-
دخول

عرض كامل الموضوع : شرفاء سوريا على مذبح مافيات الفساد


Tarek007
23/06/2005, 15:25
شرفاء سوريا على مذبح مافيات الفساد





الكاتب: الأيهم صالح المصدر: مرآة سورية
شرفاء سوريا على مذبح مافيات الفساد


"لقد أنصفني الشعب السوري، وأنصفني المثقفون السوريون، وأنصفني القضاء السوري." هكذا افتتح الدكتور عصام الزعيم أول محاضرة له في جامعة تشرين بعد أن برأه القضاء السوري من التهم التي وجهها له رئيس الحكومة السابق مصطفى ميرو.

أما الدكتور حسين العماش، فقد أعاد إلى خزينة الدولة كامل الرواتب التي قبضها طيلة عمله في تأسيس وإدارة هيئة مكافحة البطالة، بعد أن وجه له رئيس الحكومة الحالي عبد الغني العطري اتهامات بالفساد، وطوي ملفه قبل أن يصل إلى القضاء.

توضح تجربة الدكتور الزعيم والدكتور العماش مع الحكومة السورية العقوبة التي يعاقب بها كل من يتصدى لمافيا الفساد الحكومي في سورية، فهذه المافيا التي لا ترحم تعاقب من يحاربونها باتهامهم بالفساد وتحويلهم إلى محاكمها الخاصة، والتي كانت تشمل محكمة الأمن الاقتصادي، وهي المحكمة التي ألغيت مؤخرا بعد أن تضاعفت أسعارها وعمولاتها لدرجة جعلتها غير مجدية اقتصاديا لمن يديرونها.

وهذه الأيام بدأت مافيا الفساد في الحكومة السورية بشن حملة إعلامية ضد صحيفة المبكي، وصحفييها الذين كشفوا بالأدلة القاطعة والوثائق الدامغة حالات الفساد في محافظة حمص وفي مؤسسة الخطوط الحديدية السورية أيام إدارة محافظ حمص الحالي لها. كما أشاروا إلى تجاوز رئيس الحكومة السابق مصطفى ميرو للقانون ثم معاقبته أحد المواطنين السوريين باستملاك عقاره لصالح الحكومة بعد حصوله على حكم قضائي قطعي ضدها.

تستخدم مافيا الفساد في هذه الحملة مجموعة من الأدوات التقليدية المعروفة، بدءا بالنكرات الذين لا يحتاجون إلا إلى زبون لكتابة أي نوع من أنواع المقالات، ووصولا إلى أداة الهجوم الحكومية الأقوى، صحيفة الثورة، وهي الصحيفة التي قادت الحملة الإعلامية ضد الدكتور حسين العماش منذ ستة أشهر.

تخوض مافيا الفساد هذه المعركة بنفس طرقها التقليدية، فالمال متوفر، والسلطة متمكنة، والأجهزة تملك ملفات للجميع، والقوانين والمحاكم الخاصة تحت الطلب، والقضاة ينتظرون بدء المحاكمة بفراغ صبر. وهذا الأسبوع بدأت مناوشات المعركة القادمة بمحاولة تشويه سمعة الصحفيين الذين فضحوا بعض حالات الفساد، مثل تعيير يعرب العيسى بأمور ربما تكون قد حدثت معه عندما كان عمره 18 عاما، أو محاولة افتعال خلاف بينه وبين لقمان ديركي نتيجة تأثر كليهما بأسلوب محمد الماغوط، ثم تذكير وضاح محي الدين بالخسائر التي تعرض لها في معركته السابقة مع مافيات سرقة الآثار، والمدعمة بقرارات من محكمة الأمن الاقتصادي ذات السمعة البالغة السوء، والتي دفعت وزارة الثقافة إلى التخلص منه، ثم دفعت لفصله من الحزب!!

الملفت للإنتباه أن هذه الحملة لم تطل حتى الآن الصحفي خالد سميسم، وهو من كتب التحقيق حول تجاوزات رئيس الحكومة الأسبق في العدد الممنوع من المبكي. مما يوحي أن المعركة مرشحة لمزيد من التصاعد قبل أن تصل بالصحفيين الثلاثة إلى المذبح الذي وصل إليه كل من تصدى قبلهم لمافيات الفساد.

بالنسبة لي، وللكثيرين من السوريين، كانت الحملة على الدكتور عصام الزعيم وسام فخر إضافي له، لا يقل عن نجاحاته السابقة في إنقاذ عدة دول من الإفلاس، وكذلك كانت معركة الدكتور حسين العماش مع رئيس الحكومة الحالي شهادة تميز دفع كل السوريين ثمنها بالتكافل مع الثمن الذي دفعه الدكتور العماش. وهذه الأيام نعتبر الحملة التي يواجهها طاقم المبكي، وسحب ترخيص مجلتهم، شهادة تقدير لهم على عملهم سنحفظها في ضميرنا لفترة طويلة.

أنا، والكثيرون مثلي، لم نصدق ما ردده رئيس تحرير صحيفة الثورة في صحيفته عن الدكتور عصام الزعيم، وعن الدكتور حسين العماش، وعن طاقم صحيفة المبكي. ولم يثر فينا حديث صحيفة الثورة عن الصحافة الصفراء أكثر من ابتسامة صفراء هي كل ما يستحقه هجوم الثورة على الإعلام الحقيقي في سورية.

نحن جميعا نعلم علم اليقين أن الكثيرين من شرفاء سوريا سيرسلون إلى مذبح الفساد كما أرسل هؤلاء قبلهم.

ونحن جميعا نعرف، من الذي عين مصفى ميرو، وعبد الغني العطري، وإياد غزال، في مناصبهم.

الأيهم صالح
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
اللاذقية ـ سورية