ما بعرف
08/10/2007, 13:11
«يديعوت أحرونوت» ـ إيتان هابر
موظفو البيت الابيض في واشنطن يعرفون جميعاً أن هناك كلمة يحظر عليهم التفوّه بها بحضور الرئيس جورج دبليو بوش، وأن النطق بها يشكل خطراً حقيقياً عليهم: «كلينتون». ليست هناك شخصية يبغضها بوش أكثر من سلفه. هو ووالده وأمه لا ينسون للحظة كيف ألقى بيل كلينتون بوش الأب من فوق درجات البيت الابيض، وكيف احتفل بعد ذلك بصور بهيجة في الشرق الأوسط: سلام مع الأردن واتفاق مع الفلسطينيين. والآن، من الذي يطل برأسه عبر النوافذ الى داخل «الغرفة البيضاوية»، مكتب الرئيس، في ذلك المقر؟ إنه كلينتون ولكن بحذاء ذي كعبين في هذه المرة. الله يستر.
بوش الأب عاد الى مزرعته في «كينيبينكفورت ماين» حاسر الرأس: التاريخ الأميركي سيذكره بشكل رئيس كمسؤول عن «وصمة» العراق. وبوش الابن، الذي أراد أن يزيل وصمة العراق الاولى التي سبّبها والده، لن يتمكن من غسل وصمته هو حتى لو استخدم ألف مغسلة من مغاسل التاريخ. مسألة لا تصدق.
مؤتمر أنابوليس المنعقد في تشرين الثاني يمكن أن يكون بالنسبة إلى بوش الابن مسحوق غسيل ومبيضاً للوصمات لا بأس به إذا تمخّضت عنه تسوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
قبل أن يصل إلى ختام ولايته بعد عام، وقبل أن يتحول الى «بطة عرجاء» مكتملة، يمكن للرئيس الاميركي أن يشتري ما يفتقده وأن يضحك حتى على كلينتون: فهو إن أراد وقرر، يمكنه أن يفرض تسويات حتى درجة السلام بين الطرفين المتسببين بوجع رأس مزمن للعالم كله، ويعود الى «الغرفة البيضاوية» كمنتصر.
هل يقدر على ذلك؟ في الوقت الذي يربض فيه حجر الرحى العراقي فوق رقبته وشعبيته في الحضيض، ربما يرغب جورج دبليو بشدة في أن يتصرف على هذا النحو. يريد ولكنه لا يستطيع. بإمكانه في أقصى الأحوال أن يتمتم على مسامع إيهود أولمرت: كيف يمكن الخروج من ذلك؟ وسيقصد بسؤاله على ما يبدو العراق ومؤتمر أنابوليس على حد سواء.
لكن فرصته، حتى لو رغب في ذلك بكل إرادته وغضب وصرخ وهدّد، ليست جيدة: أمامه زعيمان معتدلان ودّيان أفضل من أي وقت مضى، ولكنهما غير قادرين على بيع البضاعة.
أولمرت، صاحب الدعم البرلماني الاسرائيلي الذي لم نشهد له مثيلاً منذ سنوات، يعرف جيداً أن هذا ما يريده بالضبط وما يجب أن يفعله: التوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين بسرعة بحيث يكون اتفاقاً قوياً ومعتبراً. عندئذ، سيطلقون عليه في كتب التاريخ «أبو السلام»، «الشخص الذي وضع نهاية لصراع دموي دام مئة عام». حتى إلياهو فينوغراد سيخرج حينئذ في رقصة فرح. أولمرت سيعتبر حينئذ واحداً من اثنين أو ثلاثة قادة عظام شهدتهم دولة إسرائيل عبر تاريخها.
إلا أن أولمرت يعرف جيداً أنه من اللحظة التي سيوقع فيها على الاتفاق في واشنطن الى أن يصل القدس بعد عشر ساعات طيران، سيفقد دعمه البرلماني بما في ذلك حزب العمل. آخرون سيتساءلون: سلام شامل مع الفلسطينيين؟ فليبدأ قبل ذلك بإزالة كرفانين وأربعة مستوطنين من بؤرة «تسالمونيم ز» الاستيطانية.
أما أبو مازن فلا حاجة لتضخيم الكلمات حوله، فقد كُتب كل شيء وقيل. عليه أن يشكر ربه في ظل وضعه الداخلي الحالي لأنه ينهض في كل صباح ويجد نفسه واقفاً على قدميه. إذا تنازل للإسرائيليين في إطار التسوية الشاملة، فسيرتب له أتباع «حماس» مكاناً تلقائياً في المقبرة ـــــ الى جانب عرفات وأبو جهاد والشيخ ياسين ويحيى عياش وآخرين.
«البطات العرجاء» الثلاث ستلتقي في الشهر المقبل في واشنطن، والمسألة التي توحدها وتقرّبها هي: كيف يمكن العودة الى البيت مع أقل قدر من الضرر؟ الجميع يذكرون فشل كامب ديفيد في أيام إيهود باراك وعرفات.
موظفو البيت الابيض في واشنطن يعرفون جميعاً أن هناك كلمة يحظر عليهم التفوّه بها بحضور الرئيس جورج دبليو بوش، وأن النطق بها يشكل خطراً حقيقياً عليهم: «كلينتون». ليست هناك شخصية يبغضها بوش أكثر من سلفه. هو ووالده وأمه لا ينسون للحظة كيف ألقى بيل كلينتون بوش الأب من فوق درجات البيت الابيض، وكيف احتفل بعد ذلك بصور بهيجة في الشرق الأوسط: سلام مع الأردن واتفاق مع الفلسطينيين. والآن، من الذي يطل برأسه عبر النوافذ الى داخل «الغرفة البيضاوية»، مكتب الرئيس، في ذلك المقر؟ إنه كلينتون ولكن بحذاء ذي كعبين في هذه المرة. الله يستر.
بوش الأب عاد الى مزرعته في «كينيبينكفورت ماين» حاسر الرأس: التاريخ الأميركي سيذكره بشكل رئيس كمسؤول عن «وصمة» العراق. وبوش الابن، الذي أراد أن يزيل وصمة العراق الاولى التي سبّبها والده، لن يتمكن من غسل وصمته هو حتى لو استخدم ألف مغسلة من مغاسل التاريخ. مسألة لا تصدق.
مؤتمر أنابوليس المنعقد في تشرين الثاني يمكن أن يكون بالنسبة إلى بوش الابن مسحوق غسيل ومبيضاً للوصمات لا بأس به إذا تمخّضت عنه تسوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
قبل أن يصل إلى ختام ولايته بعد عام، وقبل أن يتحول الى «بطة عرجاء» مكتملة، يمكن للرئيس الاميركي أن يشتري ما يفتقده وأن يضحك حتى على كلينتون: فهو إن أراد وقرر، يمكنه أن يفرض تسويات حتى درجة السلام بين الطرفين المتسببين بوجع رأس مزمن للعالم كله، ويعود الى «الغرفة البيضاوية» كمنتصر.
هل يقدر على ذلك؟ في الوقت الذي يربض فيه حجر الرحى العراقي فوق رقبته وشعبيته في الحضيض، ربما يرغب جورج دبليو بشدة في أن يتصرف على هذا النحو. يريد ولكنه لا يستطيع. بإمكانه في أقصى الأحوال أن يتمتم على مسامع إيهود أولمرت: كيف يمكن الخروج من ذلك؟ وسيقصد بسؤاله على ما يبدو العراق ومؤتمر أنابوليس على حد سواء.
لكن فرصته، حتى لو رغب في ذلك بكل إرادته وغضب وصرخ وهدّد، ليست جيدة: أمامه زعيمان معتدلان ودّيان أفضل من أي وقت مضى، ولكنهما غير قادرين على بيع البضاعة.
أولمرت، صاحب الدعم البرلماني الاسرائيلي الذي لم نشهد له مثيلاً منذ سنوات، يعرف جيداً أن هذا ما يريده بالضبط وما يجب أن يفعله: التوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين بسرعة بحيث يكون اتفاقاً قوياً ومعتبراً. عندئذ، سيطلقون عليه في كتب التاريخ «أبو السلام»، «الشخص الذي وضع نهاية لصراع دموي دام مئة عام». حتى إلياهو فينوغراد سيخرج حينئذ في رقصة فرح. أولمرت سيعتبر حينئذ واحداً من اثنين أو ثلاثة قادة عظام شهدتهم دولة إسرائيل عبر تاريخها.
إلا أن أولمرت يعرف جيداً أنه من اللحظة التي سيوقع فيها على الاتفاق في واشنطن الى أن يصل القدس بعد عشر ساعات طيران، سيفقد دعمه البرلماني بما في ذلك حزب العمل. آخرون سيتساءلون: سلام شامل مع الفلسطينيين؟ فليبدأ قبل ذلك بإزالة كرفانين وأربعة مستوطنين من بؤرة «تسالمونيم ز» الاستيطانية.
أما أبو مازن فلا حاجة لتضخيم الكلمات حوله، فقد كُتب كل شيء وقيل. عليه أن يشكر ربه في ظل وضعه الداخلي الحالي لأنه ينهض في كل صباح ويجد نفسه واقفاً على قدميه. إذا تنازل للإسرائيليين في إطار التسوية الشاملة، فسيرتب له أتباع «حماس» مكاناً تلقائياً في المقبرة ـــــ الى جانب عرفات وأبو جهاد والشيخ ياسين ويحيى عياش وآخرين.
«البطات العرجاء» الثلاث ستلتقي في الشهر المقبل في واشنطن، والمسألة التي توحدها وتقرّبها هي: كيف يمكن العودة الى البيت مع أقل قدر من الضرر؟ الجميع يذكرون فشل كامب ديفيد في أيام إيهود باراك وعرفات.