lord tartous
27/09/2007, 15:43
تتنامى في شهر رمضان بالمغرب ظاهرة الفتيات والنساء اللائي "يحتشمن" وقد يلبسن الجلباب والحجاب ويبتعدن عن التعري والإغراء الأنثوي وأدوات الزينة في نهار رمضان، لكن سرعان ما يعدن إلى طبيعتهن في الليل مباشرة بعد الإفطار، حيث يتبرجن ويزلن عنهن ملابس الحشمة والاحترام، ويخرجن للتنزه والسهر في المقاهي والمطاعم أو للقاء الصديقات والأصدقاء في حرية وسلوكات تناقض ما كن عليه خلال نهار رمضان.
وتعتبر ليلى، شابة في التاسعة والعشرين من عمرها، أن احتشامها في نهار رمضان يعود إلى طبيعة الشهر التي تقتضي احترام قواعده والانسجام مع روحانيته، لكنها تستدرك أنها بالليل لا يمكنها إلا أن تتصرف كما كانت تفعل طيلة الأيام العادية، فتخرج متزينة لغرضين اثنين، الأول للتنفيس عن النفس والترويح عنها بعد يوم طويل من الصيام وأشغال البيت والمطبخ، والثاني بحثا عن لفت الانتباه إليها عسى أن تظفر بفرصة زواج أضحت نادرة في واقع مغربي صارت العنوسة متفشية فيه بشكل كبير.
وتساءلت الباحثة الاجتماعية عائشة تاج لماذا التركيز على سلوك الفتيات والنساء أو المرأة عموما في هذه الظاهرة "داخل خضم تناقضات اجتماعية أكثر أهمية"، معتبرة أن "الموضوع ذو خلفية ذكورية بامتياز ويصب في اتجاه تحميل المرأة وزر اختلالات المجتمع بأكمله عبر توجيه أصابع الاتهام إليها من خلال لباسها و تصرفاتها".
ويرى عبد المغيث الشاوي، باحث اجتماعي، أن مثل هذه السلوكيات لبعض النساء والفتيات التي تتناقض بين نهار رمضان وليله إنما تدخل في إطار التناقضات الكثيفة التي يمر بها المجتمع المغربي والتي صارت تُعتبر عادية في السنوات الأخيرة ولم تعد تخلف أي تأنيب ضمير فردي ولا جماعي ولا تستثير أية تساؤلات نفسية وسوسيولوجية جادة لبحث الظاهرة بدعوى أن هناك ظواهر اجتماعية أهم وأخطر للتحليل والاهتمام.
ويقول الباحث الاجتماعي إن تناقض هذه السلوكات في نظرنا نحن لا تراها الفتاة التي تقوم بذلك سوى تصرفا طبيعيا وعاديا، فنهار رمضان لديها يدل على الحشمة في اللباس والاحترام في السلوكات لقبول الصيام، أما ليله فهو كباقي ليالي شهور السنة، باعتبار أن سلوك التدين عند مثل هاذه النماذج سلوك شخصي لا دخل للغير ولا للمجتمع فيه ولا حق له في مراقبته أو توجيهه.
ويعزو الأخصائي النفسي الدكتور عبد المجيد كمي أسباب هذا التناقض بين نهار وليل رمضان عند بعض الفتيات والنساء إلى عوامل عدة، يجملها في:
المعتقدات الدينية بحكم أن البيوت المغربية فيها حظ وافر يتفاوت من بيت إلى بيت من احترام التعاليم الدينية. وسواء كان الوازع دينيا موروثا أو طبيعة الحياة داخل البيت، فله جانب التأثير الروحاني. وهذا أمر محمود ـ يردف كمي ـ لكون الأسرة المغربية لها صلة أساسية بعقيدتها وتترسخ هذا العقيدة أكثر في شهر رمضان، لهذا تحتشم الفتاة والمرأة خلال نهار رمضان.
وأيضا هناك العامل الاجتماعي، حيث إن المجتمع متواطئ على نمط العيش وطريقة السلوك في شهر رمضان إلا من شذ عن هذه القاعدة، فالجماعة تنظر نظرة ناقصة للفتاة التي تخرج عارية أو مثيرة للغرائز خلال نهار رمضان، فتخضع الأنثى لما هو متفق عليه من طرف ما يمكن تسميته بضمير ووعي المجتمع الذي يكون له أحيانا تأثير سلطوي كبير على الفرد".
ويضيف الدكتور كمي العامل النفسي أو الروحي، فالروحانية في يوم رمضان لها تأثير عميق لا يمكن قياسه وهو موجود وساري في المجتمع. ويمكن تفسير الظاهرة بالنظر في مثال مقابل له، إذ أن المدمن على الخمر في غالب الأحيان لا يصلي لكن حين يقترب شهر رمضان تجده يقطع معاقرة الخمر 40 يوما حتى يقبل صومه وصلاته احتراما لرمضان. لكن بعد انصرام الشهر يعود إلى إدمانه عكس مدمني المخدرات فهم يصومون عنه بالنهار لكن قد يدخنونه بالليل وربما مباشرة بعد صلاة التراويح، وهذه ازدواجية في التفكير ويمكن تسميتها انفصاما في طريقة التفكير والسلوك".
ومن الأسباب التي تجعل هذا الانفصام موجودا ـ وفق الأخصائي النفسي المغربي ـ أن الفتاة تعتقد أن استعمال الزينة في نهار رمضان يفطر، ولكن الحكم الفقهي لا يقول بذلك، فتجد المرأة تبتعد عن المساحيق والكحل وأدوات الزينة خوفا من أن لا يقبل صيامها، وهناك أيضا سبب آخر يتمثل في كون الفتاة التي تلجأ إلى اللباس العاري نهار رمضان كثيرا ما تتعرض للغمز واللمز وأحيانا للتعليقات المستفزة، كونها بتصرفاتها تلك "تفطر" الناس أو الناظرين إليها وتغويهم عن حقيقة عبادة الصيام".
ويضيف كمي: والعودة إلى طبيعتها في الليل دليل على أنها تجعل من ظلام الليل متنفسا تفعل فيه ما تريد مادامت حسب اعتقادها لا تقوم بفعل مشين ولا تقترف معصية بينة، خاصة إن وافق حلول رمضان فصل الصيف حيث يكون الليل مناسبة للتنزه بعيدا عن جو الحرارة في البيت، وهنا تظهر الازدواجية في السلوك، حيث إن الفرد يتصرف في مناسبة معينة وفق طريقة محددة، لكن بمجرد أن تنقضي تلك المناسبة يتغير السلوك رأسا على عقب أيضا".
وأكد كمي على أن هذا الانفصام يمكن جدا أن يُرَشد من طرف عمل داخلي عميق للإنسان، و من طرف فاعلين تربويين أو مؤسسات مجتمعية معنية أو حتى من لدن السلطات العمومية التي من اختصاصاتها أن تحرص على الأخلاق العامة في الشوارع في نهار رمضان وفي ليله.
ويرى التربوي الدكتور عبد الرحمان بوكيلي، باحث في الدراسات الإسلامية، الظاهرة من زاويتين اثنتين، فهذه الحالة من الحشمة والوقار في نهار رمضان تدل على ما يستوطن قلوب هؤلاء الفتيات من الإيمان وحب الإسلام وتعظيم حرمات الله. وتدل بجلاء على نزوعهن نحو التوبة والاستقامة". ويعتبرها "رسالة إلى كل متشائم ومتسارع إلى اتهامهن ورميهن بالكفر وفي أحسن الأحوال بالفسق.فالخير باق في هذه الأمة إلى يوم القيامة، ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح".
أما العودة إلى التبرج والتهتك في ليالي رمضان وبعد رمضان يدل بالقطع ـ حسب بوكيلي ـ على الحالة التي تعيشها هذه النوعية من الفتيات، بين نداءات دينهن وبين نزغات الأهواء والشهوات. ويحدد الباحث الإسلامي جملة من الأسباب المفضية إلى هذا الخلل أبرزها:
ضعف التربية على الإسلام وتنمية الإيمان في القلوب وترسيخه في ممارسات المسلم. مما يلقي على الدعاة إلى الله واجبا ثقيلا يتمثل في الإقبال على الشباب والشابات وحسن دعوتهم إلى الله ومخاطبتهم بما يفهمون وبما يمس عقولهم وقلوبهم ، فإنه لا أبلغ من أثر الدعوة ولا أنفع للقلوب من بركاتها، ولا أضمن لسلامة أخلاق المجتمع من تكوين رأي عام فاضل.
ويخلص بوكيلي إلى أنه من أعظم وسائل إنقاذ شبابنا وشاباتنا التشجيع على العلاقات المشروعة بين الجنسين، والعمل على توفير فرص الشغل الطيب، والحرص على إشاعة ثقافة الزواج الإسلامي السعيد والتبكير به.
وتعتبر ليلى، شابة في التاسعة والعشرين من عمرها، أن احتشامها في نهار رمضان يعود إلى طبيعة الشهر التي تقتضي احترام قواعده والانسجام مع روحانيته، لكنها تستدرك أنها بالليل لا يمكنها إلا أن تتصرف كما كانت تفعل طيلة الأيام العادية، فتخرج متزينة لغرضين اثنين، الأول للتنفيس عن النفس والترويح عنها بعد يوم طويل من الصيام وأشغال البيت والمطبخ، والثاني بحثا عن لفت الانتباه إليها عسى أن تظفر بفرصة زواج أضحت نادرة في واقع مغربي صارت العنوسة متفشية فيه بشكل كبير.
وتساءلت الباحثة الاجتماعية عائشة تاج لماذا التركيز على سلوك الفتيات والنساء أو المرأة عموما في هذه الظاهرة "داخل خضم تناقضات اجتماعية أكثر أهمية"، معتبرة أن "الموضوع ذو خلفية ذكورية بامتياز ويصب في اتجاه تحميل المرأة وزر اختلالات المجتمع بأكمله عبر توجيه أصابع الاتهام إليها من خلال لباسها و تصرفاتها".
ويرى عبد المغيث الشاوي، باحث اجتماعي، أن مثل هذه السلوكيات لبعض النساء والفتيات التي تتناقض بين نهار رمضان وليله إنما تدخل في إطار التناقضات الكثيفة التي يمر بها المجتمع المغربي والتي صارت تُعتبر عادية في السنوات الأخيرة ولم تعد تخلف أي تأنيب ضمير فردي ولا جماعي ولا تستثير أية تساؤلات نفسية وسوسيولوجية جادة لبحث الظاهرة بدعوى أن هناك ظواهر اجتماعية أهم وأخطر للتحليل والاهتمام.
ويقول الباحث الاجتماعي إن تناقض هذه السلوكات في نظرنا نحن لا تراها الفتاة التي تقوم بذلك سوى تصرفا طبيعيا وعاديا، فنهار رمضان لديها يدل على الحشمة في اللباس والاحترام في السلوكات لقبول الصيام، أما ليله فهو كباقي ليالي شهور السنة، باعتبار أن سلوك التدين عند مثل هاذه النماذج سلوك شخصي لا دخل للغير ولا للمجتمع فيه ولا حق له في مراقبته أو توجيهه.
ويعزو الأخصائي النفسي الدكتور عبد المجيد كمي أسباب هذا التناقض بين نهار وليل رمضان عند بعض الفتيات والنساء إلى عوامل عدة، يجملها في:
المعتقدات الدينية بحكم أن البيوت المغربية فيها حظ وافر يتفاوت من بيت إلى بيت من احترام التعاليم الدينية. وسواء كان الوازع دينيا موروثا أو طبيعة الحياة داخل البيت، فله جانب التأثير الروحاني. وهذا أمر محمود ـ يردف كمي ـ لكون الأسرة المغربية لها صلة أساسية بعقيدتها وتترسخ هذا العقيدة أكثر في شهر رمضان، لهذا تحتشم الفتاة والمرأة خلال نهار رمضان.
وأيضا هناك العامل الاجتماعي، حيث إن المجتمع متواطئ على نمط العيش وطريقة السلوك في شهر رمضان إلا من شذ عن هذه القاعدة، فالجماعة تنظر نظرة ناقصة للفتاة التي تخرج عارية أو مثيرة للغرائز خلال نهار رمضان، فتخضع الأنثى لما هو متفق عليه من طرف ما يمكن تسميته بضمير ووعي المجتمع الذي يكون له أحيانا تأثير سلطوي كبير على الفرد".
ويضيف الدكتور كمي العامل النفسي أو الروحي، فالروحانية في يوم رمضان لها تأثير عميق لا يمكن قياسه وهو موجود وساري في المجتمع. ويمكن تفسير الظاهرة بالنظر في مثال مقابل له، إذ أن المدمن على الخمر في غالب الأحيان لا يصلي لكن حين يقترب شهر رمضان تجده يقطع معاقرة الخمر 40 يوما حتى يقبل صومه وصلاته احتراما لرمضان. لكن بعد انصرام الشهر يعود إلى إدمانه عكس مدمني المخدرات فهم يصومون عنه بالنهار لكن قد يدخنونه بالليل وربما مباشرة بعد صلاة التراويح، وهذه ازدواجية في التفكير ويمكن تسميتها انفصاما في طريقة التفكير والسلوك".
ومن الأسباب التي تجعل هذا الانفصام موجودا ـ وفق الأخصائي النفسي المغربي ـ أن الفتاة تعتقد أن استعمال الزينة في نهار رمضان يفطر، ولكن الحكم الفقهي لا يقول بذلك، فتجد المرأة تبتعد عن المساحيق والكحل وأدوات الزينة خوفا من أن لا يقبل صيامها، وهناك أيضا سبب آخر يتمثل في كون الفتاة التي تلجأ إلى اللباس العاري نهار رمضان كثيرا ما تتعرض للغمز واللمز وأحيانا للتعليقات المستفزة، كونها بتصرفاتها تلك "تفطر" الناس أو الناظرين إليها وتغويهم عن حقيقة عبادة الصيام".
ويضيف كمي: والعودة إلى طبيعتها في الليل دليل على أنها تجعل من ظلام الليل متنفسا تفعل فيه ما تريد مادامت حسب اعتقادها لا تقوم بفعل مشين ولا تقترف معصية بينة، خاصة إن وافق حلول رمضان فصل الصيف حيث يكون الليل مناسبة للتنزه بعيدا عن جو الحرارة في البيت، وهنا تظهر الازدواجية في السلوك، حيث إن الفرد يتصرف في مناسبة معينة وفق طريقة محددة، لكن بمجرد أن تنقضي تلك المناسبة يتغير السلوك رأسا على عقب أيضا".
وأكد كمي على أن هذا الانفصام يمكن جدا أن يُرَشد من طرف عمل داخلي عميق للإنسان، و من طرف فاعلين تربويين أو مؤسسات مجتمعية معنية أو حتى من لدن السلطات العمومية التي من اختصاصاتها أن تحرص على الأخلاق العامة في الشوارع في نهار رمضان وفي ليله.
ويرى التربوي الدكتور عبد الرحمان بوكيلي، باحث في الدراسات الإسلامية، الظاهرة من زاويتين اثنتين، فهذه الحالة من الحشمة والوقار في نهار رمضان تدل على ما يستوطن قلوب هؤلاء الفتيات من الإيمان وحب الإسلام وتعظيم حرمات الله. وتدل بجلاء على نزوعهن نحو التوبة والاستقامة". ويعتبرها "رسالة إلى كل متشائم ومتسارع إلى اتهامهن ورميهن بالكفر وفي أحسن الأحوال بالفسق.فالخير باق في هذه الأمة إلى يوم القيامة، ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح".
أما العودة إلى التبرج والتهتك في ليالي رمضان وبعد رمضان يدل بالقطع ـ حسب بوكيلي ـ على الحالة التي تعيشها هذه النوعية من الفتيات، بين نداءات دينهن وبين نزغات الأهواء والشهوات. ويحدد الباحث الإسلامي جملة من الأسباب المفضية إلى هذا الخلل أبرزها:
ضعف التربية على الإسلام وتنمية الإيمان في القلوب وترسيخه في ممارسات المسلم. مما يلقي على الدعاة إلى الله واجبا ثقيلا يتمثل في الإقبال على الشباب والشابات وحسن دعوتهم إلى الله ومخاطبتهم بما يفهمون وبما يمس عقولهم وقلوبهم ، فإنه لا أبلغ من أثر الدعوة ولا أنفع للقلوب من بركاتها، ولا أضمن لسلامة أخلاق المجتمع من تكوين رأي عام فاضل.
ويخلص بوكيلي إلى أنه من أعظم وسائل إنقاذ شبابنا وشاباتنا التشجيع على العلاقات المشروعة بين الجنسين، والعمل على توفير فرص الشغل الطيب، والحرص على إشاعة ثقافة الزواج الإسلامي السعيد والتبكير به.