اعبري جسدي كثيرا ً.. ولا تخافي عساكر المعابر


مرري على شفتي أختام السفر.. وافتتحي على عنقي صلاة


ياخبزي المصلوب في زحام الأمتعة.. أريدك زاد أيام التلاشي خلف الحدود وخلف النبيذ وخلف القدر


بعد اليوم لن يولد الأنبياء.. ولن ترقص الجنيات.. ولن تستفيق رجولتي على رائحتكـ


بين عينيكـ وبين حصى الطرقات جلست أجدل مشنقتي وأرصف أشلائي ليعبر الركب المسافر


فقدت ظلي على سفوح الشام وداست قامتي أقدام الوطن ..


فرويدا ً يا حزينة العينين


قولي لجسمكـ ألا يفلس الليلة



أخبري الله بأنني رجل على سريركـ سوف أنازعه جسده

عمدني .. بأناملك المقدسة ..

احرقني بدفء يديك
و انثر رماد ألوهتي على المسافات التي بدأت تغزو عناقنا

ازرع في رحمي بذار أحلامك ..

و ارسم على شفتيك انطباعات لحلاوة رمان جسدي

تنسيك في الغد طعم مرارة الغياب

دعني أثمل من دموعك المنسكبة على خدي....

فغدا عندما يترك صقيع الوحدة لمسته على جبيننا

ويحتل الحزن أوراق سريرنا

ستشتاق فيا حضن الوطن ودفء الأمومة

وأحتاج فيك جنون الرجولة ..

داعبني كأوتار عودك ..

غنني من شفتيك أهزوجة في ركن دمشقي قديم

فهمساتك المحببة الدافئة التي اعتدتها

لن تستطيع أن تنافس ضجيج ابتعادك

حطمني بلهفتك للرحيل ..

و استعجال جسدك اختصار اللغات

ثم اجمع ما تبقى من شظاياي الحزينة

في حقيبتك المعدة للسفر

وارحل ..