصبح خطير، ويحتاج المريض إلى مقويات وأطعمة وتحاليل إضافية".
وقد اخبرنا د.ممدوح بان المريض يجري تحاليل دورية تكلف 6 ألاف ليرة، والوزارة تدرس الآن إمكانية جعلها مجانا.
يتابع ماهر:" قررت وزوجتي تبني طفل، ذهبنا الى مركز زيد بن حارثة لتبني طفل لقيط وتقدمنا بطلب، وأطلعناهم على كل التفاصيل، وحين عرفوا إني مصاب رفضوا طلبنا، معللين رفضهم بأنه يحب ان أكون خالي من المرض، اذا كنت خالي من الأمراض فلماذا أتبنى طفل..؟
توجهنا لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتعهدنا بتسجيل البيت باسم الطفل، لكنهم رفضوا أيضا قائلين بان الطفل سيربى يتيم في حال موتي، متناسين ان الطفل بالأساس ليس لديه أب و لا أم، لا اعرف أين تكمن المشكلة، هل يتصورون أني سأعتدي عليه..!"
سرية المصابين وشفافية الأرقام:
الأشخاص الذين يعرفون بمرض ماهر هم، زوجته وأخوية، وشريكه المصاب والدكتور ممدوح مدير المركز، عدا عن ذلك فان ماهر يمارس حياته الاجتماعية بشكل طبيعي ويذهب إلى العمل كل يوم ويمارس الرياضة، والأمر الوحيد النادم عليه بسبب المرض هو حرمانه من الأولاد، وينصح الآخرين باستخدام الواقي.
د. هيثم سويدان مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في سوريا اطلعنا على عدد حالات الإصابة بالمرض المكتشفة والمسجلة في سوريا حتى نهاية 2006 وهي (447) حالة، منهم (187) غير سوريين، و(260)سوريين، (47) حالة من السوريين انتقلت العدوى فيها من الزوج للزوجة، و(28) أصيبوا بسبب ممارستهم اللواطه، و(134)أصيبوا بسبب علاقات جنسية خارج إطار الزواج و(19) بسبب نقل الدم ومشتقاته و(9) مخدرات وريدية و(10)من الام للجنين.
ومن الملاحظ ان عدد المصابين ارتفع للضعف خلال سنتين ففي عام 2004 سُجل 35 حالة بينما في عام 2006 سُجل 70 حالة.
وأشار د.سويدان بان عدد الإصابات المقدرة في القطر يتراوح بين(1000 و1500) حالة
في مركز مكافحة الإيدز بدمشق أكد مدير المركز د.ممدوح نسلي على الأهمية القصوى لسرية أسماء المرضى وعناوينهم وكل ما يدل على شخصيتهم، قائلا:" هذه الأمور لا احد يطلع عليها سوى مدير المركز ومن يعطيهم الدواء حصرا."
اتفقنا على عدم خرق هذا المبدأ، مقابل ترتيب موعد مع احد المصابين.
فاجأني حين رأيته، عرفني على نفسه باسم "ماهر": شاب رياضي المظهر، في الثلاثين من عمره، أنيق، يلبس بنطال جينز وقميص مخطط بالأبيض، يضع الجل على شعره المصفف بعناية، ابتسم حين صافحته، لا شيء بمظهره يدل على انه يحمل فيروس الإيدز في جسده منذ 5 سنوات، او يشير إلى ما عرفته لاحقا عن شذوذه الجنسي.
يمارس الشذوذ الجنسي منذ سن الـ14:
جلسنا في احد مقاهي دمشق القديمة، كان الجو حارا، قطرات من العرق احتلت مكانها فوق جبينه، نبهني بان لا علاقة للأمر بالمرض، وأكد ما سبق وسمعته من أطباء المركز بان الإيدز لا ينتقل عن طريق المصافحة والملامسة ولا عن طريق المشاركة بأدوات الطعام والشراب ولا حتى من خلال السعال والعطس، وعبر عن استعداده لفتح صفحة حياته الخاصة دون أي تحفظ او حرج.
فقال:"أول تجربة لممارسة الجنس كان عمري 14 عام، وكانت مع شاب من الحارة بالعشرين من عمره، تركت المدرسة بسبب فقر عائلتي الشديد، رغم تفوقي دائما كنت احصل المرتبة الأولى، بالصف السابع لم يكن بمقدور أهلي ان يشتروا لي بذلة الفتوة و لا البوط، أبي كان موظف راتبه 3 آلاف ليرة، ونحن 7 أشخاص، بدأت أتنقل من ورشة إلى أخرى ومن عمل لآخر، ودائما كنت التقي برجال يطلبون مني ان أمارس الجنس معهم.
يتابع وصل عدد الذين مارست معهم الجنس حتى تاريخ اكتشافي للمرض قبل خمس سنوات إلى(200) بين رجل وشاب بينهم أطباء ومهندسون وأشخاص مهمين، وأخذت حياتي هذا المنحى وبدأت اكسب المال واصرف على البيت، إلى ان تعرفت على(X)، فأخذت حياتي منحى آخر".
وعن كيفية معرفته بهذا العدد الكبير من الشاذين جنسيا، يرد ماهر:" أثناء مجيئنا الآن من ساحة باب توما إلى هنا التقينا بأكثر من ثلاثة شباب شاذين، لا احد يستطيع ملاحظة ذلك، نحن نعرف بعضنا بمجرد نظرة واحدة، أنا التقي بهم بالشارع بالمطعم وبالحديقة او في اي مكان".
وذكر ماهر أسماء بعض الشوارع والحدائق بدمشق بوصفها أماكن معروفة للقاء المثليين(الكي) كما يسميهم.
جمع بين زواج مثلي وزواج طبيعي:
وعن معرفته بـ (X)، يقول ماهر:" كنت اعرف طبيب وكنا نمارس الجنس معا، وعرفني على شاب يجمع الشباب الشاذين من النوعين مع بعضهم، بناء على مواصفات جسدية وجنسية محددة، مقابل مبلغ من المال، قال لي بان لديه شاب من عائلة مرموقة وغني جدا، يريد التعرف علي، وفعلا التقيت مع(X)، ونشأت بيننا علاقة استمرت 8 سنوات وانتهت بإصابته وإصابتي بالإيدز".
يسمي ماهر علاقته مع شريكه(X) بالزواج المثلي ويقول نحن (كي) ويدافع عن الأمر قائلا: الإنسان يخلق ومعه هذا الأمر ويضيف:" في هذه الأثناء بدأت اقطع علاقاتي مع الآخرين بشكل تدريجي، واتفقنا على الإخلاص، ومارسنا حياتنا كما أي متزوجين، هو اخذ دور الزوجة وأنا كنت الزوج، وكنت اذهب لبيته وعرفني على عائلته بوصفي صديقه، وتعرف على أسرتي، والدي كان متوفى، إخوتي الشباب عرفوا بعلاقتنا، لكنهم لم يتدخلوا ربما لأنه غني وكان يصرف علينا".
يتابع "في البداية كان يعطيني إحدى السيارات التي لديه واذهب بها مشاوير، ثم اشترى لي سيارة وكتبها باسمي بقيمة مليون ليرة، فتركت عملي واشتغلت عليها، وكان يساعدنا في أي أمر تحتاجه عائلتي، وكنا نذهب إلى أفضل الأماكن وسافرنا إلى مصر، اول مرة اركب طيارة بحياتي نزلنا بأفخم فندق، وكنا كل أسبوع نذهب إلى بيروت، وقضينا وقتا ممتعا، في 8سنوات صرف علي أكثر من خمسة ملايين."
يقول ماهر:" تحت ضغط والدته، ومن اجل المجتمع، تزوج (X) بشابة، وشجعني على الزواج فتزوجت بعده بأشهر ببنت الجيران عمرها 14 سنه، وبنفس الوقت استمرت علاقتي مع(X) بسرية تامة ودون معرفة زوجتي او زوجته، في هذه الأثناء كان (X) يسافر إلى أمريكا، ويبدو انه أصيب بإحدى سفراته".
ويتابع ماهر روايته "بعد عودته إلى سوريا مرض كثيرا (إسهال وحرارة ونقص وزن) وذهب إلى للعديد من الأطباء حتى نصحه احدهم بإجراء اختبار الإيدز، حين اكتشف انه مصاب، اتصل معي ونصحني بإجراء التحليل، في البداية رفضت، ولم اصدق بان يكون معي شيء، اتصلوا معي من المركز، كنت خائف لاعتقادي أنهم يحجرون على المصاب، لكن تبين بان هذا غير صحيح، قدموا لي المساعدة والمشورة والدواء المجاني، بعد ان اكتشفوا إصابتي، وأعطوني التعليمات والتوجيهات، وطلبوا مني استخدام الواقي في حالة ممارسة الجنس".
موت الزوجة ونجاة الشاذين:
يقول د ممدوح:" حين تظهر الإصابة بالتحليل نعيده مرة ثانية ثم نتأكد منه بالمخبر المرجعي بوزارة الصحة، ونطلب من المصاب أسماء وعناوين الأشخاص الذين تربطهم علاقة جنسية به، نتصل معهم ونقنعهم بضرورة إجراء التحليل، لا يوجد بالقانون ما يحبر شخص على إجراء تحليل، وغالبا ما نجد صعوبة بإقناعهم، او بالوصول لهم، لكنهم بالنهاية يأتون ويجرون التحليل، وبسرية تامة".
يتابع ماهر:" زوجت (X) حللت وتبين أنها غير مصابة رغم مرور ثلاث سنوات على زواجهما، ولديهما طفلين عن طريق التلقيح بالأنبوب بعد غسل الحيوانات المنوية في مركز طبي متخصص بلبنان، والطفلين سليمين." اما زوجتي فقد تبين للأسف أنها مصابة بالإيدز، طبعا انا لم اقصد ذلك ولم اكن اعلم أني مصاب أساسا، وماتت (بعمر 17 سنه) بعد ثلاث سنوات من اكتشاف المرض."
يحاول ماهر ان يرد ما حدث للقدر، فكثير ممن اقام علاقة مع شاذة معهم، جلبهم للمركز وحللوا وكانوا جميعا غير مصابين، رغم ان احدهم استمرت علاقته به لسنتين، فقط زوجته التي لم تعرف رجلا آخر غيره، والتي كانت تعيش علاقة زواج طبيعية أصيبت وماتت.
وأخرى تزوجته رغم معرفتها بإصابته:
يتابع ماهر:"بعد موت زوجتي الأولى، التقيت بزوجتي الحالية ونشأت بيننا علاقة حب، فصارحتها بوضعي وطلبت منها الزواج فوافقت، ونحن متزوجين منذ ثلاث سنوات ونستخدم الواقي الجنسي ولم يحدث لها أي شيء، مشكلتنا فقد بإنجاب الأولاد..
صديقي (X) تخلى عني، رغم حاجتي الماسة له، خاصة ببداية اكتشاف المرض، ثم طلبت مساعدته لان طفل الأنبوب مكلف، خاصة لمريض الإيدز، والمراكز السورية لا تستطيع القيام بمثل هذه العملية، (غسل الحيوانات المنوية لمصاب بالإيدز)، لكنه لم يساعدني.
مرض الإيدز لا يناسب الفقراء، صحيح ان الدواء مجاني لكن هناك أمراض مرافقة واي مرض حتى التهاب البلعوم يصبح خطير، ويحتاج المريض إلى مقويات وأطعمة وتحاليل إضافية".
وقد اخبرنا د.ممدوح بان المريض يجري تحاليل دورية تكلف 6 ألاف ليرة، والوزارة تدرس الآن إمكانية جعلها مجانا.
يتابع ماهر:" قررت وزوجتي تبني طفل، ذهبنا الى مركز زيد بن حارثة لتبني طفل لقيط وتقدمنا بطلب، وأطلعناهم على كل التفاصيل، وحين عرفوا إني مصاب رفضوا طلبنا، معللين رفضهم بأنه يحب ان أكون خالي من المرض، اذا كنت خالي من الأمراض فلماذا أتبنى طفل..؟
توجهنا لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتعهدنا بتسجيل البيت باسم الطفل، لكنهم رفضوا أيضا قائلين بان الطفل سيربى يتيم في حال موتي، متناسين ان الطفل بالأساس ليس لديه أب و لا أم، لا اعرف أين تكمن المشكلة، هل يتصورون أني سأعتدي عليه..!"
سرية المصابين وشفافية الأرقام:
الأشخاص الذين يعرفون بمرض ماهر هم، زوجته وأخوية، وشريكه المصاب والدكتور ممدوح مدير المركز، عدا عن ذلك فان ماهر يمارس حياته الاجتماعية بشكل طبيعي ويذهب إلى العمل كل يوم ويمارس الرياضة، والأمر الوحيد النادم عليه بسبب المرض هو حرمانه من الأولاد، وينصح الآخرين باستخدام الواقي.
د. هيثم سويدان مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في سوريا اطلعنا على عدد حالات الإصابة بالمرض المكتشفة والمسجلة في سوريا حتى نهاية 2006 وهي (447) حالة، منهم (187) غير سوريين، و(260)سوريين، (47) حالة من السوريين انتقلت العدوى فيها من الزوج للزوجة، و(28) أصيبوا بسبب ممارستهم اللواطه، و(134)أصيبوا بسبب علاقات جنسية خارج إطار الزواج و(19) بسبب نقل الدم ومشتقاته و(9) مخدرات وريدية و(10)من الام للجنين.
ومن الملاحظ ان عدد المصابين ارتفع للضعف خلال سنتين ففي عام 2004 سُجل 35 حالة بينما في عام 2006 سُجل 70 حالة.
وأشار د.سويدان بان عدد الإصابات المقدرة في القطر يتراوح بين(1000 و1500) حالة