-
دخول

عرض كامل الموضوع : الحب في خدمة الثورة في كوبا


ما بعرف
26/08/2007, 03:06
تقرير: ساسكيا فان رينن





ترجمة: عمر الكدي
تعتبر كوبا والولايات المتحدة عدوان لدودان طوال 48 سنة، كل بلد يلوم الأخر للتدخل في شئونه. تقول الولايات المتحدة بأن كوبا تخترق جماعات المنفيين الامريكيين الكوبيين في ميامي، بينما تتهم كوبا الولايات المتحدة بدعمها للمجموعات المعارضة لها.
يُعتبر الجاسوس رينيه غوانزاليز، والمنشق اوسكار شيب البيدقان اللذان يُراهن عليهما في اللعبة السياسية. ايديولوجيا هما قطبان متباعدان، كلاهما عمل لأهداف سياسية، وكلاهما سجن بسبب ذلك. كيف أثر ذلك على زوجتيهما؟ روت أولغا سالنيوفا و مريم ليفا قصتاهما للصحفية ساسكيا فان رينن الصحفية في إذاعة هولندا العالمية.
تزوجت أولغا سالنيوفا رينيه غوانزاليز الذي يقبع في سجن ميامي، عندما كانت تعيش في هافانا. خلال المقابلة الصحفية التي اجريتها معها جلست على كرسي بذراعين كانت حزينة ومتماسكة، بينما كان ممثل لوزارة الإعلام يدون ما يدور غي اللقاء بهمة وانكباب.
جاسوسية
عمل رينيه غوانزاليز كعميل سري في الولايات المتحدة في أواخر التسعينات، وكان الرئيس الكوبي فيدل كاسترو يشتبه بقوة بأن المنفيين الكوبيين، الذين يعرفون " اخوة للإنقاذ" في ميامي، يخططون لعمل ارهابي ضد كوبا، تمكن رينيه غوانزاليز من اختراق المجموعة كجاسوس، ولم يعمل لوحده، وإنما عمل مع أربعة آخرين من العملاء السريين لكوبا.
في الوقت الذي كانت فيه جماعة إخوة للإنقاذ تخترق المجال الجوي الكوبي، تقدمت كوبا بطلب لسلطات الولايات المتحدة تطلب فيه باتخاذ إجراءات ضد المجموعة، ولكن تم تجاهل الطلب، وفي عام 1996 أسقطت كوبا طائرتين، وبدأت الولايات المتحدة في اصطياد جواسيس كوبا.
بعد عامين اعتقلت البوليس الاتحادي الكوبيين الخمسة، ومن بينهم رينيه غوانزاليز، وكانت القضية حساسة بسبب الحظر الأمريكي المفروض على كوبا منذ عدة عقود، والذي قاومته حكومة فيدل كاسترو بحملة متواصلة حتى الآن.
مكافحة الارهاب
أدانت محكمة في ميامي رينيه غوانزاليز بالتآمر مع مجموعة جاسوسية، وبارتكاب جرائم ضد الولايات المتحدة." كان رينيه

قد أمضى في السجن أكثر من ثماني سنوات، فقط لمجرد أنه كان يكافح الإرهاب" هذا ما قالته زوجته السيدة سالينفا." منذ انتصار الثورة، كان المنفيون يحاولون إسقاط الحكومة الشيوعية، وذلك بتنفيذ بهجمات عرضت حياة 3000 كوبي للخطر."
تتهم الولايات المتحدة أيضا غوانزاليز بإخفاء حقيقة هويته، السيدة سالينفا تقول في دفاعها عن زوجها:
" مهمة رينيه لا علاقة بها بالأمن القومي الأمريكي‘ فقط لها علاقة بالأمن الكوبي، وبما أنه لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، ما كان يجب أن يخبر الولايات المتحدة عما كان يقوم به."
أذن تواصل السيدة:
" كنت هناك عندما اعتقل، كنا في المنزل، مع ابنتينا في ميامي، والمدعي العام الأمريكي ضغط على رينيه ليعترف ضد الاربعة الآخرين، ولكنه لم يتعاون، عندما قاموا باعتقالي، أحضروا رينيه لزنزانتي، وعندما رفض مرة أخرى، سمحوا لي بالمغادرة إلى كوبا، ولم أره منذ نوفمبر 2000، ورفضت السلطات الأمريكية منحي تأشيرة لزيارته سبع مرات، أعتقد أن أمريكا تسعى للثأر، وأخبروني بأنني أشكل خطرا على الشعب الأمريكي، أنه هراء."
زيارات
سمح لابنة رينيه غوانزاليز الكبرى بزيارته، وتشرح والدتها سبب ذلك:
" ابنتنا البالغة من العمر 22 سنة تعيش الآن في الولايات المتحدة، إنها مواطنة أمريكية لهذا يمكنها بسهولة زيارة والدها، أما ابنتنا الصغرى يافيت فكانت في الثانية من عمرها عندما غادرنا إلى كوبا، ولم تر والدها منذ أن غادرنا ميامي."
خلال المحادثة كان الهاتف النقال للسيدة سالينوفا يرن، وكان زوجها على الطرف الثاني يتحدث من سجنه، تركت الغرفة، وعادت بعد دقائق، كانت عباراتها ناعمة، وبدت عيناها مشعتين:" في السجن يحظى رينيه بعدد من الدقائق كل شهر لمهاتفة كوبا، لا يستطيع التحدث لمدة طويلة لأن عليه أن يتحدث مع محاميه" تقول السيدة.

كيف تحافظ على مسار حياتها؟ " لا تتزوجين شخصا ما لتنفصلين عنه بعد عدة سنوات، لقد تأسس زواجنا على الحب، والمهمة التي حملها رينيه على عاتقه كانت مهمة مشرفة، نحن وضعنا حبنا في خدمة الثورة." مجرمون حقيقيون
تقول السيدة سالينوفا بأن حياة زوجها قاسية في السجن الأمريكي" يعيش رينيه في سجن شبه مفتوح، ولكن الآخرين يتواجدون في سجن ذي احتياطات أمنية شديدة، في الستة الأشهر الأولى كان في زنزانة انفرادية بالكامل، وأيضا خلال وقت طويل من عام 2003. هو موجود في سجن به مجرمون خطرون، وقتلة، وإذا حدث شغب فان رينيه يتعرض للعقاب أيضا، حتى ولو لم يتورط فيه، وعندما ذهب إلى السجن قرر أن يخرج منه شخصا أفضل مما هو عليه، انه يتريض كثيرا، ويقرأ كثيرا، ويرد على الرسائل التي تصله من مويديه، ويحافظ على ذهنه صافيا."
يحظى السيد غوانزاليز ورفاقه الأربعة في كوبا بشعبية كبيرة، ويعرفون باسم " بالأبطال الأربعة"، وتنتشر صورهم على لوحات الإعلانات في هافانا، وكل تلميذ في كوبا يعرف قصتهم، وفي مقابلة في مصنع للسيجار، خبط العاملون بأدواتهم على الطاولات، وهتفوا عندما دعا أحد المتحدثين إلى إطلاق سراحهم، وتتلقى السيدة سالينوفا الكثير من الدعم.
جماعات الضغط التابعة للحكومة الكوبية، والتي تضغط من أجل إطلاق سراح العملاء السريين الخمسة، وكذلك ممثلو الحكومة يدعون لمحاكمة جديدة خارج ميامي، ويقولون بأن المدينة تحت سيطرة المناهضين لكاسترو، ولكن السيدة سالينوفا تعتقد بأن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك، وفي هافانا تنظم مظاهرات منتظمة أمام السفارات لدعم السجناء الخمسة.
ويبقى الحب والأمل
تواصل السيدة سالينوفا حملتها لإطلاق سراح رينيه." أتحدث إلى وسائل الإعلام، والى الحاصلين على جوائز نوبل، والى منظمة العفو الدولية، والى مجلس الكنائس العالمي، وكنت أيضا مع نساء أخريات في المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في جينيف.
المجموعة التابعة للأمم المتحدة الخاصة بالاعتقالات التعسفية قالت بأن حقوق أزواجنا لم تحترم، وأنهم يتعرضون لتهديدات نفسية، لأنهم منعوا من لقاء عائلاتهم." وتعتقد السيدة سالينوفا بأن زوجها برئ، وتقول بأن المعركة مرهقة:" الأمل يجعلني أستمر، أنه الشئ الوحيد الذي لا يستطيع أحد انتزاعه مني، وأحافظ على إيماني بنهاية سعيدة."