-
دخول

عرض كامل الموضوع : تاريخ الانسانية الجنسي


verocchio
28/08/2007, 01:27
هذه دراسة مصغرة وجدتها في مجلة جامعية فرنسية بتاريخ 19/02/ 2005 لطبيب نفساني اسمه روبار نوزاريه مختص في الجنس اسمها وهذه ترجمة شبه تامة

تاريخ الانسانية الجنسي


مدخل: لم يكن للجنس تاريخ قبل مئة عام وانما كان للجنس فقط أسرار ولم يدخل الجنس أبدا التاريخ أيضا قبل اقتحام عصابات علم النفس عليه خلوته. ظل الجنس أسيرا لرؤية دينية قاسية وحادة وغالبا متوترة ولرؤية شعبية ظامئة وخائفة. لكن علوم القرن التاسع عشر الانسانية عرت الانسان تماما أمام قدره في رؤية أعضائه جميعا وبدأ المد العلمي يغزو شيئا فشيئا ذلك العالم المظلم ولم يلبث أن أتى فرويد وأنهى فترة الانبهار بنظريات حاسمة ومعقولة - بالنسبة للعقل في أواخر الثورة الصناعية أي العقل الذي آمن نهائيا أن الدين صناعة انسانية وأن الانسان في الطريق الصحيح لفهم كل شيء وأن كل شيء له مفتاح سحري في نظرية ما - وتراكمت بعده النظريات والتخمينات وتدافعت العلوم الأخرى في التشريح والتفسير فكانت اضافات الأنتروبولوجيين وعلماء الاجتماع وعلماء البيولوجيا و وأخيرا دخل الساحة وبكل حماسة المراهقين علم الوراثة وصار للجنس مع مطلع الألفية الثالثة للميلاد تاريخ عمره وهذا بفضل الانتروبولوجيا أكثر من 40 ألف عام.
أريد قبل هذا التصنيف الزمني أن أقول أنه لا يخضع للمرحلية التاريخية التي تقلب صفحة من كتابها بحدث معين وتفصل بين عصرين بجدار سميك اذ أن عصرا من العصور يحتمل ثلاث أزمنة جنسية في نفس الوقت بالاعتبارات المكانية والطبقية والعمرية والتاريخ الجنس تنطبق عليه بكل أريحية قاعدة التاريخ يعيد نفسه وان كان في الغالب موضوع تحت تأثير أسباب موضوعية تجعل كل فترة نتيجة معقولة لتلك الأسباب.
أخيرا أشير أن تاريخ الجنس هذا خاضع لرؤية العلماء فقط اذن أنني أتحاشى النظرة الدينية القديمة والنظرة المسطحة للجنس كوسيلة للاشباع فلا يبقى أمامنا الا الجنس كمفهوم يصل الينا عبر شبكة من الكتب والنظريات من تطرقوا لهذا الموضوع قبلنا.

أزمنة الجنس التناسلي reproductif :

لا أقول أن أول ما عرف الناس في هذا العالم هو الجنس التناسلي ولكن هذا هو أقرب شيء الى المعقول خااصة أننا ندرس تاريخ الجنس في عهور الرجل المفكر homo sapien حسب نظرية التطور ان الجنس التناسلي مرحلة ضرورية في تاريخ الانسانية ففي العديد من المواقف يكون العدد هو الوسيلة الوحدية للبقاء.
أريد ان أشير أولا الى ملاحظة هامة لبعض علماء الأنتروبولوجيا أن ما يدعي بالشيوعية الجنسية والتي هي النمط الرئيسي لأزمنة الجنس التناسلي هو مرحلة متقدمة من الانسانية لأنها تثبت أن الانسان وصل لهذه الطريقة كنتيجة لتجارب في الحياة قبل ذلك واننا نرى هذه التجربة بدائية لأننا ننظر لهذه العصور من موقع متقدم جدا. ألا ليت حركة التأريخ هذه قامت قبل سبعة آلاف سنة.

ان اطار هذه المرحلة هو الجهل الانساني الشبه التام بتاريخ ما أو لجسده ولا يمكن ايجاد تحديد تاريخي واضح لهذه المرحلة فهي تأتي حتما قبل ظهور الحضارات ولكن المجتمعات البدائية لم تكن أبدا بدائية في الجنس فكل شيء يشير الى أن الجنس هو ما كانت تدور حوله الحياة الدينية لذلك فالمرحلة التي ندرسها هي مرحلة نظرية لا يمكن أن تكون خطوة في حد ذاتها بمفهوم من - إلى وعلينا دائما أن نتذكر التاريخ لا يذكر لنا الا بقايا التجمعات التي تمكنت أن تترك أثرا وهذه مجتمعات متطورة جدا لذلك فإن هذه المرحلة هي بالأساس مرحلة العصور ما قبل الحجرية.

ويسمي الكثير من علماء الأنتروبولوجيا هذه الحالة بالشيوعية الجنسية أي قبل ايجاد مؤسسة الزواج ولا يوجد أم أو أب وانما تتكفل الجماعة بحماية الأطفال وقد يتساءل البعض هنا عن اشكالية الغرائز الأبوية تجاه الأطفال وكيف يوافق أحد أن يتقاسم الزاد وهو قليل مع هؤلاء القواصر دون أي رابطة؟ الاجابة سهلة وواضحة فالأطفال هم مثل الماشية والحيوانات الأليفة تتم اعالتهم على أساس المنفعة المرتقبة و من المؤكد أن الكبار كانوا يتخلصون من الأطفال أو حتى يأكلونهم كلما اقتضت الأمور ذلك.
وبقي الجنس التناسلي طاغيا حتى بعد ظهور مؤسسة الزواج في كل المجتمعات البدائية ذلك أن الرجل الذي كان يعيش من الصيد رأى في انجاب الأطفال زيادة في الزاد اذن كان الأطفال وقتها كما في الكثير من الأمم الفلاحية بعد ذلك مشروعا اقتصاديا.
ولكن أزمنة الجنس التناسلي لم تكن دائما في تلك العهود الغابرة و لم تظهر فقط في اطار الجهل الانساني أو الظروف الاقتصادية وانما كذلك للأسباب الحربية فقد سجلت مثلا في ألمانيا القرن الأول الميلادي طفرة سكانية كان سببها دعوة الحكام للتناسل لمواجهة المد الروماني وهذه الحالة تخرج عن الشيوعية الجنسية لذلك عرفت المرأة ارهاقا جعل شمال أروربا لا ينتصر على الطبيعة (تهيأة الغابات وتجفيف المستنقعات لتمهيد السبيل للتجارة والفلاحة ) الا بعد أربعة قرون.
لم يبق أثر اليوم للجنس التناسلي وان كان التناسل هو القاعدة في الجنس ولكن أحذر مرة أخرى أننا نتناول الجنس كمفهوم لدى العلماء فقط.

dot
28/08/2007, 01:34
شكرا على الموضوع ..:D
سيفتو عندي مشان اتصفحو بتمعن..

verocchio
28/08/2007, 02:17
أزمنة الجنس الأمومي Maternel


لأننا ندرس الجنس كمفهوم لا بد أن نضع موقعا لزمن جنسي لم نره أبدا ولا يمكننا أن نراه ولم يحدثنا أحد من قبل بأنه كان ذلك هو زمن الجنس الأمومي أي المرحلة التي تكون فيها الأم – الأنثى هي المهيمنة على كل شيء ويكون الذكور كالكواكب التي تدور في فلكها هذه نظرية فريودية خالصة ولأنها فرويدية فهي بالنسبة لتاريخ الجنس كمفهوم من المسلمات ثم أنه بما أن الإنسان آمن أنه حلقة متطورة في سلسلة التطور الطبيعي وأن كل الكائنات ذات أصل واحد فان مشاهدة العديد من المجتمعات الحيوانية يبوح بأن لهذه المرحلة الحق بأن نقبلها وان كانت التدليل عليها مستحيلا تماما.
مرحلة الهيمنة الأنثوية حسب فرويد وأتباعه ضرورية لوجود الجماعات البشرية ثم لاستقرارها وهي تحمل كل بذور الخصائص الاجتماعية والنفسية التي تظهر لاحقا في مراحل إنسانية متقدمة هناك بعض التخمينات تربطها بالعصور ما بعد الجليدية وهي عصور تقتضي سلطة ذات شرعية طبيعية وبما أن الرجل يستمد سلطته بحكم الإعالة التي كانت مفقودة آنذاك فقد تركزت السلطة في يد المرأة وترتب عن ذلك خضوع الجنس لإرادتها فكان تعدد الأزواج وكان الابن غالبا من هؤلاء الأزواج.
إن ما يهمنا في هذه المرحلة هو ما سترثه الإنسانية منها إذ بقيت لها رواسب مازالت تحرك الجنس في عالمنا إلى اليوم فمثلا أن المرأة هي دائما المركز الرئيسي للجنس فكل ما يدور في عالم الجنس نجد فيه المرأة فاعلة والرجل مجرد مستهلك مثل المجلات والمواد الاشهارية وحتى الأفلام البورنوغرافية تتخذ من الأنثى القاعدة ومن الرجل الاستثناء.
وان الرجل مازال وسيبقى ينظر للمرأة كهدف جنسي خالص مفصول عن أي أغراض أخرى أما المرأة فلا ترى الجنس إلا من وراء الإنجاب أو الشهرة والمال أي صور أخرى من السلطة المفقودة كما أن أدوات الجنس غالبا ما تكون لاشباع رغبات المرأة وهنا تظهر العلاقة مع بدايات العصر الحجري أي متى أصبح للانسان تدخل على أشياء الطبيعة وتطويعها لأغراضه.
حتى العلاقات الجنسية المثلية تجد جذورا لها هنا إذ كان اللواط هو وسيلة التمرد بين يدي مجموعة الذكور على السلطة نفس الملاحظة يمكن أن تقال بالنسبة للاستمناء.
إذن وجدنا أنه نظريا لا يمكن الاستغناء عن فكرة فرويد هذه وإلا بقيت الكثير من أسئلتنا عن الجنس اليوم بلا أجوبة صريحة واضحة.

verocchio
28/08/2007, 02:25
تتمة الترجمة غدا باذن الله

الإنساني
04/09/2007, 00:08
أولا يعطيك العافية وشكككرا كتييررررإلك,بس حابب إحكي وجهة نظري بالموضوع :(عندما يخلق الإنسان في وطننا العربي يكون ذلك نقمة لانعمة )لن أطيل حتى لايقلعوني لانو اللي كان بدي أحكي أختصرتو بهلجملة وبتمنى كتيير إنك تفهمها

verocchio
04/09/2007, 00:26
ما علاقة مشاكل الانسان في العالم العربي بموضوع تاريخ الانسانية الجنسي

اذا كان لديك أي وجهة نظر في صلب الموضوع مرحبا بك

الإنساني
05/09/2007, 01:14
انا اسف ولاتواخزني ويعطيك الف عافية والموضوع بجنن وبكرر انآسف كتيير وشكرا لردك المميز

verocchio
05/09/2007, 01:20
لا عليك يا صديقي ومرحبا بك

verocchio
11/09/2007, 22:48
أزمنة الجنس المقدس sacré (
ترى كيف انتهت الشيوعية الجنسية والجنس العشوائي وكيف اقتنع الناس بالزواج ورأوا فيه مصلحة عاجلة وآجلة في آن؟
المؤكد اليوم أن ظهور الزواج في المجتمعات الإنسانية كان بعد ظهور الدين المركز في سلطة الزعيم القبلي ثم المرتبط بطوطم لقد كان الزواج نتيجة مباشرة لتدين الإنسان انه فرض على الفرد من سلطة فوقية.
ومنذ ظهور الزواج ظهرت ثورة في الجنس غيرت العالم تماما مثل الثروة الصناعية في التاريخ الاقتصادي للبشرية . فمنذ اللحظة التي ارتبط فيه الذكر والأنثى بعلاقة وثيقة سواء الزوجية أو الأبوية المتربة بعد ذلك صار الجنس ملك العائلة. لكن الزواج لم ينه أبدا الجنس التناسلي بل كانت تلك مهمة الجنس المقدس.
نحن الآن في مرحلة فاصلة من تاريخ الناس إننا الآن في حضرة مدن لا يرتبط سكانها بالضرورة عرقيا وحجة تعايشهم هو المصلحة الاقتصادية. وبما أننا تقدمنا أشواطا على خطى بني الإنسان فقد تقدم الدين وتغيرت خارطته بصفة شاملة فبعد أن كان مجسما في طوطم تعملق وصار مجسما في المعبد. وفي المعبد تركزت كل المعارف . ولنتذكر أننا قد تركنا الجنس منذ قليل وقد اختبئ في الديار بين العائلات ولكن السلطة الصاعدة أي الدين لم تكن لترضى أن تترك شيئا خارجا عن إدارتها المباشرة فأنشأ الكهنة منظومات من الطقوس حول الولادة وكانت الخطوة التي ترتبت عنها كل الخطوات التالية التي أدت في الأخير إلى احتكار الجنس كمفهوم.
ولأن السلطة تلعب دائم لعبتها الشهيرة وهي سياسة الترغيب والترهيب فقد قررت أن تضمن امتيازاتها وحولت المعبد الىالمكان الذي يكون فيه الجنس ترفيها وهنا تغير الإنسان نهائيا لقد ذاق الثمرة المحرمة. لم يعد الجنس تناسلا ولم يعد الجنس سلطة ضيقة في البيت انه متعة وشبق.وكان الثمن باهظا إذ لم يكن متاحا الرجوع إلى الوراء لقد انتزعت المؤسسة الدينية حقوق الجنس من الفطرة الإنسانية وأفقدت المرأة نهائيا السلطة في الجنس.
تمثل بابل النموذج الأمثل لهذه المرحلة بفضل مؤرخيها أي كهنتها وان أبرز حدث حصل في بابل بالنسبة للإنسانية هو اختراع الكتابة وان اختراع الكتابة هذا ليس منفصلا أبدا عما قلناه عن إرادة الهيمنة التي تسكن السلطة وتحركها لقد كانت الكتابة في الحقيقة تعقيدا للطقوس ومحاولة حاسمة لاحتكار المعرفة وكان اختراع الكتابة هو الخطوة التالية للسلطة بعد نجاح مسعاها في خصوص الجنس ولكن الجنس هو الذي فتح الباب لخروج الكتابة للناس لأن المعبد و قد استقطب الناس في إطار الطقوس الجنسية قد خلق احتكاكا بين العامة والكهنة كان في الحقيقة بداية لصراع بين الفكر الشفوي والفكر الكتابي كان الحكم فيه هو التجارة التي رأت في الكتابة مسيحها المنتظر.
واستطاع الجنس المقدس أن ينشر نفسه حين خرجت المدن للحرب فلما انتصرت تم بناء المعابد لنفس الأغراض وان المواخير اليوم أو كذلك في العالم القديم الروماني مثلا كانت تواصلا للجنس المقدس فالماخور كان دائما وسيلة السلطة لوضع يدها على غريزة الإنسان. وان الجنس المقدس ليس سوى مجرد بوابة لدخول حضارة أو التاريخ بما أن التاريخ حسب علماء التاريخ هو تاريخ الكتابة.
في نهايات هذه المرحلة فقط أصبح الجنس ينظر إليه كغريزة وأصبح النظرة الغريزية تخفي تماما النظرة التناسلية. هكذا وجد الجنس الحديث.

verocchio
30/09/2007, 23:55
فصل تمهيدي للعصور الجنسية الحديثة

نقلتنا المؤسسة الدينية إذن إلى الجنس الحديث و تغير عالم الجنس تماما ونهائيا.
وظهر للجنس شريك خطير. انه الحب. الحب الذي هو رغبة روحية وثقافية واجتماعية وجسدية أحيانا . وما يميز الحب عن الجنس هو عدم ارتباطه المطلق بالجسد الذي لا يمثل بالنسبة له سوى تتويج أي ترفا أخيرا وان بقي الجسد حافزا.
أولا لنتساءل لماذا دخل الحب مسرح الأحداث في هذه اللحظة فقط.؟
لقد حوصر الجنس السهل من كل الجوانب. وأصبح الجنس نادرا فهو إما في فراش القرين أو تحت طائلة سلطة دينية في المعبد أو وضعية في الماخور تفقده جوهره الاشباعي. ومع هذه الظروف الأليمة كانت التربية الأسرية تقيم تمييزا مبكرا بين الأنثى والذكر يتعلم فيه كل جنس خصائصه الذاتية ويوجه إلى قدر معين. فيمرر إلى الأنثى جدوى الحياء وتقنع أن الممانعة هي سلاحها أمام الجنس المقابل والذكر يتعلم أساليب الخطاب الاندفاعي في خضم خروجه المبكر للحياة الاجتماعية وتكون أول استفاقته العاطفية على بنت من سنه أو أكبر منه قد تعلمت درسها جيدا وفطنت أن تعلقه بها رهين تمنعها. لنقف قليلا أمام هذه الخطة الأنثوية الأبدية ولنحاول أن نعرف منبعها. تقول القاعدة الأنثربولوجية أن العضة هي أصل القبلة وتفسير ذلك أن نمط الجنس الذي عرفه الإنسان غير المتحضر هو الاغتصاب علما أن لا الذكر والأنثى كان يطلب متعة من الجنس ولكن الرجل نظر إلى التناسل كما قلنا كمشروع مربح فكان الاغتصاب هو الجنس لديه. كانت المرأة كائنا مهزوما ومحتقرا في ظل نظام الصيد الذي يقوم فيه الرجل بكل متطلبات العيش ولكن تطور الجماعات الاقتصادي أسعفها فوجدت لها دورا ولم تعد ترضى باحتقار الرجل فكانت إحدى أخطر الثورات وهي الامتناع عن الرجال. خلق هذا التمرد ارتباكا على الحياة الجماعية وحاول الرجل استرجاع مكاسبه فتودد للمرأة التي وجدت في هذا التودد متعتها وأفهمت الرجل أن هذه هي الوسيلة التي عليه أن يستعملها من الآن فصاعدا للتمتع بجسدها وهكذا قدمت امرأة العصور القديمة لنساء البشرية من بعد ورقة مؤثرة جدا في الصراع المبيت بين الجنسين وفي الوقت نفسه حققت تهذيبا كان ضروريا للرجل كي يصبح مواطنا ومدنيا . ألا يوضح هذا ما يدور في عقول نساء الألفية الثالثة في رفضهن الجنس مع أزواجهن لتلبية الحاجات الجسدية فقط فيطلبن التغزل بالكلمات والتقبيل في مواضع أبعد ما تكون عن الإثارة الجنسية المباشرة كالرقبة والأذنين. ألا ما أعظم النساء في حفظ تراثهن.
لقد أوقفت النساء هذا المولود الجديد على قديميه وصار الشريك الذي زاحم الجنس في مملكته الحب الذي لم يستطع أن يظهر إلا بعد أن أصبح الجنس نادرا ومقيدا وأصبحت الرغبة المضغوطة لدى الرجل شعرا غزليا أو أغنية متوسلة أو رسوما في الحيطان.
فكيف سيكون الجنس مستقبلا. هل تزول سيطرة الرجل نهائيا أم أنه قادر دائما على استرجاعها وهل تستطيع النساء المحافظة على مكاسبهن فوق الفراش حين لا يؤمن الرجال بفضلهن على الحياة المشتركة؟
لا ننسى أن هدف هذه الدراسة هو التأريخ للجنس وقد تطرقنا إلى الحب فقط لنعلن عن هذا الطارئ الخطير الذي سيقف كخلفية دائمة في جميع العصور الأزمنة الجنسية المقبلة.

verocchio
25/10/2007, 01:35
أزمنة الجنس الخلفي

نقصد بالجنس الخلفي سيطرة الوضعية التي يكون فيها الرجل وراء الأنثى في العملية الجنسية ويصفها ليوناردو دا فينشي بأن يصبح الشريكان كائنا ذو ظهرين وهي مجموعة من الوضعيات المعروفة في كتب الكاماسوترا القديمة أو الحديثة أشهرها وضعية البقرة أو وضعية الملعقة والتي صارت اليوم نوعا من الترفيه الجنسي سواء في إطار الزوجية أو خارجه وما ذلك سوى حنين لممارسات مترسبة في اللاوعي الجمعي.
تظهر أزمنة الجنس الخلفي هذه كلما زادت السلطة الذكورية حيث تصبح المتعة شأنا ذكوريا خالصا. ان الجنس الخلفي هو مقياس صادق وشفاف على انحطاط جماعة ما.

عادة ما ترتبط أزمنة الجنس الخلفي بالرق حيث تكون الأنثى وسيلة إشباع جسدي عشوائية فالرجل في مجتمع خاضع لتقسيم طبقي حاد هو إما صاحب ملكية مطلقة فلسفته في الحياة السيطرة والإخضاع يرى كل ما حوله في حكم العبيد وينعكس هذا في ممارسته للجنس ولو مع امرأة حرة مثل زوجته . إن الحياة اليومية تلقي بظلالها على أخلاقيات الفراش.
أو أن الرجل معدوم السلطة -غالبا هو فلاح أو جندي- فهو لا يملك حساسيات مرهفة للتمتع بالجسد الأنثوي بالمعنى الجمالي وليس لديه إلا جسد زوجته ليقيم فيه سلطة فيتسم الجنس بالعنف والتوتر.

السبب الثاني هو سلبية المرأة في مجتمعها أي أنها لا تقنع الرجل بإنسانيتها وهذا للأسف ليس نادرا في العديد من الجماعات الإنسانية فلا يمكن تجاهل هذه الحالة بحجة أن الشاذ لا يمكن أن يقاس عليه. إن الرجل يملك معرفة خطيرة هي اللذة التي يوفرها الجنس ولأنه يحتقر المرأة فهو لا يريد أن يرفعها إلى مكانته. . يستغل الرجل دائما محدودية الوعي الأنثوي بالجنس قبل الزواج وهذا مرتبط بشرط العذرية التي يجب أن يتوفر في المرأة وليس في الرجل الذي يعيش قبل الزواج إذا أراد انفتاحا على الجنس الآخر. يستغل الذكر إذن هذا التفوق المعرفي ليقصي الأنثى من مضمار اللذة المتوفرة في الجنس هذا هو وهم الذكر الأبدي بيد أن هذه الوضعية نفسها ستقوده إلى اكتشاف متعته في إرضاء الشريك والبحث عن إشباع أوسع يشمل الجانب الروحاني أكثر من الجسدي ولكن هذا الاكتشاف يخرجنا عن إطار أزمنة الجنس الخلفي.

السبب الثالث للممارسات الجنسية الخلفية هو عدم الاستقرار النفسي للمجتمعات التي تعيش تحت طائلة الكوارث إما الطبيعية أو الإنسانية – الحرب – فالمتعة الجنسية ترف لا حق لهم فيه
و ان لرجل – المحارب خاصة – يرى أن قواه تنحل إذا خضع لجسد المرأة فهو يستنزف طاقته في الصمود أمام المكاره التي تقتضيها الحرب. لذلك فهو حريص على الاشباع وازالة توتره الجسدي دون البحث عن المتعة.

لازمت هذه المرحلة أوروبا مع العصور الوسطى التي تدعى بالعصور المظلمة وهي مظلمة جنسيا كما ظهرت في الصين حسب ما تدل العديد من الرسومات في عهود مختلفة من تاريخها كما أن الكثير من القبائل البدائية تعتبر أن هذا هو الشكل الطبيعي للجنس وقد يكون مرد ذلك هو تقليد الطرق الحيوانية في الجنس.

وعلي أن ألاحظ اخير ان الجنسي الخلفي لا يدخل فيه الجنس الشرجي أو السدومية ولا الجنس المثلي وهي أنماط من الجنس تستغل الأوضاع الخلفية ولكنها تأتي في أطر مستقلة سوف نخصص لها مجالا لأنها تتوفر على عناصر تجعل منها أزمنة مستقلة بذاتها.

verocchio
16/12/2007, 21:27
:p$
*****************************

Nabilove
16/12/2007, 22:23
مجرد استنتاجات و تصورات فلم يقدم ادلة دامغة على كلامه .
ملاحظة Homme = انسان و ليس رجل
homme = رجل

verocchio
16/12/2007, 22:24
أزمنة الجنس السوي



حين نلقي نظرة إلى الوراء قبل الوقوف على هذه العتبة نجد أن الوضع الشائع اليوم في العمل الجنسي لم يكن نتيجة سهلة ومتاحة أمام الإنسان وهو حاله مع جميع الممارسات من القراءة إلى الحرب.
نقصد بالجنس السوي هيمنة الوضعية التي يكون فيها الرجل فوق المرأة أي حين يتواجه الشريكان وتتاح أمامهما فرصة حقيقة لاكتشاف جسد الجنس المقابل ومشاهدة انفعالات الشريك. إنها أزمنة ترافق تطورا ذهنيا في المجتمع ككل أو لافتكاك المرأة مجموعة من حقوقها وهي مقياس صادق كثيرا ما يوظف في المقارنات بين فئتين حضاريتين تماما كالكتابة أو الصناعة.
لكن كل ما اشرنا إليه هو في موقع البيضة من الدجاجة في جدال بيزنطي فقد يكون تطور المجتمع هو نتيجة اكتشاف الإنسان هذه الممارسة وليس العكس لذلك علينا أن نتوجه إلى داخل النفس البشرية لنبحث عن حقيقة هذا الالتزام الطارئ في سلوك البشرية ولم يكن بين يدينا سوى ما يقدمه لنا علم النفس ليشرح لنا هذا الانقلاب من خلال تحليل الشخصية الذكورية.
تمتع الذكر حتى الآن بكل الامتيازات فوق الفراش واخضع كل شيء إلى رغبته وحمله موقعه هذا على امتطاء موجة التسلط إلى النهاية فاستغل جسد المرأة كما أراد سواء وظفه للعملية التناسلية أو حكم عليه بوضعيات تشبعه لوحده هكذا بدأ الملل ينخر في المتعة التي يقدمها الجنس حتى تم اختزاله في العادة التي تفرض الإنجاب وانقشعت عنه ظلال الشهوة.
لكن المعجزة التي انطلقت في عقل الرجل كشعاع من نور بين الظلمات هي اقتناع الذكر أن اكتمال متعته يقتضي تشريك المرأة في المتعة. يالأهمية هذا الملهم البسيط المقترض الذي حرك تاريخ البشرية بهزة خفيفة.
وبعيد هذا التنازل النبيل تغيرت ملامح الجنس من جديد. صار الرجل ينظر غالبا إلى العملية الجنسية كإثبات للقدرة أمام الجنس الآخر وتغيرت تماما تبعا لذلك فلسفة المتعة. لقد أصبح الجنس مغامرة.

اسبيرانزا
17/12/2007, 01:43
شكرا على الطرح العلمى الجرئ

verocchio
08/02/2008, 02:03
أعود لاتمام هذه الدراسة

verocchio
08/02/2008, 02:05
هنا لعبت عقدة النرجسية المختبئة في ذات الرجل دورها في مساحة واسعة لقد أحس الرجل وهو يدخل هذه اللعبة انه مهدد في موقعه وأحس أن حسابا يترصد متعته التي اندمجت نهائيا في رهبته وهكذا اختلطت كل الأوراق الموروثة لنعود أمام تكافئ شبيه بتكافؤ ملاكمين على الحلبة إن هذا الإحساس الذي سكن الذات الذكورية هو أيضا نتيجة انبهار بالكهول المتفوقين كالأب أو الزعيم لقد اختفى هذا الوحش الصارم الذي أخضع كل ما حوله.ألا إن النرجسية هي المحرك السري أحيانا لتطور الفكر والممارسة.



بفضل هذه العقلية المتوترة لدى الذكر بدأ الجنس يسترجع طقوسيته شيئا فشيئا ثم مرتكزا على ضغط من التاريخ السري للجنس في داخل الجماعة التي هو صنعة النساء اللائي انتهزن هذه المساحة الضيقة في السلطة الاجتماعية ليخترقن فلسفة الجنس وسائر ممارسات الحياة لقد احتمت المرأة بالفراش لتحمي مصالحها ولكي تضخم من مكانة الفراش رسمت من حول الجنس هالة من الغموض والسحر والسرية مازالت إلى اليوم تحمل مفعولها في النفس البشرية دون اهتمام بمتغيرات الحياة. وزاد الجهل الموضوعي من تعقيد هذه الوضعية ليغطيها نهائيا بقشرة من المفاهيم التي لن تتزعزع حتى بكل طاقات التفجير التي احتواها العلم في القرون الأخيرة.

verocchio
08/02/2008, 02:13
من الناحية التاريخية الجافة يعتبر تزاوج الملوك هو الخطوة الأولى التي وضعت قدم الإنسانية على هذا الطريق الطويل لقد كانت ابنة الملك التي تزوج في إطار المصلحة السياسية أول صيغة للتكافؤ فوق الفراش ولما كانت حاشية الملك تعتبر كل تصرفاته مثالا عليها الاقتداء به انتشر الجنس السوي في دائرة أوسع ظلت تتسع حتى عمت رجل الشارع العادي.


مع تغلغل هذه الممارسة في المجتمعات البشرية أصبح الجنس السوي هو القاعدة التي يعتبر كل ما يخرج عنها شذوذا غير مقبول ولكن التشريح الطبقي للمجتمعات تثبت أن الجنس السوي هو في الغالب النمط المحبذ للطبقة الوسطى بل هو نتيجة معقولة لانتظام حالات التكافؤ بين الأزواج من النواحي المادية والأخلاقية كما أن الطبقة الوسطى في أي مجتمع هي الطبقة التي تقع أكثر من أي طبقة أخرى تحت تأثير التقاليد ومن ثم هي الطبقة التي تحميها بعد ذلك وهي الطبقة الوحيدة القادرة على ذلك نظرا إلى العوامل العددية.
من ناحية ثانية إن الجنس السوي هو تعبير الطبقة الوسطى عن حاجتها لكل من الذكر والأنثى فاعلين على جميع الأصعدة كي تواصل مهمتها الاجتماعية .

verocchio
08/02/2008, 02:35
لم يكن للجنس السوي حظ التعليم مثلا كي يعمم بسرعة في أرجاء أوروبا بل ظل ظهوره متذبذبا لقد كان الرومان في العصر الجمهوري والإمبراطوري الأول ملتزمين بهذه النمط الجنسي لكن أوروبا شمالي الألب لم تأخذ عن الرومان شيئا من ذلك ربما لان الرومان مارسوا الجنس هناك كأسياد ثم جاء الإقطاع ليرسخ نمط الجنس الخلفي. فكيف عرفت أوروبا الجنس السوي من جديد؟
الأكيد انه من الأندلس فالثابت أن النمط التي يكرسه الإسلام في الجنس هو الجنس السوي إذ أن الإسلام يحرم بكل شدة ممارسة الجنس في أي موضع من مواضع جسد المرأة غير المهبل وهذا ما يقطع الطريق أمام الوضعية التي يكون فيها الرجل وراء المرأة في الجماع وهو بذلك يقنع بهذه الوضعية دون تفكير بما أنها إلزام ديني. ولما كان المسيحيون في عهود الحكم الإسلامي في اسبانيا يتلقون التعليم عن المسلمين والعلم الإسلامي هو المعرفة عن طريق الدين فقد عرف المسيحيون هذا النمط واقتنعوا بايجابياته كما أن الطبقة المهيمنة على الفكر والتجارة آنذاك كانت من المسلمين فلاشك أن الطبقات الدنيا تطلعت لتقليدها ثم إن الجنس السوي نمط حضري بالأساس واسبانيا تلك القرون كانت المنطقة الوحيدة في أوروبا خارج ايطاليا التي تحتوي على مدن.
من ناحية ثانية يعم الجنس السوي في كل تطور اقتصادي حيث تمس المكاسب المادية كل الناس من التاجر وصاحب الأملاك إلى المومس والعاطلين ولمل كان عصر النهضة في ايطاليا هو عصر الانسان المنفتح على الحياة الذي يأخذ من الأشياء أنفعها واجملها كان عصر النهضة فاتحة لهذا السلوك الجنسي الذي سيحقق نجاحا مستمرا ولكن بطيئا في أوروبا كلما أرادت اوروبا أن تقلد ايطاليا في نهضتها لكن الثورة الفرنسية كان نقطة في آخر السطر فبعدها أصبح كل الجنس سوي
ا.
في الشرق كان الجنس فلسفة وتدينا وكما أسلفنا فالجنس السوي هو النمط النموذجي للجنس في العالم الإسلامي الذي يربط أوروبا بالشرق الأقصى حيث كان الجنس هو الزواج والإنجاب ولا تهم الطريقة وكانت لكل فئة حضرية أو قبلية أشكالها في الممارسة الجنسية ولم تكن الكامسوترا لتظهر أبدا في أوروبا لأن التنوع العرقي الذي يعرفه الشرق هو مبدع الكامسوترا وليس فقط تأمل حكماء اليوغا ولم يكن ممكنا أبدا أن نرصد عموم ظاهرة الجنس السوي في مساحات آسيا الشاسعة لكن اليابان التي عرفت نهضة على الطريقة الأوروبية خلال القرن التاسع عشر عاشت روح الغرب حتى فوق الفراش وفي ما عدا ذلك كان كل شيء ينتظر طوفان القرن العشرين المعرفي ليذهب بالجنس إلى الممارسة السوية.لكن هذا القرن بالذات سيحمل للناس صور الجنس ومن ثم ثقافة الجنس كمتعة خالصة وسيحمل هذا القرن نظريات علم النفس والتشريح على طبق لكل مريدي المعرفة .

اسبيرانزا
07/07/2008, 02:28
يا ريت لو عندك معلومات عن ( الجنس المقدس ) ما تبخل علينا بيها :D

Marooshe
25/07/2008, 13:02
تمتع الذكر حتى الآن بكل الامتيازات فوق الفراش واخضع كل شيء إلى رغبته وحمله موقعه هذا على امتطاء موجة التسلط إلى النهاية فاستغل جسد المرأة كما أراد سواء وظفه للعملية التناسلية أو حكم عليه بوضعيات تشبعه لوحده هكذا بدأ الملل ينخر في المتعة التي يقدمها الجنس حتى تم اختزاله في العادة التي تفرض الإنجاب وانقشعت عنه ظلال الشهوة.
لكن المعجزة التي انطلقت في عقل الرجل كشعاع من نور بين الظلمات هي اقتناع الذكر أن اكتمال متعته يقتضي تشريك المرأة في المتعة. يالأهمية هذا الملهم البسيط المقترض الذي حرك تاريخ البشرية بهزة خفيفة.


بغض النظر عن الاسباب التي تدفع الرجال او نسبة منهم اليوم الى الاستمرارفي اتباع هذا النهج...
وبالرغم من ان الرجل "اليوم" اصبح على حد اكبر من القناعة بان تشريك المرأة في المتعة لا يقل اهمية عن العملية الجنسية بحد ذاتها... وبان متعتة مرتبطة بعلاقة طردية مع متعة المرأة...
فان الرجل ما زال ينظر غالبا إلى العملية الجنسية كإثبات للقدرة أمام الجنس الآخر
وما زال يتمتع بكل الامتيازات فوق الفراش
وما زال يمتطي موجة التسلط (حتى في الفراش)
ولهذا في الجنس السوي تحديدا اشارت دراسات عدة ان معظم الرجال يكرهون المرأة التي تكون سائدة او متسلطة اثناء العملية الجنسية ويشعرون عندها بسلبها السيادة منهم وذلك يمس برجوليتهم وينتقص منها
لهذا وبرغم الانفتاح الجنسي والتحضر فمفهوم السيادة والهيمنة الجنسية سيبقى عالقا وسيبقى محور جدل لا ينتهي وذلك لانة يختلف من شخص الى آخر لارتباطة بمدى ثقة الرجل برجولتة وبثقتة بنفسة ومدى حاجتة لاثباتها في الفراش واشعار المرأة لة بها...

verocchio
30/08/2008, 14:42
أزمنة الجنس المثلي

الجنس المثلي هو أن يكون الشريكان خلال الممارسة الجنسية من نفس الجنس ويختلف الجنس بين ذكرين عن الجنس بين أنثيين على كل المستويات إذ أن الجنس المثلي الذكوري ظاهرة حادة وبارزة من الخروج عن القاعدة الجنسية أما الجنس المثلي الأنثوي فهو شذوذ ملطف ومخفف لكن الدلالة العلمية لكليهما لا تختلف كثيرا.
الجنس المثلي أكثر أنماط الجنس سرية على النطاق الاجتماعي. حاربته الأديان الوضعية قبل السماوية وأبدى العامة اشمئزازهم من هذه الممارسة الجنسية لكن الجنس المثلي وهنا تكمن خطورته مؤشر حضاري هام وحاسم. انه في حالة انتشاره تعبير عن مجتمع يعيش انحلالا وتعبير عن عصر ينتظر نهايته وهو بذلك يكون نتيجة لعصر قبله مزدهر على المستويين الاقتصادي والثقافي وقد استنزف كل ما يستطيع أن يأخذ من لذة جنسية مؤطرة.
لم تثبت الدراسات التاريخية ترسخ عادات اللواط أو السحاق في المجتمعات القديمة يعود ذلك خاصة إلى كون الجنس مفهوم مصاغ حسب إرادة السلطة الدينية وحتى البحوث الانتروبولوجية لم تجد أثرا لهذه الممارسة في المجتمعات البدائية أو المتأخرة حضاريا وفي هذا دليل أن الجنس المثلي ثمرة حضارية.
ولكن الكتب السماوية هي نفسها التي أقحمت هذه القضية مجال التدوين وكان الغرض مكافحة أشد ارتكزت على الوعيد القاسي عبرة من الأقوام السابقة. سدوم هي بؤرة تاريخ الجنس المثلي ولكن سدوم ليست ظاهرة تاريخية في الفكر الإنساني إنها مفهوم ديني بذلك فما تدل عليه أمثولة سدوم هو قطعية الرفض الديني لهذه الممارسة قطعية سوف تصاحب كل مد ديني لكل ديانة سماوية ويصبح الجنس المثلي نوعا من الكفر الذي لا يغتفر لأن المؤسسة الدينية تعرف أن هذا مؤشرا خطيرا لبداية انفلات الناس من السلطة الدينية وانه لكذلك.

verocchio
30/08/2008, 14:42
إذا أردنا أن نقف على مثل تاريخي أكثر صلابة فعلينا التوجه إلى بلاد الإغريق فاليونان هي أكثر الحضارات احتفاء بالجسد الرجولي الرياضي والى البروز في الأعضاء واليونان شعب فلسف السعادة والمتعة بهذين العنصرين حول الرجل الإغريقي الجنس المثلي إلى حالة قصوى يطمح لها من خلال تتبع المتعة بين رجلين أي بين كائنان من الجنس الأقوى وربما إقصاء للجنس الأضعف أو الناقص من المتعة الجنسية. روما الوثنية أيضا كانت أيضا أرضا للمثلية الجنسية وكان ذلك ناتجا للتمازج بالشرق واليونان وخاصة لوجود طبقة مترفة وفرت لها الظروف أن تلمس اللذة التي تروق لها دون أي مانع ديني أو دنيوي. كذلك كانت بلاد العرب بعد عصور التوسع, حيث انتشرت تجارة الرقيق وهم أسرى الحروب والسبايا وتداخلت الشعوب في بوتقة جديدة فادخل كل عرق مفاهيمه في المتعة الجنسية – وإننا نلاحظ أن للاختلاط اليوم نفس النتائج حيث أننا في الولايات المتحدة واستراليا نجد أكبر انتشار للجنس المثلي - ولما كانت مدن العرب هي المدن التي يمكن أن تتوفر فيها المتع كلها فقد مرقت المثلية الجنسية من هذا المدخل وأصبحت بارزة في تجارة الغلمان التي تحولت إلى تجارة مربحة أمام تهافت الأثرياء الذين تحولوا بسرعة إلى طبقة ذات امتيازات تجعلها تعرف كيف تحيد السلطة الدينية الرافضة لهذا السلوك.
كنا قد رأينا إن الجنس السوي هو جنس الطبقة الوسطى وفي المقابل الجنس المثلي هو جنس لا تعرفه الطبقة الوسطى عموما وهي الطبقة الطامحة إلى محوه من الوجود وحين يتواجد تطمح إلى إخفاءه انه غالبا جنس الطبقات الغارقة في غناها أو في فقرها أو هو نتيجة التقاء عنصرين من هاتين الطبقتين المتنافرتين. كما رأينا أن الجنس السوي يقوم على النرجسية حيث يبحث الشريك عن متعته في عيون الجنس الآخر ليثبتها لنفسه ويشبع نرجسيته, كذلك فان الجنس المثلي يتركز حول النرجسية ولكنه يوظفها بشكل آخر إنها نرجسية الانغلاق في الجنس الواحد.
في القرن العشرين بدأ الجنس المثلي يكتسب التبريرات فهو مرة مرض وهو أحيانا نتيجة للمجتمع وليس الممارس إلا ضحية ولما كان التحليل النفسي يفسر كل ما حوله فقد زاد في تبريره حيث اعتبره حتمية تجد بذورها في الطفولة ثم جاءت بحوث علم الوراثة لتجعله حتمية بيولوجية وراثية ولكن الجدل لم يحسم خاصة أن الطب سواء الجسماني أو النفساني له رأي مخالف تماما حين يكشف الضرر من العلاقات المثلية وهو بذلك يحالف الدين والعامة التي لم تتأثر مواقفها ولن تتغير فيما يبدو لان الجنس المثلي يحمل بين طياته تناقضا صريحا يضرب جوهر الحياة الإنسانية الذي هو تلك الثنائية الخالدة بين الذكر والأنثى.

وشم الجمال
30/08/2008, 18:47
الطرح كتير حلو بس يعني انا مو مستوعبة انو حاجة جسدية عند اي انسان فينا يكون في كل هالمراحل في فهمها واستيعابها...يعني لهلق ما في القدسية المطلوبة للجنس....ومن يللي قريتو في كتير فجوة كبيرة بين الجنس كفعل حب وبين الجنس يللي متبع وهوي الفعل الحيواني يللي بيهدف لاشباع الرغبة واثبات السيطرة....

ناطرين التتمة محمد ومشكور لمجهودك:mimo:

verocchio
30/08/2008, 19:47
الطرح كتير حلو بس يعني انا مو مستوعبة انو حاجة جسدية عند اي انسان فينا يكون في كل هالمراحل في فهمها واستيعابها...يعني لهلق ما في القدسية المطلوبة للجنس....ومن يللي قريتو في كتير فجوة كبيرة بين الجنس كفعل حب وبين الجنس يللي متبع وهوي الفعل الحيواني يللي بيهدف لاشباع الرغبة واثبات السيطرة....

ناطرين التتمة محمد ومشكور لمجهودك:mimo:

أشكرك سراب ع القراءة :D

ثم اعلمك للأسف لا يوجد الجنس كفعل حب لان الدراسة تبحث في الجنس من ناحية علمية اي تفرغ الجنس من محتوياته العاطفية لكي تصبح الجنس مادة علمية .
واذا نتحدث عن الجنس كمفهوم نحاول أن نفرق بينه وبين الحب ( والكلمتان لهما نفس المعني في اللغة الفرنسية ) :o


كما أن الدراسة تطمح الى تصنيف تاريخي للأنماط الجنسية ودلالاتها الثقافية و الجنس كفعل حب هو موجود في كل عصر ومكان فيمكن أن يكون تابعا لأي نمط ( فيمكن أن يكون مع الجنس السوي كما المثلي أو في الاستمناء )


على كل في خاتمة هناك مجموعة انماط أخرى للجنس لا ترتقي الى صفة مرحلة جنسية ولكن حتى في هذه ليس هناك شيء اسمه جنس كفعل حب
لو حابة تكتبي فيه موضوع أنا أول المتظرين :yahoo:

على كل الدراسة محدىدة بالاهداف الموجودة في المقدمة

شكرا سراب ع الاضافة :ss:

Marooshe
31/08/2008, 21:18
أزمنة الجنس المثلي

لم تثبت الدراسات التاريخية ترسخ عادات اللواط أو السحاق في المجتمعات القديمة يعود ذلك خاصة إلى كون الجنس مفهوم مصاغ حسب إرادة السلطة الدينية وحتى البحوث الانتروبولوجية لم تجد أثرا لهذه الممارسة في المجتمعات البدائية أو المتأخرة حضاريا وفي هذا دليل أن الجنس المثلي ثمرة حضارية.

عند الرجال مثلا كان قد انتشر الشذوذ الجنسي في العصور الوسطى، وزاد في الفترات التي حقرت فيها المرأة، او نادى فية رجال الكنيسة بالصوم الجنسي وتحريم الاتصال بالانثى تشبهاً بالمسيح الذي لم بلمس امرأة. او تشبهاً بالعذراء التي لم يلمسها رجل. وفي هذة الفترات التي اشتدت فيها الدعوة الى الامتناع عن النساء كان الانجذاب نحو الرجال يبدو كأنما هو اقل خطيئة. وقد انتشر الشذوذ الجنسي بين الرجال، وبالذات رجال الكنيسة الذي حرم القانون عليهم الزواج....

وشم الجمال
31/08/2008, 21:18
لي عودة قريبة للتعقيب على ما ذكرت محمد,,,,وصدقني ان قالب الجنس المفرغ من الحب سيكون له اسم اخر,,,,

سأعود غدا للتعقيب واتمنى ان لا يتغير مسار الموضوع الذي اردته له,,,,

واشكرك مرة اخرى
واشكر مروة على الاضافة المنطقية للجنس المثلي