the god father
29/08/2007, 01:19
حكامنـا ..... ملاّ حكّــام والله !!
ذات مرة حدثني أحد الأصدقاء-وهو فلسطيني الجنسية- عن معاناة ومذلّة كبيرة لحقت به ومنعته من السفر إلى جمهورية مصر العربية لزيارة أخواله هناك، والسبب كما قال أنه فلسطيني، ورغم أنه سبق لي زيارة مصر مرتين إلا أنني لم أصدق الأمر إلى أن اطلعت بالصدفة على مقال صحفي يؤكّد كاتبه أنه ممنوع بالفعل على الفلسطيني دخول جمهورية مصر(العربية)، بحجة خشية حكومة (الريّس) من بقائه واستقراره في مصر، يحدث ذلك في الوقت الذي يتجوّل فيه السياح الإسرائيليون في شرم الشيخ والغردقة والأقصر تحت حراسة وحماية الشرطة المصرية.
وقبل أسابيع طالعتنا الصحف والفضائيات بخبر يقول إن الأردن سحبت سفيرها من قطر احتجاجاً على عدم دعم الأخيرة لمرشحها لرئاسة مجلس الأمن، وقد فعل ذلك (جلالته) في نفس الوقت الذي كان يرفض فيه اتخاذ إجراء مماثل بحق إسرائيل عندما كانت تدك لبنان طولاً وعرضاً.
سبق ذلك قبل فترة استقبال لبنان لتوني بلير، ثم كوندليزا رايس وعقدهما جلسات مغلقة مع عدد من (الزعامات) الطائفية والحزبية هناك. ثم تلاه تأكيد(دولة الرئيس) السنيورة أن الولايات المتحدة تعمل مافي وسعها (لدعم) لبنان.
أما في العراق فيطالعنا (فخامة) رئيس الجمهورية بطلب استجدائي يناشد فيه (القوات الأمريكية) تمديد(احتلالها) للعراق لثلاث أعوام على الأقل.
لقد دخلت الزعامات العربية مرحلة (اللواطة) السياسية التي لم يعد فيها ما هو محرم عليها ، ولا يمنعها عن ارتكاب المعصية جهاراً نهاراً لا خلق ولادين ولا كرامة، إنها تفعل ذلك وهي تعلم أنها تدوس على مشاعر شعوبها العروبية الشريفة دون أن تأخذها لومة لائم فعيونها مشرّعة نحو إرضاء (ماما) واشنطن فحسب، بينما تئن تلك الشعوب تحت ثقل العار الذي تلحقه به هذه الكيانات (المعتدلة)، ويأتي كتأكيد على على هذا الرفض الجماهيري ضمن هذا السياق ما ذكرته استطلاعات الرأي مؤخراً من أن الشعب المصري يعتبر أمريكا وإسرائيل عدوه الأول رغم مرور أكثر من ربع قرن على كامب ديفيد، و ينسحب هذا على الشعب اللبناني الذي استقبل بلير ورايس بالمظاهرات وحرق الأعلام أمام السراي الحكومي، الشعب الأردني هو الآخر يرفض وادي عربة، ولولا أن الحكومة تغلق صحف المعارضة، وتمنع مظاهرات النقابات لسمعنا صوت الشعب الأردني يعلو ويعلو، أما شرفاء الشعب العراقي فلم يقصّروا البتة، وما عمليات تفجير عربات الهمر ودبابات أبرامز وقنص الجنود الأمريكيين إلا دليل على رفض العراقيين لأقوال حكامهم
لقد بات من الواضح أن الشعوب العربية بدأت تفقد صبرها على هذه المهانات، وعندما قال السيد حسن نصر الله(الله يرحم أيام الصمت العربي) وظن غالبية الناس أنه يقصد بذلك الحكام، تيقّن كثيرون من الناس أن سماحة السيد يقصد صمت الشعوب العربية التي فاجأ وعيها والتزامها جميع من توقعوا وأد مشاعر الوحدة العربية، والسيد حسن مصيب كما عودنا، فالشعوب العربية ضاقت ذرعاً بحكامها، وهي بدأت تدق لهم النعوش وهم لا يدرون، أما مسألة الكرامة فهي لم تعد شعوراً متحفياً كما يظنون، بل إنها وقود الغضب الذي سيحرق كل الخونة.
إياد شربجي: افتتاحية مجلة شبابلك
:gem:
ذات مرة حدثني أحد الأصدقاء-وهو فلسطيني الجنسية- عن معاناة ومذلّة كبيرة لحقت به ومنعته من السفر إلى جمهورية مصر العربية لزيارة أخواله هناك، والسبب كما قال أنه فلسطيني، ورغم أنه سبق لي زيارة مصر مرتين إلا أنني لم أصدق الأمر إلى أن اطلعت بالصدفة على مقال صحفي يؤكّد كاتبه أنه ممنوع بالفعل على الفلسطيني دخول جمهورية مصر(العربية)، بحجة خشية حكومة (الريّس) من بقائه واستقراره في مصر، يحدث ذلك في الوقت الذي يتجوّل فيه السياح الإسرائيليون في شرم الشيخ والغردقة والأقصر تحت حراسة وحماية الشرطة المصرية.
وقبل أسابيع طالعتنا الصحف والفضائيات بخبر يقول إن الأردن سحبت سفيرها من قطر احتجاجاً على عدم دعم الأخيرة لمرشحها لرئاسة مجلس الأمن، وقد فعل ذلك (جلالته) في نفس الوقت الذي كان يرفض فيه اتخاذ إجراء مماثل بحق إسرائيل عندما كانت تدك لبنان طولاً وعرضاً.
سبق ذلك قبل فترة استقبال لبنان لتوني بلير، ثم كوندليزا رايس وعقدهما جلسات مغلقة مع عدد من (الزعامات) الطائفية والحزبية هناك. ثم تلاه تأكيد(دولة الرئيس) السنيورة أن الولايات المتحدة تعمل مافي وسعها (لدعم) لبنان.
أما في العراق فيطالعنا (فخامة) رئيس الجمهورية بطلب استجدائي يناشد فيه (القوات الأمريكية) تمديد(احتلالها) للعراق لثلاث أعوام على الأقل.
لقد دخلت الزعامات العربية مرحلة (اللواطة) السياسية التي لم يعد فيها ما هو محرم عليها ، ولا يمنعها عن ارتكاب المعصية جهاراً نهاراً لا خلق ولادين ولا كرامة، إنها تفعل ذلك وهي تعلم أنها تدوس على مشاعر شعوبها العروبية الشريفة دون أن تأخذها لومة لائم فعيونها مشرّعة نحو إرضاء (ماما) واشنطن فحسب، بينما تئن تلك الشعوب تحت ثقل العار الذي تلحقه به هذه الكيانات (المعتدلة)، ويأتي كتأكيد على على هذا الرفض الجماهيري ضمن هذا السياق ما ذكرته استطلاعات الرأي مؤخراً من أن الشعب المصري يعتبر أمريكا وإسرائيل عدوه الأول رغم مرور أكثر من ربع قرن على كامب ديفيد، و ينسحب هذا على الشعب اللبناني الذي استقبل بلير ورايس بالمظاهرات وحرق الأعلام أمام السراي الحكومي، الشعب الأردني هو الآخر يرفض وادي عربة، ولولا أن الحكومة تغلق صحف المعارضة، وتمنع مظاهرات النقابات لسمعنا صوت الشعب الأردني يعلو ويعلو، أما شرفاء الشعب العراقي فلم يقصّروا البتة، وما عمليات تفجير عربات الهمر ودبابات أبرامز وقنص الجنود الأمريكيين إلا دليل على رفض العراقيين لأقوال حكامهم
لقد بات من الواضح أن الشعوب العربية بدأت تفقد صبرها على هذه المهانات، وعندما قال السيد حسن نصر الله(الله يرحم أيام الصمت العربي) وظن غالبية الناس أنه يقصد بذلك الحكام، تيقّن كثيرون من الناس أن سماحة السيد يقصد صمت الشعوب العربية التي فاجأ وعيها والتزامها جميع من توقعوا وأد مشاعر الوحدة العربية، والسيد حسن مصيب كما عودنا، فالشعوب العربية ضاقت ذرعاً بحكامها، وهي بدأت تدق لهم النعوش وهم لا يدرون، أما مسألة الكرامة فهي لم تعد شعوراً متحفياً كما يظنون، بل إنها وقود الغضب الذي سيحرق كل الخونة.
إياد شربجي: افتتاحية مجلة شبابلك
:gem: