ما بعرف
06/10/2007, 11:59
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
من «الليلة الثانية بعد الألف»
ماهر منصور
دمشق :
بلا لون أو طعم، يتقدم مسلسل «الليلة الثانية بعد الألف» لكاتبه جمال حمدان ومخرجه عامر فهد، دون أن يعلن انتماءه صراحة إلى أي جنس درامي. فالكوميدي فيه تهريج بقي دون مستوى الإضحاك، وثوب التاريخي الفانتازي غريب عنه. أما السياسي الذي يطرحه، كمضمون، فهو ركيك.
على هذا النحو بقي المسلسل هجيناً، اختلطت الأجناس الدرامية، كما الأفكار، فيه. دون أن يستطيع تحقيق توازن معقول بينها. فبقي يراوح في منطقة أقرب إلى كوميديا بدائية تعرضها فرقة مدرسية للهواة.
تسطيح للأفكار ومباشرة غريبة في طرحها وترميز ساذج. هكذا ببساطة قدم «الليلة الثانية بعد الألف» نفسه، ورغم سعيه لتبني القضايا العربية المعاصرة الكبرى في طرحه، إلا أنه لم يحسن التعامل معها، حين استخف بجدية ما يتناوله منها، استخفاف طال بطريقة المعالجة الفنية أيضاً، وأصاب فيما أصاب أداء ممثلين كبار، بدوا غرباء عن تاريخهم الفني.
الحكاية قدمت نفسها بعناوين عريضة: «رؤيا نقدية للعصر الذي نعيش فيه، تركز على بعض الأحداث المؤثرة فيه..»، من خلال زمن مفترض هو «الليلة الثانية بعد الألف»، يعيش فيه شهريار وشهرزاد في القرن الواحد والعشرين، ويتعاملان مع الأحداث المعاصرة بوصفهما جزءاً منها، كما لو أن العمر امتد بهما دون انقطاع منذ أقدم العصور حتى اليوم. وقد استغنى صناع العمل عن الفجوة بين زمننا وزمن شهريار لمصلحة دمجمها معاً ابتعاداً عن «كوميديا التهريج» وفق ما ورد في ملخص التعريف بالعمل.
إلا أن ما من شيء في «الليلة الثانية بعد الألف» بقي على حاله، فالحكاية عانت من تسطيح لأفكارها على نحو تقزمت فيها أحداث العصر الساخنة كالإرهاب، ترسيم الحدود، لجنة التحقيق الدولية، والسلاح النووي، عمليات الخطف، البترول... ووقعت جميعها في هوة الترميز الساذج.
أما المثير للدهشة حقاً، فهي الأسماء الفنية الكبيرة التي ارتضت أن تقدم عملاً محكوماً بالرداءة. فخلال سنوات قليلة، منذ قدم الممثل عابد فهد شخصية «جساس» في «الزير سالم»، وألحقها بعدد من الأدوار المهمة كان آخرها شخصية «الظاهر بيبرس»، أصبح الممثل الشاب نجماً تلفزيونياً، لا يمكن أن يربط الناس بينه وبين الرداءة. ولذا يحق أن نتساءل: هل يرضى عابد فهد نفسه أن يدرج شخصية «شهريار» التي أدّاها في «الليلة الثانية بعد الألف» إلى جانب شخصياته السابقة؟! لا نعتقد ذلك.
التساؤل ذاته سيطرح على النجمة أمل عرفة التي، رغم تحفظنا على عدد من أدوارها السابقة، نعتقد أن لديها القدرة الدائمة على البقاء في دائرة الضوء، وأن بوسعها دائماً أن تضطلع بدورها النجومي في ذروة المشاهدة التلفزيونية. لكنها بشخصية شهرزاد أدخلت مقدراتها التمثيلية في ورطة، فالعمل أصغر بكثير من أن تؤديه ممثلة مثلها.
ولعل المقارنة الأشد قسوة هي بين أدوار النجم المغربي محمد مفتاح في الدراما السورية، لاسيما دراما الأندلس التاريخية، مع شخصية.. «مسرور»، السيّاف التي أداها في المسلسل، دون أن نعرف ما الذي أغراه بلعب هذه الشخصية! لقد غامر محمد مفتاح، بمسروره هذا، بتاريخه الفني.
حكم القيمة ذاته ينطبق على النجوم عبد الهادي صباغ ومنى واصف و ديمة قندلفت وآخرين. جميعهم لا ندري أين كان حكم تاريخهم الفني وهم يوافقون على تجسيد أدوارهم في «الليلة الثانية بعد الألف».
فنياً وفكرياً سقط مسلسل «الليلة الثانية بعد الألف» وأسقط نجومه، ولعله من باب الرأفة بالتاريخ الفني لهؤلاء النجوم وسحر حكاية ألف ليلة وليلة.يصبح لزاماً الدعوة للعودة لليلة الأولى بعد الألف، والاكتفاء بها كنهاية أكيدة لحكاية شهريار وشهرزاد.
تعرضه الفضائية السورية الساعة الرابعة من بعد الظهر
من «الليلة الثانية بعد الألف»
ماهر منصور
دمشق :
بلا لون أو طعم، يتقدم مسلسل «الليلة الثانية بعد الألف» لكاتبه جمال حمدان ومخرجه عامر فهد، دون أن يعلن انتماءه صراحة إلى أي جنس درامي. فالكوميدي فيه تهريج بقي دون مستوى الإضحاك، وثوب التاريخي الفانتازي غريب عنه. أما السياسي الذي يطرحه، كمضمون، فهو ركيك.
على هذا النحو بقي المسلسل هجيناً، اختلطت الأجناس الدرامية، كما الأفكار، فيه. دون أن يستطيع تحقيق توازن معقول بينها. فبقي يراوح في منطقة أقرب إلى كوميديا بدائية تعرضها فرقة مدرسية للهواة.
تسطيح للأفكار ومباشرة غريبة في طرحها وترميز ساذج. هكذا ببساطة قدم «الليلة الثانية بعد الألف» نفسه، ورغم سعيه لتبني القضايا العربية المعاصرة الكبرى في طرحه، إلا أنه لم يحسن التعامل معها، حين استخف بجدية ما يتناوله منها، استخفاف طال بطريقة المعالجة الفنية أيضاً، وأصاب فيما أصاب أداء ممثلين كبار، بدوا غرباء عن تاريخهم الفني.
الحكاية قدمت نفسها بعناوين عريضة: «رؤيا نقدية للعصر الذي نعيش فيه، تركز على بعض الأحداث المؤثرة فيه..»، من خلال زمن مفترض هو «الليلة الثانية بعد الألف»، يعيش فيه شهريار وشهرزاد في القرن الواحد والعشرين، ويتعاملان مع الأحداث المعاصرة بوصفهما جزءاً منها، كما لو أن العمر امتد بهما دون انقطاع منذ أقدم العصور حتى اليوم. وقد استغنى صناع العمل عن الفجوة بين زمننا وزمن شهريار لمصلحة دمجمها معاً ابتعاداً عن «كوميديا التهريج» وفق ما ورد في ملخص التعريف بالعمل.
إلا أن ما من شيء في «الليلة الثانية بعد الألف» بقي على حاله، فالحكاية عانت من تسطيح لأفكارها على نحو تقزمت فيها أحداث العصر الساخنة كالإرهاب، ترسيم الحدود، لجنة التحقيق الدولية، والسلاح النووي، عمليات الخطف، البترول... ووقعت جميعها في هوة الترميز الساذج.
أما المثير للدهشة حقاً، فهي الأسماء الفنية الكبيرة التي ارتضت أن تقدم عملاً محكوماً بالرداءة. فخلال سنوات قليلة، منذ قدم الممثل عابد فهد شخصية «جساس» في «الزير سالم»، وألحقها بعدد من الأدوار المهمة كان آخرها شخصية «الظاهر بيبرس»، أصبح الممثل الشاب نجماً تلفزيونياً، لا يمكن أن يربط الناس بينه وبين الرداءة. ولذا يحق أن نتساءل: هل يرضى عابد فهد نفسه أن يدرج شخصية «شهريار» التي أدّاها في «الليلة الثانية بعد الألف» إلى جانب شخصياته السابقة؟! لا نعتقد ذلك.
التساؤل ذاته سيطرح على النجمة أمل عرفة التي، رغم تحفظنا على عدد من أدوارها السابقة، نعتقد أن لديها القدرة الدائمة على البقاء في دائرة الضوء، وأن بوسعها دائماً أن تضطلع بدورها النجومي في ذروة المشاهدة التلفزيونية. لكنها بشخصية شهرزاد أدخلت مقدراتها التمثيلية في ورطة، فالعمل أصغر بكثير من أن تؤديه ممثلة مثلها.
ولعل المقارنة الأشد قسوة هي بين أدوار النجم المغربي محمد مفتاح في الدراما السورية، لاسيما دراما الأندلس التاريخية، مع شخصية.. «مسرور»، السيّاف التي أداها في المسلسل، دون أن نعرف ما الذي أغراه بلعب هذه الشخصية! لقد غامر محمد مفتاح، بمسروره هذا، بتاريخه الفني.
حكم القيمة ذاته ينطبق على النجوم عبد الهادي صباغ ومنى واصف و ديمة قندلفت وآخرين. جميعهم لا ندري أين كان حكم تاريخهم الفني وهم يوافقون على تجسيد أدوارهم في «الليلة الثانية بعد الألف».
فنياً وفكرياً سقط مسلسل «الليلة الثانية بعد الألف» وأسقط نجومه، ولعله من باب الرأفة بالتاريخ الفني لهؤلاء النجوم وسحر حكاية ألف ليلة وليلة.يصبح لزاماً الدعوة للعودة لليلة الأولى بعد الألف، والاكتفاء بها كنهاية أكيدة لحكاية شهريار وشهرزاد.
تعرضه الفضائية السورية الساعة الرابعة من بعد الظهر