Fares
01/12/2003, 19:29
ما زلت أذكر تماما تلك اللحظات.. كيف جاؤوا وأخبروني أن أبي قد مات.. كان عمري عندها سبع سنين...
عندما سمعت الخبر ضحكت في نفسي وقلت:
" هؤلاء الأغبياء، يظنون أن والدي قد مات!!! إنهم لا يعرفون أن الذي مثل أبي لا يموت..." .
جلست بقربك، وانتظرت أن تكلمنا أو على الأقل أن تغمزني بعينك وكأنك تقول لي:
" أرأيت.. لقد انطلت الخدعة عليهم جميعا.. " . ثم تنظر إلي ونتبادل ضحكة مكتومة ذات معنى.. ولكنّ شيئا من هذا لم يحدث..
في ذلك اليوم قررت ألا أتناول طعامي حتى تعود إلينا.. انتظرت طويلا لكني في النهاية نمت جائعاً..
كنت أريد أن تراني بأحسن حال عندما تعود. واهذا بذلت جهدي كي أكون من المتفوقين..
" بالتأكيد سيفرح أبي كثيراً عندما يراني أقف مع زملائي على منصة التكريم في المدرسة.."
عشت على هذا الحلم عدة سنين وأنا أنتظر...
وعندما نلت الشهادة الثانوية قلت في نفسي:
" كان أبي دائما يشجعني على دخول كلية الحقوق، وقد زرع في داخلي حب الدفاع عن الحق. فكم سيكون فخوراً عندما يعود ويجدني محامياً كبيراً أدافع عن الناس وحقوقهم!!"
وعلى هذا الأساس دخلت الجامعة وأنا أنتظر..
أذكر ايضاً عندما كنت جالساً مع حبيبتي. قلت لها:
" سأعرفك على أعظم أب في الدنيا.. إنه غائب الآن، ولكنه سيعود.. حتماً سيعود.."
وانتظرنا سوية إلى أن أحسسنا أن عودتك إلينا ربما تتأخر، فاتفقنا على الزواج على أن نريك أحفادك عندما ترجع.. ستداعبهم بيديك وتقص عليهم الحكايات، تماماً كما كنت تفعل لي وأنا صغير...
والآن، وبعد كل هذا الانتظار اكتشفت غبائي!! كيف سترجع إلينا وأنت لم تتركنا ؟؟! كل هذه الأيام وأنا انتظر عودتك، ولم أعرف أنك كنت معي في كل لحظة من لحظات حياتي وفي كل نجاح من نجاحاتي..
شكراً لك. أعرف الآن انك ستظل معي إلى النهاية.. لقد أثبتَّ فعلاً أن الذي مثلك لا يموت.
عندما سمعت الخبر ضحكت في نفسي وقلت:
" هؤلاء الأغبياء، يظنون أن والدي قد مات!!! إنهم لا يعرفون أن الذي مثل أبي لا يموت..." .
جلست بقربك، وانتظرت أن تكلمنا أو على الأقل أن تغمزني بعينك وكأنك تقول لي:
" أرأيت.. لقد انطلت الخدعة عليهم جميعا.. " . ثم تنظر إلي ونتبادل ضحكة مكتومة ذات معنى.. ولكنّ شيئا من هذا لم يحدث..
في ذلك اليوم قررت ألا أتناول طعامي حتى تعود إلينا.. انتظرت طويلا لكني في النهاية نمت جائعاً..
كنت أريد أن تراني بأحسن حال عندما تعود. واهذا بذلت جهدي كي أكون من المتفوقين..
" بالتأكيد سيفرح أبي كثيراً عندما يراني أقف مع زملائي على منصة التكريم في المدرسة.."
عشت على هذا الحلم عدة سنين وأنا أنتظر...
وعندما نلت الشهادة الثانوية قلت في نفسي:
" كان أبي دائما يشجعني على دخول كلية الحقوق، وقد زرع في داخلي حب الدفاع عن الحق. فكم سيكون فخوراً عندما يعود ويجدني محامياً كبيراً أدافع عن الناس وحقوقهم!!"
وعلى هذا الأساس دخلت الجامعة وأنا أنتظر..
أذكر ايضاً عندما كنت جالساً مع حبيبتي. قلت لها:
" سأعرفك على أعظم أب في الدنيا.. إنه غائب الآن، ولكنه سيعود.. حتماً سيعود.."
وانتظرنا سوية إلى أن أحسسنا أن عودتك إلينا ربما تتأخر، فاتفقنا على الزواج على أن نريك أحفادك عندما ترجع.. ستداعبهم بيديك وتقص عليهم الحكايات، تماماً كما كنت تفعل لي وأنا صغير...
والآن، وبعد كل هذا الانتظار اكتشفت غبائي!! كيف سترجع إلينا وأنت لم تتركنا ؟؟! كل هذه الأيام وأنا انتظر عودتك، ولم أعرف أنك كنت معي في كل لحظة من لحظات حياتي وفي كل نجاح من نجاحاتي..
شكراً لك. أعرف الآن انك ستظل معي إلى النهاية.. لقد أثبتَّ فعلاً أن الذي مثلك لا يموت.