hero77
28/09/2007, 16:58
زهره الياسمين
خلعت عنها أشياءها المؤلمة ، رتبتها ووضعتها فوق سريرها ، أسدلت جفنيها ، لتفطن الى أن ذاكرتها لازالت تحوي الكثير من حزنها ، عمدت اليها وأخذت تنتقي ، الحزن الشديد جدا أولا ، فالاقل منه حدة ... وهكذا الى أن أرهقها الإنتقاء ، ولم تنته ، اكتفت بما انتزعته، وتمنت أن تتمكن من النوم خلال الساعات المتبقيات لبزوغ الفجر.
ولأن ما انتزعته لم يكن كاف لتحضى بنوم رائق ، كان لابد من دمع مالح يخدش وجنتيها تصحبه جفلة ترتعد لها بين الفينة والاخرى.
وفي ليلة شعرت ، أثناء تقلبها في فراشها ، وصراعها بين نعاس تتوق لإخماده وحزن يتوقد داخلها ، يلهبها ويسلبها نومها .بذرات رطبة تصافح خدها ، تًنسِلُ ملوحة وجنتيها وتنشر رذاذا ليْنا يعانق جبينها ، يحملها على سحب زرق ،يُأرجح جسدها بهدوء عذب ، وحروف شعرية جعلتها تغفو ....
أفاقت ، ابتسمت ، وطرحت عليه تحية الصباح.
- الوقت لايزال مساء .
- أحقا ؟!
- حقا
- أشعر كأني نائمة منذ زمن .
- ذلك لانك نمتِ بلا حزن .
فطنت حينها لكومات الحزن التي بعثرتها خارجها فبل ان تذهب للنوم .
- إنه هنا ...
داقا على صدره .
- ولكنني وضعته فوق السرير ، وجانبي هنا ، و...
- كان سيعرف كيف ينسلَْ الى قلبكِ أثناء نومك لذا كان لابد من أن أضعه هنا.
- بقلبك؟
- بقلبي.
- أنت ؟ من أنت ؟
- ألا تعرفينني ؟
- لا أدري ... أعرفك ولا أعرفك ، أتعرفني أنت ؟
- أنا مثلك لا أدري...
- فمن نحن ؟
- لا تتعبي نفسك ... سأكتفي بحقيقة أني عرفتكِ يوما ....
- ستكتفي ؟
- سأكتفي .
- سأكتفي اذا .
- تعالي ..
- إلى أين ؟
هناك ... خارج هذه الجدار يوجد نهر ... مياهه لآليء ، على ضفتيه تنمو زهرة الياسمين ، تبث العطر... يقولون أنه إن استنشقت عطرها ، فسيحملك العبير الى قلب أحدهم .
- وماذا يحدث بعدها ؟
- ستشعرين بالحب.
- حب!
-أتدرين كيف يبدو؟
-أخبرني .
- سأحاول... ، انه حلو مر ، سلس صعب ، انه الحياة والموت .
- لست أفهم !
- حسنا ... سأحاول الاقتراب أكثر ، انه شعور يجعلنا نبدو كمن يهوي الى الزمن المطلق ، حيث تغيب الحيثيات الملموسة ، وتنعكس الموازين الثابتة .
كمن يدرك بلا إدراك ، ويعي بلا وعي.يتحرر من جسده وروحه وذاته .ينطلق شفافا بلا وزن أو كيان .
يرتعش منتشيا مأخوذا بسحر ، و ينتفض ألما مأسورا بسحر.
كمن يتحرر ليؤسر من جديد ، تجتاحه فوضى عارمة من حواس ذوات جذور متشابكه ، فلا يملك في خضبها الا البكاء والضحك معا .
تماما كمجنون ، لامس للمرة الأولى جدار التعقل ، وفي معظم الأحيان ، يحملنا نرقص ، عمرا بأكمله ولا يتركنا الا أجسادا منهكة ...
- أهذا ما يفعله الحب ؟
- وأكثر ...هل تأتين .؟
- سآتي .
تقدمها نازلا درجات السلم متجها الى الباب فتبعته برداء نومهلي يمتمعانقا كل ما يمر عليه وكأنه يدرك أن ذهابها لا رجعة فيه ، كادت أن تطأ الأرض لولا أنه تنبه ، توقف ، استدار نحوها ، فسألها:
- ولكن الى أين تريدين أن يحملك العبير .
- الى قلبك ..
- قلبي !
- ألم يحمل حزني ؟
أخذ مهتاجا يجري باتجاه النوافذ جميعها ليسدها ، فيحبس عبير الياسمين المتسرب من بين دفاتها ،صارخا :
- قلبي يحمل حزن الكون .
ذهلت ، تسمرت في مكانها ، ولا شيء فيها يتحرك ، سوى مقلتين متقدتين تتبعانه ، وعبرات تتمايل على خدين مشتعلين .
- ماذا بك ..؟
- لن أسمح لكِ بحبي ...
- لماذا ؟
- لماذا ؟ .. لماذا ؟
تهاوى على ركبتيه أمامها ، انحنت ... وأخذت تجفف دموعه المتصببة بطرف ردائها . اقتربت منه اشتمته ، وهمست .
- هل أخبركَ شيئا ...؟
لم يجدِ غلقك النوافذ ...
خلعت عنها أشياءها المؤلمة ، رتبتها ووضعتها فوق سريرها ، أسدلت جفنيها ، لتفطن الى أن ذاكرتها لازالت تحوي الكثير من حزنها ، عمدت اليها وأخذت تنتقي ، الحزن الشديد جدا أولا ، فالاقل منه حدة ... وهكذا الى أن أرهقها الإنتقاء ، ولم تنته ، اكتفت بما انتزعته، وتمنت أن تتمكن من النوم خلال الساعات المتبقيات لبزوغ الفجر.
ولأن ما انتزعته لم يكن كاف لتحضى بنوم رائق ، كان لابد من دمع مالح يخدش وجنتيها تصحبه جفلة ترتعد لها بين الفينة والاخرى.
وفي ليلة شعرت ، أثناء تقلبها في فراشها ، وصراعها بين نعاس تتوق لإخماده وحزن يتوقد داخلها ، يلهبها ويسلبها نومها .بذرات رطبة تصافح خدها ، تًنسِلُ ملوحة وجنتيها وتنشر رذاذا ليْنا يعانق جبينها ، يحملها على سحب زرق ،يُأرجح جسدها بهدوء عذب ، وحروف شعرية جعلتها تغفو ....
أفاقت ، ابتسمت ، وطرحت عليه تحية الصباح.
- الوقت لايزال مساء .
- أحقا ؟!
- حقا
- أشعر كأني نائمة منذ زمن .
- ذلك لانك نمتِ بلا حزن .
فطنت حينها لكومات الحزن التي بعثرتها خارجها فبل ان تذهب للنوم .
- إنه هنا ...
داقا على صدره .
- ولكنني وضعته فوق السرير ، وجانبي هنا ، و...
- كان سيعرف كيف ينسلَْ الى قلبكِ أثناء نومك لذا كان لابد من أن أضعه هنا.
- بقلبك؟
- بقلبي.
- أنت ؟ من أنت ؟
- ألا تعرفينني ؟
- لا أدري ... أعرفك ولا أعرفك ، أتعرفني أنت ؟
- أنا مثلك لا أدري...
- فمن نحن ؟
- لا تتعبي نفسك ... سأكتفي بحقيقة أني عرفتكِ يوما ....
- ستكتفي ؟
- سأكتفي .
- سأكتفي اذا .
- تعالي ..
- إلى أين ؟
هناك ... خارج هذه الجدار يوجد نهر ... مياهه لآليء ، على ضفتيه تنمو زهرة الياسمين ، تبث العطر... يقولون أنه إن استنشقت عطرها ، فسيحملك العبير الى قلب أحدهم .
- وماذا يحدث بعدها ؟
- ستشعرين بالحب.
- حب!
-أتدرين كيف يبدو؟
-أخبرني .
- سأحاول... ، انه حلو مر ، سلس صعب ، انه الحياة والموت .
- لست أفهم !
- حسنا ... سأحاول الاقتراب أكثر ، انه شعور يجعلنا نبدو كمن يهوي الى الزمن المطلق ، حيث تغيب الحيثيات الملموسة ، وتنعكس الموازين الثابتة .
كمن يدرك بلا إدراك ، ويعي بلا وعي.يتحرر من جسده وروحه وذاته .ينطلق شفافا بلا وزن أو كيان .
يرتعش منتشيا مأخوذا بسحر ، و ينتفض ألما مأسورا بسحر.
كمن يتحرر ليؤسر من جديد ، تجتاحه فوضى عارمة من حواس ذوات جذور متشابكه ، فلا يملك في خضبها الا البكاء والضحك معا .
تماما كمجنون ، لامس للمرة الأولى جدار التعقل ، وفي معظم الأحيان ، يحملنا نرقص ، عمرا بأكمله ولا يتركنا الا أجسادا منهكة ...
- أهذا ما يفعله الحب ؟
- وأكثر ...هل تأتين .؟
- سآتي .
تقدمها نازلا درجات السلم متجها الى الباب فتبعته برداء نومهلي يمتمعانقا كل ما يمر عليه وكأنه يدرك أن ذهابها لا رجعة فيه ، كادت أن تطأ الأرض لولا أنه تنبه ، توقف ، استدار نحوها ، فسألها:
- ولكن الى أين تريدين أن يحملك العبير .
- الى قلبك ..
- قلبي !
- ألم يحمل حزني ؟
أخذ مهتاجا يجري باتجاه النوافذ جميعها ليسدها ، فيحبس عبير الياسمين المتسرب من بين دفاتها ،صارخا :
- قلبي يحمل حزن الكون .
ذهلت ، تسمرت في مكانها ، ولا شيء فيها يتحرك ، سوى مقلتين متقدتين تتبعانه ، وعبرات تتمايل على خدين مشتعلين .
- ماذا بك ..؟
- لن أسمح لكِ بحبي ...
- لماذا ؟
- لماذا ؟ .. لماذا ؟
تهاوى على ركبتيه أمامها ، انحنت ... وأخذت تجفف دموعه المتصببة بطرف ردائها . اقتربت منه اشتمته ، وهمست .
- هل أخبركَ شيئا ...؟
لم يجدِ غلقك النوافذ ...