ما بعرف
21/08/2007, 03:31
ميشيل هوبينك
كيف سيتعامل المسلمون الهولنديون مع هذا الجو المفعم بالتوتر حول الإسلام في هولندا؟ اثنان من المسلمين الليبراليين يبحثان عن طريق وسط بين السلفية المسلمين السابقين أمثال إحسان جامي الذي تخلى عن الإسلام.
صحيفة "ان آر سي" نشرت على صفحتها الأولى قصتيهما.
تيمور ورامي الدرديري اثنان من مسلمي هولندا من أصول مصرية، أكملا تعليمها الجامعي، يتأملان بحزن العودة إلى سنوات الصبا في قرية في اقليم ليمبورخ جنوبي هولندا حيث تم قبولهما بوصفهما مسلمين لا يختلفان كثيرا عن الروم الكاثوليك، يراقب الأخوان بأسى وحسرة كيف يتغير الموقف من الإسلام ببطء في اتجاه سلبي.
في إحدى المدارس الثانوية الخاصة بالطلاب المتفوقين طور الأخوان درديري صورتهما للإسلام الليبرالي ووجدا أذانا صاغية وتفهما لدى غالبية طلاب ومعلمي المدرسة غير المؤمنين. كان موقفا اعتذارنا كما اعترفا "ركزنا على الآيات القرآنية التي تتناسب مع فهمنا وموقفنا فيما عملنا إعادة الآيات التي تهضم حقوق النساء إلي سياقها التاريخ في الجزيرة في القرن السابع الميلادي أو تجاهلناها كليا."
لكن مع أحداث 11 سبتمبر عام 2001 فقدا كل ذلك التفهم بضربة واحدة ولم يعد بوسعهما الترويج لإسلامها الليبرالي. اختطف الحوار حول الإسلام في هولندا بواسطة المتشددين من الطرفين. منتقدو الإسلام العلمانيون من جهة والأصوليين المسلمين من جهة أخرى، ومنذ ذلك الوقت تعمق الخلافات والهوة بين الطرفين لكنهما، للغرابة، يتفقان تماما حول أمر واحد فقط هو ضرورة فهم القرآن وتفسيره حرفيا.
بالنتيجة علق الإسلام في هولندا في سجال محدود وضيق الأفق حول فهم القرآن وصل ذروته بدعوة خيرت فيلدز لحظر القرآن.في الوقت نفسه، فشل المسلمون المعتدلون في بلورة إجابة مقنعة لهذا السؤال، رافضين ومتجاهلين أية انتقادات ومتمسكين بموقفهم الاعتذراي ومكررين بعناد وتشنج أن القرآن مسالم وينبذ العنف.
شعر الأخوان درديري بالعجز في هذا الوضع الجديد لكنهما لحسن الحظ شعرا بعض الارتياح، المؤقت على الأقل، بالخروج من الوضع السجالي الضيق الأفق في هولندا. بحثا عن آفاق أوسع وهواء نقي غادر كلاهما هولندا للدراسة في الخارج.
سافر رامي إلى اندونيسيا حيث أسس صلات جديدة مع إسلاميين منفتحين ويمكنهم أن يتبنوا موقفا نقديا من الإسلامي ويؤمنون بالعقل كوسيلة لترجمة المبادئ الإسلامية لأرض الواقع، ويؤيدون تعدد التأويلات والتفسيرات في الإسلام. ويقود هؤلاء مع عدد كبير من المفكرين والصحفيين والفنانين نضال الاندونيسيين من اجل حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية الاعتقاد.
كما اكتشف أن الأصولية، تنشا في الغالب نتيجة الجهل. بالنسبة لذوي الخلفية الدينية فإن تعدد التفسيرات والتأويلات تعتبر أمر بديهيا. وفي غالب الأحوال لا ينجذب للتطرف والتفسير المتشدد للإسلام إلا ذوي المعرفة المحدودة بالدين والتي تتسم بالتبسيط المخل وينظر فيه للخير والشر بشكل مطلق ومبسط .
في نفس الوقت كان تيمور يعيش تيمور في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يسود مناخ أكثر تسامحا واسترخاء حيال الدين.
في أوربا وبالذات هولندا، التي خرجت حديثا من الجدل والنزاع الديني، ليس بامكان المرء أن يتعاطى مع الدين بارتياح وبطريقة خالية من التوتر في الحياة العامة، أصبح ينظر للإسلام علامة على التخلف وعائقا أمام الاندماج بالمجتمع.
وفقا للاخوين درديري، يرى الأوربيون أن المهاجر المثالي هو الذي يترك معتقده على الحدود قبل أن يأتي إلى أوربا. لكن في أمريكا، ينظر للتعبير العلني عن المعتقدات كعامل ايجابي مهم في الاندماج، ولذلك نجد أن اندماج المسلمين في المجتمع الأوربي اقل إشكالية من أوربا.
يرى الاخوان الدرديري أن الحوار في هولندا لم يحقق أي تقدم يذكر:
"بعد نصف قرن من الجدل لازلنا نتحدث عن الحجاب وغطاء الرأس وأصبح الجدال مملا."
يوجه الأخوان الدرديري انتقادات مريرة إلى الطرفين ويجدان أن على هولندا أن تطور تفهما وتسامحا تجاه الحوار حول الدين في الحياة العامة، وعلى المسلمين الهولنديين إلا يسمحوا للمتطرفين باختطاف الحوار. عوضا عن النظرة التبسيطية المخلة للأصوليين ومنتقدي الإسلام المسكونين بالتفسير الحرفي للقرآن على حد سواء، عليهم أن يؤكدوا على تعددية التفسيرات والتاويلات في الإسلام.
وحسب رامي وتيمور فان الجدال حول الإسلام أكثر أهمية من أن يتوقف على سجال سخيف حول آيات بلغ عمرها أربعة عشر قرنا:
"الكل خاسر تقريبا في السجال الدائر بين الأصوليين ومنتقدي الإسلام، فهم يستدلون من القرآن بما يناسبهم ويدعم أرائهم من آيات. يتلقى الهولندي العادي مخيفة وحدية عن الإسلام، فيما يستبعد المسلمون المعتدلون والليبراليون من الحوار ويشعرون بالغربة عنه. ولا يشعر بالارتياح في هذا الوضع إلا المتطرفون لأنهم يحظون بالتصديق عندما يزعمون أنهم يمثلون صحيح الإسلام."
كيف سيتعامل المسلمون الهولنديون مع هذا الجو المفعم بالتوتر حول الإسلام في هولندا؟ اثنان من المسلمين الليبراليين يبحثان عن طريق وسط بين السلفية المسلمين السابقين أمثال إحسان جامي الذي تخلى عن الإسلام.
صحيفة "ان آر سي" نشرت على صفحتها الأولى قصتيهما.
تيمور ورامي الدرديري اثنان من مسلمي هولندا من أصول مصرية، أكملا تعليمها الجامعي، يتأملان بحزن العودة إلى سنوات الصبا في قرية في اقليم ليمبورخ جنوبي هولندا حيث تم قبولهما بوصفهما مسلمين لا يختلفان كثيرا عن الروم الكاثوليك، يراقب الأخوان بأسى وحسرة كيف يتغير الموقف من الإسلام ببطء في اتجاه سلبي.
في إحدى المدارس الثانوية الخاصة بالطلاب المتفوقين طور الأخوان درديري صورتهما للإسلام الليبرالي ووجدا أذانا صاغية وتفهما لدى غالبية طلاب ومعلمي المدرسة غير المؤمنين. كان موقفا اعتذارنا كما اعترفا "ركزنا على الآيات القرآنية التي تتناسب مع فهمنا وموقفنا فيما عملنا إعادة الآيات التي تهضم حقوق النساء إلي سياقها التاريخ في الجزيرة في القرن السابع الميلادي أو تجاهلناها كليا."
لكن مع أحداث 11 سبتمبر عام 2001 فقدا كل ذلك التفهم بضربة واحدة ولم يعد بوسعهما الترويج لإسلامها الليبرالي. اختطف الحوار حول الإسلام في هولندا بواسطة المتشددين من الطرفين. منتقدو الإسلام العلمانيون من جهة والأصوليين المسلمين من جهة أخرى، ومنذ ذلك الوقت تعمق الخلافات والهوة بين الطرفين لكنهما، للغرابة، يتفقان تماما حول أمر واحد فقط هو ضرورة فهم القرآن وتفسيره حرفيا.
بالنتيجة علق الإسلام في هولندا في سجال محدود وضيق الأفق حول فهم القرآن وصل ذروته بدعوة خيرت فيلدز لحظر القرآن.في الوقت نفسه، فشل المسلمون المعتدلون في بلورة إجابة مقنعة لهذا السؤال، رافضين ومتجاهلين أية انتقادات ومتمسكين بموقفهم الاعتذراي ومكررين بعناد وتشنج أن القرآن مسالم وينبذ العنف.
شعر الأخوان درديري بالعجز في هذا الوضع الجديد لكنهما لحسن الحظ شعرا بعض الارتياح، المؤقت على الأقل، بالخروج من الوضع السجالي الضيق الأفق في هولندا. بحثا عن آفاق أوسع وهواء نقي غادر كلاهما هولندا للدراسة في الخارج.
سافر رامي إلى اندونيسيا حيث أسس صلات جديدة مع إسلاميين منفتحين ويمكنهم أن يتبنوا موقفا نقديا من الإسلامي ويؤمنون بالعقل كوسيلة لترجمة المبادئ الإسلامية لأرض الواقع، ويؤيدون تعدد التأويلات والتفسيرات في الإسلام. ويقود هؤلاء مع عدد كبير من المفكرين والصحفيين والفنانين نضال الاندونيسيين من اجل حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية الاعتقاد.
كما اكتشف أن الأصولية، تنشا في الغالب نتيجة الجهل. بالنسبة لذوي الخلفية الدينية فإن تعدد التفسيرات والتأويلات تعتبر أمر بديهيا. وفي غالب الأحوال لا ينجذب للتطرف والتفسير المتشدد للإسلام إلا ذوي المعرفة المحدودة بالدين والتي تتسم بالتبسيط المخل وينظر فيه للخير والشر بشكل مطلق ومبسط .
في نفس الوقت كان تيمور يعيش تيمور في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يسود مناخ أكثر تسامحا واسترخاء حيال الدين.
في أوربا وبالذات هولندا، التي خرجت حديثا من الجدل والنزاع الديني، ليس بامكان المرء أن يتعاطى مع الدين بارتياح وبطريقة خالية من التوتر في الحياة العامة، أصبح ينظر للإسلام علامة على التخلف وعائقا أمام الاندماج بالمجتمع.
وفقا للاخوين درديري، يرى الأوربيون أن المهاجر المثالي هو الذي يترك معتقده على الحدود قبل أن يأتي إلى أوربا. لكن في أمريكا، ينظر للتعبير العلني عن المعتقدات كعامل ايجابي مهم في الاندماج، ولذلك نجد أن اندماج المسلمين في المجتمع الأوربي اقل إشكالية من أوربا.
يرى الاخوان الدرديري أن الحوار في هولندا لم يحقق أي تقدم يذكر:
"بعد نصف قرن من الجدل لازلنا نتحدث عن الحجاب وغطاء الرأس وأصبح الجدال مملا."
يوجه الأخوان الدرديري انتقادات مريرة إلى الطرفين ويجدان أن على هولندا أن تطور تفهما وتسامحا تجاه الحوار حول الدين في الحياة العامة، وعلى المسلمين الهولنديين إلا يسمحوا للمتطرفين باختطاف الحوار. عوضا عن النظرة التبسيطية المخلة للأصوليين ومنتقدي الإسلام المسكونين بالتفسير الحرفي للقرآن على حد سواء، عليهم أن يؤكدوا على تعددية التفسيرات والتاويلات في الإسلام.
وحسب رامي وتيمور فان الجدال حول الإسلام أكثر أهمية من أن يتوقف على سجال سخيف حول آيات بلغ عمرها أربعة عشر قرنا:
"الكل خاسر تقريبا في السجال الدائر بين الأصوليين ومنتقدي الإسلام، فهم يستدلون من القرآن بما يناسبهم ويدعم أرائهم من آيات. يتلقى الهولندي العادي مخيفة وحدية عن الإسلام، فيما يستبعد المسلمون المعتدلون والليبراليون من الحوار ويشعرون بالغربة عنه. ولا يشعر بالارتياح في هذا الوضع إلا المتطرفون لأنهم يحظون بالتصديق عندما يزعمون أنهم يمثلون صحيح الإسلام."