-
عرض كامل الموضوع : مختارات لإيريس نهري
بقلم: إيريس نهري
أعود إلى مملكتي أميرة مكسورة الخاطر بعد أن خسرت معركتي الوحيدة في الحياة.
يفاجئني صمود الأسوار مع أن المعركة كانت خاسرة بامتياز.
أحاول استرجاع ضعفي الماضي لأسقط أكثر، أريد أن أسقط، أفشل. تبدو الأسوار التي بناها حلمي من حولي أقوى من أيّ إصرار.
خاسرة؟ صحيح. ولكن ذلك لن يغيّر شيئاً في كوني أميرة.
لم يُجدِني الفرح شيئاً.
ستبقى كسرة الخبز التي قدّمتها لي، أنا العطشى، تحفر في أحشائي جراحاً لن تشفيها الأيام، وسأغفر لك.
أغفر لك جوعي وعطشي وآلامي جميعها، ما لن أغفره لك هو مساسك بالأبيض لوناً يجمعن.
ضاقتْ بي المطارح، حوصِرتُ من الجهات جميعها، احتجزتُ دمعي بين الرموش، تعبت عيناي من انتظار الوقت المناسب للبكاء، ومتى كان للبكاء وقته؟
أريد زاوية مهجورة حتى من نور الشمس، زاوية أصرخ فيها دمعي وأذرف تساؤلاتي جميعها بدون أن أخشى السؤال.
كيف ضاقت بي المطارح بعد أن كان الفضاء ساحة ألعب فيها ولا أخشى السقوط.
بغيابك، حتى جغرافيا الأمكنة تغّيرت، اختفت، أعدْ لي زاويتي الصغيرة، تكفيني قوقعتي لأمضي ما تبقى من أيامي بانتظارك.
قلتُ لكَ يوماً: خذ عينيَّ ولكن دعني أراك، خذ يديَّ ولكن دعني ألمسك.
لم تفهم الرسالة، أخذتَ مني النظر واللّمس وتركتَ لي عينين بلا نظر ويدين بلا لمسة. يا لقسوتك، أعِد لي أحاسيسي.
ـــ
بقلم: أيريس نهري
التَحِفي السماء ياصغيرة، لن تعرفي الدفء بعد اليوم.
غَطّي عينيكِ بغيوم الخريف، فأنتِ حين يصل الشتاء ستذرفين المطر دمعاً لن يروي حزن غياب حبيب العمر.
أغمضي عينيكِ يا طفلة فَقَدَتِ الحضن الدافئ فهرب اليُتْمُ منها مخافة أن تسيء إليه.
ضُمّي يديكِ إلى صدرك واعتزلي الصلاة والسّجود، لا معنى لصلاتك بعد اليوم، حتى السّماء أقفلت أذنيها عن سماع أنينك. حتى السماء رفضتك..
لأن ما كان، كان اختراع وقت من خارج الوقت، ليكون وقتنا أطول.
لأن ما كان، كان ركضي إليك قبل أيّة خطوة وفرحتي بالوصول إلى أحضانك وأنا على بعد أميال منك.
لأن ما كان، كان صباحاً لا تشرق شمسه دون صوتنا، وليلاً لا ينتهي دون تمنيّات قلبي لك.
لأن ما كان، كان كلّ ثانية مسلوبة من عمر ليس لي لأقدّمها لك ساعات وأزمان.
لأن ما كان، كان صرخة " أعبدكَ" كلّما وصلت كلمة منك أو رسالة.
ولأن كلّ ذلك... كــــــان... لم يعد لي وجود.
لأنك كنت كلّ أمس اشتاق إلى غده حتّى وصولك.
لأنّك صرت كلّ غد ستشتاق إليه الأيام جميعها.
لأنك زيّنت بوصولك ما تبقى من العمر، صار لوجودي معني.
لأنك قرّرت اختزالي وأنا أسكن حريّة الروح لا سجن الجسد، ما عاد لوجودي معنى.
كانت كلماتي "إليكَ، إليكَ وحدك"، صارت "منكَ...منكَ وحدك".
كانت كلماتي حقيقة انتماء الـ"أنا" حتى الذوبان، صارت ذوبان "أناي" في انتمائها إلى اللاأحد.
حين أقفلت قلبك بوجه انتمائي إليك، حوّلتني بكلمة من كيان كامل إلى لا أحد.
شكراً لاختصارك حياتي، دونك لا رغبة لي بأية حياة.
وشم الجمال
05/09/2007, 13:47
تحاول بصمتك ان تنزع من بين ضلوعي قلبا نابضا بحبك ولكني في النهاية قبلت ان اواجهك وحدي ولكني في النهاية بكيت وحدي.
المشكلة اننا نعتقد اننا سنعيش دون حب ولكن بالرغم من اننا لم نمت الا اننا لسنا على قيد الحياة
خاطرة مؤثرة جدا تنقل الانسان الى عالم الحب واللاحب في آن واحد ولكنها تؤلم فكم نحمل بين جوانحنا من القسوة
ولكن سلمت يداك<ما بكفي انها بكتني لتعرف انها حلوة كتير >
وشم الجمال
05/09/2007, 13:55
ولكن اعتقد ان الحياة ستنصفك لان من سرق احساسنا يوما ستأتي اللحظة التي يسرق فيها احساسه
اعدك فهذا عدل الله
بقلم: أيريس نهري
كلمةً، كلمة، أتضوّر جوعاً فأتناول كلماتكَ زاداً أحمله في القلب و... أشبع.
حرفاً، حرفاً... يهاجمني العطش، يزحف الجفاف على شراييني فأُسرع الى أحرف كلماتكَ أرتوي منها و… أستزيد.
بين صوتكَ وكلماتكَ وأحرفها، أَرْتَسِمُ همسةَ حبٍّ تخترق جميع الأصوات، كلمةَ وفاءٍِ تتخطّى جميع الكلمات ونقطة ماء تروي عطش الحروف جميعاً.
فاسمح لي بمساحةِ ضوءٍ صغيرةٍ أَعبُرُ منها الى نورك.
من دونكَ ليس سوى ظلام أَتَلَمَّس فيه طريقي نحو الإغفاءة الأخيرة.
***
تلك التفاصيل الصّغيرة تحمل كلّ ما نملك، الى عالم ثانٍ، عالم آخر.
لمسة، نظرة، كلمة، ... يوميّات يمر بها الناس من دون أثر. معنا، هي الحلم، تفاصيلُه، نبضه، ثوانيه.
تفاصيل صغيرة، لحظات مختطفة من عمر الزمن، هي "نحن"، بذورٌ نذريها في تربة زواجنا الخصبة فتُنبت لا حباً بل مزيداً من الحب، ولا إيماناً بل فائضاً من إيمان، إيمانٍ بنا حتى الرغبة بالاستمرار الى آخر الحب وآخر الإيمان.
***
- "كما تشائين"!
كلمتان تحتجزانك في عمري نظرة استسلام ونبضة قلب.
- "كما تشائين"!
وتستسلم لي طفلاً ينصاع الى أمّه بكل فرحٍ خوفَ يخسر حنانها وحمايتها.
- "كما تشائين"!
وما أشاؤه ليس أكثر من الـ"أنتَ" وانتماء الـ"أنا" إليها حتى الذوبان.
***
فجأةً أزهرَت الساحة الأخرى وروداً، وفاحت عطراً تلوّنت بها أيام كان سكنَها الغياب.
فجأةً رقصت حبّات ترابها فرحاً تهلّل لاستقبال الغائب زمنَ الحرب،عائداً الى الـ"هنا" لحظةَ سلامٍ تُشرِقُ في القلب ساعاااااااااااتٍ من الفرح.
ما أخصبَ دقائق حضوركَ حين تزهرُ في أيّام غيابكَ وتحوّلها حضوراً متواصلاً.
***
قال لها: "سيّدة المطارح أنتِ، سُكْناي، أمي، وطني، حبيبتي، شمسي، و... كلّ العمر الآتي".
فيا "سيّدة المطارح": على كتفيكِ الضئيلتين أن تحملا أمجادَ عمرٍ، عمرُه هو. فلا تضعفي ولا تستسلمي.
شَرِّعي في قلبك الصّغير جميع الزوايا كي تتّسع لعمرٍ من العظمة والنبل، عمرُه هو.
يا "سيّدة المطارح": على تاريخكِ الآتي انكتَبَتْ حكايةٌ لم يكن ما يشبهها، ولن يكون.
فكوني سيّدة قلبه، منذ نبضكما الأوّل حتى توقُّّفِ قلبك مع النبض الأخير.
***
- عبادتي أنتِ. لوجهكِ أَرفعُ لحظات خشوع، ولقلبكِ أَنذُر عمر تصوّفٍ لا هُنيهةَ فيه للخطيئة.
* عبادتُكَ صارت صلاتي. ما عدتُ أذكر سواها. وهل... هل كان لي سواها؟
- صلاتي صارت اسمكِ. أنطق به فأطهَر من خطاياي، وأعودُ جنيناً في رحم أمّه.
* إحفظني في ذاكرتكَ وجهاً طاهراً تحلو لبراءته العبادة.
- دعيني أعش سلامي جنيناً يكفيه حنانُ رحمكِ كي يعتزلَ نهائياً أَلَمَ الولادات.
بقلم: إيريس نهري
... وكأن الحبر صار دمعاً والأوراق عيوناً تناديني، تطلب مني العودة إليها. أُخبرها أنك رحلت، فلمن أكتُب!
ترجوني ألاّ أستقيل من حبّي، غذائها. تحلم بألاّ أتركك تغادر قلبي حتى ولو أنت رحلت.
فهمَت أنّك وحدكَ كنتَ، ووحدك باقٍ حبّ العمر الذي قضى على كلّ العمر وأبكى حتى الأوراق والأقلام.
***
من عمق الحزن أناديكَ، يا كلّ الحزن.
من قلب الشوق إليكَ أصرخ بك أن تعود ولو لثانية.
عُد... غيابُكَ أغرقني في ألم من لون آخر بعدما انتهيتُ من صراعي مع الألوان.
***
لا فرحَ يَحجب إحساسي بالحزن إلاّ فرح حضورك.
في عمر ستبقى خلاله الغائب الأكبر، علِّمْني كيف أجدُ طريق الفرح.
***
بيني وبين الفرح حكايةُ يُتْمٍ عمرُها من عمري.
معي وُلِدَ الفرح، مات والداه يوم ولادته، فصار يتيماً حزيناً لا يعرف الفرحُ طريقَه إليه.
وكيف أجدُه بعد أن فقد معناه؟
***
أصارع العودة بكلّ قواي. أحتجز جيوش الشوق المهاجمة وراء سور اللامبالاة، فأسقط.
أسقط مضرّجة بدمع الحزن.
أحاول إيجاد مكاني فتسخر منّي جميعُ الأمكنة التي لكَ فيها مكان.
جميعُ الثواني لوّنها حضورك، كلّ خطوة رسمتَها لي تبدو اليوم كسيحة.
لا مكان لي بعيداً عنك، لا ثواني أريد أن أحياها بعيداً عنك، لا خطوات تعنيني إن لم توصلْني إليك.
لا حياة لي بعيداً عنك، ما عدتُ أريد الحياة.
***
وكأن الحلم قرّر أن يتحوّل كابوساً فصار الليل يشدّ بضوء الشمس علّها حين تشرق تَمحو ظلمة القلب.
أشرقت الشمس، ازداد القلبُ ليلاً، تحوّل النهار مجموعة كوابيس لا نهاية لها.
سقطت الأميرة في الفخ.
انتهى زمن الفرح، حلّت مواسم الفراق، لا ابتسامات بعد اليوم بل الدمع، كلّ الدّمع.
الدّمع؟ وهل بقي منه ما يكفي لغسل حزن الحلم المفقود؟
هل بقي منه ما يكفي لتعبئة الأقلام والكتابة على الأوراق الحزينة؟
butterfly
20/09/2007, 13:42
لا فرحَ يَحجب إحساسي بالحزن إلاّ فرح حضورك.
جميلة :D
من الشعر
nanoosh rose
20/09/2007, 16:59
مشكور :D
سمورة الامورة
20/09/2007, 17:51
واو شي كتير حلو
بقلم: إيريس نهري
كانت تعرف أن المهمة تحتاج إلى كفاءة عالية، فانطلقت تبحث عن أي تفصيل يزيد من إمكانية النجاح، لم تهتم للثّمن، فقط أرادت أن تنجح، أن تنجز مهمّتها لتستقر بين رموشه حلماً عاشت لِتَكونه.
تجاوزها، لم ينتبه لوجودها الصغير المناضل، استباح خضوعها غير المسبوق وانتماءها الكلّي إليه، تجاوزها وأكمل الرحلة.
وأنتَ، إن نظرت إلى أعلى سترى بين خيوط الشمس بقايا قلب صغير أعلن ذات يوم انتماءه الواحد ولكن...
... في الزمن الخطأ.
تتقلّب العصفورة في سجنها مكسورة الجناحين. تشعر بالغربة وهي في مكانها. تقيّدها سلاسل خياراتها. تستغرب، بالأمس يوم ضاقت بها المطارح رفّت بجناحيها، تركت عمراً وراءها وطارت إلى حريّة من اختيارها. كانت سعيدة.
اليوم، هي سجينة قلبها، جناحاها لم يعودا ملكاً لها.
في قلبها وبين ريش جناحيها ستحمل انتماءها طوال العمر، أينما حلّقت.
خذلها.
حملت العصفورة قلبها الجريح وأسرعت إلى نسرها تقول له: " بالرّغم من الجرح والألم، قلبي معك ليحمل آلامك".
أقفل النسر قلبه عن فهم الرسالة، رفض قبول القلب الجريح، قدّم للعصفورة كسرة خبز وغاب.
لم تصدِّق. في أعماقها كانت تعرف أنه لم يعد لها مكان على القمة، ولكنّها رفضت التصديق.
نسرها اختار العودة إلى تحليقه المستمر في ماضٍ يأبى إلاّ أن يعود، هي لا مكان لها هناك، هي رصدتها الأيام للمستقبل.
لا فضاء معه يتسّع لعصفورة عاشقة.
خذلها.
تئن العصفورة من شوق أذنيها لسماع نداء نسرها ولو للمرّة الأخيرة.
توقف نزف ألمها بكبريائها، تغتال نظراتها الشاردة بانتظار كلمة منه.
تسترجع آخر تغريدة ألم أطلقتها قبل أن تلفظ وداعها الأخير.
تضمّ جناحيها إلى صدرها، يبقى الصدر عارياً، فقدت جناحيها في لحظة واحدة.
تسقط مضرّجة بحزن الفراق، تمعن في إصرارها على الانحدار حتى أعماق قوقعتها.
هذه المرّة لم يعد هناك خارج تحيا به أو له.
خذلها.
butterfly
21/09/2007, 01:45
تجاوزها، لم ينتبه لوجودها الصغير المناضل، استباح خضوعها غير المسبوق وانتماءها الكلّي إليه، تجاوزها وأكمل الرحلة.وأنتَ، إن نظرت إلى أعلى سترى بين خيوط الشمس بقايا قلب صغير أعلن ذات يوم انتماءه الواحد ولكن......
وأسرعت إلى نسرها تقول له: " بالرّغم من الجرح والألم، قلبي معك ليحمل آلامك".أقفل النسر قلبه عن فهم الرسالة، رفض قبول القلب الجريح، قدّم للعصفورة كسرة خبز وغاب.لم تصدِّق. في أعماقها كانت تعرف أنه لم يعد لها مكان على القمة، ولكنّها رفضت التصديق.نسرها اختار العودة إلى تحليقه المستمر في ماضٍ يأبى إلاّ أن يعود، هي لا مكان لها هناك،
:cry: انو ما حبيتا
كتير حزنتني
:D
لا فضاء معه يتسّع لعصفورة
رائعهdot بكل الحزن يلي فيها :D
يـــا قليــل الإيمــان
من أنا إن لم تكن أنت؟أيُّ انحسار للأحلام والآمال إن أنتَ رحلت؟
كأنّك التربة ونسغ الحياة ، وأنا البذرة التي لا حياة لها خارج الـ"أنت".
كيف، بهذه البساطة، تقرِّر الرحيل، وكأنني لم أكن يوماً الـ"أنا" الحاملة كلّ الفرح والأمل بغدٍ آخر!
كيف بمفردك تقرّر، أن بدونك يمكنني الاستمرار؟
إليك الحكاية:
قبلكَ لم يكن لـ "أنا"ي وجود، كانت الأيام فراغاً ينتظر اللّحظة الأخرى، معكَ جاءت اللّحظة، حملت بين رمشاتها كلّ غدٍ حَلِمْتُ به فكان أن صرت ساكن العمر الوحيد.
بعدكَ؟!
وهل من حياة بعدك؟؟؟؟
يا قليل الإيمان.
***
إنطفأ الحلم، أغمضت عينيّ على كلّ الحب وفتحتهما على ما يشبه الاستمرار.
كيف تقتنص فرحتي بك، تستفردها، تقرّر أن لا قيمة لها وترحل؟!
هكذا، تختار كلمتين تنهي بهما الحكاية؟ ومن قال أن بدونك كانت لتبدأ أيّة حكاية مهما كانت الكلمات؟
انطفأ الحلم ومعه انطفأ القلب وبقي الجسد عارياً في مهبّ الريح.
لماذا قرّرت أن تجعلني آخر الأيتام في زمن تعدّد فيه الآباء وتناست الأمّهات أنّهن أمّهات؟
يا قليل الإيمان.
***
أحبّكَ أنتَ، أحبّكَ أنتْ.
مهما عصفت بنا رياح القهر واشتّدت عواصف الدّمع، أحبّكَ أكثر.
حتى لو اعتصرتني أشواك الفراق وأدمتني، أحبّك أكثر.
وحدك كلّ أمس أتذكَّرهُ، وحدك يومي وحلمي بالغد الحالم بفرحة قد تأتي وربّما لن. وحدك محور حياتي.
يا قليل الإيمان.
***
من حضور في كلّ الثواني والأنفاس، إلى صورة أحتضن جمادها، أخاطب صمتها، وبصمتٍ مؤلم أغفو على تفاصيلها.
من حضور في كلّ نبض، إلى نبضٍ يلهث بحثاً عن صدى صوت اشتاقت إليه أذناي.
من كلّ الحضور إلى كلّ الغياب، تبقى وحدك الحاضر الأكبر.
يا قليل الإيمان.
***
يوجعني شوقي إلى سماع صوتك ولو لمرّة بعد، تسيل دموعي دماءً تغسل ألم غيابكَ اليومي لِتَظهر مكانه آلام غياب أكبر.
كيف أوقف سيل الدمع وأنت الجرح النازف ألماً.
لا شيء يغنيني عن حضورك إلاّ... حضورك.
لم تفهم الحالة.
يا قليل الإيمان.
*** *** ***
Abu Guzef
02/10/2007, 18:15
لا شيء يغنيني عن حضورك إلاّ... حضورك.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
معروف بن جمر
01/11/2007, 01:56
قلتُ لكَ يوماً: خذ عينيَّ ولكن دعني أراك، خذ يديَّ ولكن دعني ألمسك.
لم تفهم الرسالة، أخذتَ مني النظر واللّمس وتركتَ لي عينين بلا نظر ويدين بلا لمسة. يا لقسوتك، أعِد لي أحاسيسي.
رائعة هل كلمات مشكور على مجهودك الرائع ويسلم ايديك
قـال لــها
قال لها: "طيور الأرض جميعها تهمس اسمكِ، تغَرِّد اسمكِ، لا تعرف غير اسمك".
آآآآآآآه لو يدري أنّه لولاه لما كان لها اسمٌ ولا عنوان.
***
قال لها: "كوني كالفراشة، حلِّقي معي بخِفَّةٍ لأُحِبَّكِ أكثر".
فَرَدَت الفراشة جناحيها الصغيرتين، التصقت به عشقاً ووفاء، أشعل نيرانه، أحرقها.
أعاد الجميع إلى نوره وغابت هي في ظلمة النكران.
تراها الدعوة لم تكن أكثر من دعوة للموت على حدود شمعة تحترق؟!
***
قال لها: "لا تسألي، ثقي أنني لكِ طوال العمر".
صدَّقَتْهُ فانفتحت الجراح على عمرٍ مرصودٍ للجميع إلاّ لها.
قرّرت الأميرة الاستقالة من صمتها، إخراجه من حياتها والعودة إلى مملكتها بحبّ كَسَرَ قلبها.
فقدَتْ رغبتها بالمقاومة والاحتمال.
هو اعتزل الصدق وهي اعتزلت إيمانها به.
***
قال لها: "وحدكِ حياتي".
فتحت عينيها لتكتشف أن حياته ملكٌ للجميع واختصار لها. لأنها ترفض المشاركة قرّرت الرحيل.
مع إغفاءة الشمس، حملت حلمها المتناثر فوق رموش العين وانزوت تلملمُ بقايا ذكريات الأمس القريب.
رَوَتْ غيابه الآتي بدموع انتظار لم يفهمه أبداً.
***
قال لها: "لا تطيلي الكلام، أحبّكِ أنتِ".
اختصرت جميع الآلام، تجاوزت الأسئلة وقرّرت الصّمت، فقط لأنه لا يحب الكلام.
ذات مساء فتحت أذنيها لتجد أن صمتها لم يكن أكثر من تركِ جميع الأمكنة لجميع الأصوات، إلاّ صوتها.
يا لصوتها، كيف، حين اجتاح المساحات، صار الحاجز، فقرّر تجاوزها باغتياله، ونجح.
***
ماذا تفعل اليوم؟ ماذا يفعل اليوم؟
غريب، وكأنهما بافتراقهما توقّفت عقارب الساعة عند لحظة الوداع، ليبقى السؤال اليتيم:
حين ينتفي سبب وجودنا وتغتال الأيام أفراحنا، ماذا يبقى لنكمل به المشوار؟
لم تكن تعرف الجواب، اليوم عرفته: "تبقى رسالة علينا كتابة نهايتها لنقلب بعدها الصفحة ونغفو الإغفاءة الأخيرة".
***
·لماذا غابت الزهرة عن حقلها؟
-ذبلت في تربة حزنها حتى اليباس. ماتت.
·كيف وجميع الأيادي امتدّت لترويها؟
-رفضت الجميع وانحنت بانتظار اليد الأخرى.
·أيّة يد؟
-يدٌ مختلفة تحمل بين أصابعها عطر الحياة.
·وأين تلك اليد؟ كيف تهمل زهرة بهذا العطر؟
-أشرقت على الحقول الأخرى وتركت الزهرة الصغيرة في حقل انتظار اللحظة الغائبة، لحظة لم تصل أبداً. ذَبُلَت الزهرة، ماتت.
·واليد الأخرى؟
-غادرت لِتُشْرِقَ على الحقول الأخرى.
" لَفَّ النسيان الحكاية".
قولــو لــه
قولوا له:
اشتاقت إليكَ كثيراً. اشتاقت إلى شمس تشرق لكما، ونهار لا يبدأ بدونكما.
قولوا له إنّ نهارها، في غيابه عنها، تساوى مع ظلمة ليلها.
قولوا له أنتم، فصوتها لن يسمعه.
قولوا له:
اشتاقت إلى لحظات الهروب إليه مع كلّ ما حملته تلك اللحظات من مخاطر ومخاوف.
قولوا له: اشتاقت إلى نظرة حنان هاربة إليها من عينيه لتحميها من غضب نظرات الآخرين.
قولوا له أنتم، فنداؤها لن يصله بعد اليوم.
***
قولوا له، إن سألكم عن عينيها، إنهما هربتا ضجراً من نومٍ لا يشفق عليهما ولو بزيارة، هربتا بحثاً عن صحرائهما بعدما أغرقت الدموع بيادرهما.
قولوا له أنتم. فعيناها لن يراهما بعد اليوم.
***
قولوا له، إن سألكم عن يديها، إن صقيع الموت لفّهما بعد أن غابت عنهما لمسة يديه، وأناملها جمّدتها وحشة الفراغ المحيطة بها.
قولوا له أنتم. فيداها لن يلمسهما بعد اليوم.
***
قولوا له أنتم، لقد قصَّت شعرها الطويل لأن خصلاته لن تتبارك بحنان يديه.
قولوا له أنتم، قصّت شعرها لأنّ دفء أنامله لن يحصد سنابله.
قولوا له أنتم، فشعرها لن تلمسه يداه بعد اليوم.
***
قولوا له أنتم:
إنّه، لأجلهم جميعاً تركها. هي الصغيرة التي احتضنته برموش عينيها، والتجأت إلى قلبه مساحة صدق وحنان، لأجلهم جميعاً تركها تواجه عواصف الحياة بدون حماية.
قولوا له : سامحتْكَ برحيلها، فسامِحْها ولا تَعُدْ.
***
وحدها الأرض تفـي بوعدهـا
إلى كلّ سفينة قرّرت الإبحار من مرفأ أمانها الفارغ: أعيدي المرساة إلى مكانها وحافظي على أمانك وإن فارغاً.
مياه المحيط سراب، وقعره كذبة تنتظرك لتتحطمي عليها وتسكني فيها بصمت.
***إلى كلّ زهرة تحاول أن تخرج من برعم صغير: عودي إلى أمان البراعم، شمس الخارج في انتظارك لتحرقك وتسقط أوراقك.
***
إلى كلّ ثمرة تناضل لتنضج على شجرة الحياة: اسقطي وأنت خضراء، لن يكون طعمك مختلفاً بعد النضوج، بل أكثر مرارة.
خيرٌ لكِ أن تعانقي التراب لا الأفواه الشَّرِهة.
***
إلى كلّ يدٍ تمتدُّ صوب الشمس لتتدفأ بحرارتها: عودي إلى بُرُودتك، لن تحصلي إلاّ على حروق ترافقك مدى الحياة.
خيرٌ لكِ أن تظلّي باردة.
***
إلى كلّ قطار يغادر محطّة العمر ليسافر إلى محطات الحلم: لا تغادر يباس أرضك واستسلم لهدير الصّمت.
لن تصل إلاّ إلى محطّات الخيبة.
***
إلى كلّ سفينة، زهرة، ثمرة، يدٌ وقطار، لا تتخلّوا عن ثبات الحالة الرّاهنة، الحياة كذبة، وجميع الأسفار لن تحملكم إلاّ إلى الخيبة.
تزوّجوا الأرض، وحدها. حين تحتضنكم تفي بوعد الدفء الأبدي، وليست تترك فيكم جراحاً لا تندمل. وكلّ زواج آخر: وهمٌ وخيبة.
***
أصارع العودة بكلّ قواي. أحتجز جيوش الشوق المهاجمة وراء سور اللامبالاة، فأسقط.
أسقط مضرّجة بدمع الحزن.
أحاول إيجاد مكاني فتسخر منّي جميعُ الأمكنة التي لكَ فيها مكان.
جميعُ الثواني لوّنها حضورك، كلّ خطوة رسمتَها لي تبدو اليوم كسيحة.
لا مكان لي بعيداً عنك، لا ثواني أريد أن أحياها بعيداً عنك، لا خطوات تعنيني إن لم توصلْني إليك.
لا حياة لي بعيداً عنك، ما عدتُ أريد الحياة.
أحبّكَ أنتَ، أحبّكَ أنتْ.
مهما عصفت بنا رياح القهر واشتّدت عواصف الدّمع، أحبّكَ أكثر.
حتى لو اعتصرتني أشواك الفراق وأدمتني، أحبّك أكثر.
وحدك كلّ أمس أتذكَّرهُ، وحدك يومي وحلمي بالغد الحالم بفرحة قد تأتي وربّما لن. وحدك محور حياتي.
اشتاقت إلى لحظات الهروب إليه مع كلّ ما حملته تلك اللحظات من مخاطر ومخاوف.
قولوا له: اشتاقت إلى نظرة حنان هاربة إليها من عينيه لتحميها من غضب نظرات الآخرين.
سلام dot :D
الموضوع رائع جدا..
أول مقطع انا حطيته بتعرف موجود عندي مسبقا
ومبروك الاشراف:D:D
كان جنديّاً فصار تمثالاً
تتحوّل أذناي إلى فمٍ يتضوّر جوعاً لتلقّف كلمة منك تشبع جوعهما الأبدي إلى حنانك الغائب وراء حدود الوقت.
الوقت؟؟؟
جندي يمارس قوانين السِّلم في زمن الحرب.
***
بالأمس القريب خسر الجندي معركته في ساحة النّوم، اليوم يقف مشدوهاً في ساحة لا معركة فيها.
لم يعد يفهم شيئاً، لا كيف اندلعت الحرب ولا متى أعلن انتهاؤها.
هو ببساطة يقف في الساحة فارغ النظرات، دامع العينين، خالٍ من أي إحساس.
كانت حرباً وساحة معركة فصارت ساحة خالية إلاّ من الذكريات.
كان جندياً فصار تمثالاً.
***
أَقتَرِب، خطوات قليلة بعد وأكون على نفس الأرض.
أَقْتَرِبْ، أنفاس معدودة بعد وأتنفّس الهواء نفسه.
كم يكبر الحزن حين نكون في المكان الواحد دون أن نكون.
***
ها أنا في الجهة المقابلة محمّلة بجذور شوقي إلى عطش الجهات المهجورة.
أعبر الجسر الممتدّ بيني وبين مملكة الأحزان فأجدني لم أغادرها أبداً.
***
أقرأها، أستعيدها، كانت لها صارت لي وغداً ؟.
عجيب كيف تحمل الكلمات نبض الحبّ إلى كلّ الحبيبات.
أعيد القراءة وأعرف أنني آخر حبيبة، فاقفل قلبك على قلم لن يكتب "بصدق" إلاّ لــــي.
***
محمّلة بكلّ حزن اليوم تتنقّل أناملي على أطراف جماد حمل لي بالأمس كلّ الفرح.
بكلّ شوق اليوم ووحدته تتنقّل عيناي بين أحرف حملت زحمة الأمس واشتياقه.
يا لغيابك كيف أعاد الأشياء وأعادني إلى عالم الجماد.
***
أمام ألم غيابك عني صار الموت يبدو رحلة سعيدة.
تحت وطأة ألم رحيلك صار ألم العمر مجتمعاً أشبه بابتسامة طفل استعاد أحضان أمّه.
رحيل وغياب كلمتان جئت تطبِّقهما في حياتي دستوراً لا تعديل فيه.
يا لقسوة حنانك!!!
***
هل يُزْهِرُ الشَوْكْ؟؟؟
"مِنْ أين أنتِ؟"
"دياري ليست مكاناً بل أناس".
لا تذكرة هويّة عندي ولا عنوان.
أنا القلم الممتلئ فرحاً، المسافر من ورقة بيضاء إلى أخرى.
أنا ريشة ترسم بكل الألوان وجه حبيب واحد، ولا همَّ بعدها، إن تلاشت جميع التفاصيل.
أنا عينان لا تريان في الدنيا إلاّ عينيه، وما همّ بعدها، إن فقدت النظر.
***
في تلك الباحة المكتظة ،على طرف مقعد خشبي، قال لي:
"كلّما عصفت بكِ رياح الشكّ والخوف، تذكّري هذا المقعد، تذكّري كلماتي، ولتكن أيامكِ جميعها ملوّنة بالاطمئنان".
حملتُ أماني وإيماني، لوّنتُ ساعات انتظاره الثقيلة بالأمل، واستكنتُ إلى هدوء ما قبل العاصفة.
***
تُهَدّدني أسوار الحديقة بالانهيار. تقرع نواقيس الخطر أجراس أسئلة ما كانت لتخطر على بالي.
أرسم في عيني فرح انتظاركَ مكلّلاً بوصولك، وأركن إلى زاويتي الصغيرة آملة أن تصمد الأسوار.
***
أمسح غبار الغياب القسري، أقطف الأشواك التي أزهرت وروداً على مشارف المساحة الترابية، وأعود إليك سوسنة زرعتَها في قلبك فأشرقَتْ بيضاء، على كلّ الأحزان.
***
لا همّ أين تسقط الأوراق في فصل الخريف، هي في النهاية تسقط.
بصمت تسقط، في انتظار أن تبتلعها الأرض غذاءً للموسم الآتي.
***
مؤونةٌ لجُوع العمر
طويلاً بَحثتُ عنكَ. طويلاً انتظرتكَ.
ويوم قرعتَ بابي مُحمَّلاً بثمار انتظاري، فتحت لكَ ذراعيَّ لأستقبلك.
سلّمتَني رسالة الوداع، ورحلتَ.
ليتكَ لم تأتِ.
***
تتسلَّل حكايتُنا من بين ثنايا قلبي قطعةً قطعة.
أُحكِم إقفالَه عَلّي أحتفظ فيه ولو بذكرى.
تأبى الحكاية إلاَّ أن تُمزقَ القلب، تَحفرَ، تنهشَ، تقضي على بقاياه وتخرج.
هي قررَت اعتزالي والرّحيل. وأنا... قررتُ النوم.
***
خارجَ دائرة الفرح قررتَ أن تُبقيني سجينة.
حتى جرعات الفرح الضئيلة سلبْتَني حقي بها.
كيف استطعتَ الانتقال من ضفةٍ الى أخرى بهذه البساطة؟
***
"نَعَمْ؟"
ثلاثة أحرف قمةُ التهذيب.
غريبٌ كيف تتحول مراتٍ هاوية التعذيب.
***
يَسودُ الصمت. لا جواب. لا كلمة. لا حِسَّ غير السكون.
كطفلةٍ لَهفى، حملتُ فرحتي الصغيرة في عينيَّ المتعبتين، والى بيادرك ركضتُ.
و... مكسورةَ الخاطر رجعتُ: لم يستقبلني غير الصمت.
***
قررتُ اعتمادَ الخيارات الصعبة.
قررتُ حذف الفرح واقتناصَ لحظات القهر القليلة.
قرّرتُ أن أكون معكَ حين تغيب، وأن أسكُنَ ثواني حضورك حتى رمقها الأخير.
***
اشتقتُ إليكّ.
غريبٌ... كيف يُمكن الصمت، بصمته، أن يغتالنا.
***
- لماذا قصصتِ شعرَكِ ؟
- لأنّ أصابعك لن تسَرِّحه.
- أحبّه طويلاً.
- وما قيمة السنابل إن لن يباركها الحصاد؟
***
- أيُّ حزن يسكن عينيك!
- إنه غيابك.
- ولكنني... ما زلتُ هنا، فَلِمْ تَحزنين؟
- لأنك حلم أحياكَ وعيناي مغمضتان، ولَحظةَ أفتحما تغيب، فلا أفتحهما إلاّ على الحزن.
***
- الى أين تذهبين؟
- إليكَ.
- كيف، وأنتِ معي؟
- أضاعتكَ يداي لثوانٍ، أحسستُ أنْ أَضعتُني.
- ماذا في يديكِ؟
- لَمسةٌ منكَ.
- وفي عينيكِ؟
- نظرةٌ إليكَ.
- وفي القلب؟
- مؤونةٌ تُسكت جوعَ العمر.
***
لماذا العصافير تَفُرُّ من أقفاصها؟
لتكون طريدة سهلة. ها موسم الصيد انتهى، وما زالت في بداياتها مواسم الانتحار.
لم أفارقك أبداً .. لأعود
يُمزِّقُ صوتي صمتَ الليل. يَجتاز سكونه ويسافر إليك.
تَخترق لهفتي الخوفَ والرّعبَ والدّمار، وتهرعُ ركضاً الى عينيك بحثاً عن زاوية أمان.
أتلفَّعُ بِما يدفئُ بقايا الجسد، وأشرّع القلب لجميع العواصف.
غريب كيف انهار تاريخٌ من الوحدة.
غريب كيف زالت معالم جغرافيا بأكملها أمام عظمة ما وصلنا إليه... ما وصل الينا.
***
- "لا تتأخّري"!!
ومن أين أستعير ثواني لا تسكنها كي أتأخّر؟
كيف أسترجع شمساً لم تشرق علينا، وأراقب شروقاً جديداً لا يحملني إليك، و...أتأخّر؟؟
من أين آتي بتاريخٍ لم تكتبه أنت فأحيا تاريخاً يبحث عنك، و... أتأخّر؟؟؟
- "لا تتأخّري"!!
أَغمضْ عينيكَ تَجدْني لم أفارقك أبداً... لأعود.
***
ثانيةً، ثانية، أحيا وقتاً مسلوباً من زمن مسلوب الثواني.
نَفَساً، نَفَسا، أسرق بقايا أنفاسٍ من حياة كانت منقطعة النَّفَس.
قطرةً، قطرة، أرتوي من ينبوع جفّت مياهه فحفَرْتُهُ برموشي بحثاً عن دمعةٍ عين منسيّة. لحظاتي معكَ أَحياها مضاعَفَةً، وإليكَ أقدّمها آلاف المرّات ثوانيَ وأنفاساً ودموعَ فرح لم تَذُقْها عين.
يفاجئني صمود الأسوار مع أن المعركة كانت خاسرة بامتياز.
أغفر لك جوعي وعطشي وآلامي جميعها، ما لن أغفره لك هو مساسك بالأبيض لوناً يجمعن.
تعبت عيناي من انتظار الوقت المناسب للبكاء، ومتى كان للبكاء وقته؟
أريد زاوية مهجورة حتى من نور الشمس، زاوية أصرخ فيها دمعي وأذرف تساؤلاتي جميعها بدون أن أخشى السؤال.
كيف ضاقت بي المطارح
بغيابك، حتى جغرافيا الأمكنة تغّيرت، اختفت، أعدْ لي زاويتي الصغيرة، تكفيني قوقعتي لأمضي ما تبقى من أيامي بانتظارك.
قلتُ لكَ يوماً: خذ عينيَّ ولكن دعني أراك،
ياصغيرة، لن تعرفي الدفء بعد اليوم
أغمضي عينيكِ يا طفلة فَقَدَتِ الحضن الدافئ فهرب اليُتْمُ منها مخافة أن تسيء إليه
ضُمّي يديكِ إلى صدرك واعتزلي الصلاة والسّجود، لا معنى لصلاتك بعد اليوم، حتى السّماء أقفلت أذنيها عن سماع أنينك. حتى السماء رفضتك..
لأن ما كان، كان اختراع وقت من خارج الوقت، ليكون وقتنا أطول.
كانت كلماتي "إليكَ، إليكَ وحدك"، صارت "منكَ...منكَ وحدك".
كانت كلماتي حقيقة انتماء الـ"أنا" حتى الذوبان، صارت ذوبان "أناي" في انتمائها إلى اللاأحد.
... وكأن الحبر صار دمعاً والأوراق عيوناً تناديني، تطلب مني العودة إليها. أُخبرها أنك رحلت، فلمن أكتُب!
أناديكَ، يا كلّ الحزن
غيابُكَ أغرقني في ألم من لون آخر بعدما انتهيتُ من صراعي مع الألوان
أحتجز جيوش الشوق المهاجمة وراء سور اللامبالاة، فأسقط.
أسقط مضرّجة بدمع الحزن.
سقطت الأميرة في الفخ
وأنتَ، إن نظرت إلى أعلى سترى بين خيوط الشمس بقايا قلب صغير أعلن ذات يوم انتماءه الواحد ولكن...
... في الزمن الخطأ.
إنطفأ الحلم، أغمضت عينيّ على كلّ الحب وفتحتهما على ما يشبه الاستمرار.
آخر الأيتام
يا قليل الإيمان
من كلّ الحضور إلى كلّ الغياب،
يوجعني شوقي
أحرقها
أعاد الجميع إلى نوره وغابت هي في ظلمة النكران.
تراها الدعوة لم تكن أكثر من دعوة للموت على حدود شمعة تحترق؟!
ماذا تفعل اليوم؟ ماذا يفعل اليوم؟
ليبقى السؤال اليتيم:
حين ينتفي سبب وجودنا وتغتال الأيام أفراحنا، ماذا يبقى لنكمل به المشوار؟
قولوا له أنتم. فعيناها لن يراهما بعد اليوم
قولوا له : سامحتْكَ برحيلها، فسامِحْها ولا تَعُدْ
عودي إلى أمان البراعم، شمس الخارج في انتظارك لتحرقك وتسقط أوراقك
خيرٌ لكِ أن تعانقي التراب لا الأفواه الشَّرِهة.
خيرٌ لكِ أن تظلّي باردة.
فصار تمثالاً
جندي يمارس قوانين السِّلم في زمن الحرب
اليوم يقف مشدوهاً في ساحة لا معركة فيها.
خالية إلاّ من الذكريات
كم يكبر الحزن حين نكون في المكان الواحد دون أن نكون
أمام ألم غيابك عني صار الموت يبدو رحلة سعيدة.
تقرع نواقيس الخطر أجراس أسئلة ما كانت لتخطر على بالي
- لماذا قصصتِ شعرَكِ ؟
- لأنّ أصابعك لن تسَرِّحه.
/ابداع حد الصدمه/
" أمّا أنتَ إذا أحبَبتَ فلا تَقُل الله في قلبي ، لكن قُل: أنا في قلب الله"
(جبران)
* تَتَنازَلين عن أبْجديّتُكِ؟
- ما عادت تكفيني لأصِف الحالة.
* عبثاً تحاولين: صارت "حالتُنا" أوسعَ من الكلمات، أبْعدَ من الأبجديّة.
- أعرف. وهذا ما يقلقني ويخيفني.
* تقلقين؟ تخافين؟ لماذا، وقلبي درع تَحميكِ طوال العمر؟
- هو هذا ما يقلقني ويخيفني.
* الحبّ الكبير؟
- بل جنونُكَ في الحب. أعرف أنّكَ تحميني ولكن.. أنتَ مَن يحميك؟
* لا خوفَ عليّ، وجودكِ يحميني.
- لكنّ وجودي باتَ أقصر من أن تطيله الأيّام. من يحميكَ في غيابي؟
* غيابكِ؟ لا وجود لـ"الرحيل" في قاموسي.
- هو واقع سيخترق كلّ ما لنا، ويقلب المقاييس.
* لا يمكن أن تكون حياتي بعدَكِ كما كانت قبلكِ.
- أخشى ألاّ تكون بعدي حياة.
* هاكِ: طويلاً انتظرتُ، دهراً من الوحدة مرّ بي حتّى خلتُني تصَنَّمْتُ. استسلمتُ بالكلماتِ للكلمات، فكانت وحدة
زيّنتُ بها ما تبقّى من أحلامي، الى أن... كنتِ أنتِ، فشعشعْتِ نقطةَ ارتكازي.
- يُخيفني هذا الإستسلام الكليّ. قد لا أكون أكثر من "أخرى" تقول فيها كلاماً ثُم تُلغيهِ "أُخرى" تَجيء.
* لا تُقارني. أنتِ أسمى من أن تَقفي في أيِّ أين مع أيِّ أحد. أنتِ من دنيا بِكرٍ لم يسكنْها أحد. أنتِ الـ "وجدتُها" بعد
طول انتظار.
- ما تقوله يزيدُ من خوفي عليكَ. أَإِذا رحلتُ، ستضيّعُ الـ"وجدتها" والمحور والمدار؟
* لا إن رحلتِ بل إذا نأيْتِ بُرهةً واحدة. بكِ أحيا، معكِ أعيش، برئتيكِ أتنفّس. رسمتُكِ قبل الوصول حلماً يُبَيْدِرُ حياتي
طَوال ما بقي من حياتي.
- وماذا وجدتَ؟
* وجدتُكِ.
- وهل وجدْتَني بحجم حلمِكَ؟
* بل سَبَقْتِ الحلم. جئتِ أكبر منه. دعيني أفرح بكِ، أحياكِ. لا تُخرجيني من شرايينكِ كي لا تَخرجَ مني الحياة.
- تعالَ الى قلبي أيقونةً ترافقني طَوال العمر، والى جبيني إكليلَ وردٍ لن يذبل. أَغمِضْ عينيكَ على حلمكَ الـ"أنا"،
احتجِز المسافة الفاصلة بين الحلم واللاحلم، و... نَمْ هانئاً مطْمئناً: منذ أنا لن يكون لكَ بَعْدٌ كما قبلي.
فجأةً استحالت العصفورة الصّغيرة كومة حزن بعد أن كانت باقة ريش زاهية الألوان.
سَكَنَتْها الوحدة ولم تجد في غربتها غصن شجرة واحداً تحطّ عليه.
تابعت الطيران حتى أرهقها السّفر. سقطت على حدود الوحدة. أضاعت طريق العودة وبقيت معلّقة بين أرض وسماء.
انتحرت في منطقة وُسطى بين قمّة الفرح وهاوية الحزن.
ليتها... ليتها لم تتعلّم الطيران.
* * *
أُرهِفُ لكَ أذنَيَّ.
أنتظر سماع كلمة تنتشل بقاياي من وحدة الغربة.
لا أتلقّى غير كلماتٍ من قواميس لم أقرأها يوماً.
آهٍ كم تبدو بعيداً حين أفتح ذراعَيَّ لاستقبالك.
* * *
في زحمة الأيّام أقف على مفترق طرق وحدي.
أتلفَّتُ في كلّ الإتجاهات. أراها فارغة إلاّ من غيابك عنها.
أستسلم للخوف.
أبقى في مكاني خوفَ أن أسيء اختيار الاتّجاه فأفقد خيالك، وأتحوّل عمود ملح تذيبه أمطار الشتاء.
* * *
قبل الـ"نحن" كانت لي قوقعتي. أعيش فيها. لم أغادرها يوماً.
وصلتَ. كسَرْتَها. أخرجْتَني منها. علّمْتَني الحياة في النّور و... رحلْتَ.
رحلتَ وها قوقعتي مكسورة. لا مكان حتى لي ألجأ إليه.
كيف أعود إلى الظلمة وأنتَ عوَّدتَني على نور الشمس؟
ليتك لم تأتِ.
* * *
أبحث عن كتفٍ ألقي برأسي عليها لأرتاح.
أبحث عن صداقة عمر سافرت إلى عمر آخر في زمن آخر.
يبقى رأسي متعباً فوق الكتفين. أُغمض عينَيَّ وأسافر إلى الزّمن المهجور، علّني - إن وصلْتُهُ وحدي- أَسكنه فأسترجع بعض الأمان.
* * *
أُريد العودة إليّ.
ولكن... كيف، وأنا أضعتُ يدكَ؟؟
- تلعبين بالنار.
- بل بالورد.
- ستحترقين.
- لا يهم احتراقي. سأقطف الورد وأفرح.
***
أفتش عن مساحات حب لم يطأها أحدٌ بعد، لأزرعكَ فيها.
أبحث عن إشراقة شمس وبريق نجمة أزين بهما دربك ساعة الوصول.
ما أبعدكَ عني! كيف تسكنني برغم المسافات.
***
أغمض عينيَّ وأتركك تسافر في أعماقي حتى القلب.
أفتحهما فأراك تبتعد مع نسمات الصباح.
كيف يمكنني جمع الليل والنهار في مكان واحد؟
***
- تأخرتِ كثيراً.
- كنت أحاول تطهير جراح الأمس.
- دعيني أساعدكِ.
- اليد التي سبّبت الجرح، لا يمكنها أن تداويه.
***
قطع صغيرة أجمعها، أرتبها، أنتظر اكتمال الصورة.
قطرات حب ودمع ألتقطها برموشي وأقفل عينيّ عليها.
أفتح قلبي، تنتصب فيه مارداً نشبَ من قمقم الأيام.
أدخل مكانك، تحتجزني طوال العمر.
***
كل ما في داخلي يصرخ إليكَ ألاّ ترحل.
بأطراف أصابعي أتمسك بأطراف الأحلام.
إبق قليلاً بعد.
قليلاً بعدُ وينتهي مشواري.
***
سامحني: بين الدمع والشوق زرعت غيابك عني، فأثمر وجعاً لن تشفيه الأيام.
***
بالدمع أغسل وجهي.
في أبعد زاوية أختبئ، علّ الشمس تبكّر في الشروق.
أُحني رأسي وأتساءل:
أأنتَ تقسو عليّ أم أنا عليّ قسوتُ؟
***
أهرب مني اليك، وردة أدمتها أشواكها.
أتقطف الوردة وتترك الشوك يهشِّم بقايا الجسد؟
***
أحبك. أحبكم.
كيف أخبئكم في مكان واحد ولا يتلطَّخ بياض الورد؟
***
يا حباً يعبر صحرائي:
كيف أتمسك بك، ويداك فاضتا بأحزان العمر؟
***
حبُّ الحياة أنت.
كيف أقطفُكَ بفرح، والحزنُ ضالعٌ في جذورك؟
*
nameless
31/01/2008, 16:37
رائع هو المقطع الأخير...شكراً جزيلاً على مشاركتنا ثقافتك
nameless
31/01/2008, 16:48
[إلى كلّ ثمرة تناضل لتنضج على شجرة الحياة: اسقطي وأنت خضراء، لن يكون طعمك مختلفاً بعد النضوج، بل أكثر مرارة.خيرٌ لكِ أن تعانقي التراب لا الأفواه الشَّرِهة.
***
ما بعرف بس حاسستك أكثر إحساس بالأنثى من نفسها
اتنازل عن أبْجديّتي
ما عادت تكفيني لأصِف الحالة.
صارت "حالتُنا" أوسعَ من الكلمات، أبْعدَ من الأبجديّة
استسلمتُ بالكلماتِ للكلمات
أُرهِفُ لكَ أذنَيَّ
أغمض عينيَّ
لا يهم احتراقي
/ غمرتني حد الالتهام /
امْنحني السَّفر فيك .. أرهقني السَّفر فيك
سارقةً أتسلَّل: أزرعُ همسةً، وردةً، أقطفُ فرحاً.
وحين إلى مَملكتي المهجورة وحيدةً أعود، أكتشف أن يدَيَّ ... خاويتان.
* * *
عيناكَ رفيقتا دربي.
صوتُكَ آهَةُ أُذُنَيَّ المستمرة.
لَمسةُ يديكَ عطشِي الدائمُ الى مزيدٍ من التوحُّد فيكَ.
* * *
أيُّ ملاكٍ تسلَّل الى دفاتري وغفا بين أوراقها؟
أيُّ شيطانٍ نشبَ من الأوراق؟
بأيِّ قلمٍ أَغتال الشيطان وأَحمي الملاك؟
علِّمْني.
* * *
أَعتذر لكَ: حَمَلَتْني إليكَ لَهفتي من دون أن أدري، والشوق انتقل بي الى أحضانكَ على غفلة مني.
إغفِر تَهَوُّري وشقاوتي: حنانُكَ دوماً يعيدني الى أوَّل الطريق.
* * *
ضُمَّني الى صدركَ وردةً صغيرة.
دعني أغفو بين ذراعيكَ، فالنومُ هجرني من أجيال.
سرِّحْ خصلات شَعري بأناملكَ الشاعرة.
عَجِّلْ: أخاف أن يدهمَني موعد الرحيل.
* * *
فتِّشْ عني بين الكلمات، لن تَجدَ إلا أنت.
أُفتش عنكَ بين الكلمات، لا أجدُ إلاّ أنت.
بكَ انصهرتُ حتى الذوبان.
بعيداً عنكَ، حتى بيني وبَيني، لم يعد لي كيان.
* * *
الصحراء الخالية أفضلُ من أماكنَ مكتظةٍ خاليةٍ من الدفء والحنان تتخطّى الصحراء عطشاً وجفافاً.
* * *
أَغْضَبْتُكَ ؟ سامِحْني.
معكَ، أرجع طفلةً صغيرة تلعب على حفافي العمر.
هل مَن يُحاسبُ طفلةً على اختيار مفرداتها؟
* * *
يضيع قلمي بين النقاط والحروف.
يسافر بَحثاً عن أحرف مغايرة من أبجدية لم يكتشفها أحدٌ بعد.
يسترجع بعضَ ما تعلَّمَهُ.
يُحاول إيقاف دورة الزمن فيشرحُ لك بأحرف مبتكَرة أنكَ جميع الأبجديات.
* * *
تَخَطَّت حكايتُنا حدود العقل.
حوَّلَنا الخريفُ أوراقاً مبعثرة.
كيف نعيد ترتيبَ الحروف حين تَحمل أوراقَنا العاصفة؟
* * *
رسَمْتَني حلماً يسرق النوم من عينَيّ.
حصّنْتَني بأمانِكَ وخلقْتَني من جديد.
كيف لا أترك لكَ الحرية كلَّها في اختيار اليقظة؟
* * *
يوجعُني غيابُكَ عنكَ وعني، ولَو ثواني.
الأُسطورة، في غياب الأبطال، لا تتعدّى كونها... أُسطورة.
* * *
إِمنَحْني دقائقَ من السفر فيكَ.
أَرهقَني... أَرهقَني السفرُ إليكَ.
وشم الجمال
29/02/2008, 09:54
أَغْضَبْتُكَ ؟ سامِحْني.
معكَ، أرجع طفلةً صغيرة تلعب على حفافي العمر.
هل مَن يُحاسبُ طفلةً على اختيار مفرداتها؟
أليس عليّ أن اصمت كي لا احاسب على طفولتي.....
يسلمو دوت على الموضوع
تسجيل متابعة
لِتُزْهِرَ الشبابيك ذاكرة
تقول "إلى اللقاء"، أتألّم وكأن جلدي ينسلخ عن عظمي.
لو تدري كم يوجعني رحيلُك المشحون بالـ"إبقَ بعد".
أعرف أنك ستعود. أعرف أنك "لي" ولكن...
يبقى وجع رحيلك، مهما كان قصيراً، أكثر إيلاماً من انسلاخ الجلد عن العظم.
***
يزورني الخوف، أطرده، علّمتني كيف أتخلّص منه.
يجتاحني القلق، أزرع مسافة أمان بيني وبينه، علّمتني العيش بأمان.
أشتاق إليك، يسكنني وجع غيابك ولا أعرف كيف أداويه، علّمتني ولكن... لا دواء يشفي ألم الغياب.
سامحني إن رسبت في بعض تعاليمك، بعيداً عنك أفقد قسماً من ذاكرتي.
***
يا غائباً اليوم، يتّمتني.
يا الـ"عائد" غداً، أمان طفولتي بين يديك، أعده معك.
***
أغمس قلمي في نزف الجرح وأكتب اشتياقي إليك.
ترفض الورقة البيضاء حزني وتصرخ بي: حزناً لا تكتبي إليه، غداً يعود ليملأ أيامك فرحاً.
أرمي قلمي، أمزّق أوراقي وأقرّر انتظارك بلا كلمات.
***
تقول: "ليست سوى أيّام". كلّ ثانية بعيداً عنك أطول من كلّ الأيّام.
غريب كيف يشدّني العمر إليك، بعشوائية متناقضة مع ذاتها، يقتنص كلّ ثانية من ثواني عمري ويركض بي صوبك أنت.
أغمض عيناي مخافة إن أنا سقطت ، يكمل المشوار بدوني، وبدونك لن أجد طريقي.
***
أترك الصفحة بيضاء بانتظار كلمة منك.
تبقى على حالها الصفحات وكأنها بانتظار عمر انتهى.
من أين أبدأ القراءة إن كنت لم تكتب بعد؟؟؟؟
***
ها أنا أحرّر عقلي منك، أغادر بيادر انتظارك وحقول شوقي الوسيعة، وأتّخذ قراري الأخير بنقل مساحات انتظارك إلى أعماق القلب.
سكناك في قلبي أعطت حياتي معنى، أمّا اجتياحك لعقلي فأرهقني.
ها أنا أخرجك من كلّ مساحات الخارج واستسلم لوحدتي المسكونة بك.. لا وحدة أعرفها بعد اليوم.
***
أقطف العمر وأزرعه على شبابيك الذاكرة.
تزهر الشبابيك أعماراً أقطفها وأزيّن بها ذاكرتك علّك تتذكّرني.
***
nanoosh rose
01/03/2008, 15:39
جد شي حلو
مشكور
كم تمنيت ان ارى الايام ترحل بسرعة عندما احزن لكن هيهات
لك طاعتي، ومنك الغفران
يسبقكَ قلبي إلى برودة الغرفة الخالية إلاّ من خيالي.
أُسْدِل ستار الهرب إليك، علينا، أضمّك بجناح خيالي المقهور وأترك دمعة خوفي عليك تروي جفاف المسافة الفاصلة بيننا.
***
تغيب عنّي في سجن أبيض من الألم والصّمت الغارق في الجراح.
أنتقل إلى فضائي المقفل عليك بإحكام، أحتجز مخاوفي بين الأهداب، تسقط الرّموش على العينين كأنّها سلاسل حديديّة.
أعترف بأنني أخطأت: وخطيئتي أنني أحسنت الاختيار!
***
كلّما استباح الخوف راحة بالي يأتيني صوتك يحمل إليَّ الثقة والأمان.
كيف لا أطلب منك السّماح على شكّي وقلقي؟
كيف لا أستجدي لحظات حنانك وهي التي تُعيد إليّ الحياة؟
يا حُبّاً اجتاز حدود العمر وصار حياةً ما بعدها حياة: لكَ طاعتي، ومنك الغفران.
***
تركض طفلةٌ حافية، تجمع الرّمال، تغطّيها بموجة صغيرة، تمتزج الرّمال بالمياه، تتحوّل طيناً تبني منه قصراً للأحلام.
تشتدّ حرارة الشمس، تتبخّر المياه، يعود الطّين رمالاً وموجة صغيرةً، ينهار القصر وتتناثر حبّات الرّمل من جديد.
الفرق؟ قبل القصر، لم يكن حلم. بعد الشّمس، كلّ حبّة رمل صارت تحمل حلماً.
من سمح للشّمس أن تجفِّف مياه الموجة؟
من أتاح للجفاف أن يهدم قصر أحلام بنَتْهُ طفلة حافية؟
يــا... أنــا
ما الأكثر إيلاماً من غربتكَ؟
انتظار انتهائها.
**
ما الأجمل من عودتكّ؟
انتظار موعدها.
**
ما الأوسع فرحاً من فرحة وصولكَ؟
لحظة الوصول.
**
ما الأكثر برودة من غياب عناقكَ؟
عناقكَ البارد.
**
ما الأكثر وحدة من رحيلك؟
لحظة الرحيل.
**
أعود إلى الوراء، أعود إليك.
أمشي قُدُماً، أذهب إليك.
كيفما توجّهت، أصلُ إليك.
صرت أنت أمسي، غدي، ووجهاتي جميعها.
مداري أنت ومحور حياتي، بعيداً عنك أفقد نقطة ارتكازي.
****
وشم الجمال
09/04/2008, 12:27
كتير لحظات مميزة يللي اختيرت ...
هاي كتير بتأثر فيني
ما الأكثر برودة من غياب عناقكَ؟
عناقكَ البارد.
يسلمو دوت
أنا العروس المكلَّلة بالشوق
أهرب من الكتابة لكَ، الى القراءة. أقرأُك. أعود الى الكتابة، هرباً من قراءتك. أكتبُك. بين قراءتي إياك وكتابتي إليك، تتزيّن أوراقي بأصدق الكلمات.
أشتاق إليك. أبحث عن وقت إضافي للنّوم. أُسدل الحزن رموشاً تغفو في ظلالها عيناي. تصحو في قلبي فرحة صوتك، تندهني بأن أعود إليك. أرحل صوبَك من جديد شافيةً من أيِّ ألم.
غريبٌ كيف، حين لا أجدك، تجتاحني برودة اللاحياة. تَحصدني بفرح أن سكنتني بخوف الرّحيل. غريبٌ كيف غيابك، مهما كان وميضاً، يحملني الى شفير الدّمع!
إليك أعود منك، ولم أرحل عنك. حكاية سفري إليك لا ينهيها سوى... لقاؤنا. ومن قال إنني أريد إنهاء رحلة سفري؟
- " فرْحَة عمري أنتِ"! كلماتٌ قليلة تحمل بين أحرفها كل العمر. وما قيمتهُ، عمري، إن لم تزيّنه أحرف كلماتك؟
- "طفلتي"! تناديني بها، فأرفُّ إليك حمامة بيضاء جناحاها مطرَّزان ببراءة الطفولة وشقاوتها. - "صغيرتي!" ... وأسقط على صدرك حَبَّةَ ندىً تَختبئُ بين الأزرار، ترويها، و... تنام. - " يا عمري " أيُّ جنون يدفعنا كي ننذُر العمر للآخر؟ بل: أيُّ حُب؟ أليست "في ذروة الجنون ذرّة من الحكمة"؟ ليت جنوني يزيد، فتزداد حكمتي! أتعرّى من جميعها الألوان. أرتقي الى نقاء حكايتنا. أُلغي حواجز الأسوَد، وأمشي بالأبيض عروسَ شوقٍ تسافر إليك. إفتح قلبك أبسط لي ذراعيك عيناك افرشهما الطريق أنا آتية.
ما الأكثر برودة من غياب عناقكَ؟
عناقكَ البارد.
يسلمو دوت
اختيارك موفق تمامــا . .
. . . . . . . .
:D
وشم الجمال
09/04/2008, 12:57
أنا العروس المكلَّلة بالشوق
تميزها فظيع من حيث انها اخذت الشئ ونقيضه لتبرهن على تعلقها فيه ....عودتها مكللة بسفرها اليه.....
دوت لكـ كل احترامي
صباح الخير... صوتك
ساعاتُ الانتظار كانت فارغةً جوفاء.
معكَ، صار الانتظار حلماًً أحياه بثواني شوقه وقلقه وجميع فرحه.
معكَ، حلمي صار ألاّ ينتهي انتظاري إياكَ طوال العمر.
صباحَ الخير
صباحَ صوتك الطالع مع الفجر حبّات ندى.
صباحَ انتظارك إياي انتظارَ العطش لحظةَ ماء.
صباحَ الخير يا فرحةً أشرقت ذات صباح، فاحتجزتُها
وبعدها... قرّرت اعتزال النّوم.
صباحَ الخير
هاكَ يدي: تعالَ الى قلبي ولنكن "واحداً لا اثنين" في استقبال النهار.
صباحَ الخير يا حبّاً يحملني الى كل البدايات وبلهفةٍ لا ينفكُّ يسألني:
- أين كنت؟ أتراني غفوتُ في عتمة الليل بانتظار صباحكَ أنت؟؟
أَشرقْ. أشرقْ.
ضئيلٌ وقتُنا، وحبُّنا كبير.
أَشرقْ عليّ: احتجزتُ الليل وراء أهدابي
وأشرقَتْ عيناي فرحاً بلقائك.
صباحَ الخير.
صباحَ وجهك الغائب الحاضر.
إفتح قلبك. خبّئني. علّمني اقتبالَ كل هذا الفرح فأعيشَه معك.
أرحل إليك من جديدٍ كلمةَ حبٍ تحملها خيوطُ الشمس كل صباح
تزرعُ الدفء على أجنحة قلبكَ
ولو بقيَت، بدون أجنحتها، صغارُ العصافير.
إلـــيـــكَ.
لا ضرورة أن تشرق الشمس هذا الصباح،
اليوم، سيشرق عليّ وجهكَ.
يا حقول الورد والياسمين،
يا مزارع الفلّ والزنبق،
ها هو اليومَ آتٍ... آتٍ إليّ...
إسمحي أن أستعير زهوركِ كي أفرش طريقه اليوم...
وكلّ يوم.
دعني أغفُ على صدرك، ولو مرّة واحدة
أرهقني النوم على الأرض الجرداء.
أقطف ثمارك، وأنا معك، لأسكت زمن الجوع.
أيُّ صراخ يشبع الأحشاء الجائعة؟
خذني إليكَ عصفورة سلام ترتمي متعبة بين يديك.
أَغْمِضْ عينيكَ فتراني بشكل أوضح.
مدَّ يدكَ فتلمس قلبي.
إِفْتَحْ قلبك فتجدني فيه منذ الأزل حلماً منسيّاً في زواياه.
إفْتَحْ عينيكَ صباحاً لأرى فيهما "وجهي".
حين أغمضتَهما مساءً، اختفت ملامحي جميعها.
صار انتظارك حكاية فرحي الطفولية.
متى تسكنني حتى آخر العمر؟
أحبكَ لكن لا لوقت طويل.
أشتاق اليكَ لكن لا لساعات.
يا كلّ العمر الآتي، يا "أنا":
معك لا حساب للوقت.
صار الوقت " نحن".
صغيرتكَ أنا، زهرتكَ البيضاء، لا تتركني أكبر ولا تنزع أوراقي.
كلّي لك.
فلماذا تعرّيني؟
وشم الجمال
26/04/2008, 21:14
صباحَ الخير يا فرحةً أشرقت ذات صباح، فاحتجزتُها
وبعدها... قرّرت اعتزال النّوم.
صباحَ الخير
هاكَ يدي: تعالَ الى قلبي ولنكن "واحداً لا اثنين" في استقبال النهار.
صباحَ الخير يا حبّاً يحملني الى كل البدايات وبلهفةٍ لا ينفكُّ يسألني:
- أين كنت؟ أتراني غفوتُ في عتمة الليل بانتظار صباحكَ أنت؟؟
أَشرقْ. أشرقْ.
ضئيلٌ وقتُنا، وحبُّنا كبير.
صباح الخير صديقي ...
لا اعلم اين مكامن الحديث أجدها في زحمة الكلمات....
عشرون دقيقة وأنا محدقٌ في بياض
لن يخرج ردي عن استيطاني للمكان
سامح فراغي
وحدكَ البداية و.. النهاية
أحيا بكَ، من دون أن تكونَ معي.
يا للغرابة: بالكاد كنتُ أعيش مع من معي.
**
أتنهار حصوني أمام جيوشك؟
تعالَ إلَيّ: حين ننتمي كلانا الى جهة واحدة، تبقى الحرب في الجهة الأخرى.
أمام عَظَمَةِ حُبِّكَ أنحني.
بين يديكَ أرمي بأحمالي، وأطلب منكَ السماح أنْ عنيّ ستحملها.
**
أصاب حلقي جفافٌ جرح قلبي. كيف أُخرجُكَ من شراييني لأعالجه، وتبقى معي؟
**
أهو سقوطٌ على القمة؟ أم انتحارٌ في أعماق الهاوية؟
أين الفرق؟ في كلتا الحالتين سقطتُ.
**
تحوّلَتِ الأماكن الدافئة سجوناً ينتقل إليها الخونة.
كبرت مساحاتُ البرد من حولي
كأنْ بات خياري الوحيد: العودة الى ما وراء القضبان.
**
يؤلمني غيابك. يحملني شوقي الى طرقاتك النائية.
من يُمسِكُ بِيَدي؟ مَن يوصلني إليك؟
لا وجودَ لأحدٍ إن لم تكن أنت.
**
يكبر الألم... ينتشر....
حتى خصلات شعري تخضع لقانون الألم، والأرق.
ليتكَ تبقى لوقتٍ أطول.
ولكن.. من أين نأتي بالوقت؟؟
**
مع كل ثانيةٍ تَمُرّ، أقتربُ منكَ خطوةً جديدة.
مع كل نسمةٍ، تنشَقُّ ضلوعي عن ألم جديد، وتكون أنت.
ما أصعب الولادات حين الرّحم عقيمة!
**
أَفتحُ ذراعَيَّ للشمس. أَضُمُّكَ أنتَ.
أُشرِّعُ قلبي للريح. يَهُبُّ وجودُك في حياتي حبّاً وأماناً.
أين أُخفيكَ عن عوامل الطبيعة؟
**
إليكَ في زمن البرودة والخوف، أَكتُب.
عنكَ في زمن الحُبّ والورد، أَكتُب.
إليكَ، عنكَ، لا فرق.
يبقى مِحورُ الكلمات... أنتَ.
**
أحفُر الأرضَ بأظافري.
أُبعِدُ خيوط الشمس عن وجهي.
أختبئُ كأرنب خائف من بندقية صيَّاد.
أين أنت من ضعفي؟ أعِدْني إلى قوَّتي، أعِدْني إليّ.
**
أعطيتَني يدَكَ وَأَعَدْتَني الى ذاتي.
أين المفر من الاعتراف بأنك:
البداية والنهاية،
الْمتَّهَم والحكَم.
**
وشم الجمال
27/04/2008, 14:57
تتواطئ معي....تتواطئ ضدي....
ما عاد هناكـ فارق كبير ....فكل الدروب توصل لأحضانكـ .... وكل الحروف تتوه أمام ممالككـ
كوابيسي جيش قراصنة لا ادري معك انت كيف تنام على اغنية للأطفال....
إن كنت وأنت اثنين من وجع القصيدة من بقايا غد لا يتنفس سكرة حاضره فلماذا نظل اسمين؟؟؟مجرد اسمين؟؟؟؟
دوت....لقد هيجت بانتقائكـ حروفي المتوارية خلف ضباب من ألم لتلتقي مع بعض من ايرس نهري....
شكرا بحجم جمالكـ
حروفي خجولة امام حروفك . .
لهيك اكتفي بــ :D
وشم الجمال
28/04/2008, 13:28
لك رصدتني الايام
هي امرأة وُلِدَتْ من رَحِم الحياة لتُزَيِّنَ حياتكَ أنت.
لكَ أنتَ كانت مرصودة، بحجم حُبِّكَ وأحلام انتظاركَ وشوقِكَ.
مولودة حديثاً، لا وجود لها خارج الـ"أنت". فـ"كُنْ أنتَ أنت" لتكونَ "هي".
تلك "الأخرى" لم تَكُنْ.
وهْماً؟ حلماً؟ عذاباً؟ لم يكن لها وجود.
منكَ أنتَ وُلِدَتْ، بكَ أنتَ تعيش، في قلبكَ تنمو وتكبُر، وعلى بيادِرِكَ تُزهِرُ وتُثمِر.
تلك "الأخرى"، خارج أنفاسِكَ أنت، لا وجود لها. وكيف يكون لها وجود إن لم تُولَدْ من رئتيكَ أنت؟
أخطأتْ برسم الصّورة. كثيراً أخطأَتْ.
لستُ أنا مَن في داخلها. ولن أكون أنا من تُزَيِّنُ أيّ رَسمٍ لستَ أنت من وضع خطوطه.
لستُ أنا من ستُقيم في أي مكان لن تكون فيه.
لستُ أنا من تُجيد اختيار الكلمات، لكنني أجيد سماعها وعيشها حتى آخر حرف فيها.
دَعْ دميتك معلّقة بين الأرض والسّماء.
كسَرْتَها في منتصف الطريق.
دع وردتك تذبل وتعود الى الأرض. لا يقطفُ وردةً ميتةً أحد.
أيتها الصغيرة، يا طفلةً بحجم قبضة يد ، بحجم قلب، ما أسهلَ اغتيالَكِ.
كلمة واحدة كانت كافيةً لإسقاطِكِ من عليائك، لإيقاظك من حلمك، لتحويلك مساحة حزن ولا جميع الأحزان.
يا طفلة استسلمتْ للرّيح تداعب خصلات شعرها ولم تفهم أنْ بعد الرّيح تأتي العاصفة.
يا قلباً بالحب استسلم للحب ولم يدركْ أنَّ في الحب كلاماً دخيلاً.
ها انتهت الحكاية.
وعاصفة الألم اقتلعت الشَّعر عن الكتفين، واستفرد الكلام بالبراءة ليعلن لها أنْ لا براءة بل كل الأخطاء.
كالدّمية يسهل كسري.
وأنتَ كسَرْتَني.
كوردةٍ لم تتفتّح بعد، تموت إن لم نَرْوِها.
كيف تقرّر، عني، أنْ يمكنني الإرتواء بغير مائك؟
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة