أبو النسيم
18/06/2005, 22:05
كعادتهم في تزويق وتزيين المواقف، والإلتفاف على الحقائق، والضحك على الذقون، أنهى الرفاق القطريون في حزب البعث السوري مؤتمرهم القطري العاشر العتيد والذي بشروا به منذ فترة (الجماهير العربية) المناضلة!، وحيث
ذهبت التوقعات المبالغ بها آفاقا رحبة وغير منظورة حول تغييرات تاريخية منتظرة! وحول مشاريع إصلاح سياسي وإقتصادي رهيبة! وحول(بيروسترويكا) بعثية جبارة ستقلب كل أسس التوازن الستراتيجي!! وإذا بالنتيجة المرسومة المزيد من خيبة الأمل! والمزيد من المعاناة!، وإستمرار الأوضاع المزرية شعبيا تحت شعار : (ليس بالإمكان أفضل مما كان!)، وتفرق شمل الرفاق المؤلفة قلوبهم على أوهام التجديد والتحديث والعصرنة.. فإذا بدولة المخابرات وزعاماتها تؤطر رسميا في القيادة القطرية الجديدة! وإذا بأوضاع حال الطواريء المستمرة تظل دائمة حتى تحقق الرسالة البعثية الخالدة! وإذا بالمؤتمر القطري السوري العتيد مجرد واجهة تخدير إعلامية لنسيان وتجاهل هزيمة النظام السوري التاريخية في لبنان!، وإذا به يتحول لفرصة من فرص الغزل مع الولايات المتحدة وإسرائيل لإنقاذ مايمكن إنقاذه! وتجنب التصعيد الإعلامي المتشنج!، لأن النظام يعي ويحفظ جيدا حكاية أن الحرب أولها الكلام! ومارفاق البعث العراقي إلا عبرة لأولي الألباب!
لقد كان واضحا منذ البداية عقلية وأسلوب النظام البعثي في التعامل مع الأمور والملفات الساخنة!، كما كان واضحا أن آفاق وأسس التغيير المسموح به في سوريه لن يتعدى الإجراءات الشكلية البحتة والتي لا تلامس حدود المشاكل والمعضلات الموروثة بل تدغدغها فقط! وهو نفس المأزق الوجودي الذي وجد به نظام صدام البائد نفسه به؟ لأن من أولى مستلزمات التغيير الجدي هو الإنهاء الفوري لكافة الأوضاع الإستثنائية، والدعوة إلى المصالحة الوطنية الشاملة عبر العفو عن كل المعتقلين والمغيبين والمختطفين وعلى رأسهم شيخ المختطفين والمعتقلين السياسيين في العالم الضابط العربي السوري (فرحان الزعبي)، وتفكيك دولة المخابرات، والدعوة لإنتخابات عامة تحدد شكل وطبيعة القيادة الشعبية السورية الجديدة وعبر إنهاء نكتة الحزب القائد!، فقيادة البعث المستمرة منذ أكثر من أربعة عقود ونيف لم تؤد في المحصلة العامة سوى لزيادة التشظي والتفتيت وشيوع الإحباط، وسريان التكلس والتحجر في كل شرايين الحياة السياسية والإقتصادية والثقافية، وفوق هذا وذاك ضرورة إعتراف النظام بأخطاء وكوارث أجهزته الأمنية وعبثها اللامحدود بمصير المواطنين، ومحاسبة القطط البعثية السمان التي جففت كل منابع وضروع الخير السورية، وجعلت من (الإشتراكيين البعثيين) أصحاب رؤوس أموال ضخمة أين منها أهل الرأسمالية المتوحشة! وهي نفس ممارسات وأساليب البعث العراقي في أخريات أيامه حينما تحدث عن إنفتاح سياسي مزعوم فإذا به يؤلف أحزابا أسماها (أحزاب رديفة)!! وهي تنظيمات إستخبارية برع النظام في صناعتها وتسويقها ويؤسس ماسمي بحزب (التحالف الوطني العراقي)
بقيادة البعثي السوري السابق والأمين القطري لجماعة البعث العراقي في الشام المدعو عبد الجبار الكبيسي!!، ولكنها كانت حركة في الوقت الضائع!!، ثم تحدث النظام العراقي البائد عن المصالحة الوطنية والعفو الشامل فإذا به يطلق سراح آلاف المجرمين والقتلة واللصوص والسفاحين موهما الناس بديمقراطيته!!، وكانت مسرحية بائسة ذات أهداف شيطانية إتضحت أبعادها ومراميها خلال الشهور اللاحقة حينما طفت عصابات السلب والنهب والتخريب على الشارع العراقي بعد سقوط النظام وتلاشيه!، أما نظام دمشق فلم يكلف نفسه مشقة حتى إجراءات شكلية فارغة، بل قلص القيادة القطرية (توفيرا للنفقات) ربما؟، وقلص أيضا من ممنوعات قانون الطواريء!! ليسمح بإقامة الأعراس والليالي الملاح دون موافقات مسبقة!! ولعل النصر التاريخي قد إنتزعه عن جدارة (فيلق الحلاقين) في القطر العربي السوري المناضل!! الذين أباح لهم نظام الحزب القائد حلق رؤوس الناس من دون الحصول على موافقات أمنية مسبقة!! وهو ماسيعجل بقلب الموازين الستراتيجية، ويقلص من هوة التوازن الستراتيجي مع العدو الصهيوني، ويوحد طاقات الحلاقين من أجل تحرير الجولان ومزارع شبعا، ومن ثم التطلع لإسترداد لواء الإسكندرون السليب!!، لقد كان مؤتمرا بعثيا هزيلا، بنتائج هي غاية في الضعف والسقم، وهي نتيجة متوقعة لأن أي تغيير حقيقي لايعني سوى شيء واحد وهو خروج البعث بكل تاريخه الدموي والفاشل من حلبة التاريخ!... أما غير ذلك فليس سوى أوهام!
الكاتب داود البصري
ذهبت التوقعات المبالغ بها آفاقا رحبة وغير منظورة حول تغييرات تاريخية منتظرة! وحول مشاريع إصلاح سياسي وإقتصادي رهيبة! وحول(بيروسترويكا) بعثية جبارة ستقلب كل أسس التوازن الستراتيجي!! وإذا بالنتيجة المرسومة المزيد من خيبة الأمل! والمزيد من المعاناة!، وإستمرار الأوضاع المزرية شعبيا تحت شعار : (ليس بالإمكان أفضل مما كان!)، وتفرق شمل الرفاق المؤلفة قلوبهم على أوهام التجديد والتحديث والعصرنة.. فإذا بدولة المخابرات وزعاماتها تؤطر رسميا في القيادة القطرية الجديدة! وإذا بأوضاع حال الطواريء المستمرة تظل دائمة حتى تحقق الرسالة البعثية الخالدة! وإذا بالمؤتمر القطري السوري العتيد مجرد واجهة تخدير إعلامية لنسيان وتجاهل هزيمة النظام السوري التاريخية في لبنان!، وإذا به يتحول لفرصة من فرص الغزل مع الولايات المتحدة وإسرائيل لإنقاذ مايمكن إنقاذه! وتجنب التصعيد الإعلامي المتشنج!، لأن النظام يعي ويحفظ جيدا حكاية أن الحرب أولها الكلام! ومارفاق البعث العراقي إلا عبرة لأولي الألباب!
لقد كان واضحا منذ البداية عقلية وأسلوب النظام البعثي في التعامل مع الأمور والملفات الساخنة!، كما كان واضحا أن آفاق وأسس التغيير المسموح به في سوريه لن يتعدى الإجراءات الشكلية البحتة والتي لا تلامس حدود المشاكل والمعضلات الموروثة بل تدغدغها فقط! وهو نفس المأزق الوجودي الذي وجد به نظام صدام البائد نفسه به؟ لأن من أولى مستلزمات التغيير الجدي هو الإنهاء الفوري لكافة الأوضاع الإستثنائية، والدعوة إلى المصالحة الوطنية الشاملة عبر العفو عن كل المعتقلين والمغيبين والمختطفين وعلى رأسهم شيخ المختطفين والمعتقلين السياسيين في العالم الضابط العربي السوري (فرحان الزعبي)، وتفكيك دولة المخابرات، والدعوة لإنتخابات عامة تحدد شكل وطبيعة القيادة الشعبية السورية الجديدة وعبر إنهاء نكتة الحزب القائد!، فقيادة البعث المستمرة منذ أكثر من أربعة عقود ونيف لم تؤد في المحصلة العامة سوى لزيادة التشظي والتفتيت وشيوع الإحباط، وسريان التكلس والتحجر في كل شرايين الحياة السياسية والإقتصادية والثقافية، وفوق هذا وذاك ضرورة إعتراف النظام بأخطاء وكوارث أجهزته الأمنية وعبثها اللامحدود بمصير المواطنين، ومحاسبة القطط البعثية السمان التي جففت كل منابع وضروع الخير السورية، وجعلت من (الإشتراكيين البعثيين) أصحاب رؤوس أموال ضخمة أين منها أهل الرأسمالية المتوحشة! وهي نفس ممارسات وأساليب البعث العراقي في أخريات أيامه حينما تحدث عن إنفتاح سياسي مزعوم فإذا به يؤلف أحزابا أسماها (أحزاب رديفة)!! وهي تنظيمات إستخبارية برع النظام في صناعتها وتسويقها ويؤسس ماسمي بحزب (التحالف الوطني العراقي)
بقيادة البعثي السوري السابق والأمين القطري لجماعة البعث العراقي في الشام المدعو عبد الجبار الكبيسي!!، ولكنها كانت حركة في الوقت الضائع!!، ثم تحدث النظام العراقي البائد عن المصالحة الوطنية والعفو الشامل فإذا به يطلق سراح آلاف المجرمين والقتلة واللصوص والسفاحين موهما الناس بديمقراطيته!!، وكانت مسرحية بائسة ذات أهداف شيطانية إتضحت أبعادها ومراميها خلال الشهور اللاحقة حينما طفت عصابات السلب والنهب والتخريب على الشارع العراقي بعد سقوط النظام وتلاشيه!، أما نظام دمشق فلم يكلف نفسه مشقة حتى إجراءات شكلية فارغة، بل قلص القيادة القطرية (توفيرا للنفقات) ربما؟، وقلص أيضا من ممنوعات قانون الطواريء!! ليسمح بإقامة الأعراس والليالي الملاح دون موافقات مسبقة!! ولعل النصر التاريخي قد إنتزعه عن جدارة (فيلق الحلاقين) في القطر العربي السوري المناضل!! الذين أباح لهم نظام الحزب القائد حلق رؤوس الناس من دون الحصول على موافقات أمنية مسبقة!! وهو ماسيعجل بقلب الموازين الستراتيجية، ويقلص من هوة التوازن الستراتيجي مع العدو الصهيوني، ويوحد طاقات الحلاقين من أجل تحرير الجولان ومزارع شبعا، ومن ثم التطلع لإسترداد لواء الإسكندرون السليب!!، لقد كان مؤتمرا بعثيا هزيلا، بنتائج هي غاية في الضعف والسقم، وهي نتيجة متوقعة لأن أي تغيير حقيقي لايعني سوى شيء واحد وهو خروج البعث بكل تاريخه الدموي والفاشل من حلبة التاريخ!... أما غير ذلك فليس سوى أوهام!
الكاتب داود البصري