أجلس أنا هنا..
أجلس وحيداً كما كنت دائماً..
ربما لم يحبني أحدٌ في هذه الحياة..
ربما أضعت عمري القادم..
في إصلاح البشرية..أو في قراءة الكتب ..
و الإستماع لمشاكل الآخرين..
قد أراعي مشاعر الآخرين..
فأنسى نفسي..
و أحيانا أنسى الآخرين..و لا أرى سوى نفسي..
فاغفروا لي قليلاً عند الغضب.
فلا أحد أغضب منه غيركم..
لا أكره أو أحب أحداً غيركم..
كيف أنقذ البشرية إذا كنت أنا ضائع..
أهلكتني الظروف التاريخية..و الصدف المستحيلة...
مللت من الماضي و الحاضر..
لم أكتب سوى عن نفسي لأنني لا أعرفها ..أو لا أعرف غيرها..
أناطح الأحجار فتتألم لألمي..
أرفض كل ما أثبت العلماء صحته..
فصحتي أهم..
لا أدعو إلى أحدٍ أو على أحدٍ..
فكل قدرٍ يكتبه الإنسان بنفسه ......
أشعر بالمرض..و لا أتمنى البداية..أو النهاية..
لا أتمنى شيئاً سوى أن أجلس و أنام..على كتف الزمن..
أو على كتف الله..
كل الشعراء قالوا ما أقوله الآن..و لكن..
إنها مرحلة ٌ من مراحل تكون الإنسان الشاعر..
فلا تضيعوا بما أكتبه و لا تسألوا عن جنس النص الأدبي ..
إنه جنس ٌ جديد..أخترعه الآن و في هذه اللحظات..
أقدم لكم ديناً جديدا ًلا يمحي أي دين ٍ آخر..
جنسي الأدبي غريب..
لا هو شعرٌ و لا نثر..فأنا لا أصنف في المعاجم و الكتب..
لا أصنف ضمن العظماء أو المغمورين..
لا أنتمي لأي شيءٍ و لا شيء ينتمي إلي..
حدودي لا متناهية..
صنفوني هكذا..فأنتم تحبون الجداول و الإحصاءات..
وأنا لا أحب الربيع و الزهور..
أو الشتاء و المطر..
لا أحب الدين و الإيمان..
الإلحاد و المادية..
الأحرف أو الكتابة..
أنا لا أحب شيئاً..
فلا حبيبة لي..
و لا صديق..
لست روحاً..
و لكنني لست مرئياً..
..فأنا أتصف بكل هذه الصفات..
فحتى الله عجز عن تسميتي..
فأنا عصيٌ عليه أيضا..
فلا تحزنوا أو تيئسوا..
فقد أكون آخر شعاع ٍ في فضاء فضولكم..
فلا تطفئوني عبثاً..
فلن تجدوا غيري يرضي غروركم..
و بهذا السعر البخس..
فأرواحكم ليست سوى تسليةٍ بيد الله و الشيطان ..
فإذا أعطيتموني إياها.
قد أستطيع أن أبني عالماً جديداً..
أعيش فيه بسعادةٍ..إلى الأبد..

و لو لثوان ٍ قصيرةٍ..لكنها أبديةٍ بالنسبة لي..........