-
دخول

عرض كامل الموضوع : فنزويلا والنضال العالمي من اجل الاشتراكية


alwaleed
22/09/2007, 00:06
فنزويلا والنضال العالمي من اجل الاشتراكية روجر انس

تخلق التطورات المثيرة للثورة في فنزويلا، ومضيها قدماً في التحالفات مع الشعوب الأخرى والحكومات المتمردة التي تقاوم الإمبريالية، فرصة تاريخية لتقوية التعاون الدولي المناوئ للإمبريالية وإعادة بناء الحركة الإشتراكية الثورية عبر العالم. ما تزال ثورة فنزويلا البوليفارية في مراحلها الأولى. وبالرغم من أنها تسير بثبات إلى الأمام فمثلها مثل الثورة البولشيفية في روسيا عام 1917 والثورات العظيمة الأخرى في القرن العشرين أصبحت مقياساً لكافة الإتجاهات في الحركة العمالية العالمية. خالقة الفرق بين هؤلاء الذين يتراصون للدفاع عن الثورات الحقيقية قي العالم وبين أولائك الذين استمروا في عزلة طائفية.
وفرت الإنتخابات الرئاسية في فنزويلا في كانون الأول من العام 2006 الإرادة الصلبة لهذا البلد للسير نحو الأمام باتجاه الإشتراكية وذلك عندما حصل الرئيس هوغو تشافيز على أغلبية 63% من أصوات الناخبين. فوضعت الحركة الضخمة لجماهير العمال والفلاحين هدف الإشتراكية أمامها واستخدمت السلطات الحكومية لاتخاذ خطوات حاسمة في هذا الإتجاه. فكان أن خلق ذلك الشروط الأكثر ملائمة منذ عقود عديدة لتقدم الإشتراكية إلى الأمام على الصعيد العالمي. وقد تحرك الشعب والحكومة الفنزويليين خلال العام المنصرم على العديد من الجبهات لضمان وصيانة الحريات الديمقراطية والسيادة الوطنية. فعملوا على تأميم المرافق الأساسية ومصادر الطاقة التي تم تخصيصها خلال فترات الحكومات السابقة. وطبقوا اجراءات مكنت المزارعين الصغار من الوصول الآمن إلى الأرض. لقد أحدثوا مؤسسات شعبية جديدة من ضمنها المجالس العمومية التي من المأمول منها أن تكون الخطوة الأولى باتجاه الهيكلية الجديدة للدولة المستندة إلى الحركات الجماهيرية والطبقة العاملة. وعلى الصعيد السياسي المباشر فقد هدف تأسيس الحزب الإشتراكي الفنزويلي الموحد إلى تمكين الأعضاء على صعيد القاعدة من السيطرة على وإدارة المعركة من أجل الإشتراكية على المستوى الوطني. وقد استجاب الملايين للدعوة من أجل الإنضمام لهذا الحزب الجديد الذين يعملون من أجل جعله حزبهم الذي يمثلهم بحق.
منذ البداية آمنت ثورة فنزويلا بالأممية إلى أقصى الحدود مكرسة مواردها وطاقاتها لتقوية الحركات التي تناضل من أجل السيادة في عالم الجنوب وهو ما لاقى التأييد من مئات الملايين عبر أمريكا اللاتينية. حيث تحالفت مع كوبا الإشتراكية كما تحركت بشكل فعال للمساعدة والدفاع عن حكومة بوليفيا المنحدرة من السكان الأصليين. وقدمت المساعدات العاجلة لشعبي هاييتي ونيكاراغوا. كما زادت من تضامنها مع العديد من دول الشرق الأوسط ضحايا حروب الإمبريالية واحتلالها. لقد حددت الحركة البوليفارية في فنزويلا مفهومها للإشتراكية والقائم على مبادرات القاعدة الشعبية وقيادتها على النقيض من النظام البيروقراطي الذي تسبب في انهيار الإتحاد السوفييتي.
تطور هام في قيادة الحركة المناوئة للإمبريالية:
من المهم عدم المبالغة بمكاسب العملية التقدمية في فنزويلا وتسليط أمالنا وأهدافنا عليها. فالثورة تتجلى الآن في اطار النضال ضد الإمبريالية من أجل السيادة الوطنية والحقوق الديمقراطية. وما يزال رأس المال مسيطراً على الإقتصاد الفنزويلي ملقياً بآثاره على الحياة اليومية للطبقة العاملة. إلا أن الرأسمالية لا تزال تحتفظ بتوازنها ضد القوة المتنامية للطبقة العاملة ومن الممكن لهذا التعايش الصعب أن يستمر لفترة ليست بالقليلة. ولا يزال الشرق الأوسط يشكل ساحة الصراع الرئيسية للديمقراطية العالمية والنضال ضد الإمبريالية. وتتزامن حروب الإمبريالية في العراق وأفغانستان مع المواجهة مع إيران والتصعيد في الحرب على الشعب الفلسطيني والصراع المتفجر والمتزايد في لبنان. ويشعر الإمبرياليون بضغوط متزايدة، فإما أن يقوموا بتنفيذ الإنسحابات التي لا يمكنهم تحملها أو الشروع بمغامرات عسكرية جديدة من الممكن أن تكون مدمرة لهم وللإنسانية. معارضة الحرب ضد شعوب الشرق الأوسط من المهمات الأكثر إلحاحاً لدى حركات التضامن العالمية. وسيحدد مجرى هذه المعركة الضخمة بشكل كبير كيف يمكن للشعب الفنزويلي العامل أن يتقدم قبل أن يصبح قاب قوسين أو أدنى من المواجهة الحاسمة مع الإمبريالية.
في العديد من مناطق العالم بما فيها أجزاء من الشرق الأوسط نلاحظ التقدم المشجع لتأسيس منظمات جديدة أو تقوية منظمات وقيادات معادية للإمبريالية. وإلى حد بعيد فقد تم تسجيل المكاسب الأكثر أهمية على هذا الصعيد في فنزويلا. ولذلك ليس من المفاجئ أن موقف فنزويلا الجريئ ضد الإمبريالية والليبرالية الجديدة قد حاز على الاستحسان من ناشطين ضد الإمبريالية في الشرق الأوسط تجمعوا في آذار الماضي خلال مؤتمر معاد للحرب والإمبريالية في القاهرة. وتشكل فنزويلا بالتحالف مع كوبا قيادة عالمية للنضال ضد الإمبريالية كما تعيد إيقاظ آمال الشعوب المضطهدة في العالم بالإشتراكية.
إعادة تشكيل الحركة الإشتراكية
اثارت الخطوات الأولية باتجاه تشكيل الحزب الجديد في فنزويلا مجادلات حامية بين الاشتراكيين في هذا البلد. وظهرت انقسامات بين مختلف التيارات السياسية الرئيسية في الحركة البوليفارية مباعدة بين أولئك الذين يريدون دعم الحزب الجديد وأولئك الذين يرغبون بالنأي عنه. ويقدم تأسيس الحزب الجديد عروضاً ثورية بإمكانية الإتحاد ضد البيروقراطيين والآلة السياسية التي تلقى رعاية خارجية وضد تعصب بعص اليساريين. إنها عملية خلاقة تستحق الدعم. ٍوسوف يضع التطور في فنزويلا تيارات اشتراكية في أنحاء كثيرة من العالم في موقع تجريب مسارٍ مماثلٍ.
ما تزال فنزويلا بلداً تابعاً اقتصادياً وإلى حد ما بلداً فقيراً، ولم تحقق حتى الآن تحولات جذرية لصالح العمال والفلاحين كما حققت الثورات في روسيا وكوبا في القرن الماضي. ورغم ذلك فإن العملية الفنزويلية موصوفة بالرؤية المتطورة والإنجاز المتين. ويتعاظم تأثيرها استناداً إلى حقيقة كونها تشكل إنقلاباً على جمود ساد طويلاً في الحركة النضالية وتأتي بعد تحطم الستالينية على مستوى العالم. ولسنوات عديدة كانت الطبقة العاملة والحركات التقدمية على مستوى العالم في حالة دفاع. إلا أن الحركة في فنزويلا أعطت الفرصة للإرتباط بثورة نابضة ولاجتذاب جيل جديد من المناضلين المستلهمين للمثال الفنزويلي. كما أنها أثبت الحاجة لوجود حركات للشعوب الكادحة والمقموعة للنضال من أجل السلطة السياسية.
إن ظهور فنزويلا كمثال يحتذى، مترافقاً مع ازدياد النضال في مناطق أخرى تسيطر عليها الإمبريالية، وكذلك ظهور قادة قوى عبر أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط ومناطق أخرى، أمر يحقق ويبشر بتحالف مناوئ للإمبريالية في كل مكان. كما ستتحرك قوى جديدة مستلهمة قوتها من فنزويلا للدفاع عن الثورة البوليفارية وتصعيد مقاومتها للرأسمالية في بلدانها. وسوف تجد التيارات القادرة على التعلم من فنزويلا نفسها تتشارك نطاقاً من التعاون بدأ بالإتساع بالإضافة إلى قيادة فعالة.
وسوف تحظى القوى اليسارية في العالم، التي تعاني الآن من انقسامها إلى تيارات ضعيفة ومعزولة، بفرصة اكتساب طاقة جديدة وإيجاد مجالات جديدة من التنسيق مع بعضها البعض ومع القوى الإخرى من حركات المقاومة الواسعة. كما سيجد أولئك الذين يتعاطفون مع الثورة التقدمية أسسا لتنمية التعاون والروابط الأخوية.


بقلم روجر آنس ـــ جون ريدل
ترجمة : مالك ونوس ـــــ المصدر: نشرة الصوت الإشتراكي