-
دخول

عرض كامل الموضوع : زارعو الملح في جرد القدموس وخارطة الفقر الأسود!


زوربا
20/08/2007, 03:52
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////;20Moustafa/kadmous/6.jpg


ربما كان يحمل من اسمه الأول أكثر مما يحمل اسمه الثاني من معان، ولا يعني ذلك أنه مقفر من الحياة البشرية أو من الغابات، بل على العكس من ذلك...

فعلى الرغم من طبيعته الصخرية القاسية يعج الجرد بالناس الذين عاشوا في منطقة جبلية تخيم عليها الغابات والنباتات البرية، التي لم تستطع اليد البشرية تطويع طبيعتها سواء بالمدرجات التي تدعى بلهجة السكان بالـ(مساكب)، أو بالحيازات الزراعية الصغيرة التي لا تتعدى كل منها بضعة أمتار كمحاولة يائسة لإعلان الوجود البشري في هذه الحياة الضارية من جهة، والتمسك بما يسد الرمق من جهة أخرى!
ولهذا فإن حكايا الجميع هنا متشابهة فلا شيء يسود هذا الجرد كما يسوده الفقر!

ناس من عالم آخر أشخاص بسيطين لم تلوثهم حياة المدينة، وريف بحظ عاثر!
هذا ما سيتبادر إلى ذهنك عند مشاهدة سكان الجرد المقسمين على قرى متفرقة تتناوب درجات الفقر فيما بينها ليصل الفقر الأسود إلى درجاته العليا في قرى الطواحين، حدادة، دوقة، رام ترزة، دير الجرد، بلوسي، رغم أن دير الجرد تحتوي لوحدها 4000 نسمة!
إنه ريف طرطوس المهمل بكل إشكالياته، وهنا مفارقة لا يمكن أن تحيد عنها وهي أن طرطوس كمحافظة مصنفة ضمن خارطة الفقر السورية كثاني أفقر المحافظات السورية،عدا بانياس التي تتوقف الحياة فيها بعد الساعة الثانية ظهراً، ولا بد لك من إضافة ملاحظة تتعلق بطرطوس كمدينة هادئة لا يعكر صفوها شيء بعد الساعة الثامنة مساء على أقصى تقدير!
قد لا يرى البعض في ذلك شيئاً، على الرغم من كونه مؤشراً بسيطاً عن البطالة والركود الذي تعانيه هاتين المدينتين،



////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////;طرطوس المذكورة في خارطة الفقر لم ترى قراها الفقيرة شيئاً من مشاريع التنمية الريفية التي وعدت بها الخارطة رغم مرور عامين على صدورها!
والحال كذلك فإن الصورة ستصبح أكثر تراجيدية في الريف مع المشاكل التي تعانيها القرى، والناجمة عن طبيعتها المتوحشة التي جعلت الأراضي الزراعية قليلة، والحلول كانت عبر مبادرات ذاتية بمعظمها، فبما أن الحكومة نسيت هذه المنطقة وجعلتها خارج حدود الوطن بتجاهلها لها، لم ينتظر الأهالي كثيراً أو بالأحرى المزيد من الوعود الحكومية، وجمعوا مبلغ مليونين ليرة لاستئجار بلدوزر لتعزيل الصخور والحجار من الأراضي وهذا لم يجدي نفعاً لأن الأراضي معظمها يغلب عليه البحص!

الفاعل في المفعول بهم!!
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////;لطريق للجرد سيء بسبب وعورته الناجم عن ارتفاع الجرد عن سطح البحر عند أول قرية (الطواحين) حوالي 800 متر، والرقم الأخير يرتفع تدريجياً عند الوصول لكل قرية من القرى الباقية ليصل إلى حوالي 1200 متر عند (بلوسي)، وهو ما يجعلها شديدة البرودة شتاء ومعتدلة صيفاً مع العلم إن فصل الصيف هو فصل قصير لا يتجاوز الثلاث أشهر كما يقول الأهالي.

الريف الخالي والهجرة الداخلية نموذجاً!
هذا الريف بكل تناقضاته الصارخة والتي اجتمعت به لتزيده بؤساً واقفراراً مع ازدياد هجرة أبنائه منه بسبب البطالة، ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////;هؤلاء معظمهم توجه نحو المدن الداخلية كما تقول (سكيبة حسن): لدينا العديد من حاملي شهادة البكالوريا وخريجي المعاهد وحتى الجامعات منهم المهندسين وهؤلاء كلهم غير موظفين وكلهم يعملوا بـ(الفاعل)، والفاعل تعني بلهجة السكان العمل كمزارعين بالأجرة، وبذلك تضيق الحلول والأرض بهم لتشكل نوعاً من التعذيب اليومي، نظراً لكون المنطقة غير مخدمة من حيث المواصلات، لذلك تغلب الهجرة الداخلية باتجاه (الساحل) إلى طرطوس وبانياس، ما يفسر انتشار البيوت البلاستيكية في هذه المناطق، والسبب بسيط وواضح، فأبناء الريف لا مكان لهم في قراهم، لذلك يتوجهوا للعمل في البيوت البلاستيكية وبموسم البندورة في الساحل، وبالطبع ليس في هذه المناطق الجبلية النائية التي تعاني من مجموعة من المشاكل الخدمية أبسطها انقطاع الكهرباء والهاتف شتاء وعدم وجود المواصلات و حتى عدم وجود مستوصف في كل الجرد!

نكتة بائتة..!
أو هناك حل آخر وهو شبه نادر وهو التوظيف في القطاع الحكومي والذي يعني الانتقال إلى المدن الساحلية أو إلى العاصمة، أو يأتي الحل الأخير والذي كان سائداً حتى فترة قريبة، وهو العمل في لبنان كـ(علي حسن) الذي عمل في قص أشجار الحمضيات والزيتون وتقليمها في لبنان بدخل يومي قدره (1500) ل س مع الإيجار ومنها استطاع الحياة وأسرته المؤلفة من 7 أطفال، وليس السؤال هنا هو كيف يعيش علي وأسرته، بقدر ماهو كيف استطاع الحياة وأسرته وتربية أطفاله على مدى 30عاماً (وأكثر) بدخل كهذا؟
وفي سوريا لا يتجاوز دخل علي في العمل ذاته 500 ل س يومياً، مع لحظ أن هذا العمل في كل من (لبنان وسوريا) متوفر لفترة محدودة من السنة!
وهذا التوجه يحسم موقف الفلاحين الرافض للقروض الريفية البائسة التي لا تتجاوز في أفضل الأحوال 30ألف، والتي تعبر عن التنمية الرشيدة على الطريقة السورية وكيفية دعم الفلاح الذي كما هو واضح لم يهجر أرضه عبثاً، ويقدم أيضاً جزءاً من فسيفساء حياة الفلاحين في سوريا، التي (للمفارقة) لا نزال نصر على تصنيفها إلى اليوم كبلد زراعي، وهنا عليك أخذ نفس عميق لابتلاع هذه الطرفة الساذجة خاصة وأنت تعلم جيداً الطرق البدائية في الزراعة والفاشلة في وسائل الري وخسارة الفلاح ببيع موسمه بأقل من سعر التكلفة أمام سطوة تجار سوق الهال، هذا كله يشرح دون أي لبس كيفية دعم الفلاح وفق السياسات الحكومية الرشيدة!

الموت البطيء لفقراء لا يستطيعون غسل وجوههم !
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////;كل ما ذكر سابقاً لا يكفي لتصوير واقع المنطقة جيداً، فكما تقول ملك سعادات (هون في فقر حتى تقولوا حاج...بيكفي)!
خاصة مع عدم امتلاك هذه القرية الماء، لأن المشاريع الحكومية الخدمية لم تصل بعد للجرد، وهذا يزيد الفقراء فقراً، ويزيد استغلالهم من قبل بعضهم البعض للبقاء على قيد الحياة، فصهريج المياه يكلف 500 ل س لمسافة3 كيلومتر لا تتجاوز ربع ساعة زمنياً ولا تكفي (مع التقنين) لعشرة أيام...إنه احتكار الفقر للفقر!
إحدى السيدات في القرية أرملة وأم لأربعة أطفال لا تمتلك ثمن ربطة الخبز، لذلك أحلامها بسيطة جداً وأكبر هذه الأحلام، هو الاستيقاظ في الصباح الباكر وتوفر المياه لتغسل بها وجهها و وجوه أطفالها...وحتى الآن هذا الحلم ما يزال ( بعيد المنال)!
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////;معاناتها تزداد شتاء ( ثريا) لأنها لا تمتلك ثمن المازوت الذي يصل للقرية (الباردة جداً) إلا بالأحلام السعيدة!
أما محاولة جمع الحطب من الغابات ستكون مغامرة ثمنها طائل بالنسبة لأرملة لا قدرة لها على دفع مخالفة 200 ل س و قضاء ستة أشهر في السجن بفضل مأمور الحراج الذي لم يجد سوى هؤلاء الفقراء لتطبيق قانون الحراج عليهم!

استغلال أم دعم!
هكذا و وفقاً لكل هذه الإحداثيات القاتمة، الزراعة هنا محكومة بالفشل بسبب برودة المنطقة وانعدام المياه فيها، تقول لي تمرا:(إذا ما شتى الرب ما بيصير عنا مي)!
بالإضافة إلى أن الصقيع القارص يجعل محاصيل الأراضي ضعيفة وغير منتجة كالزيتون الذي ينمو دون أن يحمل، كمحاولة من الطبيعة للاعتراض على قسوة الحياة وشظفها!
وكذلك الزراعات الأخرى كالتبغ أو(التتن بلهجة القرويين) الذي لا يعطي إنتاجية عالية، بالإضافة لكون المزارعين محكومين ببيع 30% من انتاجهم (القليل أصلاً) لمؤسسة الريجة، التي بدورها تدفع ثمن الكيلو 70إلى 100 ل س في أفضل الأحوال، مع العلم أن ثمنه في السوق لا يقل عن 200 ل س!
ما يعني (بشكل أو بآخر) إجبار الفلاحين ودفعهم لبيعه في المناطق الشرقية، ووفقاً للجمارك يعد هذا تهريب يزج بالفلاح بالسجن هذا عدا الغرامة والمخالفة!

بعد كل هذا ماذا يمكن أن نضيف؟
هل نتحدث عن الفقر الأسود أم عن القوانين التي لم تستطع أن تفعل شيئاً للفقراء سوى زيادتهم فقراً؟
ضمن ذلك يمكن إدراج بادرة جديدة على السياسات الحكومية باعترافها بهم وبوجودهم، دون أن تفعل شيئاً لهم ودون امتلاك الجرأة على السؤال لماذا هؤلاء فقراء، فهي اعترفت بهم وكفى!
والأمثلة الشعبية هي خير دليل على السياسات الحكومية التي سارت وفق مقولة (الفقر ما بيجر غير الفقر والقمل ما بيجر غير الصئبان)، ولذلك ستنتظرك في كل قرى الجرد الكثير من الطرف المستمدة من الواقع (للأسف)، والتي لم تأتي عبثاً رغم كل سخريتها الفجة، فتلقب قرية (رام ترزة) بزارعي الملح نسبة لحادثة حقيقية حصلت فيها من زمن بعيد، عندما كانت بانياس (ناحية) يقصدها القرويون لشراء احتياجاتهم و من ضمنها الملح، الذي ظنوا أنهم بإمكانهم زراعته بسبب جهلهم وفقرهم وعدم قدرتهم حتى على شراءه!
وفي ظل هذا الواقع الرديء الذي لم يقدم صورة مختلفة كثيراً عن حال الفلاحين في زمن (الآغاوات)، يبدو خيار زراعة الملح لا يزال صالحاً للبحث وربما للتجربة مجدداً بالنسبة لسكان الجرد!

سها مصطفى - سيريانيوز

زوربا
22/08/2007, 23:35
ولو أنو المقال عمرو سنة....بس الوضع لساتو هيك......والأكيد أنو في ناس عايشين تحت خط الفقر الأسود بالوقت اللي بتلاقي ناس عايشين بثراء فاحش..........وأنا شخصيا شفت هادا الوضع بعيوني وعشتو....مين كان يصدق أنو ريف طرطوس هو تاني أفقر ريف بسوريا...

الحب الازرق
24/08/2007, 10:32
بكره كل عيلة بدو يعطوها 12000 ليرة ...
وهي حلو المشكلي

زوربا
03/09/2007, 17:36
12000 بالشهر...ما شي الحال..بتحل أزمة
بس بالسنة!!! ما بتطعمي نملة

البركان.
03/09/2007, 17:38
والله انا مافهمت العنوان بس الباقي فهمتوا :?

زوربا
03/09/2007, 20:37
زارعو الملح ..نسبة لحكاية قديمة من الجرد.. عن ناس حاولو يزرعوا الملح .. وهادا بيدل عالجهل والفقر