ما بعرف
26/08/2007, 03:08
من عمـّان: ديزي مور
ترجمة: شعلان شريف
تجلس "نورة" في المقعد الخلفي لسيارة أجرة. حين تقترب سيارة راقية تحمل رقماً سعودياً أو كويتياً تشغـّل الـ "بلو توث" في هاتفها النقال، ثم تغير جلستها متخذة وضعاً مثيراً بجنب النافذة. حين تجلب نظر سائق السيارة الراقية تضع طرف هاتفها في فمها. يومض الضوء الأزرق من الهاتف ليضيء وجهها الجميل ونحرها المكشوف. "إذا كانوا راغبين فسوف يشغـّلون فورا البلوتوث في هواتفهم، نتبادل أولاً عبارات الغزل، ثم نتفق على التفاصيل، عندها أذهب معهم إلى فندق أو شقة قريبة." هكذا تشرح نورة طريقة عملها.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الفودكا للهروب من الواقع
تطلق نورة وزميلاتها على أنفسهن وصف "العاملة الحرة - فريلانسر". يذهبن بضع ليالٍ في الأسبوع إلى منتدى ليلي في أحد أحياء عمـّان الخارجية. يضعن مكياجاً ملفتاً للنظر، يرتدين بنطلونات جينز ضيقة وقمصاناً قصيرة، ويحتسين في بداية المساء بضع كؤوس من الفودكا. تقول نورة "أحتاج لبضع كؤوس لكي أستطيع القيام بهذا العمل، وإلا أظل منشغلة الفكر." في النادي ذي الأضواء الخافتة جداً يتحلق الرجال العرب حول الموائد. يحتسون الويسكي، ويأكلون بعض المقبلات، ويتطلعون بشهوة إلى الفتيات الشابات على حلبة الرقص. تتمايل أجساد النسوة العراقيات بطريقة مثيرة هازات شعورهن السود الطويلة على أنغام الموسيقى العراقية. تبدو بعض الفتيات كما لو أنهن يلبسن قناعاً، فمن الواضح أن أذهانهن بعيدة عن المكان.
في نهاية المساء يمكن لمن يدفع أكثر أن يصطحب فتاة معه إلى شقته. "أكسب حوالي 300 يورو في الليلة الواحدة. يكفي أن أفعل ذلك ثلاث مرات في الأسبوع لأوفر مبلغاً جيداً. أستطيع أن أستأجر شقة، واشتري ما أحتاجه، وأرسل مالاً إلى الأهل." تقول لانا، صديقة نورة، التي تنشر من حولها غيمة من العطر الأنثوي المثير. إلى جانبها يجلس عدد من الفتيات الشابات في عباءات سود. يغطين شعورهن بأحجبة مزركشة ومزينة بالذهب. توضح لانا المشهد بالقول "الرجال الخليجيون يثيرهم منظر الفتاة المحجبة في نادٍ ليلي، وإضافة إلى ذلك فهو مفيد للفتاة، حيث لا يمكن التعرف على شخصيتها بسهولة."
ابنة الجنرال
عاشت "نورة" طفولة ممتازة كابنة لجنرال في الجيش العراقي. تعلمت في مدرسة متميزة، ودرست في كلية لتخريج المدرسات. بعد الحرب انقلبت حياتها رأساً على عقب. حلّ الأمريكيون الجيش العراقي، وسـرّح والدها، ولم يستطع أي من أفراد العائلة الحصول على عمل. تقول نورة "قررت مع بعض الصديقات الهجرة إلى عمـّان، كنا نعتقد أن بإمكاننا هنا أن نعمل في التدريس." لم تكن تعرف آنذاك أن هذا الأمر شبه مستحيل بالنسبة للعراقيين والعراقيات في الأردن. "حين تظلين شهوراً دون عمل، ودون نقود، حين ترين أفراد عائلتك دون طعام أو دواء، ماذا تفعلين؟ تبيعين جسدك!" تقول نورة، ثم تروي ظروف عائلتها في بغداد التي لا مصدر لديها للدخل سوى ما ترسله هي لهم. حين يصل الأمر إلى وصف طبيعة عملها كداعرة الذي تمارسه منذ أكثر من عام، يبدو الغضب في كلامها "إنه ذنب الحكومة، ذنب الأمريكان، ذنب صدّام حسين." لا تعلم عائلتها بطبيعة عملها، إنها ترسل لهم النقود، وتقول إنها تعمل في التدريس. حين يأتي أحد أفراد العائلة في زيارة إلى عمان ترتدي ثوباً طويلاً وتغطي شعرها بالحجاب. "أنا من عائلة محافظة، لو علموا بعملي هذا سيقتلونني."
أزمة إنسانية
تقول "سيبيلا ويلكس" من مكتب المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين في دمشق "يعيش اللاجئون العراقيون في أزمة إنسانية، في بعض الحالات تدفع هذه الأزمة بعض الشابات إلى ممارسة الدعارة لمساعدة الأهل. للأسف هذه ظاهرة متكررة في كل أزمات اللاجئين في العالم." وتضيف السيدة ويلكس "ليست لدي معلومات حول عدد هؤلاء الفتيات. إنه ليس عملاً علنياً لكي يمكن تسجيله، الدعارة محظورة رسمياً، مما يجعل من المتعذر إحصاء العاملات فيها." لكن المؤشرات تدل على تزايد أعداد النساء العراقيات اللاتي يمارسن مهنة الدعارة، ولا يقتصر الأمر على عمان، بل يشمل مدناً عربية أخرى مثل دمشق ودبي، وحتى في بغداد ذاتها.
مستقبل الأطفال
تقول لانا (33 عاماً) إنها تعرف مئات الفتيات اللاتي يمارسن هذه المهنة في عمان. "بعضهن في أعمار مبكرة جداً. يدفع البعض مبلغاً طائلاً للعذراء. وهناك رجال، لاسيما من الخليج، لديهم الكثير من المال لهذا الغرض." تقول لانا وهي جالسة على الأريكة في شقتها المستأجرة في عمان. يمكن رؤية أثر للعنف على خدّ لانا، المرأة المطلقة، واثر قبلة عنيفة أيضاً على عنقها. أرسلت ولديها خارج الشقة أثناء المقابلة، لكن ابنتها البالغة 11 عاماً تستمع باهتمام لقصة أمها من خلف باب غرفة الجلوس. تقول لانا "أرسل بعض النقود إلى أهلي في بغداد. لكني أعمل من أجل مستقبل أبنائي." أصعب ما في العمل هو أن تترك الأطفال وحدهم في المنزل حين تذهب مساءً إلى النادي الليلي وتقول "أحياناً لا أعود إلى المنزل إلا في ظهيرة اليوم التالي."
تقول لانا إن الفتيات كثيراً ما يتعرضن للعنف، أو يكتشفن أنهن حوامل، ولا يجدن من يلجأن إليه في هذه الحال. يعشن رعباً دائماً من الشرطة الأردنية. "أفضل مصاحبة رجل إلى شقة وليس إلى فندق. غالباً هناك رجال شرطة في الفنادق. وكثيراً ما يقوم الشرطة أيضاً بمداهمة النوادي الليلية، ويعتقلون الفتيات. لا تعرفين حينها المصير الذي ينتظرك. أحياناً يتم ترحيلهم إلى بغداد."
* نورة ولانا اسمان مستعاران.
ترجمة: شعلان شريف
تجلس "نورة" في المقعد الخلفي لسيارة أجرة. حين تقترب سيارة راقية تحمل رقماً سعودياً أو كويتياً تشغـّل الـ "بلو توث" في هاتفها النقال، ثم تغير جلستها متخذة وضعاً مثيراً بجنب النافذة. حين تجلب نظر سائق السيارة الراقية تضع طرف هاتفها في فمها. يومض الضوء الأزرق من الهاتف ليضيء وجهها الجميل ونحرها المكشوف. "إذا كانوا راغبين فسوف يشغـّلون فورا البلوتوث في هواتفهم، نتبادل أولاً عبارات الغزل، ثم نتفق على التفاصيل، عندها أذهب معهم إلى فندق أو شقة قريبة." هكذا تشرح نورة طريقة عملها.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الفودكا للهروب من الواقع
تطلق نورة وزميلاتها على أنفسهن وصف "العاملة الحرة - فريلانسر". يذهبن بضع ليالٍ في الأسبوع إلى منتدى ليلي في أحد أحياء عمـّان الخارجية. يضعن مكياجاً ملفتاً للنظر، يرتدين بنطلونات جينز ضيقة وقمصاناً قصيرة، ويحتسين في بداية المساء بضع كؤوس من الفودكا. تقول نورة "أحتاج لبضع كؤوس لكي أستطيع القيام بهذا العمل، وإلا أظل منشغلة الفكر." في النادي ذي الأضواء الخافتة جداً يتحلق الرجال العرب حول الموائد. يحتسون الويسكي، ويأكلون بعض المقبلات، ويتطلعون بشهوة إلى الفتيات الشابات على حلبة الرقص. تتمايل أجساد النسوة العراقيات بطريقة مثيرة هازات شعورهن السود الطويلة على أنغام الموسيقى العراقية. تبدو بعض الفتيات كما لو أنهن يلبسن قناعاً، فمن الواضح أن أذهانهن بعيدة عن المكان.
في نهاية المساء يمكن لمن يدفع أكثر أن يصطحب فتاة معه إلى شقته. "أكسب حوالي 300 يورو في الليلة الواحدة. يكفي أن أفعل ذلك ثلاث مرات في الأسبوع لأوفر مبلغاً جيداً. أستطيع أن أستأجر شقة، واشتري ما أحتاجه، وأرسل مالاً إلى الأهل." تقول لانا، صديقة نورة، التي تنشر من حولها غيمة من العطر الأنثوي المثير. إلى جانبها يجلس عدد من الفتيات الشابات في عباءات سود. يغطين شعورهن بأحجبة مزركشة ومزينة بالذهب. توضح لانا المشهد بالقول "الرجال الخليجيون يثيرهم منظر الفتاة المحجبة في نادٍ ليلي، وإضافة إلى ذلك فهو مفيد للفتاة، حيث لا يمكن التعرف على شخصيتها بسهولة."
ابنة الجنرال
عاشت "نورة" طفولة ممتازة كابنة لجنرال في الجيش العراقي. تعلمت في مدرسة متميزة، ودرست في كلية لتخريج المدرسات. بعد الحرب انقلبت حياتها رأساً على عقب. حلّ الأمريكيون الجيش العراقي، وسـرّح والدها، ولم يستطع أي من أفراد العائلة الحصول على عمل. تقول نورة "قررت مع بعض الصديقات الهجرة إلى عمـّان، كنا نعتقد أن بإمكاننا هنا أن نعمل في التدريس." لم تكن تعرف آنذاك أن هذا الأمر شبه مستحيل بالنسبة للعراقيين والعراقيات في الأردن. "حين تظلين شهوراً دون عمل، ودون نقود، حين ترين أفراد عائلتك دون طعام أو دواء، ماذا تفعلين؟ تبيعين جسدك!" تقول نورة، ثم تروي ظروف عائلتها في بغداد التي لا مصدر لديها للدخل سوى ما ترسله هي لهم. حين يصل الأمر إلى وصف طبيعة عملها كداعرة الذي تمارسه منذ أكثر من عام، يبدو الغضب في كلامها "إنه ذنب الحكومة، ذنب الأمريكان، ذنب صدّام حسين." لا تعلم عائلتها بطبيعة عملها، إنها ترسل لهم النقود، وتقول إنها تعمل في التدريس. حين يأتي أحد أفراد العائلة في زيارة إلى عمان ترتدي ثوباً طويلاً وتغطي شعرها بالحجاب. "أنا من عائلة محافظة، لو علموا بعملي هذا سيقتلونني."
أزمة إنسانية
تقول "سيبيلا ويلكس" من مكتب المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين في دمشق "يعيش اللاجئون العراقيون في أزمة إنسانية، في بعض الحالات تدفع هذه الأزمة بعض الشابات إلى ممارسة الدعارة لمساعدة الأهل. للأسف هذه ظاهرة متكررة في كل أزمات اللاجئين في العالم." وتضيف السيدة ويلكس "ليست لدي معلومات حول عدد هؤلاء الفتيات. إنه ليس عملاً علنياً لكي يمكن تسجيله، الدعارة محظورة رسمياً، مما يجعل من المتعذر إحصاء العاملات فيها." لكن المؤشرات تدل على تزايد أعداد النساء العراقيات اللاتي يمارسن مهنة الدعارة، ولا يقتصر الأمر على عمان، بل يشمل مدناً عربية أخرى مثل دمشق ودبي، وحتى في بغداد ذاتها.
مستقبل الأطفال
تقول لانا (33 عاماً) إنها تعرف مئات الفتيات اللاتي يمارسن هذه المهنة في عمان. "بعضهن في أعمار مبكرة جداً. يدفع البعض مبلغاً طائلاً للعذراء. وهناك رجال، لاسيما من الخليج، لديهم الكثير من المال لهذا الغرض." تقول لانا وهي جالسة على الأريكة في شقتها المستأجرة في عمان. يمكن رؤية أثر للعنف على خدّ لانا، المرأة المطلقة، واثر قبلة عنيفة أيضاً على عنقها. أرسلت ولديها خارج الشقة أثناء المقابلة، لكن ابنتها البالغة 11 عاماً تستمع باهتمام لقصة أمها من خلف باب غرفة الجلوس. تقول لانا "أرسل بعض النقود إلى أهلي في بغداد. لكني أعمل من أجل مستقبل أبنائي." أصعب ما في العمل هو أن تترك الأطفال وحدهم في المنزل حين تذهب مساءً إلى النادي الليلي وتقول "أحياناً لا أعود إلى المنزل إلا في ظهيرة اليوم التالي."
تقول لانا إن الفتيات كثيراً ما يتعرضن للعنف، أو يكتشفن أنهن حوامل، ولا يجدن من يلجأن إليه في هذه الحال. يعشن رعباً دائماً من الشرطة الأردنية. "أفضل مصاحبة رجل إلى شقة وليس إلى فندق. غالباً هناك رجال شرطة في الفنادق. وكثيراً ما يقوم الشرطة أيضاً بمداهمة النوادي الليلية، ويعتقلون الفتيات. لا تعرفين حينها المصير الذي ينتظرك. أحياناً يتم ترحيلهم إلى بغداد."
* نورة ولانا اسمان مستعاران.